«الطلقة الأخيرة»: وثائق سوفياتية مثيرة تزعم أن هتلر أُعدم بأمر شخصي داخل مخبئه

هتلر خلال عرض عسكري في روما عام 1941 (أرشيفية - رويترز)
هتلر خلال عرض عسكري في روما عام 1941 (أرشيفية - رويترز)
TT

«الطلقة الأخيرة»: وثائق سوفياتية مثيرة تزعم أن هتلر أُعدم بأمر شخصي داخل مخبئه

هتلر خلال عرض عسكري في روما عام 1941 (أرشيفية - رويترز)
هتلر خلال عرض عسكري في روما عام 1941 (أرشيفية - رويترز)

في تطور تاريخي لافت، أفرجت الاستخبارات الروسية عن وثائق سرية تكشف روايةً صادمةً ومغايرةً لنهاية أدولف هتلر، بعد مرور 80 عاماً على سقوط برلين.

تزعم الوثائق، التي نشرها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، أن هتلر لم ينتحر كما هو شائع، بل أُعدم برصاصة في الرأس أطلقها عليه كبير خدمه الشخصي بأمر مباشر منه، وهو ما يتناقض جذرياً مع الرواية التقليدية التي تقول إنه أطلق النار على نفسه بعد ابتلاعه كبسولة «سيانيد»، وفقاً لصحيفة «الصن».

وتستند هذه الرواية إلى شهادة الفريق أول في الشرطة النازية، هانز راتنهوبر، الذي أفاد أمام المحققين السوفيات بأن هتلر، بسبب شكوكه في فاعلية السم نتيجة كثرة الحقن الطبية التي كان يتلقاها، أمر خادمه هاينز لينغه بإطلاق النار عليه بعد تناول السم. ووفقاً للشهادة، نفّذ لينغه الأمر فوراً.

 

رغم أن هذه الشهادة ظهرت في الغرب إبان الحرب الباردة، فإنها كانت تُصنَّف حينها جزءاً من حرب المعلومات السوفياتية، خصوصاً أنها تتناقض مع إفادة لينغه نفسه، الذي أكد للسوفيات أن هتلر انتحر فعلاً، خوفاً من الوقوع في أيدي الحلفاء بعد انهيار الرايخ الثالث (الإمبراطورية الألمانية).

الوثائق، التي تم رفع السرية عنها، تضمَّنت أيضاً صوراً لبقايا أسنان هتلر المتفحمة، التي أظهرت دليلاً على تناوله «سيانيد»، كما أُرفقت بآخر صورة معروفة له، إضافة إلى إفادات مفصلة من المقربين منه في أيامه الأخيرة داخل المخبأ.

في تسجيل مُصوَّر بثَّه مؤرخ روسي، تم تسليط الضوء على الشهادة المفصلة التي أدلى بها لينغه، التي شملت حتى تفاصيل دقيقة عن ملابس هتلر وإيفا براون خلال لحظة وفاتهما.

وذكر المؤرخ في التسجيل: «كان هتلر يدرك أن لا جدوى من استمرار القتال. حالتاه النفسية والجسدية كانتا متدهورتين بشدة، وكان خائفاً من أن يُقبض عليه في أثناء محاولته الفرار. أوهامه بالعظمة منعته من التفكير في الاستسلام أو التفاوض مع المنتصرين».

الوثائق أظهرت كذلك كيف ضغط السوفيات على أوتو غونشه، المساعد الشخصي لهتلر، لانتزاع شهادته. فبعد أسره، نُقل غونشه إلى موسكو، حيث وُضع في زنزانة مع نازي سابق يُدعى الكولونيل ريملينغر، تم تكليفه لإقناعه بالتعاون.

كتب ريملينغر في تقريره: «أقنعناه بأن انتحار هتلر والتحولات العميقة في ألمانيا قد حرَّرته من قسم الولاء للزعيم. ومع سقوط النظام النازي، أصبحت شهادته مجرد مسألة ذات قيمة تاريخية».

واستُكملت الوثائق برواية من وحدة «سميرش» التابعة للجيش السوفياتي، تفيد بأنهم عثروا على جثتين متفحمتين في حديقة مستشارية الرايخ، يُعتقد أن إحداهما تعود لهتلر.

وبحلول 8 مايو (أيار) 1945، أُنجز أول تقرير جنائي يتعلق بهوية الجثة.

رغم اختلاف الروايات، تبقى نهاية هتلر لغزاً يفتح أبواباً واسعة للتأويل، في ظل التناقض بين الروايات الغربية والتقارير السوفياتية التي لا تزال تُفاجئ العالم حتى اليوم.


مقالات ذات صلة

«أدولف هتلر» يغير اسمه مع اقتراب فوزه بالانتخابات في ناميبيا

أفريقيا زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر (يمين) والسياسي من ناميبيا أدولف هتلر أونونا (أرشيفية - أ.ف.ب - مجلس أوشانا الإقليمي)

«أدولف هتلر» يغير اسمه مع اقتراب فوزه بالانتخابات في ناميبيا

ذكرت صحيفة محلية في ناميبيا، أن سياسيّاً كان يعرف من قبل باسم «أدولف هتلر أونونا»، قام بتغيير اسمه، حيث حذف كلمة «هتلر» من اسمه في الوثائق الرسمية.

«الشرق الأوسط» (ويندهوك )
يوميات الشرق أدولف هتلر (يمين) يركب في سيارة مع الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني (يسار) أثناء الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب)

باحثون يحللون الحمض النووي لهتلر... ماذا كشف؟

قام باحثون بتحليل عينة من الحمض النووي يُعتقد أنها تعود لأدولف هتلر، والتي يقولون إنها تكشف عن أن ديكتاتور ألمانيا النازية كانت لديه علامة وراثية لاضطراب نادر.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شعار «غروك» مساعد الذكاء الاصطناعي المطور من شركة «إكس إيه آي» الناشئة المملوكة لإيلون ماسك (رويترز)

انتقادات تطول برنامج الذكاء الاصطناعي «غروك» بعد تحديثه الأخير

شكّل «غروك» مساعد الذكاء الاصطناعي المطوَّر من شركة «إكس إيه آي» الناشئة المملوكة لإيلون ماسك، محور جدل واسع بسبب ردود أشاد فيها بهتلر، أو احتوت على ألفاظ مسيئة

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا بلايز مترويلي رئيسة لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية «إم آي 6» (أ.ب)

الحكومة البريطانية تدافع عن مديرة الاستخبارات الجديدة: لم تعرف جدها الجاسوس النازي

دافعت الحكومة البريطانية عن الرئيسة الجديدة للاستخبارات البريطانية بلايز مترويلي، التي كُشف أن جدها كان جاسوساً نازياً يلقب بـ«الجزار»، فيما ظهرت معلومات جديدة…

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا صورة غير مؤرخة أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية تظهر الرئيسة الجديدة لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) بلايز مترويلي (أ.ب)

جد رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني الجديدة كان جاسوساً نازياً

كشفت وثائق أرشيفية ألمانية أن بلايز مترويلي التي دخلت التاريخ بتعيينها أول رئيسة لجهاز الاستخبارات البريطاني في وقت سابق من هذا الشهر كان جدها جاسوساً نازياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.