الحوثيون يبتزون السكان بالغذاء والخدمات لتجنيد المقاتلين

تقرير حقوقي كشف عن تضليل الجماعة حول انفجار مدرسة في صنعاء

عناصر حوثيون يشيّعون أحد قادتهم الذي يرجَّح أنه قتل بغارة أمريكية في صنعاء قبل شهر (أ.ب)
عناصر حوثيون يشيّعون أحد قادتهم الذي يرجَّح أنه قتل بغارة أمريكية في صنعاء قبل شهر (أ.ب)
TT

الحوثيون يبتزون السكان بالغذاء والخدمات لتجنيد المقاتلين

عناصر حوثيون يشيّعون أحد قادتهم الذي يرجَّح أنه قتل بغارة أمريكية في صنعاء قبل شهر (أ.ب)
عناصر حوثيون يشيّعون أحد قادتهم الذي يرجَّح أنه قتل بغارة أمريكية في صنعاء قبل شهر (أ.ب)

كشف تحالف حقوقي يمني عن ممارسات تضليل إعلامي قامت بها الجماعة الحوثية للتهرب من مسؤوليتها في انتهاك حقوق الأطفال خلال تجنيدهم، بالتزامن مع مساعٍ لاستغلال استهداف ميناء رأس عيسى النفطي لإقناع السكان بتجنيد أبنائهم تحت مزاعم مواجهة الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر محلية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن قيادات حوثية مقربة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بدأت زيارات ميدانية إلى عدد من المناطق في مختلف المحافظات للقاء شيوخ القبائل والأعيان ومطالبتهم بإلزام الأهالي بتجنيد أبنائهم للقتال بلهجة تتضمن الابتزاز والترغيب في الوقت نفسه.

وأوضحت المصادر أن القادة الذين كلفهم زعيم الجماعة بنفسه، يحملون رسائل إلى زعماء القبائل وأعيانها تحثهم على بذل أقصى جهودهم لإقناع الأهالي أو إلزامهم برفد الجبهات بالمقاتلين، مع إغرائهم بالمال وامتيازات خاصة، وتهديدهم في الوقت ذاته بالجوع والفقر، في استغلال لواقعة استهداف الطيران الأميركي ميناء رأس عيسى وما يلحق ذلك من تبعات اقتصادية.

وطلب الحوثي من موفديه إلى زعماء القبائل في محافظتي صنعاء وعمران إبلاغهم أن الولايات المتحدة تستهدف المنشآت الحيوية والاقتصادية بهدف الإفقار والتجويع، بحسب المصادر.

مقاتل حوثي يقف جوار حطام تدعي الجماعة أنه لطائرة أميركية بدون طيار (إعلام حوثي)

وتتضمن رسالة الحوثي، وفق المصادر، إغراءً وتهديداً في الوقت نفسه؛ إذ تزعم الجماعة أنه عند إمدادها بالمقاتلين ستحافظ القبائل على استمرار تدفق المواد الأساسية والوقود رغم الأزمات المتوقعة، في حين لن يستحق من يرفض القتال الحصول عليها.

وطبقاً للمصادر، فإن موفدي الحوثي حملوا معهم مبالغ مالية لشيوخ القبائل وأعيانها؛ لوضعهم في مواقف صعبة، إذ إن رفض استلام هذه المبالغ يعني رفض التعاون مع الجماعة، بينما يصبح حصولهم عليها التزاماً بما طُلِب منهم.

وتأتي هذه المساعي الحوثية في ظل مخاوف السكان من إلحاق أبنائهم بالمعسكرات الصيفية التي تستغلها الجماعة لتقديم دروس تعبئة جهادية، واستدراج الأطفال للقتال.

القتال مقابل الغذاء

وفي محافظة الحديدة (غرب) اتهم السكان الجماعة الحوثية باستغلال الأوضاع المعيشية المتدهورة لإجبارهم على السماح باستخدام الأطفال في برامج التعبئة وإلحاقهم بالمعسكرات الصيفية التي تستخدم لتلقين الأطفال دروساً ودورات طائفية، في حين تشهد هذه المعسكرات إقبالاً ضعيفاً هذا العام، رغم المساعي لاستغلال الضربات الأميركية في الترويج لوسائل التعبئة.

حريق ميناء رأس عيسى بعد استهدافه بالغارات الأميركية منتصف الشهر الجاري (إ.ب.أ)

ونقلت مصادر محلية عن السكان أن قادة ميدانيين في الجماعة عقدوا لقاءات مع مسؤولي الأحياء المعروفين بـ«عقال الحارات» في مركز المحافظة وعدد من مدنها وأعيان وشخصيات اجتماعية في الأرياف لإقناعهم بتوجيه السكان لتجنيد أبنائهم ضد الحملة العسكرية الأميركية.

واستغل القادة الحوثيون استهداف الجيش الأميركي ميناء رأس عيسى النفطي في حديثهم مع الأعيان إلى جانب دفع خطباء المساجد للتركيز على ذلك في خطبة الجمعة الماضية، كما نقلته المصادر.

ولوّح القادة الحوثيون للأعيان ومسؤولي الأحياء بإمكانية توقف وصول المواد الغذائية والسلع الأساسية والوقود، سواء إلى الأسواق أو المساعدات التي تقدمها المنظمات وفاعلي الخير، وتشرف الجماعة على توزيعها وتوجيهها، إلى جانب توقف الخدمات الأساسية الأخرى بسبب استهداف مصادر الوقود.

وركز خطاب القادة الحوثيين - بحسب المصادر - على أن الحصول على الخدمات والسلع الأساسية يقتضي المشاركة في مواجهة الولايات المتحدة التي تزعم الجماعة أنها تهدف إلى تجويع السكان.

قادة حوثيون في ميناء رأس عيسى بعد استهدافه بالغارات الأميركية (إعلام حوثي)

وتشهد المعسكرات الصيفية هذا العام، التي أطلقتها الجماعة الحوثية بداية الشهر الحالي، عزوفاً كبيراً عن الإقبال عليها، وهو ما تفسره الأوساط المجتمعية بمخاوف الأهالي على أطفالهم من إلحاقهم بمعسكرات التدريب وجبهات القتال التي باتت عُرضة للهجمات الأميركية المكثفة منذ قرابة شهر ونصف الشهر.

تضليل إعلامي

في غضون ذلك، كشف تحالف حقوقي يمني عمّا وصفه بـ«ممارسات التضليل الإعلامي الحوثي للتهرب من مسؤولية الجماعة في انتهاك حقوق الأطفال خلال تجنيدهم»، وذلك في تقريرِ له عن حادثة انفجار شهدتها مدرسة في محافظة صنعاء وتسببت بإصابة 34 طفلاً وطفلة خلال أغسطس (آب) الماضي.

وكانت أجهزة الأمن الحوثية قدمت رواية عن انفجار شهدته مدرسة قرية القليسي في مديرية بني مطر التابعة لمحافظة صنعاء ذكرت فيها أن أحد الطلاب جلب إلى المدرسة مقذوفاً عثر عليه في منطقة مجاورة للمدرسة، وانفجر أثناء العبث به داخل الفصل.

الجماعة الحوثية تسعى لتجنيد مقاتلين جدد في ظل تضاعف مخاوف السكان على أبنائهم (غيتي)

وقال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) في تقرير له إن حادثة انفجار المدرسة كشفت عن كيفية استخدام الحوثيين التضليل الإعلامي أداةً لطمس الحقيقة والتهرُّب من المساءلة، في سياقٍ يُضاف إلى سجلّ انتهاكات جماعة الحوثي المتكررة ضد المدنيين، خصوصاً الأطفال.

ونبَّه التقرير إلى أن محافظة صنعاء لم تشهد أي معارك برية، وإذا كان المقذوف ألقت به طائرة حربية، فلن يستطيع طفل في السابعة حمله إلى المدرسة.

ورجَّح التقرير أن الانفجار نجم عن جسم منفجر كان موجوداً في غرفة الدراسة داخل المدرسة التي استخدمتها الجماعة لتدريب أطفال على القتال وزراعة الألغام وصناعة الأفخاخ المنفجرة، وهو النشاط الذي بلغ ذروته خلال الصيف السابق للعملية الدراسية، طبقاً لشهادات جمعها من السكان.

وشدَّد مطهر البذيجي، المدير التنفيذي للتحالف الحقوقي، على أهمية تسليط الضوء على لجوء الحوثيين للتضليل الإعلامي وسيلةً للتهرب من مسؤوليتهم عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن.

قادة حوثيون في زيارة لطفلة أصيبت بانفجار وقع في مدرسة شهدت تدريبات للمقاتلين (إعلام حوثي)

وأوضح البذيجي لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة استخدمت استراتيجيات إعلامية معقَّدة لتشويه الحقائق وتوجيه اللوم إلى أطراف أخرى؛ ما ساعدها في التهرب من الاعتراف بمسؤوليتها عن انتهاكاتها ضد الأطفال.

وأكد أن رصد وتوثيق أساليب التضليل الإعلامي الحوثية وطرقها مهمة من أجل حفظ حقوق الضحايا وفضح الانتهاكات وأساليب التضليل، وتحميل مسؤولية الانتهاكات للطرف المنتهك، وهي خطوة أساسية من أجل تحقيق العدالة والمساءلة والمحاسبة عن هذه الانتهاكات التي تزيد من معاناة الأطفال وتعوق أي جهود لتحقيق العدالة والسلام.

يشار إلى أن منظمات وجهات محلية يمنية ودولية تتهم الجماعة الحوثية باستغلال المدارس لأغراض عسكرية، كما وثَّقت التقارير قيام الجماعة بتجنيد آلاف الأطفال خلال السنوات العشر الماضية.


مقالات ذات صلة

​«خفر السواحل» اليمنية تحبط تهريب الآلاف من مواد التفجير ومعدات الاتصالات للحوثيين

المشرق العربي جانب من المعدات وأجهزة الاتصالات التي تم ضبطها من قوات خفر السواحل في الساحل الغربي (سبأ)

​«خفر السواحل» اليمنية تحبط تهريب الآلاف من مواد التفجير ومعدات الاتصالات للحوثيين

أحبطت قوات خفر السواحل اليمنية عمليتي تهريب بحريتين لكميات كبيرة من الأسلحة ومواد التفجير ومعدات الاتصالات كانت في طريقها لجماعة الحوثي الإرهابية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي تدمير الطائرات اليمنية ومطار صنعاء سيتسبب في تعطيل جدول رحلات الحج لليمنيين (إ.ب.أ)

تدمير المنشآت ينذر اليمنيين باستغلال الحوثيين لزيادة معاناتهم

أدى تدمير إسرائيل لمطار صنعاء وطائرات «اليمنية» إلى إرباك موسم الحج وتعطيل سفر الآلاف في وقت يخشى فيه السكان من افتعال الحوثيين أزمات معيشية وخدمية جديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية ترمب برفقة نتنياهو في البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 (أ.ف.ب) play-circle 02:03

بعد «هدنة الحوثي»... الإسرائيليون يرون «أزمة ثقة» بين نتنياهو وترمب

ذهبت وسائل إعلام عبرية إلى أن مفاجأة الرئيس دونالد ترمب لإسرائيل بإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي اليمنية تعبر عن «أزمة ثقة» مع نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني (سبأ)

الإرياني: «الاستسلام» الحوثي كان «ثمرة مباشرة» للضربات العسكرية

أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن «استسلام» جماعة الحوثي لم يكن نتيجة تفاهمات سياسية أو ضغوط دبلوماسية فقط، بل كان «ثمرة مباشرة للضربات العسكرية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الدخان يتصاعد فوق المباني إثر الغارات الجوية الإسرائيلية في صنعاء (إ.ب.أ) play-circle

الحوثيون: لن نتوقف عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر... وتصريحات ترمب ليست دقيقة

تعهّد الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، برد «مزلزل» على إسرائيل التي أكّدوا أنهم سيواصلون توجيه ضربات لها رداً على القصف الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

كيف يعزز التعاون العسكري المصري - التركي التقارب بين البلدين؟

رئيس أركان الجيش المصري ونظيره التركي عقب اجتماع اللجنة العسكرية العليا للبلدين في أنقرة (المتحدث العسكري - مصر)
رئيس أركان الجيش المصري ونظيره التركي عقب اجتماع اللجنة العسكرية العليا للبلدين في أنقرة (المتحدث العسكري - مصر)
TT

كيف يعزز التعاون العسكري المصري - التركي التقارب بين البلدين؟

رئيس أركان الجيش المصري ونظيره التركي عقب اجتماع اللجنة العسكرية العليا للبلدين في أنقرة (المتحدث العسكري - مصر)
رئيس أركان الجيش المصري ونظيره التركي عقب اجتماع اللجنة العسكرية العليا للبلدين في أنقرة (المتحدث العسكري - مصر)

تطرح مخرجات الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المصرية-التركية في أنقرة تساؤلات حول كيفية انعكاس توجه البلدين نحو زيادة التعاون العسكري المشترك على مساعي التقارب بين البلدين والتنسيق في قضايا المنطقة.

وناقش رئيسا أركان القوات المسلحة المصرية والتركية، نهاية الأسبوع الماضي في أنقرة، فرص «زيادة آفاق الشراكة والتعاون العسكري»، في خطوة عدّها عسكريون وسياسيون «تعزيزاً لمستوى الشراكة بين مصر وتركيا».

وترأس رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، ونظيره التركي، الفريق أول متين غوراك، الاجتماع، وحسب إفادة للمتحدث العسكري المصري، مساء الأحد، ناقش الاجتماع «تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في مجالات التدريب، ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية والتركية»، وأكد الجانبان «تطلعهما لزيادة آفاق الشراكة والتعاون العسكري في العديد من المجالات خلال المرحلة المقبلة».

الفريق أحمد خليفة والفريق متين غوراك ناقشا تعزيز التعاون العسكري بين البلدين (المتحدث العسكري - مصر)

وليست هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها أنقرة محادثات عسكرية رفيعة المستوى بين مصر وتركيا، حيث سبق أن زار رئيس الأركان المصري السابق، الفريق أسامة عسكر، الذي عُين لاحقاً مستشاراً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركيا في شهر أبريل (نيسان) العام الماضي، لبحث التعاون العسكري بين البلدين.

وتشهد العلاقات المصرية-التركية تطوراً في الفترة الأخيرة، بعد سنوات من القطيعة والجمود، منذ سقوط حكم «الإخوان» في مصر عام 2013، إلى أن بدأ التحسن في علاقات البلدين منذ عام 2020، مع تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وصولاً للنقلة النوعية التي شهدتها العلاقات المصرية-التركية، بتبادل الرئيس المصري، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، الزيارات، العام الماضي.

استقبال رسمي لرئيس أركان القوات المسلحة المصرية خلال زيارته إلى تركيا (المتحدث العسكري - مصر)

وخلال زيارته لتركيا، التقى رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع التركي، يشار غولر، وأكد «اعتزاز بلاده بالعلاقات العسكرية مع أنقرة». وحسب بيان المتحدث العسكري المصري: «أشاد وزير الدفاع التركي بالدور المصري الفاعل بمحيطيها الدولي، والإقليمي، في ضوء التحديات الراهنة»، وأكد «ضرورة العمل المشترك لمواجهة تلك التحديات، بما يحقق الاستقرار بالمنطقة».

ويشكل التعاون العسكري المصري-التركي «خطوة مهمة» تعكس التقارب بين القاهرة وأنقرة في الفترة الحالية، وفق تقدير الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، وقال إن «اجتماع اللجنة العسكرية بين البلدين يعزز من إجراءات التنسيق بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة».

ويرى فرج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن مجالات التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة تشمل «تبادل المعلومات، والتعاون في مجال التصنيع الحربي»، مشيراً إلى أن التقارب بين البلدين قد يتطور إلى «التدريب المشترك».

من زيارة رئيس أركان القوات المسلحة المصرية إلى تركيا (المتحدث العسكري - مصر)

وخلال زيارته لتركيا، التقى الفريق أحمد خليفة برئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية لبحث سبل التعاون المشترك، كما زار عدداً من الشركات المتخصصة في مجال الصناعات الدفاعية، لاستعراض القدرات التصنيعية المتطورة لتلك الشركات، بما يعزز من فرص تبادل الخبرات في مجال التصنيع العسكري، كما تفقد قيادة القوات الخاصة التركية، وشاهد عدداً من البيانات العملية والأنشطة التدريبية لها، حسب المتحدث العسكري المصري.

ويعكس التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة تقارباً سياسياً بين البلدين، بعد سنوات من التوتر، وفق الباحث في العلاقات الدولية بتركيا، طه عودة، وأشار إلى أن انعقاد اللجنة العسكرية رفيعة المستوى بين البلدين يشكل «دلالة واضحة على جدية العلاقات الثنائية، وتوافر الإرادة لبناء جسور الثقة بين البلدين».

ويعتقد عودة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «العلاقات المصرية-التركية وصلت إلى مستويات عالية من التنسيق والتعاون، بعد تبادل الزيارات بين الرئيس المصري ونظيره التركي»، وقال إن «العلاقات بين البلدين أصبحت أكثر تقارباً وتنسيقاً في المجالات السياسية، والعسكرية».

وزار السيسي أنقرة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، بدعوة من إردوغان، في رد على زيارة الأخير للقاهرة في 14 فبراير (شباط) من العام الماضي، وعدّ الرئيس المصري الزيارة وقتها أنها «تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطيهما الإقليمي، والدولي».

وإلى جانب التعاون الثنائي، يرى عودة أهمية التعاون المصري-التركي في قضايا المنطقة، وقال: «التعاون العسكري يأتي في توقيت مهم، تشهد فيه المنطقة تطورات عديدة، تستدعي التنسيق المشترك، لمواجهة تحديات كثيرة، منها الأوضاع في غزة، وليبيا، والسودان، والبحر الأحمر».

ويتفق في ذلك اللواء فرج، مشيراً إلى أهمية التعاون بين القاهرة وأنقرة بشأن «الأوضاع في سوريا، والتطورات في قطاع غزة، كون الموقف التركي داعماً باستمرار لحقوق الشعب الفلسطيني»، إلى جانب التنسيق بشأن «الأوضاع في القرن الأفريقي، وكذلك في الملف الليبي».