«الداخلية الألمانية» تعتزم زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستانhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5183559-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%85-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86
«الداخلية الألمانية» تعتزم زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستان
برلين تدرس جميع الخيارات من الناحيتين القانونية والعملياتية
عمليات الترحيل الألمانية إلى أفغانستان ستزداد وهي دون مقابل (إكس)
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
«الداخلية الألمانية» تعتزم زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستان
عمليات الترحيل الألمانية إلى أفغانستان ستزداد وهي دون مقابل (إكس)
أعلن وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبرينت، اعتزامه زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستان.
غير أن وزارة الداخلية الألمانية لم توضِّح ما إذا كانت هذه العمليات ستُنظَّم كما في السابق بدعم من دولة قطر.
وفي تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قالت متحدثة باسم الوزارة: «تعمل الحكومة الاتحادية بشكل مكثّف على إرساء آلية دائمة لإعادة الترحيل»، مشيرة إلى أن برلين تدرس في هذا الشأن «جميع الخيارات من الناحيتين القانونية والعملياتية».
يذكر أن السلطات الألمانية نفَّذت عمليتَي ترحيل إلى أفغانستان، وذلك منذ استعادة حركة «طالبان» مقاليد الحكم في كابل في أغسطس (آب) 2021 ففي أغسطس 2024 - في عهد حكومة ائتلاف «إشارة المرور» برئاسة المستشار السابق أولاف شولتس - تم ترحيل 28 مداناً بجرائم إلى العاصمة الأفغانية.
عمليات الترحيل الألمانية إلى أفغانستان ستزداد وهي دون مقابل (إكس)
وفي يوليو (تموز)، أعادت طائرة 81 رجلاً إلى أفغانستان قالت ولايات ألمانية عنهم إن لهم سجلاً جنائياً يشمل ارتكاب جرائم قتل وجرائم جنسية وأعمال عنف وجرائم مخدرات. وكما أوضحت الحكومة الاتحادية، رداً على استفسار من كتلة حزب «اليسار» في البرلمان الألماني، فقد استُخدمت في أثناء عملية المناولة الأرضية في المطار وسائل تقييد مع 38 شخصاً من هؤلاء؛ بسبب سلوكهم.
ورداً على سؤال من كتلة «اليسار» حول ما إذا كانت حركة «طالبان» حصلت على مقابل لقبولها عملية الترحيل في 18 يوليو الماضي، أجابت الحكومة الاتحادية أن هذه العملية «تمت بوساطة دولة قطر في إطار الشراكة الاستراتيجية الأمنية المشتركة، من دون تقديم أي مقابل لذلك».
ولم تفصح الحكومة عن تفاصيل التنسيق بدعوى سرية هذه الإجراءات. وفي المقابل، انتقدت كلارا بونجر المتحدثة باسم كتلة اليسار لشؤون السياسة الداخلية، ما تقوم به الحكومة، قائلة: «تنفق الحكومة الاتحادية مبالغ طائلة على رحلات الترحيل، وتتعاون مع أنظمة استبدادية، وتزعم أن ذلك يخلق مزيداً من الأمن، وهذا كذب».
وتعدُّ أفغانستان حالياً البلد الرئيسي الذي ينحدر منه معظم الأشخاص المتقدمين بطلبات لجوء في ألمانيا.
وخلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الحالي، لم يستفد سوى 33 أفغانياً من عروض العودة الطوعية المدعومة من الحكومة الألمانية.
وكما أوضحت وزارة الداخلية الألمانية رداً على استفسار، فقد جرى دعم 5 حالات إضافية من العودة الطوعية إلى أفغانستان عبر برامج تابعة لولايات ألمانية. ولا تتوفر بيانات حديثة حول حالات العودة الطوعية غير المدعومة من الدولة.
واجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو انتقادات من الكونغرس بسبب دفع مبلغ 7.5 مليون دولار لحكومة غينيا الاستوائية للموافقة على استقبال مهاجرين مرحلين من أميركا
لافروف: نأمل ألا تتخذ واشنطن خطوات لتصعيد نزاع أوكرانيا
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أرشيفية)
عبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، عن أمله في ألا تتخذ واشنطن إجراءات من شأنها تصعيد النزاع في أوكرانيا.
وقال لافروف في مقابلة نُشرت في وقت متأخر من يوم أمس (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا دوماً إلى الحوار مع روسيا، وسعى إلى فهم الموقف الروسي حيال أوكرانيا بشكل كامل و«أظهر التزاماً بإيجاد حل سلمي مستدام".
ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن لافروف قوله «نحن ننشد إحكام المنطق السليم وأن يسود التمسك بهذا الموقف في واشنطن وأن يمتنعوا عن أي أعمال يمكن أن تصعد الصراع إلى مستوى جديد».
وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف قبيل مؤتمر ترمب وبوتين الصحافي 15 أغسطس (أ.ف.ب)
وقال لافروف إن ترمب أقر بأن أحد الأسباب وراء حملة روسيا هو توسع حلف شمال الأطلسي ونشر بنيته التحتية بالقرب من حدودها.
ونقلت الوكالة عن لافروف قوله «هذا في جوهره هو ما كان يحذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا على مدى السنوات العشرين الماضية».
وأضاف لافروف أن أوروبا عازمة على تقويض التحركات الأميركية لإيجاد حل سلمي.
وقال إن أوروبا «تخرب كل جهود صنع السلام وترفض الاتصالات المباشرة مع موسكو. هم يفرضون عقوبات جديدة ترتد على اقتصاداتهم بشكل أكبر. ويتأهبون علانية لحرب أوروبية كبرى جديدة ضد روسيا».
وأشار إلى أن موسكو مستعدة لاستئناف الاتصالات مع أوروبا «عندما ينتهي جنون الرهاب من روسيا. لا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك».
ويتهم القادة الأوروبيون روسيا بشن «حرب متعددة الوسائل» ضد الديمقراطيات الأوروبية وتعهدوا بالرد.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي الداعمة لأوكرانيا الشهر الماضي على حزمة العقوبات رقم 19 ضد روسيا وتناقش سبل زيادة الدعم المالي لكييف سواء عبر إقراضها الأموال أو استخدام الأصول الروسية المجمدة.
ألمانيا توقف شخصاً إضافياً بشبهة الانتماء إلى خلية تابعة لـ«حماس»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5208171-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D8%A5%D8%B6%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D9%80%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3
النيابة العامة الفيدرالية الألمانية تعلن إيقاف مشتبه به بالانتماء إلى خلية تابعة لحركة «حماس» (أ.ف.ب)
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
برلين:«الشرق الأوسط»
TT
ألمانيا توقف شخصاً إضافياً بشبهة الانتماء إلى خلية تابعة لـ«حماس»
النيابة العامة الفيدرالية الألمانية تعلن إيقاف مشتبه به بالانتماء إلى خلية تابعة لحركة «حماس» (أ.ف.ب)
أعلنت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية، الأربعاء، أن الشرطة أوقفت مشتبهاً به بالانتماء إلى خلية تابعة لحركة «حماس» كانت تخطط لهجمات تستهدف مؤسسات إسرائيلية أو يهودية.
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أوضحت النيابة أن الموقوف (برهان. ك)، المولود في لبنان، اعتُقل مساء الثلاثاء أثناء دخوله ألمانيا من جمهورية التشيك.
وأشارت إلى أن المشتبه به اشترى في أغسطس (آب) «بندقية آلية وثمانية مسدسات من نوع غلوك وأكثر من 600 طلقة ذخيرة داخل ألمانيا»، ونقلها إلى مشتبه به آخر يُدعى (وائل. ف).
وكان الأخير من بين ثلاثة رجال أُوقفوا الشهر الماضي في برلين للاشتباه في حيازتهم أسلحة وذخائر.
وأضافت النيابة العامة أن الشرطة الدنماركية فتشت مواقع في كوبنهاغن ومحيطها على صلة بكل من (برهان. ك). ومشتبه به آخر، فيما اعتُقل مشتبه إضافي الأسبوع الماضي في لندن بناء على طلب من السلطات الألمانية.
من جهتها، نفت حركة «حماس» الفلسطينية أي صلة لها بالمخطط.
تقدم روسي متسارع يربك الغربhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5208143-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%8A%D8%B1%D8%A8%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8
سيارة مدمرة في مدينة بوكروفسك مع تقدم القوات الروسية أمس (رويترز)
بينما تسعى كييف لتثبيت خطوطها قبل حلول الشتاء، تبدو أوروبا غارقة في «المنطقة الرمادية» بين الحرب والسلم، في وقت تتكثف فيه الهجمات السيبرانية وحوادث التخريب والتجسس بالطائرات المسيرة، ما يعكس تصعيداً روسيّاً غير معلن يتجاوز حدود أوكرانيا. وتتواصل مؤشرات التحول الميداني في الحرب الروسية - الأوكرانية، مع تحقيق القوات الروسية مكاسب متتالية على جبهات القتال، وسط تراجع القدرات الدفاعية الأوكرانية ونفاد الذخائر الغربية.
بحسب تحقيق موسع نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، يشهد المجال الجوي الأوروبي موجة غير مسبوقة من الطائرات المسيرة المجهولة المصدر، يُشتبه بأن روسيا تقف وراءها.
Russian President Vladimir Putin chairs a meeting with members of the Security Council in Moscow, Russia, November 5, 2025. Sputnik/Gavriil Grigorov/Pool via REUTERS
في ألمانيا وحدها، رُصدت 3 اختراقات يومياً فوق منشآت عسكرية وصناعية حساسة، بينما أغلقت مطارات كبرى، مثل فرانكفورت وميونيخ مؤقتاً بسبب خطر الاصطدام بطائرات مدنية. وقالت الصحيفة إن هذه الحوادث ليست سوى «قمة جبل الجليد» في حرب هجينة متصاعدة تشمل تخريباً في السكك الحديدية، وهجمات إلكترونية على بنى تحتية للطاقة، وحملات تضليل إعلامي تستهدف الرأي العام الأوروبي.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس لخّص الموقف بدقة حين قال: «لسنا في حرب مع روسيا، لكننا لم نعد في سلام أيضاً». فالقارة، بحسب مراقبين، تعيش حالة من «اللايقين الاستراتيجي»؛ إذ تواجه تهديداً غير تقليدي يصعب الردّ عليه عسكرياً دون المخاطرة بتصعيد شامل.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يصافح أحد الجنود بالقرب من مدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك (أ.ب)
غير أن الكرملين اتهم الأوروبيين، قائلاً إن هناك «أجواء عسكرية» في أوروبا، وإن روسيا ترى أن أوروبا تستعد للحرب معها، ما قد يؤدي إلى إجهاد اقتصاداتهم، بحسب المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف.
تزايد الشكوك وتآكل الردع
الاتهامات الغربية لروسيا بالتورط في تلك الهجمات تأتي في سياق التقدم العسكري الروسي داخل أوكرانيا، وتراجع الدعم الغربي. فبينما تنفي موسكو أي علاقة بالاختراقات، يرى محللون أن الكرملين يستخدم هذه الوسائل لتقويض الجبهة الداخلية الأوروبية وإضعاف حماسها لدعم كييف.
وقد وثّقت أجهزة الأمن الألمانية آلاف الحوادث المرتبطة بطائرات مسيّرة خلال هذا العام، بعضها فوق مصانع للأسلحة والبنية التحتية للطاقة. ووفق تقرير داخلي للشرطة الفيدرالية الألمانية بعنوان «السلاح الجديد: الطائرة المسيرة»، فإن عدد الحوادث تجاوز 4 آلاف، معظمها منسق، ما يشير إلى تورط جهة فاعلة.
وتعاني السلطات الأوروبية من صعوبات تقنية وقانونية في مواجهة هذه التهديدات. فالكشف عن طائرات صغيرة منخفضة الارتفاع أمر معقد، كما أن إسقاطها في مناطق مأهولة قد يثير مشكلات أمنية وقضائية. هذا الارتباك الإداري بين الشرطة والجيش وهيئات الطيران المدني جعل بعض الخبراء يحذرون من أن «الدول لم تعد تسيطر فعلياً على أجوائها».
بوتين خلال تفقده جنوداً مصابين في مستشفى عسكري بموسكو (رويترز)
التهديد لا يقتصر على الجو. فقد شهد العام الماضي سلسلة حوادث غامضة في المياه الأوروبية، بينها تخريب كابلات بحرية وأنابيب غاز تربط القارة بالأسواق العالمية. ورغم غياب الأدلة القاطعة، يشتبه مسؤولون في أن موسكو تسعى لإظهار قدرتها على ضرب نقاط ضعف أوروبا الحيوية دون إطلاق النار. ويقول ديف بيتس، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن «الخصوم أدركوا أن بإمكانهم الاختباء خلف الغموض والإنكار لتنفيذ عمليات تخريب وإكراه سياسي دون إثارة ردّ عسكري».
إلى جانب ذلك، رصدت وحدات الاستخبارات الأوروبية نشاطاً متزايداً لحملات التضليل الإعلامي عبر الإنترنت. شركة «غوغل ثريت إنتليجنس» أكدت ارتفاعاً كبيراً في المحتوى الموالي لروسيا الذي يسعى إلى إضعاف الدعم الشعبي لأوكرانيا وإبراز موسكو في صورة المنتصر، خصوصاً بعد الانتهاكات الجوية الأخيرة في بولندا وبلجيكا.
جندي أوكراني يسير بجوار مبانٍ متضررة وسط بوكروفسك في منطقة دونيتسك بأوكرانيا (أ.ب)
تبدل موازين القوى
على الأرض، تشير تقارير ميدانية إلى أن القوات الروسية استعادت المبادرة على جبهات الشرق والجنوب، خصوصاً في دونيتسك وزابوروجيا، وسط صعوبات متزايدة تواجهها القوات الأوكرانية في تأمين الذخائر وقطع الغيار. ويرى محللون أن الحملة الروسية اعتمدت تكتيك «القضم البطيء»، مستفيدة من الإنهاك الأوكراني وتراجع الإمدادات الغربية.
وتحدثت مصادر عسكرية غربية عن تراجع الدعم اللوجستي الأميركي بعد إعادة إدارة الرئيس دونالد ترمب النظر في برامج المساعدات، مقابل تعزيز العقوبات الاقتصادية على موسكو. فقد فرضت واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول) عقوبات مشددة على شركتي «روسنفت» و«لوك أويل»، متهمة الكرملين بتمويل عملياته العسكرية من عائدات النفط. كما أعلنت لندن حظر خدمات الشحن البحري للغاز الطبيعي الروسي، في خطوة إضافية لخنق موارد موسكو.
مدفعيون أوكرانيون يطلقون النار من مدفع «هاوتزر» ذاتي الحركة باتجاه القوات الروسية بالقرب من بلدة بوكروفسك على خط المواجهة في منطقة دونيتسك يوم 15 أكتوبر 2025 (رويترز)
تخوف من تمدد الصراع شرقاً
لكن القلق الأكبر يتمثل في احتمال أن تمتد الحرب خارج أوكرانيا. صحيفة «واشنطن بوست» حذّرت في افتتاحيتها من أن «الكرملين بدأ ينقل أدوات الحرب الهجينة إلى جواره الآسيوي»، مشيرة إلى مؤشرات على نشاط روسي مريب في كازاخستان وأرمينيا، وهما بلدان مهمان في المجال الحيوي الروسي.
وتحدثت تقارير استخباراتية عن محاولات روسية لإثارة اضطرابات في المناطق ذات الغالبية الروسية في كازاخستان، فيما كشفت السلطات الأرمينية مؤامرة انقلابية يُشتبه في ضلوع رجال أعمال موالين لموسكو فيها.
ويرى محللون أن هذه التحركات تهدف إلى منع انزياح دول آسيا الوسطى والقوقاز نحو الغرب، بعد أن فقدت موسكو كثيراً من نفوذها هناك بفعل حرب أوكرانيا. ويقول خبراء أميركيون إن روسيا، العاجزة حالياً عن فتح جبهات جديدة عسكرية، تفضل الاستثمار في الفوضى السياسية والمعلوماتية لتقويض خصومها. ويحذر هؤلاء من أن «الفرصة الجيوسياسية لاحتواء النفوذ الروسي لن تدوم طويلاً»، داعين واشنطن والاتحاد الأوروبي إلى دعم اقتصادي واستثماري أوسع في آسيا الوسطى وجنوب القوقاز، ولا سيما قطاعات المعادن النادرة والطاقة.
مجموعة السبع: دعم هشّ وتردد متزايد
في خضم هذه التطورات، اجتمع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في نياغرا على الحدود الأميركية - الكندية، في محاولة لتوحيد الموقف الغربي بشأن أوكرانيا. لكن خلف البيانات المتفائلة، بدت الانقسامات واضحة. فبينما شددت ألمانيا وفرنسا على ضرورة إيجاد «مخرج دبلوماسي» يوقف الحرب، دعت واشنطن ولندن إلى مواصلة الضغط الاقتصادي والعسكري على موسكو. وقالت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند إن «العالم يواجه بيئة متقلبة ومعقدة، والتحدي هو في الحفاظ على وحدة الصف الغربي».
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تواجه فيه كييف شتاءً قاسياً جديداً، مع تدمير متكرر لمحطات الكهرباء والبنية التحتية للطاقة. وتشير تقديرات أوكرانية إلى أن أكثر من 40 في المائة من منظومتها الكهربائية خرجت عن الخدمة، فيما يزداد الضغط الداخلي على الحكومة الأوكرانية للبحث عن تسوية.
ويجد الغرب نفسه أمام مشهد ضبابي: روسيا تتقدم عسكرياً، وتوسّع نفوذها عبر «حروب رمادية» تتحدى الخطوط الحمراء دون تجاوزها، بينما يعاني التحالف الغربي من إنهاك مالي وسياسي متزايد. وفيما تسعى كييف للصمود مدعومة بتعاطف شعبي واسع، تدرك أن ميزان القوى بدأ يميل تدريجياً لمصلحة موسكو.
ويرى مراقبون أن ما يجري اليوم لا يشبه الحرب الباردة القديمة، بل صراعاً مفتوحاً ومتعدد الطبقات، عسكرياً وإلكترونياً ومعلوماتياً واقتصادياً، تخوضه روسيا لإعادة رسم موازين القوة في أوروبا والعالم. وفي حين تصرّ موسكو على أن عمليتها في أوكرانيا تسير وفق «خطة محسوبة»، فإن الأوروبيين يعيشون اليوم مرحلة بينية قلقة، لا حرب شاملة فيها، ولا سلام حقيقي، بل واقع رمادي جديد يجعل القارة على حافة مواجهة أكبر لا يمكن التنبؤ بنتائجها.