ميدفيديف يتوعد المسؤولين البريطانيين... «أهداف مشروعة» لضربات روسيا

مسيّرة أوكرانية تهاجم مصفاة نفط في كراسنودار وموسكو تعلن تدمير سفينة حربية في أوديسا

دميتري ميدفيديف يعتبر أن المسؤولين البريطانيين «أهداف مشروعة» (إ.ب.أ)
دميتري ميدفيديف يعتبر أن المسؤولين البريطانيين «أهداف مشروعة» (إ.ب.أ)
TT

ميدفيديف يتوعد المسؤولين البريطانيين... «أهداف مشروعة» لضربات روسيا

دميتري ميدفيديف يعتبر أن المسؤولين البريطانيين «أهداف مشروعة» (إ.ب.أ)
دميتري ميدفيديف يعتبر أن المسؤولين البريطانيين «أهداف مشروعة» (إ.ب.أ)

صعّد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف لهجته ضد بريطانيا بقوة، ورأى أنها «في حالة حرب» مع بلاده، متوعداً المسؤولين البريطانيين بأنهم غدوا «أهدافاً مشروعة».

وتزامن ذلك مع تواصل «حرب المسيّرات» بين موسكو وكييف، وأعلنت السلطات الروسية اندلاع حريق في مصفاة نفط إثر هجوم بمسيّرة أوكرانية، وتحدثت عن تدمير «آخر سفينة حربية تملكها أوكرانيا» خلال ضربات مركزة أخيراً.

بناية في كييف تعرّضت لهجوم بالمسيّرات الروسية (أ.ب)

وعاد ميدفيديف الذي اعتاد على إطلاق تصريحات نارية خلال الأشهر الأخيرة إلى توجيه تهديدات مباشرة باستخدام القوة ضد بلدان غربية، وقال الأربعاء إن المسؤولين البريطانيين غدوا «أهدافاً مشروعة لروسيا». وجاء التعليق رداً على تصريح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، بأن أوكرانيا لها الحق في «استخدام القوة» خارج حدودها، في إشارة إلى هجوم المسيّرات على العاصمة الروسية فجر الثلاثاء.

ووفقاً للوزير، فإن الهجمات على «أهداف عسكرية مشروعة» خارج أوكرانيا هي «جزء من دفاعها عن النفس». وقال ميدفيديف إن «أي مسؤول بريطاني يمكن اعتباره هدفاً مشروعاً، بالنظر إلى أن بريطانيا عملياً في حالة حرب مع روسيا الاتحادية».

قال الكرملين اليوم الأربعاء إن «القلق يساوره» إزاء القصف الأوكراني لمنطقة بيلغورود (رويترز)

وفي لهجة حادة اعتاد تكرارها أخيراً، وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي المسؤولين البريطانيين بأنهم «أغبياء» و«أعداء»، وقال إنه «يجب على المسؤولين الأغبياء في بريطانيا، عدونا الأبدي، أن يتذكروا أنه بموجب القانون الدولي المعترف به، والذي ينظم سير الأعمال القتالية في الظروف الحديثة، بما في ذلك اتفاقيات لاهاي وجنيف وبروتوكولاتها الإضافية، يمكن أيضاً اعتبارهم في حالة حرب».

وأضاف «اليوم، تعمل المملكة المتحدة كحليف لأوكرانيا، وتزودها بالمساعدات العسكرية في شكل معدات ومتخصصين، أي بحكم الأمر الواقع تشن حرباً غير معلنة ضد روسيا. وفي هذه الحالة، فإن أياً من مسؤوليها العسكريين والمدنيين يعدّون مساهمين في الحرب؛ ما يجعلهم هدفاً عسكرياً مشروعاً».

وزير خارجية بريطانية (يسار) مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب)

بينما أكدت الحكومة الأمريكية أنها لا تؤيد تنفيذ هجمات «داخل روسيا». وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: «لا نؤيد الهجمات داخل روسيا، لقد كنا واضحين للغاية بشأن ذلك. لقد ركزنا على تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه من معدات وتدريب لاستعادة سيادة أراضيها». وقالت جان بيير إن واشنطن لا تزال تنظر فيما حدث، لكنها كررت موقف واشنطن. وأضافت: «نحن لا نؤيد استخدام معدات أمريكية الصنع تستخدم في هجمات داخل روسيا، لقد كنا واضحين للغاية بشأن ذلك... لقد كنا واضحين ليس فقط علناً، ولكن بشكل خاص وواضح مع الأوكرانيين».

في غضون ذلك، تواصلت «حرب المسيّرات» التي استعرت في الأيام الأخيرة بين موسكو وكييف. وزادت وتيرة الهجمات الجوية من الجانبين مع جمود المعارك على الأرض في ظل ترسيخ القوات الروسية لوجودها على طول الجبهة في شرق وجنوب أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ثماني طائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا استهدفت مدنيين وتم إسقاطها أو تغيير وجهتها من خلال عمليات تشويش إلكترونية، لكن قناة «بازا» على «تلغرام» التي لها صلات بأجهزة أمنية قالت إن الأمر تضمن أكثر من 25 طائرة مسيّرة.

وقال الكرملين اليوم (الأربعاء) إن «القلق يساوره» إزاء القصف الأوكراني لمنطقة بيلجورود، وهي إقليم حدودي تعرّض مراراً للهجمات من قوات كييف في الأسابيع القليلة الماضية.

بناية في موسكو تعرّضت لهجوم بالمسيرات... لكن أوكرانيا تنفي مسؤوليتها (أ.ب)

ونفى ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية، تورط كييف المباشر في الأمر، لكنه قال: «سعداء بمشاهدة تلك الأحداث»، وتوقع المزيد من مثل تلك الضربات.وقال رئيس بلدية موسكو إن شخصين أصيبا وتم إخلاء بعض البنايات السكنية لفترة وجيزة. وقال سكان إنهم سمعوا دوياً عالياً تلاه انبعاث رائحة بنزين. وصوّر بعضهم طائرة مسيّرة يتم إسقاطها ويتصاعد منها الدخان.

وأعلن عمدة مقاطعة كراسنودار الروسية، فينيامين كوندراتييف الأربعاء، إن حريقاً اندلع في مصفاة «أفيبسكي» لتكرير النفط، ورحّج أن يكون السبب وراء ذلك هجوم بطائرة مسيرة.

ولم يذكر أي تفاصيل حول الضرر الذي لحق بالمصفاة، التي تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً، إلى الجنوب الغربي من العاصمة الإقليمية، كراسنودار.

وقال عمدة كراسنودار في قناته على «تلغرام» الأربعاء، إن الحريق اندلع في إحدى وحدات ضخ المازوت، مضيفاً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن طائرة من دون طيار هي السبب في الحادث.

وأكد أن فرق الإطفاء وأجهزة الطوارئ وصلت إلى المكان بسرعة، وتعمل على إخماد الحريق. وأضاف أنه تمت السيطرة على الحريق الذي بلغت مساحته 100 متر مربع، ولم تقع أي إصابات.

وفي حادثة أخرى، أعلنت السلطات في كراسنودار أن طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، سقطت صباح اليوم في ساحة مصفاة «إلسكي» لتكرير النفط، دون أن تسفر عن إصابات أو أضرار.

وتُحمّل موسكو كييف المسؤولية عن الهجمات على أراضيها، التي زادت وتيرتها، حيث تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد في الصيف، طال انتظاره، لاستعادة الأراضي، التي استولت عليها روسيا. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث يومي، حول الحرب أن روسيا لم تحقق نجاحاً يذكر في تحييد الدفاعات الجوية الأوكرانية، وأنها أعادت نشر قوات للرد على هجمات فيلق «حرية روسيا» غربي البلاد.

وفي السياق نفسه، أعلن جهاز الطوارئ في مقاطعة بريانسك، أن أوكرانيا أطلقت نحو 10 طائرات من دون طيار، في محاولة لتنفيذ هجمات، وأكدت أن بعض المسيّرات تم إسقاطها، واعتراض بعضها الآخر بواسطة الدفاعات الإلكترونية، دون أن تسفر عن أضرار أو إصابات.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن الطيران الحربي التابع لقوات مجموعة «زاباد» الروسية قصف نقاط انتشار للواء الأول للقوات الخاصة الأوكرانية.

وقال رئيس المركز الصحفي لمجموعة قوات «زاباد» الروسية، سيرغي زيبنسكي، في تصريح صحفي إن «طيران المجموعة نفذ ضربات صاروخية على نقاط انتشار مؤقتة للواء الأول للقوات الخاصة الأوكرانية، وأيضاً على مناطق تمركز الأفراد والأسلحة والمعدات العسكرية في لواء الدفاع الإقليمي المنفصل 14، وكذلك في اللواء 92».

بالإضافة إلى ذلك، وفي سياق الأعمال القتالية على محور كوبيانسك، دمّرت نيران المدفعية الروسية طاقمي هاون للجيش الأوكراني، كما دمرت مدفعي هاوتزر «دي - 20» و«دي - 3».

كما أشار زيبنسكي إلى إحباط 5 محاولات هجوم للقوات الأوكرانية على المحاور الأمامية.

وكشفت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء عن جانب من تفاصيل إحدى الهجمات الروسية على ميناء أوديسا غرب البلاد. وقالت إن قواتها نجحت في تدمير «آخر سفينة حربية تابعة للقوات البحرية الأوكرانية، وهي السفينة (يوري أوليفيرينكو) في ميناء أوديسا، في ضربة جوية مركزة نفذت يوم الاثنين».

وجاء في بيان الدفاع عن سير العمليات العسكرية في أوكرانيا: «في 29 مايو (أيار)، دمّرت القوات الجوية الروسية بسلاح عالي الدقة آخر سفينة حربية تمتلكها القوات البحرية الأوكرانية، وهي السفينة يوري أوليفيرينكو في ميناء أوديسا».

وتعدّ «يوري أوليفيرينكو» سفينة تسمح بإنزال جنود. وكانت تُعرف سابقاً باسم «كيروفوغراد»، ثم أُعيدت تسميتها في العام 2016 تكريماً لجندي أوكراني قُتل في العام 2015 قرب مدينة ماريوبول (جنوب شرق). في يونيو (حزيران) 2022، قام الرئيس فولوديمير زيلينسكي بتكريم طاقمها لـ«بطولته» في الدفاع عن البلاد في مواجهة الهجوم العسكري الروسي الضخم. واستُخدمت السفينة أيضاً في العام 2014 لإجلاء جنود أوكرانيين بعد ضمّ شبه جزيرة القرم من قِبل موسكو.

رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف يعلن أن قوات «أحمد» الخاصة أعادت انتشارها وتستعد لبدء الهجوم (أ.ف.ب)

وأعلن رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف أن قوات «أحمد» الخاصة أعادت انتشارها وتستعد لبدء الهجوم وتنفيذ أعمال عسكرية وتحرير البلدات في اتجاه دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا. وكتب قديروف على حسابه في «تلغرام»: «الأصدقاء، تلقت الوحدات الشيشانية أمراً جديداً لإعادة انتشار القوات. وأصبحت أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية منطقة مسؤوليتها. وفقاً للأمر، يجب على مقاتلي الوحدات الشيشانية بدء الأعمال العسكرية الفعلية وتحرير عدد من البلدات»، وفقاً لما جاء على قناة «آر تي» الروسية ليل الثلاثاء/الأربعاء. وأضاف: «منذ أيام عدة، كانت المرحلة الأولى جارية. تعمل قيادة التقسيمات الفرعية على تطوير خطط للتقدم باتجاه البلدات وتحريرها، وتتلقى معلومات استخباراتية جديدة». وأوضح رئيس الشيشان، أن وحدات «أحمد» الأخرى التابعة لوزارة الدفاع والحرس الروسي، الواقعة على أقسام بديلة من خط التماس بين منطقتي زابوريجيا وخيرسون، تلقت الأوامر نفسها لبدء الهجوم. وأكد أنه «كانت هناك أيضاً تدريبات تكتيكية وتوزيع المهام بين القادة والمقاتلين ودراسة التضاريس والتصرف ضد قوات العدو». بالإضافة إلى ذلك، أعلن قديروف بدء هجوم وحدات «أحمد»، وختم بالقول: «لقد سئمنا الانتظار. سوف ينال عبدة الشيطان عقابهم الذي يستحقونه».


مقالات ذات صلة

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: حصيلة قتلى القوات الأوكرانية تسجل زيادة قدرها 12 ألف جندي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدد الجنود الأوكرانيين القتلى ارتفع إلى 43 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه السبت (د.ب.أ)

ترمب يلوّح بالانسحاب من «الناتو» وخفض المساعدات إلى أوكرانيا

دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا التي أودت بحياة 400 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو - باريس)

نائب وزير الخارجية الروسي: الأسد آمن في موسكو... ولسنا طرفاً في اتفاقية «الجنائية الدولية»

أرشيفية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (ا.ف.ب)
أرشيفية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (ا.ف.ب)
TT

نائب وزير الخارجية الروسي: الأسد آمن في موسكو... ولسنا طرفاً في اتفاقية «الجنائية الدولية»

أرشيفية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (ا.ف.ب)
أرشيفية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (ا.ف.ب)

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في مقابلة بثت يوم أمس (الثلاثاء)، إن روسيا نقلت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى روسيا بشكل آمن للغاية.

وأضاف ريابكوف د لشبكة (إن.بي.سي نيوز): «هو آمن وهذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي».

وعندما سئل عما إذا كانت موسكو ستسلم الأسد للمحاكمة قال ريابكوف «روسيا ليست طرفا في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية».