يستمر الجمهوريون بمجلس النواب في مساعيهم الهادفة إلى عزل الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ عقدت لجنة «المراقبة والإصلاح الحكومي»، الأربعاء، جلسة استماع بعنوان «النظر في استغلال جو بايدن لمنصبه الحكومي».
عنوان يعكس بوضوح هدف الجمهوريين، وهو تسليط الضوء على ممارسات عائلة بايدن بشكل عام ونجل الرئيس الأميركي هنتر بشكل خاص، الذي يواجه بدوره دعاوى قضائية في المحاكم الأميركية بتهم التهرب من الضرائب وامتلاك سلاح بطريقة غير مشروعة. وكان رئيس اللجنة الجمهوري، جايمس كومر، يأمل باستجواب هنتر بشكل علني في جلسة الاستماع، بعد جلسة مغلقة حضرها نجل الرئيس الأميركي وأجاب فيها عن أسئلة المشرعين. لكن مساعيه اصطدمت بحائط مسدود إثر رفض هنتر المثول في جلسة مفتوحة.
اتهامات بالكذب
وفي غياب هنتر، عمد كومر إلى استدعاء شاهدين آخرين لاستجوابهما بشأن ممارسات هنتر المالية: جايسون غالانيس، الذي مثل أمام أعضاء اللجنة من سجن فيدرالي في ولاية ألاباما حيث سُجن لفترة 14 عاماً بتهم الاحتيال المالي، وتوني بوبولينسكي أحد شركاء هنتر السابقين.
من ناحيتهم، استدعى الديمقراطيون في اللجنة ليف بارناس، شريك محامي الرئيس الأميركي دونالد ترمب رودي جولياني السابق، الذي تمت إدانته بتهم الاحتيال المالي. ولعب بارناس دوراً بارزاً في تسليط الضوء على مساعي الجمهوريين لتشويه سمعة بايدن، وهذا ما تحدث عنه كبير الديمقراطيين في اللجنة، جايمي راسكن، الذي قال إن تصريحات بارناس تدحض كل الادعاءات الجمهورية الموجودة في صلب مساعي العزل.
إلا أن رئيس اللجنة كومر لديه استراتيجية مختلفة، فهو يسعى للتركيز على الدور الذي لعبه الرئيس الأميركي للدفع بصفقات العائلة التجارية، على حد تعبيره. وقال في خطابه الافتتاحي إن جو بايدن اتخذ خطوات مختلفة لإثراء عائلته، موضحاً أن «عملية الاحتيال بسيطة. عائلة بايدن تعد بأنها تستطيع حل مشكلات الشركاء الأجانب من خلال الحديث مع الحكومة الأميركية. عائلة بايدن تعد باستخدام نفوذ جو، ثم يظهر جو بايدن، ومعه تظهر ملايين الدولارات في جيوب عائلته». واتهم كومر الرئيس الأميركي بالكذب على الأميركيين.
مهمة صعبة
لكن مهمة كومر والجمهوريين الداعمين لمساعي العزل تزداد صعوبة يوماً بعد يوم. ففي غياب أدلّة واضحة تُثبت تورط الرئيس الأميركي في ممارسات ابنه المثيرة للجدل، يزداد تردّد بعض الجمهوريين في المضي قدماً في قضية العزل. كما أن الأغلبية المتضائلة التي يتمتع بها الحزب الجمهوري في مجلس النواب بعد عدد من الاستقالات، تلقي بظلالها على عملية التصويت على إجراءات العزل في المجلس، وتُصعّب من عملية إقرارها.
إلى ذلك، يصف البيت الأبيض والديمقراطيون مساعي العزل بالمسرحية السياسية، داعين الجمهوريين إلى التخلي عن محاولاتهم لعزل الرئيس الأميركي نظراً لغياب أي أدلة، بحسب قولهم.
إلى ذلك، يصف البيت الأبيض والديمقراطيون مساعي العزل بالمسرحية السياسية، داعين الجمهوريين الى التخلي عن محاولاتهم لعزل الرئيس الاميركي نظراً لغياب أي أدلة، بحسب قولهم.