دخلت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا مرحلة استعراض القوة، عبر الحشود الضخمة في الميادين، قبل أسبوع واحد على موعدها.
عقد مرشح تحالف «الأمة» المعارض رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، التجمع الرئيسي في إسطنبول بمشاركة قادة الأحزاب الخمسة الأخرى في التحالف (الجيد، الديمقراطية والتقدم، السعادة، المستقبل، والديمقراطي) ورئيسي بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وأنقرة منصور ياواش.
واحتشد أكثر من 100 ألف من أنصار المعارضة في ميدان «مالتبه» بالشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول، رافعين علم تركيا إلى جانب شعار حملة كليتشدا أوغلو الانتخابية: «أعدك أن الربيع قادم من جديد».
وسبق كليتشدار أوغلو مرشح تحالف «الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان إلى إسطنبول، السبت، بعد أن كان مقرراً أن ينعقد مؤتمره الانتخابي، الأحد، في الوقت نفسه مع مؤتمر إردوغان، الذي سيعقد في حديقة أتاتورك في الشطر الأوروبي للمدينة.
وواصل إردوغان عقد تجمعاته الانتخابية، السبت، حيث عقد تجمعاً حاشداً في قيصري، وسط تركيا، أعقبه تجمع آخر في مرسين، جنوب البلاد، سبق تأجيله من 27 أبريل (نيسان) لظروف مرضه.
وعبر إردوغان عن سعادته بالحشد الكبير في قيصري. ودعا منافسه كمال كليتشدار أوغلو إلى النظر إلى هذا الازدحام، قائلاً: «هذه الساحة حطمت رقماً قياسياً... 135 ألف شخص هنا يا سيد كمال».
وأضاف إردوغان أن قيصري استضافت 50 ألفاً من الناجين من كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط)، وهي إحدى أكبر الولايات التي نزح إليها المتضررون من الزلزال.
وواصل إردوغان هجومه على المعارضة، قائلاً: «سنضيف نجاحات جديدة إلى نجاحاتنا اعتباراً من 14 مايو (أيار) الذي سيكون عيداً للديمقراطية... إن الذين لا يستطيعون دفع رواتب العمال في البلديات التابعة لهم ويدفعونها على أقساط، (في إشارة إلى حزب «الشعب الجمهوري»)، يريدون أن يعلموا الأمة الحق والقانون والعدالة، من دون خجل»، في إشارة إلى الشعار الانتخابي لكليتشدار أوغلو.
وأضاف أن أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والشعوب الديمقراطية (مؤيد للأكراد)، هي أحزاب تدافع عن حقوق المثليين، أما نحن فالأسرة مقدسة بالنسبة لنا... إنهم امتداد للمنظمات الانفصالية وأذرع لأميركا وأوروبا».
وبينما يشن إردوغان هجوماً حاداً في جميع التجمعات الانتخابية، نشرت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة، دعا فيها إلى عدم تحويل التنافس «اللطيف» في الانتخابات إلى عداوة سياسية، قائلاً: «دعونا نعتني بوحدتنا وتضامننا وأخوتنا، التي تبلغ من العمر ألف عام في هذه الأرض، فلنقوِّ حديثنا ونزيل الاستياء».
وأضاف: «سيفوز كل فرد من 85 مليوناً في تركيا، ستفوز جميع ولاياتنا البالغ عددها 81 ولاية بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها. المجتمع كله، الأتراك والأكراد والعرب والسنة والعلويون، سيفوز كل ألوان تركيا، وسيفوز جميع مواطنينا من مختلف الأديان».
وقوبلت دعوة إردوغان باستغراب شديد من المعارضة. وقال رئيس بلدية أنقرة مخاطباً الحشود، خلال تجمع إسطنبول: «لقد اندهشت حقاً مما كتبه السيد إردوغان على مواقع التواصل، فهو لا يزال يهين ويكيل الافتراءات لكل معارض له أو مختلف معه في الرأي ثم يتحدث عن المنافسة اللطيفة... ونحن نقول له انتهى الأمر ستذهب وستحاكم مع من حولك اعتباراً من 15 مايو (أيار)، ويجب أن يخضع الجميع للمحاسبة».
وقالت رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار: «السيد رجب لا يزال يكيل الافتراءات ويقسم المجتمع، ويتهمنا بتشجيع المثلية، ويقدم وعوداً لا تصدق؛ لأنه يشعر بأنه في مأزق، إنها المرة الأولى التي يعد فيها بالكثير، لقد أدرك أن الشعب فهم كل شيء، سيكون من العار أن أقول إنني الوحيدة التي صنعت التغيير، بل لدي مساهمة في ذلك».