مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: 5 بنود ستطرحها «حماس» خلال محادثات القاهرة

تشمل هدنة طويلة لسنوات... والتخلي عن الحكم

أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
TT

مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»: 5 بنود ستطرحها «حماس» خلال محادثات القاهرة

أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)

كشف مصدر مطلع في حركة «حماس»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن طرح ستقدمه الحركة في اجتماع بالقاهرة، يتضمن 5 بنود، من ضمنها صفقة شاملة وإتمام هدنة طويلة تصل إلى خمس سنوات مع اشتراط ضمانات إقليمية ودولية.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية موقعه، إن الإطار الذي ستعرضه الحركة يتضمن أولاً الاتفاق على صفقة تبادل شاملة للأسرى بين الطرفين، رزمة واحدة وفق آليات وتوقيتات يتفق عليها (جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين)، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار.

كما يتضمن الطرح ثانياً: استعداد «حماس» لوقف إطلاق نار طويل لمدة خمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية، وفق المصدر ذاته.

ويشمل الإطار في البند الثالث التأكيد على أنه «فور الاتفاق على هذا الإطار تتم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس (آذار) 2025، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما كانت عليه وفق الاتفاق 17/1/2025، ودخول المساعدات الإغاثية، وفق البروتوكول الإنساني».

وجاء رابعاً ضمن الطرح: «تشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة غزة بكامل الصلاحيات والمهام، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي».

ويشمل البند الخامس والأخير من طرح «حماس» خلال اجتماع القاهرة «الاستعداد للتوافق الوطني الفلسطيني في إطار الاتفاقيات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية، وآخرها اتفاق بكين 2024».

فلسطينيون يتفقدون يوم الثلاثاء موقع غارة إسرائيلية أصابت معدّات في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

وفي وقت سابق، الثلاثاء، صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، لشبكة «بي بي سي» البريطانية بأن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة، في حين أكد قيادي في حركة «حماس» أن وفداً من الحركة غادر الدوحة متوجهاً إلى القاهرة لبحث «أفكار جديدة» للتهدئة.

ووفقاً للمسؤول، تتضمن الخطة هدنة تستمر ما بين خمس وسبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع إنهاء رسمي للحرب، وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة.

كما أشار المسؤول الفلسطيني إلى أن «حماس» أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لأي كيان فلسطيني يُتفق عليه «على المستويين الوطني والإقليمي». وأضاف أن هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية جديدة.

أفكار جديدة

وسيمثّل «حماس» في مشاورات القاهرة رئيس مجلسها القيادي محمد درويش، وكبير مفاوضيها خليل الحية.

وقال قيادي في «حماس»، الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الوفد «سيُجري اجتماعات مع المسؤولين المصريين حول أفكار جديدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأشار إلى أنه يضم «خليل الحية، رئيس الوفد المفاوض، وعدداً من القيادات».

من اليمين أعضاء المجلس القيادي لـ«حماس»: محمد درويش وخليل الحية ونزار عوض الله في طهران فبراير الماضي (أ.ف.ب)

ولم تصدر إسرائيل أي تعليق على هذه الخطة المحتملة التي اقترحها الوسطاء. ومع أنه لا يزال من السابق لأوانه تقييم احتمالات نجاح الخطة، فقد وصف المسؤول الفلسطيني جهود الوساطة الحالية بالجدية، وقال إن «حماس» أبدت «مرونة غير مسبوقة» تجاهها.

وانهار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار قبل شهر عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة.

وقبل أيام، رفضت «حماس» مقترحاً إسرائيلياً تضمن مطلباً بنزع سلاح الحركة مقابل هدنة لمدة ستة أسابيع.

ويوم السبت، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن ينهي الحرب قبل القضاء على «حماس» وعودة جميع الرهائن. وطالبت الحركة إسرائيل بالالتزام بإنهاء الحرب قبل إطلاق سراح الرهائن.


مقالات ذات صلة

بشارة بحبح... رجل الظل خلف صفقة «حماس» وترمب

المشرق العربي بشارة بحبح يتوسط الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس (حساب بحبح على موقع «إكس») play-circle

بشارة بحبح... رجل الظل خلف صفقة «حماس» وترمب

يحظى بشارة بحبح، الذي ساهمت وساطته الهادئة في إطلاق «حماس» للجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، بنفوذ واسع من خلف الأضواء لدى إدارة ترمب

علي بردى (واشنطن)
شؤون إقليمية دبابات للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة كما تظهر من جنوب إسرائيل... 4 مايو 2025 (أ.ب)

إعلام إسرائيلي: الجيش يستهدف القيادي ﺑ«حماس» محمد السنوار في غارة على خان يونس

أفاد موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش استهدف القيادي بحركة «حماس» محمد السنوار في غارة شنها على خان يونس بجنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: ضغوط مكثفة من الوسطاء بحثاً عن اتفاق

ضغوط تتزايد من الوسطاء بشأن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، صاحبها تهديد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتصعيد العسكري بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الرهينة الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر يلتقي عائلته في تل أبيب (أ.ف.ب) play-circle 00:29

«تمويه في 3 مواقع»... ما كواليس إطلاق سراح عيدان ألكسندر؟

صاحبت عملية إطلاق حركة «حماس» سراح الجندي الإسرائيلي - الأميركي عيدان ألكسندر، تعقيدات أمنية كثيرة وعمليات تمويه أخرت الإفراج عنه لساعات

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية صورة ملتقطة في 8 يونيو 2024 في رامات غان بإسرائيل تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ) play-circle 01:03

نتنياهو يعلن تكثيف العمليات العسكرية في غزة حتى «هزيمة حماس»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الجيش سيدخل قطاع غزة «بكل قوته» في الأيام المقبلة لإكمال العملية العسكرية حتى هزيمة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«هدنة غزة»: ضغوط مكثفة من الوسطاء بحثاً عن اتفاق

فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: ضغوط مكثفة من الوسطاء بحثاً عن اتفاق

فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

ضغوط تتزايد من الوسطاء بشأن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، صاحبها تهديد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتصعيد العسكري بالقطاع، مع إمكانية القبول بهدنة مؤقتة تزامناً مع مشاركة وفد لحكومته في مفاوضات بالدوحة.

ذلك التلويح العسكري الإسرائيلي الذي لم يمانع في إمكانية حدوث هدنة جزئية يعلم أنها تصطدم مع مطالب «حماس» بأخرى شاملة، يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» مجرد مناورات تعطيل متكررة لتفادي ضغوط الوسطاء المكثفة، ومحاولة لنيل مكاسب أكبر خلال محادثات الدوحة التي ذهب إليها وفد إسرائيل تحت ضغوط أميركية بعد إطلاق الحركة الفلسطينية سراح الرهينة الأميركية عيدان ألكسندرا، مرجحين أن تتمسك «حماس» بشروطها مع إبداء مرونة باتفاق مرحلي شريطة ضمانات أميركية بإنهاء الحرب، وذلك استكمالاً لنجاح محادثاتها المباشرة وغير المسبوقة مع واشنطن.

طفل فلسطيني يتفقد الدمار داخل مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووصل ترمب، الثلاثاء، للسعودية ضمن جولة تشمل الدوحة ثم الإمارات في أول جولة بالشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة. وفي هذا الزخم، أطلع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، في اتصال هاتفي مع نظيره التركي، هاكان فيدان، الذي تلعب بلاده أدواراً في الوساطة، على «الجهود التي تبذلها مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لاستئناف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، فضلاً عن دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة دون أي عوائق»، وفق بيان صحافي للخارجية المصرية.

وشهدت الدوحة، الثلاثاء، وصول وفد إسرائيلي تفاوضي للمشاركة في محادثات، بحسب ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فيما أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، الثلاثاء، بأن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيوف ويتكوف سيتجه إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بغزة.

وجاء الوصول غداة حديث نتنياهو، بعد لقاء ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هكابي، بأن هناك «خطوطاً عريضة لإطلاق سراح الرهائن، قدّمها ويتكوف، قبل توسع نطاق القتال»، مضيفاً: «لتحقيق هذه الغاية، وجّه رئيس الوزراء بإرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، الثلاثاء».

ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن مصادر لم تسمّها، أن «إسرائيل تعهدت بمواصلة المحادثات في قطر حتى نهاية الأسبوع تزامناً مع زيارة ترمب للمنطقة». فيما كشفت عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان، الثلاثاء، أنها التقت ويتكوف ساعتين، وأكّد الأخير ذهابه للدوحة، لاعتقاده أن هناك تقدماً سيحصل في المفاوضات.

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، قال إن هناك تطورات ملموسة في مشهد غزة، سواء من صفقة عيدان ألكسندر حتى محادثات الدوحة، بحضور إسرائيلي ومشاركة ويتكوف.

ويعتقد أن الضغوط الأميركية والجهود من الوسطاء أثمرتا على خطوات للأمام، حتى لو قابلها نتنياهو بمناورات وترضية لواشنطن، خاصة بعد تجاهله صفقة ألكسندر، التي كانت محادثات مباشرة بين واشنطن والحركة الفلسطينية، وسيعزز فرص الاتفاق وجود ترمب في المنطقة وزيارتا ويتكوف لإسرائيل وقطر.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن واشنطن بذلت ضغوطاً كبيرة لحدوث شيء قبل وصول ترمب للمنطقة، وكلّلت مبادرة حسن النية من «حماس» هذه الجهود بالنجاح بإطلاق سراح ألكسندر، بخلاف ذهاب ويتكوف لإسرائيل لممارسة ضغوط إضافية على نتنياهو، وهذه الضغوط المكثفة متواصلة من الوسطاء، ولا سيما مصر وقطر أيضاً، للتوصل إلى اتفاق جزئي، وليس كلياً استغلالاً لوجود ترمب بالمنطقة.

غير أن نتنياهو عاد في بيان لمكتبه، الثلاثاء، للتهديد العسكري قائلاً: «سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية، لهزيمة وتدمير (حماس)، ولا يوجد وضع سنقوم فيه بوقف الحرب. قد تكون هناك هدنة مؤقتة»، مضيفاً: «إذا قررت (حماس) إعادة 10 مخطوفين، فسنتسلمهم ثم نستكمل العملية».

بالمقابل، أكّدت حركة «حماس»، الثلاثاء، في بيان، أن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي - الأميركي، عيدان ألكسندر، الاثنين، «ثمرة الاتصالات الجادّة مع الإدارة الأميركية وجهود الوسطاء، وليست نتيجة العدوان الصهيوني أو وهم الضغط العسكري»، خلافاً لما قاله رئيس وزراء إسرائيل.

وأضافت «حماس» أن «نتنياهو يضلل شعبه»، لافتة إلى أن إطلاق سراح ألكسندر «يؤكد أن المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هما السبيل لإعادة الأسرى ووقف الحرب».

وكشف مصدر مطّلع على المحادثات المباشرة التي جرت بين الولايات المتحدة وحركة «حماس» بالدوحة، لشبكة «سي إن إن» الأميركية، الاثنين، أن الإفراج عن ألكسندر سيقود فوراً إلى مفاوضات من أجل ترتيبٍ أوسع يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.

ويعتقد أنور أن حديث نتنياهو استفزاز لـ«حماس» وتكرار لمغامرات تمت تجربتها، وأثبتت فشلها ولم تصل إلى الرهائن أحياء، مؤكداً أن المفاوضات هي وحدها من تحسم الأمر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحافظ على مصالحه السياسية والهدنة المؤقتة بالنسبة له مناورة، مشيراً إلى أن المفاوض الفلسطيني استطاع الوصول لأرضية أفضل في المحادثات المباشرة مع «حماس»، وأتوقع أن يبدي مرونة ويقبل بحلّ وسط نحو هدنة مؤقتة مع ضمانات أميركية لتحقيق الصفقة الشاملة.

ويرجح الرقب أن نتنياهو يحاول المماطلة والمناورة بتصريحاته والضغط على «حماس»، وغير جاد في التفاوض ويحاول كسب الوقت وعدم مخالفة خسارة حكومته بوقف نهائي للحرب، متوقعاً أن تكون لدى «حماس» رغبة أكبر في صفقة شاملة لا اتفاقات جزئية، وسيكون قبول «حماس» لهدنة مؤقتة حسب التطورات والضمانات، التي ستقدم خصوصاً من واشنطن التي فتحت الحركة معها صفحة جديدة، قد يساهم في استكمال وتضييق الخناق على رئيس الوزراء الإسرائيلي مع تنامي فشله داخلياً.