يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تصويتاً رئيسياً، اليوم، في مجلس النواب يمهّد لإطلاق تحقيقات عزله، ما يُنذر بمواجهة حادّة بين الجمهوريين والبيت الأبيض.
ويضغط الجمهوريون على رئيس مجلس النواب مايك جونسون لدفع التحقيق حول المعاملات المالية لأفراد عائلة بايدن، مثيرين تساؤلات أخلاقية حول استغلاله منصبه، رغم تشكيك بعض المشرعين في قدرة التحقيق على تقديم أدلة مجدية تدين بايدن مباشرة.
البحث عن الأدلة
ولكي ينجح التصويت على إجراء تحقيق المساءلة، سيتعين على جميع الجمهوريين في مجلس النواب التصويت لصالحه. وسيكون ذلك بمثابة اختبار لوحدة الحزب، نظراً للأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها داخل المجلس (221 عضواً جمهورياً، مقابل 213 عضواً ديمقراطياً). ويتحد الديمقراطيون في المجلس لمعارضة عملية عزل بايدن، ووصفوها بـ«المهزلة»، و«مناورة» من الحزب الجمهوري لصرف الانتباه عن الرئيس السابق دونالد ترمب ومشاكله القانونية.
وفي حال صوت مجلس النواب لصالح المقترح الجمهوري، فإن ذلك سيؤدي إلى استمرار التحقيقات لعدة أشهر، قد تمتد إلى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024. ويسعى بايدن لإعادة انتخابه، وسط تكهنات متزايدة بمنافسة محتملة بين بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب.
ويتزامن هذا التصويت مع استدعاء الجمهوريين لهانتر بايدن، نجل الرئيس، لحضور جلسة مغلقة للإجابة على أسئلة المشرعين حول معاملاته المالية. وطالب محامي نجل الرئيس أن تكون الجلسة مفتوحة، مشيراً إلى مخاوف بشأن تلاعب الجمهوريين بشهادة هانتر بايدن في الجلسة المغلقة، وفي المقابل هدد مشرعو الحزب الجمهوري بأنه إذا لم يظهر هانتر بايدن، فسوف يتحركون لمحاكمته بتهمة ازدراء الكونغرس.
استياء في البيت الأبيض
وصف البيت الأبيض التحرك الجمهوري في مجلس النواب بأنه «حيلة» من الجمهوريين المتحالفين مع الرئيس السابق دونالد ترمب لتعزيز حظوظه الانتخابية. وأشارت حملة إعادة انتخاب بايدن إلى أن الجمهوريين اعترفوا بعدم وجود أدلة تدعم التحقيقات لعزله، محذرين من أن هذه الإجراءات ستكبّد الحزب الجمهوري خسائر كبيرة.
وقال مايكل تايلر، مدير الاتصالات في الحملة الانتخابية لبايدن، إن «الحقيقة الوحيدة في هذه التحقيقات الزائفة أنها حيلة من قبل الجمهوريين لتعزيز حملة دونالد ترمب الرئاسية». وأضاف: «بدلاً من تركيز الجمهوريين على القضايا التي تهم الأميركيين، مثل خفض الأسعار، وخلق الوظائف، ومواجهة أزمة العنف المسلح، يقوم الجمهوريون المساندون لترمب وحركة MAGA بتحويل مجلس النواب إلى لعبة في يد دونالد ترمب».