بكين تطالب واشنطن بعدم التدخل في انتخابات تايوان

حذرت الناخبين من اختيار المرشح المؤيد لاستقلال الجزيرة

مؤيدون للمرشح الاستقلالي لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه الخميس (رويترز)
مؤيدون للمرشح الاستقلالي لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه الخميس (رويترز)
TT

بكين تطالب واشنطن بعدم التدخل في انتخابات تايوان

مؤيدون للمرشح الاستقلالي لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه الخميس (رويترز)
مؤيدون للمرشح الاستقلالي لاي تشينغ - تي خلال تجمع انتخابي في تايبيه الخميس (رويترز)

طالبت الصين، الخميس، الولايات المتحدة بالامتناع «عن التدخل في انتخابات منطقة تايوان بأي شكل من الأشكال»، وحذرت في الوقت نفسه سكان تايوان من اتخاذ «القرار الصحيح» خلال الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها السبت، عادّة أن المرشح الأوفر حظاً للفوز لاي تشينغ - تي يشكّل «خطراً جسيماً» على العلاقات بين تايبيه وبكين بسبب مواقفه المؤيدة للاستقلال.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن تدخل واشنطن بأي شكل من الأشكال سيؤدي إلى «إلحاق ضرر بالعلاقات الصينية - الأميركية»، مشددة على أن «الصين تعارض على الدوام أي شكل من أشكال التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان»، بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل وفداً إثر الاقتراع هذا الأسبوع.

المرشح المؤيد للاستقلال لاي تشينغ - تي يحيي أنصاره في تايبيه الخميس (أ.ف.ب)

وبين ملفات التوتر المختلفة بين الولايات المتّحدة والصين، يُعد ملف وضع تايوان الأخطر.

وأعلنت مسؤولة أميركية كبيرة لصحافيين، الأربعاء، أنّ الولايات المتّحدة التي لا تزال علاقاتها مع الصين متوترة للغاية سترسل «وفداً غير رسمي» إلى تايوان بعد الانتخابات.

وقالت المسؤولة الأميركية التي طلبت عدم نشر اسمها إنّ الولايات المتّحدة واظبت في السنوات الأخيرة على إرسال وزراء سابقين، أو مسؤولين حكوميين كبار سابقين، إلى تايوان وبالتالي «فما من جديد» على هذا الصعيد.

وحذّرت من أنّه «سيكون استفزازياً من جانب بكين أن تردّ (على نتيجة الانتخابات) بمزيد من الضغط العسكري أو الإجراءات القسرية».

مرشح حزب «كومينتانغ» هو يو - إيه يحيي أنصاره في تايبيه الخميس (أ.ب)

وأكّدت أنّ «الولايات المتّحدة لا تنحاز إلى أيّ طرف في الانتخابات، وليس لديها مرشّح مفضّل. بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات، فإنّ سياستنا فيما يتعلّق بتايوان ستظلّ على ما هي عليه، وعلاقتنا غير الرسمية القوية ستتواصل».

وشدّدت المسؤولة الأميركية على أنّ الولايات المتّحدة تعارض أيّ محاولة «تدخّل» خارجي في العملية الانتخابية في الجزيرة، مؤكّدة أن واشنطن لديها «ملء الثقة» بهذه الانتخابات.

تحذير صيني للناخبين

نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، قوله: «إذا وصل (لاي تشينغ - تي) إلى السلطة، فسوف يستمرّ في الترويج للأنشطة الانفصالية المرتبطة باستقلال تايوان».

وقال إنه يأمل في أن يتخذ سكان تايوان «القرار الصحيح»، محذّراً من أنّ فوز نائب الرئيسة بمنصب الرئيس يمثّل «خطراً جسيماً» على العلاقات بين الصين وتايوان.

إنزال العلم التايواني الوطني خلال احتفال العلم اليومي في ساحة الحرية في تايبيه في 7 يناير الحالي (أ.ب)

وكتب وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو، الخميس في منشور على منصة «إكس» أن «الانتخابات المقبلة في تايوان تثير اهتماماً عالمياً والتدخلات (الصينية) المتكررة تسرق الأضواء... بصراحة ينبغي على الصين التوقف عن التدخل في انتخابات دول أخرى وتنظيم انتخابات خاصة بها».

وتعد الصين تايوان إقليماً تابعاً لها لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949.

مع ذلك، تؤكد الصين أنها تفضّل عملية إعادة توحيد «سلمية» مع تايوان التي تتمتع بنظام ديمقراطي، ويبلغ عدد سكانها قرابة 23 مليون نسمة. لكنّها لا تستبعد أيضاً استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

وفي خطاب رأس السنة، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن «الصين سيعاد توحيدها بالتأكيد».

يُذكر أن لاي تشينغ - تي، الذي يتولى حالياً منصب نائب رئيسة تايوان، تساي إنغ - وين، وينتمي على غرارها إلى الحزب التقدّمي الديمقراطي المؤيد للاستقلال، هو المرشّح الأوفر حظاً وفق استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات الرئاسية، المقرّرة السبت، والتي يتابعها كلّ من بكين وواشنطن عن كثب.

وستكون نتيجة هذه الانتخابات التي تجري بجولة واحدة أساسية بالنسبة لمستقبل العلاقات الثنائية.

وستلعب العلاقة مثلثة الأطراف بين واشنطن وتايبيه وبكين، دورا أساسيا في خيار الناخبين التايوانيين، حتى أن هو يو - إيه (66 عاماً) مرشح حزب «كومينتانغ» الذي يُنظر إليه على أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع بكين، أكد عدم «بيع» جزيرة تايوان للصين في حال انتخابه رئيساً، وتعهد الحفاظ على علاقة قوية بالولايات المتحدة «الحليف الوفي».

ورفض مرشح حزب «كومينتانغ» أمام صحافيين أجانب اتهامات الحزب «التقدّمي الديمقراطي» له بأنه سيكون مرشحاً «موالياً للصين يريد بيع تايوان». وقال إن «تايوان بلد ديمقراطي وحرّ (...) ومهما كان ما تعتقده الصين، فإن ما يريد منّا الرأي العام في تايوان أن نفعله هو الحفاظ على الوضع الراهن». ووعد بألّا تُطرح مسألة «إعادة التوحيد» في حال انتخابه.


مقالات ذات صلة

ترمب «غير متأكد» من أن برنامجه الاقتصادي سيفيد الجمهوريين انتخابات التجديد النصفي

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)

ترمب «غير متأكد» من أن برنامجه الاقتصادي سيفيد الجمهوريين انتخابات التجديد النصفي

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إنه ليس واثقاً من أن الجمهوريين سيحتفظون بالسيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مبعوثة الأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه (البعثة الأممية)

انطلاق «الحوار المهيكل» برعاية أممية يفجّر جدلاً حاداً في ليبيا

يترقب الليبيون، الأحد، في طرابلس، انطلاق أولى جلسات «الحوار المهيكل»، أحد أبرز مسارات خريطة الحل السياسي التي طرحتها المبعوثة الأممية، هانا تيتيه قبل 4 أشهر.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا  ليبية تدلي بصوتها في صندوق اقتراع بالانتخابات البلدية بشرق البلاد (المفوضية)

شرق ليبيا يصوّت في انتخابات 9 مجالس بلدية مؤجَّلة

أدلى ناخبون في شرق ليبيا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، السبت، لاختيار ممثليهم في 9 مجالس بلدية مؤجلة تقع في نطاق سيطرة «الجيش الوطني الليبي»

علاء حموده (القاهرة)
أميركا اللاتينية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث في أوسلو (رويترز)

زعيمة المعارضة الفنزويلية: أسعى إلى انتقال سلمي للسلطة بعد مادورو

قالت ماريا كورينا ماتشادو إن رئيس البلاد نيكولاس مادورو سيغادر السلطة، سواء جرى التوصل إلى اتفاق تفاوضي أم لا.

«الشرق الأوسط» (أوسلو )
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

واشنطن تضغط على «التنسيقي» العراقي بشأن الفصائل

تتجه مشاورات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة نحو مزيد من التعقيد، مع تمسك القوى المنضوية في «الإطار التنسيقي» باستكمال التفاهمات حول هوية رئيس الوزراء المقبل.

حمزة مصطفى (بغداد)

جماعات مسلحة تختبر استخدام الذكاء الاصطناعي… ومخاطر متنامية في الأفق

صورة أرشيفية لمتظاهرين يهتفون بشعارات مؤيدة لتنظيم «داعش» وهم يحملون أعلام التنظيم أمام مقر حكومة المحافظة في الموصل على بعد 360 كيلومتراً (225 ميلاً) شمال غربي بغداد 16 يونيو 2014 (أ.ب)
صورة أرشيفية لمتظاهرين يهتفون بشعارات مؤيدة لتنظيم «داعش» وهم يحملون أعلام التنظيم أمام مقر حكومة المحافظة في الموصل على بعد 360 كيلومتراً (225 ميلاً) شمال غربي بغداد 16 يونيو 2014 (أ.ب)
TT

جماعات مسلحة تختبر استخدام الذكاء الاصطناعي… ومخاطر متنامية في الأفق

صورة أرشيفية لمتظاهرين يهتفون بشعارات مؤيدة لتنظيم «داعش» وهم يحملون أعلام التنظيم أمام مقر حكومة المحافظة في الموصل على بعد 360 كيلومتراً (225 ميلاً) شمال غربي بغداد 16 يونيو 2014 (أ.ب)
صورة أرشيفية لمتظاهرين يهتفون بشعارات مؤيدة لتنظيم «داعش» وهم يحملون أعلام التنظيم أمام مقر حكومة المحافظة في الموصل على بعد 360 كيلومتراً (225 ميلاً) شمال غربي بغداد 16 يونيو 2014 (أ.ب)

في الوقت الذي يسارع فيه العالم إلى تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي، بدأت الجماعات المسلحة بدورها في اختبار استخدام هذه التكنولوجيا، حتى وإن لم تتضح لديها بعد السبل المثلى لاستغلالها.

مخاوف من استخدام المتطرفين أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير قدراتهم في التجنيد والتعبئة والدعاية (متداولة)

وحذّر خبراء في الأمن القومي وأجهزة الاستخبارات من أن الذكاء الاصطناعي قد يتحول أداة بالغة الخطورة في أيدي التنظيمات المتطرفة؛ لما يتيحه من إمكانات لتجنيد عناصر جدد، وإنتاج صور ومقاطع فيديو مزيفة واقعية للغاية (ديب فيك)، فضلاً عن تعزيز قدراتها على شن الهجمات السيبرانية.

وفي منشور كُتب باللغة الإنجليزية على موقع إلكتروني مؤيد لتنظيم «داعش» الشهر الماضي، دعا أحد المستخدمين أنصار التنظيم إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في عملياتهم. وكتب: «من أفضل ما يميز الذكاء الاصطناعي سهولة استخدامه». وأضاف: «بعض أجهزة الاستخبارات تخشى أن يسهم الذكاء الاصطناعي في عمليات التجنيد... فحوّلوا كوابيسهم واقعاً»، حسب تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الاثنين.

جندي هندي يقوم بتطهير الطريق يوم الاثنين عند نقطة تفتيش بالقرب من موقع اشتباك مسلح على مشارف سريناغار في المنطقة الخاضعة للسيطرة الهندية (أ.ب)

ويرى خبراء أميركيون في الأمن القومي أن تنظيم «داعش»، الذي كان قد سيطر في السابق على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل أن يتحول شبكة لا مركزية من جماعات مسلحة تتقاسم آيديولوجيا عنيفة، أدرك منذ سنوات قوة وسائل التواصل الاجتماعي بصفتها أداة فعَّالة للتجنيد ونشر المعلومات المضللة. ومن هذا المنطلق، لا يبدو مستغرباً أن يختبر التنظيم اليوم إمكانات الذكاء الاصطناعي.

وبالنسبة للجماعات المتطرفة ضعيفة الموارد أو المفككة تنظيمياً، بل وحتى للأفراد سيئي النوايا ممن يمتلكون اتصالاً بالإنترنت، فإن الذكاء الاصطناعي يتيح إنتاج كميات هائلة من الدعاية أو المحتوى المزيف على نطاق واسع، بما يوسّع دائرة التأثير ويعزز النفوذ.

وقال جون لاليبيرت، الباحث السابق في مجال الثغرات لدى وكالة الأمن القومي الأميركية، والرئيس التنفيذي حالياً لشركة «كلير فيكتور» المتخصصة في الأمن السيبراني: «الذكاء الاصطناعي يجعل تنفيذ الكثير من الأمور أسهل بكثير لأي خصم. فحتى مجموعة صغيرة تفتقر إلى المال يمكنها، بفضل الذكاء الاصطناعي، أن تُحدث أثراً ملموساً».

كيف تختبر الجماعات المتطرفة الذكاء الاصطناعي؟

بدأت الجماعات المسلحة استخدام الذكاء الاصطناعي مع اتساع إتاحة برامج مثل «تشات جي بي تي» (ChatGPT). وعلى مدى السنوات اللاحقة، لجأت بشكل متزايد إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنتاج صور ومقاطع فيديو تبدو واقعية للغاية.

وعند ربط هذا المحتوى المزيف بخوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، يصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعَّالة لتجنيد مؤيدين جدد، وإرباك الخصوم أو بث الخوف في نفوسهم، ونشر الدعاية على نطاق لم يكن متصوراً قبل بضع سنوات فقط.

حارس باكستاني على الحدود بين باكستان وولاية ننكرهار الأفغانية في وقت سابق من هذا الشهر (أ.ف.ب)

وقبل عامين، نشرت هذه الجماعات صوراً مزيفة عن الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، تُظهر رُضّعاً ملطخين بالدماء ومتروكين داخل مبانٍ مدمّرة. وأثارت هذه الصور موجة من الغضب واستقطاباً واسعاً، في حين حجبت فظائع الحرب الحقيقية. وقد استُخدمت تلك الصور في الشرق الأوسط من قِبل جماعات عنيفة لتجنيد عناصر جديدة، كما استغلتها جماعات معادية للسامية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

وتكرر مشهد مشابه العام الماضي، عقب هجوم تبناه أحد فروع تنظيم «داعش» وأسفر عن مقتل نحو 140 شخصاً في قاعة حفلات موسيقية في روسيا. ففي الأيام التي تلت الهجوم، انتشرت على نطاق واسع مقاطع دعائية صُنعت باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لاستقطاب مجندين جدد.

كما أن تنظيم «داعش» أنشأ تسجيلات صوتية مزيفة لقادته وهم يتلون نصوصاً دينية، واستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة رسائله بسرعة إلى لغات متعددة، وفقاً لباحثين في «مجموعة سايت إنتليجنس»، المتخصصة في تتبع أنشطة التنظيمات المتطرفة ودراسة تطور استخدام «داعش» للتقنيات الذكاء الاصطناعي.

طموحات تفوق القدرات... حتى الآن

ويقول ماركوس فاولر، العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، والرئيس التنفيذي الحالي لشركة «دارك تريس فيدرال» للأمن السيبراني التي تعمل مع الحكومة الأميركية، إن هذه الجماعات لا تزال متأخرة تقنياً مقارنة بدول مثل الصين، وروسيا أو إيران، وإن الاستخدامات الأكثر تطوراً للذكاء الاصطناعي ما زالت تُعد «طموحات مستقبلية» بالنسبة لها.

غير أن فاولر حذَّر من أن المخاطر كبيرة للغاية ولا يمكن تجاهلها، مرجّحاً أن تتصاعد مع الانتشار المتزايد لتقنيات ذكاء اصطناعي قوية ومنخفضة التكلفة، على حد قوله.

ويشير خبراء إلى أن قراصنة الإنترنت يستخدمون بالفعل الصوت والصورة الاصطناعيين في حملات التصيّد الإلكتروني، حيث ينتحلون خلالها صفة مسؤولين حكوميين أو مديري شركات بهدف الوصول إلى شبكات حساسة. كما يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة شيفرات خبيثة أو أتمتة بعض جوانب الهجمات السيبرانية.

صورة أرشيفية لمنظر عام لمقر جهاز المخابرات السرية (إم آي 6) في لندن 18 مارس 2025 (أ.ب)

وما يثير قلقاً أكبر هو احتمال سعي الجماعات المسلحة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إنتاج أسلحة بيولوجية أو كيميائية، لتعويض نقص الخبرات التقنية لديها. وقد أُدرج هذا الخطر ضمن التقييم المحدَّث للتهديدات الداخلية الصادر عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية في وقت سابق من هذا العام.

وقال فاولر: «دخل تنظيم (داعش) مبكراً إلى منصة (تويتر)/إكس ونجح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لصالحه. وهم دائماً يبحثون عن الأداة التالية لإضافتها إلى ترسانتهم».

مواجهة تهديد متنامٍ

وفي واشنطن، طرح مشرّعون عدداً من المقترحات، مؤكدين وجود حاجة مُلِحَّة إلى التحرك. وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا، مارك وارنر، وهو كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن على الولايات المتحدة تسهيل تبادل المعلومات بين مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي بشأن كيفية إساءة استخدام منتجاتهم من قِبل جهات خبيثة، سواء كانت جماعات متطرفة أو قراصنة إجراميين أو جواسيس أجانب.

وأضاف وارنر: «منذ أواخر عام 2022، ومع الإطلاق العلني لتطبيق (ChatGPT)، كان واضحاً أن الانبهار العام بالذكاء الاصطناعي التوليدي والتجريب الواسع له سينتقل أيضاً إلى أطراف خبيثة متعددة».

وخلال جلسة استماع حديثة حول التهديدات المتطرفة، علم مشرّعون في مجلس النواب الأميركي أن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» نظَّما ورش تدريب لمساعدة أنصارهما على تعلّم استخدام الذكاء الاصطناعي.

ويقضي تشريع أقرَّه مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي بإلزام مسؤولي الأمن الداخلي بإجراء تقييم سنوي للمخاطر التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي عند استخدامه من قِبل مثل هذه الجماعات.

وقال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، أوغست بفلوغر، وهو راعي مشروع القانون، إن الحماية من الاستخدام الخبيث للذكاء الاصطناعي لا تختلف عن الاستعداد للهجمات التقليدية، مضيفاً: «يجب أن تواكب سياساتنا وقدراتنا تهديدات الغد».


باكستان تحض «طالبان» الأفغانية على تطهير بلادها من الجماعات المسلحة

خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

باكستان تحض «طالبان» الأفغانية على تطهير بلادها من الجماعات المسلحة

خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

حضت باكستان، الأحد، حركة «طالبان» الأفغانية على تطهير بلادها من جميع الجماعات المسلحة، في حين شددت إيران على ضرورة التعاون الإقليمي بدلاً من التدخل الأجنبي، وذلك خلال اجتماع متعدد الجنسيات عُقد في طهران وانصبّ على الوضع في أفغانستان.

خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وجاءت هذه الدعوات للتحرك خلال اجتماع للممثلين الخاصين لدول جوار أفغانستان بالإضافة إلى روسيا، وفقاً لما ذكرته صحيفة «دون» الباكستانية. وتمت دعوة «طالبان» للمشاركة في الاجتماع، لكنها رفضت الحضور، وفقاً لتصريحات صادرة عن مسؤولين إيرانيين ومسؤولين في حركة «طالبان» على حد سواء. وجمع اللقاء رفيع المستوى في العاصمة الإيرانية ممثلين خاصين من باكستان والصين وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة واستراتيجيات التعامل مع سلطات الأمر الواقع في أفغانستان.

وأوضح الممثل الخاص لباكستان لشؤون أفغانستان، محمد صادق، موقف بلاده، مشدداً على التهديد المستمر للإرهاب المنبعث من الأراضي الأفغانية. وقال صادق، وفقاً لبيان، إن «التهديد المستمر للإرهاب المنبعث من الأراضي الأفغانية يمثل تحدياً كبيراً للمنطقة». وأشار إلى أن كون أفغانستان مستقرة وخالية من العناصر الإرهابية أمر أساسي لكسب ثقة جيرانها واستثمار إمكاناتها الاقتصادية الضخمة. وأوضح صادق: «لذلك، من الضروري أن يتخذ حكام الأمر الواقع الحاليون في أفغانستان خطوات لتخفيف معاناة شعبهم. وأهم خطوة في هذا الصدد ستكون تطهير أراضيهم بشكل شامل من جميع أنواع الإرهابيين».

خريجو شرطة «طالبان» يحضرون حفل تخرج جماعي في جلال آباد بولاية ننكرهار - أفغانستان... 11 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

يذكر أنه تم إطلاق هذا المنتدى الإقليمي لأول مرة واستضافته باكستان في سبتمبر (أيلول) 2021، بعد أسابيع قليلة من سيطرة «طالبان» على كابل واستكمال قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) انسحابها بعد صراع دام 20 عاماً. واستضافت إيران الاجتماع الثاني لوزراء خارجية المجموعة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). ومع ذلك، واجه المنتدى صعوبة في تحقيق أهدافه. ووفقاً لسفير باكستان السابق لدى أفغانستان، منصور خان، كان الهدف الأصلي للمجموعة هو اتخاذ قرارات جماعية، بما فيها إمكانية الاعتراف المنسق بحكومة «طالبان». وقال خان لصحيفة «دون» الأحد: «لم يتمكن التجمع من أن يصبح منتدى فعالاً لأن (طالبان) لم تتفاعل بشكل إيجابي».

وعلى صعيد متصل، عقد السفير صادق اجتماعاً ثنائياً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. ووفقاً لسفير باكستان لدى إيران، محمد مدثر تيبو، أعرب صادق عن أمله في أن يسهم الاجتماع بدور مفيد في تعزيز السلام الإقليمي. وشدد عراقجي، خلال كلمته أمام الاجتماع، على أن استقرار أفغانستان يعتمد على اندماجها في الهياكل السياسية والاقتصادية الإقليمية، وليس على التدخل الخارجي.


باكستان تطلق آخر حملة وطنية لمكافحة «شلل الأطفال» بعد ارتفاع الإصابات

يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

باكستان تطلق آخر حملة وطنية لمكافحة «شلل الأطفال» بعد ارتفاع الإصابات

يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

أطلقت السلطات الباكستانية، الاثنين، آخر حملة وطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال خلال العام الحالي، في مسعى لحماية نحو 45 مليون طفل، وذلك بعد تسجيل أكثر من عشرين حالة إصابة جديدة من هذا المرض الذي قد يسبب الشلل، وفقاً لما أفاد به مسؤولون.

عامل صحي يقوم بإعطاء قطرات شلل الأطفال لأطفال المدارس للتطعيم خلال حملة استئصال فيروس شلل الأطفال من منزل إلى منزل في لاهور 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وحسب منظمة الصحة العالمية، لا تزال باكستان وأفغانستان المجاورة الدولتين الوحيدتين في العالم اللتين لم يتم فيهما القضاء نهائياً على مرض شلل الأطفال بشكل كامل، وفقاً تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الاثنين.

خامس حملة تطعيم وطنية

وأعلنت «مبادرة استئصال شلل الأطفال» الحكومية في باكستان، في بيان لها، أن البلاد سجلت 30 حالة إصابة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، مقارنة بـ74 حالة خلال الفترة نفسها من العام الماضي؛ وهو ما يشير إلى تراجع نسبي في عدد الإصابات المسجلة.

وتُعدّ هذه الحملة خامس حملة تطعيم وطنية تنفذها إسلام آباد خلال العام الحالي؛ إذ تحرص البلاد على تنظيم مثل هذه الحملات بصورة منتظمة، رغم التهديدات الأمنية المستمرة التي تواجه فرق التطعيم.

ودعا وزير الصحة الباكستاني مصطفى كمال أولياء الأمور إلى التعاون الكامل مع فرق التطعيم، مؤكداً أن «الأمر لا يتعلق بالأرقام فقط، فكل إصابة تهدد مستقبل طفل وأمن مجتمعاتنا»، في إشارة إلى خطورة الحالات الجديدة المسجلة.

وحسب البيان الرسمي، يشارك أكثر من 400 ألف من العاملين الصحيين في الصفوف الأمامية في الحملة، حيث ينتشرون من منزل إلى منزل في أقاليم بلوشستان، والسند، وخيبر بختونخوا، والبنجاب، والبنغاب، وغيلغيت-بلتستان، وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، إضافة إلى العاصمة إسلام آباد؛ لضمان عدم تفويت أي طفل.

يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وتتعرض فرق التطعيم وقوات الشرطة المكلّفة حمايتها لهجمات متكررة من قِبل جماعات مسلحة، تروّج زوراً لادعاءات تزعم أن حملات التطعيم مؤامرة غربية تهدف إلى تعقيم الأطفال المسلمين. وعلى خلفية تقارير استخباراتية حذّرت من احتمال وقوع هجمات جديدة، نشرت السلطات آلافاً من عناصر الشرطة لتأمين فرق التطعيم.

ومنذ تسعينات القرن الماضي، قُتل أكثر من 200 من العاملين في برامج مكافحة شلل الأطفال، إلى جانب عناصر الشرطة المكلّفين تأمين حمايتهم، في مثل هذه الهجمات.

وأوضح البيان أن حملة ديسمبر (كانون الأول) لمكافحة شلل الأطفال تُنفَّذ بالتزامن مع حملة مماثلة في أفغانستان، بما يضمن تعزيز المناعة في البلدين معاً وقطع سبل انتقال الفيروس عبر الحدود.

وأكد المسؤولون أن باكستان أحرزت تقدماً ملحوظاً في احتواء الفيروس، مشيرين إلى أن البلاد «أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق الاستئصال الكامل»، وأن هذه الحملة تمثل «دفعة نهائية وحاسمة لوقف انتشار الفيروس في جميع المناطق التي لا يزال الفيروس ينشط فيها».