انتخابات تركيا تدخل أسبوع استعراض القوة عبر الحشود بالميادين

إردوغان يهاجم المعارضة ويدعو لـ«المنافسة اللطيفة»

مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يخطب في الحشود بأزمير في 30 أبريل الماضي (رويترز)
مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يخطب في الحشود بأزمير في 30 أبريل الماضي (رويترز)
TT

انتخابات تركيا تدخل أسبوع استعراض القوة عبر الحشود بالميادين

مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يخطب في الحشود بأزمير في 30 أبريل الماضي (رويترز)
مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يخطب في الحشود بأزمير في 30 أبريل الماضي (رويترز)

دخلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا مرحلة استعراض القوة، عبر الحشود الضخمة في الميادين، قبل أسبوع واحد على موعدها.

عقد مرشح تحالف «الأمة» المعارض رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، التجمع الرئيسي في إسطنبول بمشاركة قادة الأحزاب الخمسة الأخرى في التحالف (الجيد، الديمقراطية والتقدم، السعادة، المستقبل، والديمقراطي) ورئيسي بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور ياواش.

واحتشد أكثر من 100 ألف من أنصار المعارضة في ميدان «مالتبه» بالشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول، رافعين علم تركيا إلى جانب شعار حملة كليتشدا أوغلو الانتخابية: «أعدك أن الربيع قادم من جديد».

وسبق كليتشدار أوغلو مرشح تحالف «الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان إلى إسطنبول، السبت، بعد أن كان مقرراً أن ينعقد مؤتمره الانتخابي، الأحد، في الوقت نفسه مع مؤتمر إردوغان، الذي سيعقد في حديقة أتاتورك في الشطر الأوروبي للمدينة.

وواصل إردوغان عقد تجمعاته الانتخابية، السبت، حيث عقد تجمعاً حاشداً في قيصري، وسط تركيا، أعقبه تجمع آخر في مرسين، جنوب البلاد، سبق تأجيله من 27 أبريل (نيسان) لظروف مرضه.

وعبر إردوغان عن سعادته بالحشد الكبير في قيصري. ودعا منافسه كمال كليتشدار أوغلو إلى النظر إلى هذا الازدحام، قائلاً: «هذه الساحة حطمت رقماً قياسياً... 135 ألف شخص هنا يا سيد كمال».

وأضاف إردوغان أن قيصري استضافت 50 ألفاً من الناجين من كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط)، وهي إحدى أكبر الولايات التي نزح إليها المتضررون من الزلزال.

وواصل إردوغان هجومه على المعارضة، قائلاً: «سنضيف نجاحات جديدة إلى نجاحاتنا اعتباراً من 14 مايو (أيار) الذي سيكون عيداً للديمقراطية... إن الذين لا يستطيعون دفع رواتب العمال في البلديات التابعة لهم ويدفعونها على أقساط، (في إشارة إلى حزب «الشعب الجمهوري»)، يريدون أن يعلموا الأمة الحق والقانون والعدالة، من دون خجل»، في إشارة إلى الشعار الانتخابي لكليتشدار أوغلو.

وأضاف أن أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والشعوب الديمقراطية (مؤيد للأكراد)، هي أحزاب تدافع عن حقوق المثليين، أما نحن فالأسرة مقدسة بالنسبة لنا... إنهم امتداد للمنظمات الانفصالية وأذرع لأميركا وأوروبا».

مؤيدون للرئيس رجب طيب إردوغان خلال احتفال انتخابي بإسطنبول في 21 أبريل الماضي (أ.ب)

وبينما يشن إردوغان هجوماً حاداً في جميع التجمعات الانتخابية، نشرت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة، دعا فيها إلى عدم تحويل التنافس «اللطيف» في الانتخابات إلى عداوة سياسية، قائلاً: «دعونا نعتني بوحدتنا وتضامننا وأخوتنا، التي تبلغ من العمر ألف عام في هذه الأرض، فلنقوِّ حديثنا ونزيل الاستياء».

وأضاف: «سيفوز كل فرد من 85 مليوناً في تركيا، ستفوز جميع ولاياتنا البالغ عددها 81 ولاية بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها. المجتمع كله، الأتراك والأكراد والعرب والسنة والعلويون، سيفوز كل ألوان تركيا، وسيفوز جميع مواطنينا من مختلف الأديان».

وقوبلت دعوة إردوغان باستغراب شديد من المعارضة. وقال رئيس بلدية أنقرة مخاطباً الحشود، خلال تجمع إسطنبول: «لقد اندهشت حقاً مما كتبه السيد إردوغان على مواقع التواصل، فهو لا يزال يهين ويكيل الافتراءات لكل معارض له أو مختلف معه في الرأي ثم يتحدث عن المنافسة اللطيفة... ونحن نقول له انتهى الأمر ستذهب وستحاكم مع من حولك اعتباراً من 15 مايو (أيار)، ويجب أن يخضع الجميع للمحاسبة».

وقالت رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار: «السيد رجب لا يزال يكيل الافتراءات ويقسم المجتمع، ويتهمنا بتشجيع المثلية، ويقدم وعوداً لا تصدق؛ لأنه يشعر بأنه في مأزق، إنها المرة الأولى التي يعد فيها بالكثير، لقد أدرك أن الشعب فهم كل شيء، سيكون من العار أن أقول إنني الوحيدة التي صنعت التغيير، بل لدي مساهمة في ذلك».


مقالات ذات صلة

ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

شؤون إقليمية رئيس بلدية العاصمة التركية أنقرة منصور ياواش (من حسابه على «إكس»)

ياواش يعلن للمرة الأولى استعداده للترشّح لرئاسة تركيا في 2028

تُظهر استطلاعات الرأي التي أُجريت منذ الانتهاء من الانتخابات المحلية في مارس الماضي تفوّق ياواش بوصفه مرشحاً للرئاسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة: )
شؤون إقليمية زيارة إردوغان لحزب «الشعب الجمهوري» ولقاء أوزيل للمرة الثالثة أحدثا جدلاً (الرئاسة التركية) 

إردوغان يلتقي زعيم المعارضة للمرة الثالثة في شمال قبرص

يعقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاءً ثالثاً مع زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغو أوزيل في شمال قبرص.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا إردوغان ملوحاً لنواب حزبه بالبرلمان الأربعاء عقب انتهاء خطاب تحدث فيه عن محاولة انقلاب ضده وطالبهم بالحرص على دعم إصدار الدستور الجديد (الرئاسة التركية)

إردوغان يتهم حركة غولن بتدبير محاولة انقلاب جديدة ضده

دعا إردوغان أعضاء حكومته ونواب حزبه إلى عدم التفريط أو التراجع بشأن وضع دستور مدني ديمقراطي جديد للبلاد.

سعيد عبد الرازق (انقرة)
شؤون إقليمية الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل خلال لقائهما الجمعة الماضي (إ.ب.أ)

حديث إردوغان عن «انفراجة سياسية» هل هو مناورة جديدة للبقاء في السلطة؟

فجّر حديث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن «انفراجة سياسية» تحتاج إليها تركيا جدلاً واسعاً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان يحيي أنصاره بعد الإدلاء بصوته في إسطنبول في 31 مارس الماضي (رويترز)

تركيا: استطلاع رأي يصدم «العدالة والتنمية» بعد هزيمة الانتخابات

كشف استطلاع للرأي عقب الانتخابات، التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، عن أن الأتراك لا يثقون بالحزب الحاكم لحل مشاكلهم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.