روسيا تواجه «العصيان المسلح» بتدابير واسعة... وبوتين يتوعد بمعاقبة «الخونة»

التمرد يمتد من روستوف إلى فورونيغ... ومخاوف من تفاقم الوضع

عناصر من «فاغنر» على ظهر دبابة في شوارع روستوف (أ.ف.ب)
عناصر من «فاغنر» على ظهر دبابة في شوارع روستوف (أ.ف.ب)
TT

روسيا تواجه «العصيان المسلح» بتدابير واسعة... وبوتين يتوعد بمعاقبة «الخونة»

عناصر من «فاغنر» على ظهر دبابة في شوارع روستوف (أ.ف.ب)
عناصر من «فاغنر» على ظهر دبابة في شوارع روستوف (أ.ف.ب)

عززت السلطات الروسية تدابيرها الأمنية في كل أنحاء البلاد، في مواجهة أسوأ هزة داخلية منذ نهاية العهد السوفياتي. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمعاقبة «الخونة» بحزم. ودعا إلى أوسع التفاف حول مؤسسات الدولة.

وأظهر خطاب وجهه الرئيس إلى الأمة، صباح السبت، سعي الكرملين إلى ضمان ولاء عشرات الآلاف من مقاتلي «فاغنر» الذين تشير تقديرات إلى أنهم يدعمون التمرد الذي أطلقه مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين.

وقضى الروس ليلة صعبة شهدت تطورات متسارعة، وانتهت بإعلان مجموعة «فاغنر»، صباح السبت، فرض سيطرة كاملة على القاعدة العسكرية الرئيسية في مدينة روستوف، وعلى القطعات العسكرية كلها في المنطقة، التي تعد عاصمة القطاع الغربي في الجيش، وهو القطاع الذي يتولى عملياً الإشراف على سير المعارك في أوكرانيا.

وبث بريغوجين مقطع فيديو ظهر فيه محاطاً برجاله داخل القطعة العسكرية، وأعلن خلاله أن قواته تسيطر كذلك على المطار المدني في المدينة، ودعا وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف للحضور إلى روستوف لمقابلته، متوعداً بأن قواته سوف تتحرك لمحاصرتهما في موسكو إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه.

ونفى بريغوجين محاولة القيام بانقلاب عسكري. وقال إنه أخرج مقاتليه من أوكرانيا إلى روستوف. وأظهر فيديو بثته قناة موالية لـ«فاغنر» بريغوجين وهو يتحدث على ما يبدو مع اثنين من القادة العسكريين في المقر الرئيسي للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا. وظهر في الفيديو وهو يبلغ القائدين: «وصلنا إلى هنا ونريد لقاء رئيس هيئة الأركان العامة وشويغو... إذا لم يأتيا، فسنكون هنا... سنحاصر مدينة روستوف ونتجه إلى موسكو». قال مسؤولون محليون روس إن القافلة العسكرية كانت بالفعل على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الجزء الجنوبي من روسيا بموسكو، ودعوا السكان إلى تجنب ذلك الطريق. وكان اللفتنانت جنرال فلاديمير ألكسييف، الذي ظهر لاحقاً مع بريغوجين في مقطع الفيديو من روستوف، قد ناشد رئيس «فاغنر» في مقطع مصور سابق إعادة النظر في أفعاله. وقال: «الرئيس وحده له الحق في تعيين القيادة العليا للقوات المسلحة، وأنتم تحاولون التعدي على سلطته».

اللفتنانت جنرال فلاديمير ألكسييف (يمين) مع بريغوجين في مقطع الفيديو من روستوف قد ناشد رئيس «فاغنر» في مقطع مصور سابق إعادة النظر في أفعاله (أ.ف.ب)

وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه، نُشر على قناة موالية لـ«فاغنر» على «تلغرام»، مشهداً في غابة، حيث تشتعل حرائق صغيرة وتبدو أشجار وكأنها تحطمت بالقوة. وكانت هناك جثة واحدة على ما يبدو، لكن لم يكن هناك دليل مباشر على وقوع أي هجوم. وحمل المشهد التعليق «تم إطلاق هجوم صاروخي على معسكرات شركة فاغنر العسكرية الخاصة. هنا كثير من الضحايا. وفقاً لشهود، جاءت الضربة من الخلف، أي نفذها جيش وزارة الدفاع الروسية». بينما قالت وزارة الدفاع إن تلك المزاعم كاذبة.

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمعاقبة «الخونة» بحزم (أ.ب)

عند هذا التطور بدا واضحاً أن التمرد المسلح اتخذ طابعاً واسعاً وخطراً، وهو ما دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى توجيه خطاب للأمة، انتقد فيه بقسوة «الخونة» الذين وصفهم بأنهم «وجهوا طعنة في الظهر» إلى الروس في مرحلة مهمة تواجه فيها روسيا حرباً واسعة النطاق.

وعقد بوتين مقارنات بين وضع مجموعة «فاغنر» و«خيانة بعض قادة الجيش بلادهم» خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الحادث الذي أسفر في حينها عن انسحاب روسيا من الحرب العالمية وخوضها حرباً أهلية داخلية. وتعهد الرئيس «بالدفاع عن روسيا وعن المواطنين، والتغلب على الخلافات والمحن»، مشدداً على الأهمية الخاصة لنبذ الخلافات كافة أثناء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وكان لافتاً أن بوتين وجه نداءً إلى مقاتلي مجموعة «فاغنر» حثهم فيه على عدم دعم العصيان المسلح، كما كان لافتاً إقرار الرئيس الروسي بأن موسكو فقدت السيطرة على مراكز التحكم والسيطرة في مدينة روستوف، وتعهده بـ«إعادة الاستقرار» في أسرع وقت إلى المدينة.

وقال إنه على تواصل دائم مع كل قيادات الجبهات، ومع الجهات المعنية لضمان استمرار «العملية الخاصة» في أوكرانيا. كما أشار إلى تبني إجراءات مشددة، وتفعيل نظام مكافحة الإرهاب في مناطق روسية عدة.

وأضاف بوتين في خطاب متلفز: «ردودنا على هذه التهديدات ستكون صارمة وقاسية على الذين خانوا»، داعياً إلى «نبذ أي فتنة خلال فترة العملية الخاصة الآن لأنه يتم تقرير مصير شعبنا». وأردف بقوله: «هناك مَن تم جرهم لمغامرة إجرامية عبر التمرد في وقت تخوض فيه روسيا حرباً ضد النازية». ودعا الرئيس الروسي «مَن تم جرهم إلى هذه الجريمة إلى التحلي بالحكمة، ووقف هذه التصرفات»، محذراً من أن «مَن ينظم التمرد يحاول دفع البلد للاستسلام والحرب الأهلية». وقال: «أي اضطرابات داخلية تشكل تهديداً قاتلاً للدولة، وهي بمثابة صفعة للشعب الروسي»، مؤكداً أن بلاده تحتاج إلى «وحدة» قواتها جميعاً.

وفيما يتعلق بالوضع في مقاطعة روستوف، قال الرئيس الروسي إن الوضع «ما زال صعباً»، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ «إجراءات صارمة» لاستقرار الوضع. وتعهد قائلاً: «بوصفي رئيساً لروسيا ومواطناً روسياً، سأقوم بكل ما بوسعي للدفاع عن روسيا ووقف هذا التمرد المسلح».

عنصر من مجموعة «فاغنر» في مدينة روستوف (أ.ف.ب)

ولم يطل انتظار رد فعل بريغوجين على خطاب بوتين، إذ ظهر زعيم «فاغنر» في شريط فيديو جديد أعرب فيه عن أسف بسبب «الخيار الخاطئ لبوتين». وقال إن روسيا «سيكون لديها رئيس جديد قريباً» في لهجة تحدٍ غير مسبوقة، إذ تجنب بريغوجين حتى اللحظة الأخيرة إعلان موقف تجاه بوتين، وركز معركته مع وزير الدفاع ورئيس الأركان.

مباشرة بعد ذلك، ترددت معطيات عن تمدد قوات «فاغنر» وسيطرتها على بعض المواقع العسكرية في منطقة فورونيغ التي تقع بين روستوف والعاصمة الروسية. ومع أن السلطات المحلية نفت صحة المعطيات لكن «فاغنر» نشرت شريط فيديو أظهر عملية إسقاط طائرة عسكرية روسية من طراز «سوخوي»، من دون تحديد مكان سقوطها.

اللافت في المواجهة المتصاعدة أن السلطات الروسية وجهت اهتمامها بالدرجة الأولى إلى محاولة كسب مواقف عناصر مجموعة «فاغنر» ودعوتهم إلى التمرد على قيادتهم، و«اعتقال بريغوجين» كما ورد في نداء وجهته هيئة الأمن الفيدرالي الروسي. وهو النداء الذي برز بشكل مماثل في بيان أصدرته وزارة الدفاع دعت فيه المسلحين إلى عدم الانخراط في «المخطط الإجرامي لبريغوجين».

وأهابت وزارة الدفاع الروسية بمقاتلي مجموعة «فاغنر»، عدم الانخراط في «مغامرة مؤسس (فاغنر) الإجرامية»، والاتصال بالأجهزة الأمنية فوراً، متعهدة بضمان سلامتهم.

وخاطبت الوزارة مقاتلي «فاغنر» بعبارات مثل: «تم خداعكم لجرّكم إلى تمرد مسلح»، و«قدمنا المساعدة لعدد من رفاقكم لضمان عودتهم إلى نقاط تمركزهم بسلام».

ودعتهم إلى «التعقل والاتصال بأجهزة الأمن ووزارة الدفاع في أقرب وقت ممكن».

دبابة تابعة للجيش الروسي في مدينة روستوف (أ.ف.ب)

وفي وقت سابق اليوم، دعا الأمن الفيدرالي الروسي مقاتلي مجموعة «فاغنر» لعدم تنفيذ الأوامر «الإجرامية والخائنة» لمؤسس المجموعة بريغوجين، معلناً اتخاذ إجراءات لاعتقاله. وقال الأمن الفيدرالي الروسي إن تصريحات بريغوجين وتصرفاته «دعوة لبدء نزاع مسلح في روسيا وطعنة للعسكريين الروس». وحرك الأمن الفيدرالي الروسي قضية جنائية ضد بريغوجين. وأعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب تفعيل نظام عمليات مكافحة الإرهاب في منطقة ومقاطعة موسكو «لمكافحة الأعمال الإرهابية المحتملة».

وأعلن عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد قيود «مكافحة الإرهاب في المدينة، تحسباً لأي طارئ». ونقل تلفزيون «آر تي» عن سوبيانين القول: «يجري اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب في موسكو، وتعزيز التدابير الأمنية وتعزيز الرقابة على الطرق، وقد يتم تقييد تنظيم التجمعات الجماهيرية، ويرجى التعامل مع هذه التدابير بتفهّم».

ومع إيلاء بوتين نفسه اهتماماً خاصاً بمخاطبة عناصر المجموعة بالطريقة نفسها، بدا أن المخاوف الروسية تتركز في احتمال اتساع قاعدة التمرد المسلح، وانضمام مجموعات جديدة إليه، فضلاً عن أن مواجهة عناصر «فاغنر» - الذين يصل عددهم وفقاً لبريغوجين إلى نحو 25 ألف مسلح مدربين بشكل جيد ومزودين بتقنيات عسكرية مهمة، بينها راجمات صواريخ وأنظمة دفاعية ضد المركبات وطائرات مسيّرة وغيرها - ستكون مكلفة بالنسبة إلى الجيش الروسي، وقد توسع هوة الانشقاق الداخلي بقوة.

وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع أصدرت بياناً في وقت لاحق قالت فيه إن بعض عناصر المجموعة «طلبوا الحماية والمساعدة، وأعربوا عن استعداد لإلقاء السلاح»، فلم يظهر من جانب «فاغنر» ما يؤكد هذه المعطيات.

في هذا الإطار اتجهت السلطات الإقليمية في المناطق الفيدرالية إلى إعلان تدابير غير مسبوقة منذ تفشي وباء «كورونا»، منها حظر الخروج من بعض المناطق على المواطنين، وتقليص حركة التنقل بشكل واسع داخل الأقاليم، وهو ما أظهر أن لدى السلطات مخاوف جدية من انضمام مجموعات جديدة من المتطوعين إلى «فاغنر» واتساع ظاهرة التمرد.

وأعلن فاسيلي غولوبيف، حاكم مقاطعة روستوف جنوب غربي روسيا، إلغاء الفعاليات العامة جميعها في المقاطعة، في إطار الإجراءات الأمنية على خلفية دعوة مؤسس «فاغنر» للعصيان المسلح. وقال تلفزيون «آر تي» إن غولوبيف دعا السكان إلى عدم مغادرة منازلهم إلا عند الضرورة. وأضاف أن «الوضع يتطلب تركيزاً تاماً من الأجهزة الأمنية جميعها للحفاظ على النظام، حيث تسهر الأجهزة الأمنية على ضمان سلامة سكان المقاطعة».

أيضاً كان لافتاً أن حكام الأقاليم الروسية أصدروا بيانات تكاد تكون متطابقة في مضمونها، وأكدت ولاءهم للرئيس الروسي في هذه المواجهة. وبدا أن هذا التحرك دفع باتجاه المركز الفيدرالي لتأكيد ولاء الأقاليم، وتوجيه رسائل واضحة في هذا الشأن إلى المواطنين من جانب، وإلى قيادة «فاغنر» من جانب آخر.

وفي العاصمة الروسية اتخذت السلطات إجراءات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة عبر إعلان فرض حالة «مكافحة الإرهاب»، وهو القرار الذي أعلنته أيضاً محافظة ريف موسكو، وانتشرت آليات عسكرية في عدد من مناطق العاصمة، خصوصاً حول الكرملين ووزارة الدفاع وبعض المقرات الحيوية الأخرى. وتنص حالة «مكافحة الإرهاب» على تقليص مجالات التنقل، وإجراءات التفتيش، والرقابة على التحركات كلها. وأعلن عمدة بلديّة موسكو سيرغي سوبيانين، أن تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد قيود «مكافحة الإرهاب في المدينة تحسباً لأي طارئ» تزامنت مع إطلاق «أنشطة لمكافحة الإرهاب» في المدينة.

وانسحب هذا التحرك في مدن أخرى، وقالت هيئة الأمن الفيدرالي في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية، إنه تم فرض هذا النظام أيضاً في منطقة فورونيغ القريبة من الحدود مع أوكرانيا «من أجل منع هجمات محتملة». ويعزز هذا الإجراء صلاحيات الأجهزة الأمنية، ويسمح لها بالحد من الحركة.


مقالات ذات صلة

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

أوروبا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

قال وزيرا الدفاع الأميركي والأوكراني إنهما ناقشا إطلاق روسيا صواريخ باليستية جديدة والاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الداعمة لأوكرانيا.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا يقف أفراد من الخدمة الروسية على دبابات «T-72» خلال تدريبات عسكرية أجريت في ميدان رماية وسط الصراع بين روسيا وأوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا «تصد» محاولة تقدّم روسية في الشرق

أعلنت أوكرانيا اليوم (الثلاثاء)، أن قواتها صدّت محاولة روسية لعبور نهر أوسكيل الذي لطالما عُدّ خط مواجهة في شرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وسائط دفاع جوي أوكرانية من طراز «زد يو 23» المضادة للطائرات تتصدى للمسيرات الروسية (رويترز)

هجوم روسي يترك مدينة تيرنوبل الأوكرانية من دون كهرباء

قالت أوكرانيا اليوم الثلاثاء إن هجوما روسيا بطائرات مسيرة خلال الليل ترك مدينة تيرنوبل في غربها من دون كهرباء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ جنود روس يتدربون على استخدام دبابة من طراز «تي-72» قبيل التوجه إلى الجبهة (رويترز)

وزيرا دفاع أميركا وأوكرانيا يناقشان «التخطيط الاستراتيجي» للحرب مع روسيا

قال وزيرا الدفاع الأميركي والأوكراني إنهما ناقشا إطلاق روسيا صواريخ باليستية جديدة والاستعدادات للاجتماع المقبل للدول المانحة للأسلحة وخطط المساعدات العسكرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
TT

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)

بدأت الشرطة الفرنسية حملة تفتيش عن 8 سجناء من دول شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال في مدينة نيس جنوب فرنسا، ليل الاثنين.

وعلى خطى أفلام الحركة نجح في البداية 9 سجناء في الفرار من مركز الاعتقال الإداري بعد أن تمكنوا من إحداث ثقب في سقف غرفة الاحتجاز وتسربوا منها إلى السطح ومن ثم إلى خارج المؤسسة باستخدام أغطية.

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)

ونجحت الشرطة في إيقاف عنصر واحد فقط، فيما لاذ الآخرون بالفرار. وأفادت «فرانس إنفو» بأن أعمارهم تتراوح بين 23 و31 عاماً وهم ينحدرون من دول تونس وليبيا والجزائر.

وسبق أن أخلت السلطات سبيل 5 من بين الفارين كانوا ملاحقين في جرائم تتعلق بالقانون العام، فيما تم الإفراج عن الـ3 الآخرين من مركز احتفاظ لدى الشرطة.

وقال المدعي العام في نيس إن أياً من الفارين لم يخضع إلى الملاحقة بسبب التطرف.

وكان المركز الموجود داخل ثكنة أمنية شمال شرقي المدينة، شهد في عام 2018 عملية فرار مشابهة لـ5 مهاجرين غير نظاميين موقوفين وبالطريقة نفسها.

وسبق أن أعلن المراقب العام للمؤسسات السالبة للحرية أن مبنى المركز الذي يتسع لـ40 موقوفاً متهالك ويفتقد إلى معايير النظافة.