هل غيّرت «المسيّرات» خصائص الحرب في القرن الـ 21؟

عسكري أوكراني خلال تشغيل طائرة مسيّرة تحمل قنبلة قرب باخموت في إقليم دونيتسك يوم 3 سبتمبر الجاري (أ.ب)

تدخَّل التكنولوجيا إلى الحرب فتغير طبيعتها؛ تُبسّط عمل القيادات في أماكن، وتعقده في أماكن أخرى.

في الحرب العالميّة الأولى، استعمل المتحاربون المنطاد - البالون لاستكشاف أرض المعركة من الجوّ ومن الأعلى، وكان الهدف إمَّا جمع المعلومات التكتيكيّة عن مواقع العدو، وإمَّا مجرد تصحيح رمايات المدفعيّة.

لكن مسيّرات القرن الحادي والعشرين تستعمل وسيطاً إضافيّاً هو «الفضاء السيبرانيّ».

في بداية الحرب الروسية – الأوكرانية، لم تكن موسكو مستعدّة لهذا النوع من السلاح، وهي لا تزال تعاني، وإلا فما معنى لجوئها إلى إيران للتزوّد بالمسيّرات.

في الواقع، تستعمل روسيا المُسّيرات في الحرب بوصفها بديلاً للمدفعيّة، وتعويضاً عن النقص في الصواريخ الباليستيّة. فالمُسيّرات جاهزة، وأقل تكلفة من الصواريخ.

في المقابل، تتميّز أوكرانيا في الاستعمال المُكثّف للمسيّرات، ومن الأصناف كافة: الجوّيّة، والبحريّة؛ وحتى البريّة. وقد يعود الأمر إلى أسباب عدة، مثل: عدم توفّر سلاح طيران فعّال، وتوفّر المُسيّرات بكثرة، سواء عبر المساعدات الغربيّة، وحتى التصنيع المحلّي. وأخيراً وليس آخراً، دخل الذكاء الاصطناعيّ بسرعة على المسيّرة التي تُصنّع في أوكرانيا.

في الختام، لا تبدو المُسيّرات قادرة على حسم الحرب حتى الآن... إلا إذا توصلت التكنولوجيا مستقبلاً إلى صنع مُسيّرة قادرة على حمل «ميكرو» قنبلة ذريّة. لكن المؤكد أنَّ المُسيّرة قد غيّرت خصائص الحرب في القرن الحادي والعشرين.