«داعش» يقتل 60 مدنياً في شرق الكونغو

الهجوم يثير المخاوف من تصاعد وتيرة العنف في المنطقة

الجيش الكونغولي يخوض معركة عنيفة ضد متمردين في الشرق (إعلام محلي)
الجيش الكونغولي يخوض معركة عنيفة ضد متمردين في الشرق (إعلام محلي)
TT

«داعش» يقتل 60 مدنياً في شرق الكونغو

الجيش الكونغولي يخوض معركة عنيفة ضد متمردين في الشرق (إعلام محلي)
الجيش الكونغولي يخوض معركة عنيفة ضد متمردين في الشرق (إعلام محلي)

قتل 60 شخصاً على الأقل في هجوم شنه متمردون، مرتبطون بتنظيم «داعش» الإرهابي، واستهدف تجمعاً من المدنيين كانوا يشيعون جنازة شرقي الكونغو، وفق ما أكدت مصادر محلية وحكومية.

وقالت هذه المصادر إن الهجوم نفذته «القوات الديمقراطية المتحالفة»، في منطقة (نطويو) بمقاطعة شمال (كيفو)، ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن العقيد ألان كيويوا، المسؤول المحلي في إقليم لوبيرو حيث تقع نطويو، قوله إن «هجوم القوات الديمقراطية المتحالفة أسفر عن نحو 60 قتيلاً، لكن الحصيلة النهائية ستُعلن مساء اليوم».

آثار الهجوم الذي شنه متمردون موالون لـ«داعش» شرق الكونغو (إعلام محلي)

وأضاف العقيد أن «السلطات نشرت فرقها في المنطقة لحصر عدد الضحايا الذين تم قطع رؤوسهم».

وقالت ناجية كانت حاضرة في الجنازة: «كانوا نحو عشرة أشخاص. رأيت المناجل. طلبوا من الناس أن يتجمعوا في مكان واحد وبدأوا بقطع رؤوسهم. سمعت صرخات الناس ثم فقدت وعيي».

وتعاني المنطقة من نزاعات معقدة، بما في ذلك تصاعد الهجمات التي تشنها «القوات الديمقراطية المتحالفة»، والتي تنشط في المنطقة الحدودية بين الكونغو وأوغندا، ولها ارتباط مباشر بتنظيم «داعش».

وفي يوليو (تموز) الماضي، نفذ التنظيم هجومين كبيرين في مقاطعة إيتوري؛ أحدهما استهدف كنيسة في مدينة «كوماندا» وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 34 شخصاً، والآخر أودى بحياة 66 شخصاً في إيرومو.

وعلى الرغم من العمليات المشتركة بين الكونغو وأوغندا لاستهداف هذا التنظيم، فإن «القوات الديمقراطية المتحالفة»، التي أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش» عام 2019، ما تزال تواصل هجماتها ضد المدنيين.

وتزيد هذه الهجمات من معاناة سكان شرق الكونغو، حيث تتفاقم صراعات أخرى، من بينها المواجهة الكبرى بين متمردي حركة «23 مارس» المدعومين من رواندا والحكومة المركزية. وتخوض الحكومة قتالاً ضد جماعات مسلحة متعددة على جبهات مختلفة، ما أدى إلى سحب قواتها من القرى الحدودية، خاصة لمواجهة حركة «23 مارس».

وفي جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، الثلاثاء، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن «القوات الديمقراطية المتحالفة استغلت الفراغ الأمني».

بهذا الهجوم الأخير، تتجدد المخاوف من عودة العنف الدموي إلى مستويات غير مسبوقة في شرق الكونغو، حيث تعجز العمليات المشتركة بين كينشاسا وكمبالا عن وقف تمدد «القوات الديمقراطية المتحالفة» التي تواصل استهداف المدنيين بوحشية. ويبدو أن تركيز الجيش الكونغولي على جبهة متمردي «23 مارس» أفسح المجال أمام تنظيمات أخرى لاستغلال الثغرات الأمنية، ما جعل القرى الحدودية عرضة للمجازر والنزوح الجماعي.

جنود من الكونغو يراقبون غابة يتخندق فيها متمردون (إعلام محلي)

في المحصلة، يظل المدنيون هم الضحية الأولى لصراع متعدد الأوجه، يمتزج فيه الطابع المحلي بالإقليمي، مع ارتباط المتمردين بتنظيم «داعش» ودعم رواندا لحركة «23 مارس». هذا التشابك يعقّد أي مساعٍ للحل ويجعل الأزمة مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة مع تحذيرات الأمم المتحدة من استغلال الجماعات المسلحة للفراغ الأمني.

وبذلك، يؤكد الخبراء أن التحدي لا يقتصر على الحلول العسكرية، بل يتطلب مقاربة شاملة تعالج جذور التهميش وتعيد بناء الثقة في مؤسسات الدولة.


مقالات ذات صلة

مقتل 4 عناصر أمن بهجوم إرهابي في شمال شرقي نيجيريا

أفريقيا من الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)

مقتل 4 عناصر أمن بهجوم إرهابي في شمال شرقي نيجيريا

يوم الأحد الماضي، قتلت «بوكو حرام» نحو 200 مقاتل من «داعش» في غرب أفريقيا بكمين على ضفاف البحيرة، بحسب مصادر استخباراتية.

«الشرق الأوسط» (كانو (نيجيريا))
آسيا جانب من تشييع قتلى الانفجار في سريناجار(أ.ب)

9 قتلى بانفجار مركز شرطة في الجانب الهندي من كشمير

الحادث وقع أثناء فحص 350 كلغ من المتفجرات المصادرة من منزل شخص معتقل.

«الشرق الأوسط» (كشمير(الهند))
أوروبا نازحون من الطائفة الإيزيدية يفرون من عنف مقاتلي «داعش» في سوريا (أرشيفية - رويترز)

المؤبد لإرهابي بلجيكي لإدانته بالضلوع في انتهاكات بحق الإيزيديين

حُكم على إرهابي بلجيكي يُعتقد أنه قُتل في سوريا بالسجن المؤبد، الجمعة، بعد محاكمته غيابياً في بلجيكا بشأن عمليات الإبادة بحق الأقلية الإيزيدية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية يفتشون سيارة على الحدود مع هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)

ألمانيا: مداهمات تطول شباناً ينشرون الدعاية المتطرفة

نفّذت السلطات الأمنية حملات مداهمة طالت معظم الولايات الألمانية واستهدفت شباناً وشابات ينشرون دعاية متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

راغدة بهنام (برلين) راغدة بهنام
أوروبا برج إيفل مضاء بألوان العلم الفرنسي تكريماً لضحايا الهجمات الإرهابية بباريس الأربعاء (د.ب.أ)

فرنسا تكرّم ذكرى ضحايا إرهاب «داعش» في 2015

فرنسا تكرّم ذكرى ضحايا إرهاب «داعش» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015... مقتلة باريس وضاحيتها سان دوني: 132 قتيلاً و350 جريحاً وذكريات أليمة

ميشال أبونجم (باريس)

مقتل 4 عناصر أمن بهجوم إرهابي في شمال شرقي نيجيريا

من الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)
من الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)
TT

مقتل 4 عناصر أمن بهجوم إرهابي في شمال شرقي نيجيريا

من الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)
من الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)

قُتل أربعة من عناصر قوات الأمن في نيجيريا هم جنديان وعضوان في مجموعة للدفاع الذاتي، بكمين نصبه إرهابيون في تنظيم «داعش» في شمال شرقي نيجيريا، بحسب مصدر عسكري وتقرير أمني للأمم المتحدة.

وأطلق أعضاء في تنظيم «داعش» الإرهابي في غرب أفريقيا (إيسواب)، النار من أسلحة ثقيلة على قافلة دراجات نارية تضم جنوداً، وعناصر في مجموعة للدفاع الذاتي مناهضة للإرهاب، وصيادين محليين كانوا يقومون بدورية قرب قرية واجيركو في منطقة دامبوا في ولاية بورنو، بحسب المصدرين.

جنود من جيش نيجيريا خلال عملية ضد الإرهاب (أرشيفية - صحافة محلية)

وتأتي الواقعة في إطار سلسلة هجمات نفذها التنظيم الإرهابي في غرب أفريقيا واستهدفت قوات الأمن النيجيرية.

وقال مسؤول عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، «فقدنا جنديين وعضوين في قوة المهام المشتركة المدنية بكمين نصبه إرهابيو تنظيم (داعش) في غرب أفريقيا». وأكد حصول «تبادل لإطلاق النار».

وتناقلت وكالات إنسانية في المنطقة، تقريراً للأمم المتحدة عن الوضع، أورد الأرقام نفسها، لافتاً إلى أن الإرهابيين استولوا على 17 دراجة نارية.

وأفاد بـ«فقدان عدد من الجنود».

ويُؤكد الهجوم التهديد الذي يُشكله «داعش» في غرب أفريقيا على المنطقة، رغم نزاع يخوضه مع جماعة «بوكو حرام» الإرهابية المنافسة للسيطرة على المناطق المحيطة ببحيرة تشاد.

استنفار أمني في نيجيريا عقب هجوم إرهابي (غيتي)

ونشأ «داعش» من انقسام في «بوكو حرام» في عام 2016، وأصبح مهيمناً في شمال شرقي نيجيريا، ويستهدف في المقام الأول قواعد عسكرية وينصب كمائن للقوات العسكرية. ومع ذلك، يتعرض لضغوط من «بوكو حرام» التي طردته من معظم منطقة بحيرة تشاد التي كان يسيطر عليها.

ويوم الأحد الماضي، قتلت «بوكو حرام» نحو 200 مقاتل من «داعش» في غرب أفريقيا بكمين على ضفاف البحيرة، بحسب مصادر استخباراتية وميليشيات مُناهضة للإرهابيين.


كينشاسا وحركة «إم 23» توقعان في الدوحة خريطة طريق جديدة للسلام

سبق لطرفَي النزاع أن وقّعا اتفاقاً لوقف إطلاق النار وإطار سابق بالدوحة في يوليو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سبق لطرفَي النزاع أن وقّعا اتفاقاً لوقف إطلاق النار وإطار سابق بالدوحة في يوليو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

كينشاسا وحركة «إم 23» توقعان في الدوحة خريطة طريق جديدة للسلام

سبق لطرفَي النزاع أن وقّعا اتفاقاً لوقف إطلاق النار وإطار سابق بالدوحة في يوليو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سبق لطرفَي النزاع أن وقّعا اتفاقاً لوقف إطلاق النار وإطار سابق بالدوحة في يوليو (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة «إم23» المدعومة من رواندا، اليوم (السبت)، في الدوحة، إطار عمل جديداً نحو السلام، ضمن مساعي التوصل إلى نهاية دائمة للقتال الذي دمّر شرق الكونغو.

انخرطت قطر، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، في محادثات متواصلة على مدى أشهر، بهدف إنهاء الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي منطقة غنية بالمعادن يسيطر متمرّدو حركة «إم23» على مدن رئيسية فيها.

تمّ التوقيع على الاتفاق المسمى «إطار الدوحة لاتفاق سلام شامل بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة (إم23)» في العاصمة القطرية، وسط مراسم حضرها مسؤولون من الجانبين، إضافة إلى الولايات المتحدة وقطر.

ووصف كبير المفاوضين القطريين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، هذه الخطوة بـ«الإنجاز التاريخي»، مضيفاً أن «الجهود مستمرة لتحقيق السلام على الأرض من خلال وضع آليات التنفيذ الملائمة».

سبق أن وقّع طرفا النزاع على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطار سابق بالدوحة، في يوليو (تموز)، لكن رغم ذلك وردت تقارير عن انتهاكات، واتُهم الجانبان بخرق الهدنة.

وفي يوليو، وقّعت سلطات كينشاسا وحركة «إم23» إعلاناً مبدئياً في الدوحة لوقف إطلاق النار، عقب اتفاق سلام وُقّع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا نهاية يونيو (حزيران) في واشنطن.

لكن هذه المبادرات لم تُفلح في إعادة فتح المصارف وتخفيف الأزمة الاقتصادية أو وضع حدّ للعنف.

منذ عودتها إلى حمل السلاح في نهاية عام 2021، سيطرت جماعة «إم 23» المسلحة على مساحات شاسعة في المنطقة بدعم من رواندا المجاورة، ما تسبب في أزمة إنسانية متفاقمة.

يشهد شرق الكونغو، الغني بالموارد الطبيعية نزاعات مسلحة متواصلة منذ نحو ثلاثة عقود. لكن حدة العنف تصاعدت بعدما سيطر مقاتلو «إم 23» على مدينتي غوما وبوكافو الرئيسيتين بين يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط).


تسريب بيانات عشرات الآلاف بعد اختراق نظام التأشيرات الإلكترونية الصومالي

قراصنة مجهولون اخترقوا منصة التأشيرات الإلكترونية الصومالية وحصلوا على معلومات حساسة (رويترز)
قراصنة مجهولون اخترقوا منصة التأشيرات الإلكترونية الصومالية وحصلوا على معلومات حساسة (رويترز)
TT

تسريب بيانات عشرات الآلاف بعد اختراق نظام التأشيرات الإلكترونية الصومالي

قراصنة مجهولون اخترقوا منصة التأشيرات الإلكترونية الصومالية وحصلوا على معلومات حساسة (رويترز)
قراصنة مجهولون اخترقوا منصة التأشيرات الإلكترونية الصومالية وحصلوا على معلومات حساسة (رويترز)

أكدت السفارة الأميركية في مقديشو تعرض منصة التأشيرات الإلكترونية الصومالية لهجوم إلكتروني كبير في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، مما أدى إلى اختراق البيانات الشخصية لما لا يقل عن 35 ألف متقدم، بينهم آلاف المواطنين الأميركيين على الأرجح.

ووفقاً لتنبيه أمني أصدرته السفارة، اخترق قراصنة مجهولون النظام الإلكتروني، وحصلوا على معلومات حساسة تخص أفراداً تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات إلكترونية صومالية. وتشمل البيانات المكشوفة الأسماء، والصور الشخصية، وتواريخ وأماكن الميلاد، وعناوين البريد الإلكتروني، والحالة الاجتماعية، وعناوين المنازل، بحسب موقع صومالي.

وأشارت السفارة إلى أن الوثائق المسربة المتداولة عبر الإنترنت تتطابق على ما يبدو مع أنواع السجلات المخزنة في قاعدة بيانات الهجرة، رغم أنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من هوية الأشخاص الذين تم اختراق معلوماتهم.

أدى هذا الحادث إلى تداعيات دبلوماسية كبيرة، حيث أشارت مصادر إلى طرد عدد من الدبلوماسيين الأجانب على خلفية الاختراق وسط تحقيقات جارية.

وبحسب ما ورد، لا تزال الأنظمة المرتبطة بمنصة التأشيرة الإلكترونية معطلة، في حين تحاول السلطات تقييم الأضرار، واحتواءها.

رغم خطورة الاختراق، لم تصدر الحكومة الفيدرالية الصومالية بياناً رسمياً بعد، مما أثار دعوات للتوضيح العاجل، وطمأنة آلاف المتقدمين المتضررين.

حثت السفارة الأميركية أي فرد تقدم بطلب للحصول على تأشيرة إلكترونية صومالية، على افتراض أن معلوماته ربما تكون قد تأثرت، على متابعة التحديثات من وكالة الهجرة والمواطنة الصومالية بمجرد استعادة النظام.

وفي إطار تحذيرها، شجعت السفارة المتقدمين المعنيين على مراجعة إرشادات لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية حول كيفية الاستجابة لاختراقات البيانات، وحماية معلوماتهم الشخصية.

يعد هذا الاختراق واسع النطاق من أخطر الحوادث الإلكترونية التي طالت البنية التحتية للحكومة الصومالية حتى الآن. ويقول المحللون إن الهجوم يثير مخاوف كبيرة بشأن حماية البيانات، وقدرات الأمن السيبراني، وهشاشة الخدمات العامة الرقمية.