تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم (الأربعاء)، بدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا «مهما استغرق الأمر»، رغم أنّ المستشار الألماني شدّد على رفضه تسليم صواريخ توروس بعيدة المدى إلى كييف، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وبعد زيارة إلى بولندا الثلاثاء حيث تعهّد بأموال إضافية لكييف، حل رئيس الوزراء البريطاني في العاصمة الألمانية في أول زيارة له منذ أن أصبح رئيساً للوزراء قبل 18 شهراً.
وقال سوناك للصحافة: «نحن متّحدون في رغبتنا في دعم أوكرانيا مهما استغرق الأمر».
وأضاف أنّ الحرب التي يخوضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن «تنتهي بالفشل».
وأشار خلال مؤتمر صحافي مع شولتس في المستشارية الألمانية إلى أننا «ندافع عن القيم المهمّة للغاية بالنسبة إلينا».
وقام سوناك برحلته التي تستغرق يومين إلى أوروبا بهدف تسليط الضوء مجدّداً على الحرب في أوكرانيا، بعدما طغت الحرب التي تشنّها إسرائيل ضدّ حركة «حماس» في قطاع غزة على معظم الأحداث العالمية.
وفي العاصمة البولندية وارسو، تعهّد الثلاثاء بزيادة الإنفاق الدفاعي البريطاني تدريجيا إلى 2.5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2030.
كما تعهّد بتقديم مبلغ إضافي قدره 500 مليون جنيه استرليني (617 مليون دولار) إلى أوكرانيا، ممّا يرفع المبلغ الذي قدّمته المملكة المتحدة إلى أوكرانيا إلى 12 مليار جنيه استرليني.
وتناشد كييف حلفاءها زيادة إمدادات الذخيرة والدفاعات الجوية التي تشتد الحاجة إليها لصدّ الهجمات الروسية المتواصلة.
ووقع الرئيس الأميركي جو بايدن على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لكييف الأربعاء.
من جهتهم، يشدّد وزراء الدفاع والخارجية في الاتحاد الأوروبي على أنّه لا يزال يتعيّن على أوروبا أن تعمل على تسريع وتيرة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.
وردّت ألمانيا على مطالب كييف في الأيام الأخيرة، معلنة أنّها سترسل نظام دفاع جوي إضافيا من طراز باتريوت إلى أوكرانيا.
غير أنّ شولتس قاوم مجدّداً الدعوات لإرسال صواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا، إذ تخشى ألمانيا من أن تؤدي إلى تصعيد الصراع.
وفي هذا السياق، قال شولتس: «قراري واضح للغاية» بشأن إرسال أنظمة توروس.
وأضاف: «لكن قراري واضح للغاية أيضاً بأننا سنستمر في كوننا أكبر داعم لأوكرانيا في أوروبا».
«فصل جديد»
من جهته، أشاد سوناك بـ«فصل جديد» في العلاقات بين بريطانيا وألمانيا، حيث أعلنا عن خطط لمحاولة مشتركة لتطوير أنظمة مدفعية هاوتزر يتمّ التحكّم فيها عن بعد، يتم تركيبها على مركبات بوكسر المدرّعة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني: «في هذه اللحظة الخطرة بالنسبة للعالم، تقف المملكة المتحدة وألمانيا جنبا إلى جنب للمحافظة على الأمن والازدهار في بلدينا وفي أنحاء قارّتنا».
من جهة أخرى، أفاد سوناك بأن الغرب يواجه أخطر مرحلة منذ انتهاء الحرب الباردة، إذ بات الهجوم الروسي على أوكرانيا في عامه الثالث بينما يزداد خطر التصعيد في الشرق الأوسط.
وتواجه بلدان «الناتو» ضغوطا لزيادة الإنفاق الدفاعي في مواجهة هذه التهديدات العالمية.
وزادت عدة دول أوروبية منضوية في «الناتو» بما فيها فرنسا وألمانيا الإنفاق على الدفاع في الفترة الأخيرة للوصول إلى هدف الحلف البالغ 2 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي.
ورفض سوناك أن يقول إنّه يتعيّن على حلف شمال الأطلسي زيادة هدفه إلى 2.5 في المائة، لكنه قال: «نحن ندرك أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، أعتقد أننا في عالم يزداد فيه الإنفاق الدفاعي».
لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين حذّرت قبل فترة قصيرة من وجود حاجة لبذل مزيد من الجهود فيما من المقرر أن تقدّم بروكسل مقترحات لتمويل الدفاع بحلول موعد انعقاد قمة لقادة الاتحاد الأوروبي مقررة في يونيو (حزيران).
طرحت بروكسل استراتيجية بكلفة 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لزيادة الإنتاج الدفاعي، إلا أن المسؤولين عدّوا المبلغ غير كاف.
وحضّت برلين حلفاءها على شراء أنظمة ردع بشكل مشترك وكانت المملكة المتحدة التي انسحبت من الاتحاد الأوروبي مطلع عام 2020 من بين 20 دولة انضمت إلى الخطة.
وسيقوم المشروع على شراء أنظمة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، بينها أنظمة «أيريس-تي» ألمانية الصنع ومنظومة باتريوت الأميركية و«آرو 3» الأميركية الإسرائيلية.
رفضت فرنسا حتى الآن التوقيع على الاتفاق، إذ يصر مسؤولون فرنسيون على نظام دفاع جوي باستخدام معدات أوروبية.