الحوثيون يستكملون إحكام قبضتهم المذهبية على مساجد ذمار

الجماعة استولت على 6 مراكز دينية خلال 3 سنوات

قيادات حوثية في ذمارخلال تأسيس مشروع استثماري على سور مقبرة عامة (إكس)
قيادات حوثية في ذمارخلال تأسيس مشروع استثماري على سور مقبرة عامة (إكس)
TT
20

الحوثيون يستكملون إحكام قبضتهم المذهبية على مساجد ذمار

قيادات حوثية في ذمارخلال تأسيس مشروع استثماري على سور مقبرة عامة (إكس)
قيادات حوثية في ذمارخلال تأسيس مشروع استثماري على سور مقبرة عامة (إكس)

أحكمت الجماعة الحوثية في اليمن قبضتها المذهبية على بقية المراكز الدينية في محافظة ذمار، من خلال الاستيلاء على مركز «العياني» والمسجد التابع له، استكمالاً للسيطرة على المراكز المخالفة لنهج الجماعة وأفكارها ذات الصبغة الطائفية.

وأفادت مصادر محلية في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) بأن عناصر الجماعة الحوثية داهموا مركز «العياني»، والمسجد التابع له، الذي يديره أحد المشايخ السلفيين ويدعى الشيخ علي راشد الوصابي، وباشروا بإغلاقه بوجه المصلين والطلبة الراغبين في تلقي العلوم الشرعية.

عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)

وشرعت الجماعة، في أعقاب إغلاق المسجد الذي يعد أحد أكبر المساجد بمدينة ذمار وطرد القائمين عليه، بإعادة فتحه في اليوم التالي بعد أن قامت بتنصيب معممين تابعين لها عليه، كما استقدمت إليه شباناً وأطفالاً من مناطق متفرقة بذمار، حيث تواصل إخضاعهم لتلقي دروس وبرامج تعبوية.

ويرتفع عدد المراكز والمساجد في ذمار وعدد من مديرياتها التي طاولها الدهم والمصادرة والإغلاق على يد الحوثيين إلى أكثر من 6 مراكز دينية ومساجد تابعة لها (بعضها تتبع الجماعة السلفية)، خلال 3 سنوات منها مركز «العلوم الشرعية» للسلفيين بمدينة معبر، ومركز «الخير» للعلوم الشرعية في عتمة، إضافة إلى مراكز «الإمام الشوكاني» و«الصباري» و«الرحمن» في مدينة ذمار.

وجاء الاقتحام الحوثي الأخير لمسجد «العياني» بذمار والاستيلاء عليه عقب سلسلة طويلة من الاستهدافات بحقه والقائمين عليه، حيث تعرض إمام المسجد والمعلمون ومجموعة الطلبة الدارسين فيه مرات عدة للتعسف والمضايقات والاختطاف.

شعارات حوثية تعرضت للطمس في إحدى المدن اليمنية (إكس)
شعارات حوثية تعرضت للطمس في إحدى المدن اليمنية (إكس)

وعزت المصادر المحلية الأسباب التي تقف خلف استهداف مركز «العياني» والمسجد التابع له بذمار، لكونه أكثر المساجد التي تشهد تجمعاً للمصلين والطلبة القادمين إليه من مناطق عدة لتلقي العلوم الشرعية، إضافة إلى رفض القائمين عليه، غير مرة، الترويج في خطب الجمعة للمشروعات الحوثية.

تطييف قسري

كانت الجماعة الحوثية شنّت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي حملة استهداف وُصفت بـ«الشعواء»، طاولت بالتعسف والإغلاق نحو 9 مدارس لتحفيظ القرآن الكريم بمناطق وأحياء متفرقة من مدينة ذمار ومديريات تابعة لها، بحجة عملها بعيداً عن إشراف وتوجهات قادة الجماعة، وعدم اعتمادها رسمياً من قبلهم.

وسبق أن أبلغ مشرفون حوثيون في ذمار القائمين على إدارات العشرات من مدارس وحلقات تحفيظ القرآن والتجويد والحديث النبوي وغيرها من العلوم الشرعية بوجود تعليمات صادرة لهم من قيادات في الجماعة في صنعاء تقضي بمنع التدريس، وإيقاف كل المراكز والمدارس التي تصفها بـ«المخالفة».

يمنيات بضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)
يمنيات بضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)

وذكر معلمون في مراكز تحفيظ في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفي الجماعة اشترطوا على إدارات ومعلمي تلك المراكز والمدارس للسماح لهم بالاستمرار في التدريس، إدراجَ «مَلازم» مؤسس الجماعة حسين الحوثي، وبرامج ومقررات تعليمية أخرى ضمن الحصص اليومية، إلى جانب تلقين الطلبة والطالبات دروساً تعبوية وفكرية تحرض على العنف، وتحض الطلبة على الالتحاق بجبهات القتال.

وعلى صعيد الانتهاكات ضد السكان في ذمار وضواحيها، اختطفت حملة عسكرية حوثية، يتصدرها القيادي في الجماعة أبو حمزة البخيتي، نحو 10 مدنيين من مختلف الأعمار من قرية المصاقرة بمديرية الحدا في ذمار، وزجّت بهم في سجونها بحجة رفضهم الحضور والمشاركة في تلقي محاضرات وبرامج فكرية تقيمها الجماعة تباعاً في المسجد الرئيسي التابع للقرية.

وسبق للجماعة أن داهمت القرية ذاتها أكثر من مرة، وأطلقت الرصاص الحي، متسببة بوقوع إصابات في أوساط الأهالي، كما اعتقلت العشرات منهم، على خلفية المخالفة الفكرية والمذهبية.


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية تتعهد بتوفير الوقود لمناطق سيطرة الحوثيين

العالم العربي تطمينات يمنية للأمم المتحدة بتجنيب السكان آثار العقوبات الأميركية (سبأ)

الحكومة اليمنية تتعهد بتوفير الوقود لمناطق سيطرة الحوثيين

تعهدت الحكومة اليمنية للأمم المتحدة بتوفير المشتقات النفطية وغاز الطهي لمناطق سيطرة الحوثيين عند سريان العقوبات الأميركية على الجماعة.

محمد ناصر
العالم العربي عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

وسَّعت الجماعة الحوثية من حجم الاستهداف للعاملين في قطاع الكهرباء من خلال فرض إجراءات تعسفية تضيق على عملهم في قطاع الكهرباء التجارية الخاصة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي 5 ملايين يمنية يحصلن على خدمات محدودة في مجال الرعاية الصحية الإنجابية (الأمم المتحدة)

تحذير أممي من مخاطر تواجه 6 ملايين امرأة في اليمن

حذَّرت الأمم المتحدة من أن نقص التمويل يجعل أكثر من 6 ملايين يمنية عُرضةً لمخاطر العنف والاستغلال، بينما أطلقت الحكومة الشرعية 13 سجينة؛ استجابةً لدعوة حقوقية.

محمد ناصر (تعز)
العالم أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

غروندبرغ يشدد على تنسيق دولي لخفض التوترات في اليمن

شدد المبعوث الأممي إلى اليمن على التنسيق الدولي لخفض التوترات والحوار البناء، في حين عاد الحوثيون للتصعيد البحري مهددين بقصف السفن الإسرائيلية.

علي ربيع (عدن)

الحكومة اليمنية تتعهد بتوفير الوقود لمناطق سيطرة الحوثيين

تطمينات يمنية للأمم المتحدة بتجنيب السكان آثار العقوبات الأميركية (سبأ)
تطمينات يمنية للأمم المتحدة بتجنيب السكان آثار العقوبات الأميركية (سبأ)
TT
20

الحكومة اليمنية تتعهد بتوفير الوقود لمناطق سيطرة الحوثيين

تطمينات يمنية للأمم المتحدة بتجنيب السكان آثار العقوبات الأميركية (سبأ)
تطمينات يمنية للأمم المتحدة بتجنيب السكان آثار العقوبات الأميركية (سبأ)

تعهَّدت الحكومة اليمنية للأمم المتحدة بتوفير المشتقات النفطية وغاز الطهي لمناطق سيطرة الحوثيين عند سريان العقوبات الأميركية على الجماعة، التي من ضمنها حظر استيراد الوقود عبر المواني الخاضعة لسيطرتها.

وخلال لقاء جمع وزير النفط والمعادن سعيد الشماسي، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، مع رئيس قسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن روكسانا يلينا بازركان، والمستشار الاقتصادي للمكتب ديرك يان، أكد الشماسي اهتمام وحرص القيادة السياسية في بلاده على ضمان توفير المشتقات النفطية وغاز الطهي للمواطنين في جميع المحافظات «بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية».

وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية قد أكد أن التصاريح التي كانت تُمنَح لتفريغ المنتجات النفطية المكررة في اليمن ستنتهي في 4 أبريل (نيسان) المقبل، كما ينصُّ القرار على حظر إعادة بيع المشتقات النفطية أو تصديرها من اليمن، ومنع تحويل الأموال لصالح الكيانات المدرجة في قوائم العقوبات، مع استثناء المدفوعات الخاصة بالضرائب والرسوم والخدمات العامة.

وأشاد وزير النفط اليمني بقرار الإدارة الأميركية حظر استيراد الحوثيين المشتقات النفطية والغازية. وقال إن وزارته، وبدعم من القيادة السياسية، مستعدة للقيام بواجبها في تأمين احتياجات جميع المحافظات، سواء المُحرَّرة أو الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

اتهامات للحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية (إعلام محلي)
اتهامات للحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية (إعلام محلي)

واتهم الشماسي الحوثيين باستيراد مشتقات نفطية وغاز بجودة رديئة، والقيام ببيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة لتمويل مجهودهم الحربي، دون اكتراث للأعباء التي يدفع ثمنها المواطنون، والوضع الاقتصادي الذي يعيشونه، كما اتهمهم باستخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، مما يُشكِّل تهديداً لأمن وسلامة وحرية الملاحة في المياه الإقليمية والدولية، ويقوِّض جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة.

ووفق المصادر الرسمية، طالب الوزير اليمني بدعم جهود استئناف تصدير النفط الخام، المتوقف منذ استهداف الحوثيين «المدعومين من النظام الإيراني» ميناءي التصدير بمحافظتَي حضرموت وشبوة، مشيراً إلى ما نجم عن ذلك من أضرار جمّة على الاقتصاد في البلاد.

واكتفى ممثلو مكتب المبعوث الأممي - بحسب الإعلام الرسمي- بتوجيه الشكر للحكومة اليمنية ووزارة النفط والمعادن على الجهود التي تبذلها رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأكدوا حرص الأمم المتحدة على دعم عملية السلام.

حرص إنساني

في سياق اللقاءات اليمنية مع المسؤولين الدوليين والأمميين، التقى نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين، مصطفى نعمان، في ديوان الوزارة بالعاصمة المؤقتة عدن، رئيسة قسم الشؤون السياسية في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، روكسانا يلينا بازركان، حيث ناقشا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وتأثيراتها في التسوية السياسية، وتبعات القرار الأميركي تصنيف الحوثيين «منظمةً إرهابيةً أجنبيةً».

الحكومة اليمنية متمسكة بتثبيت سلطتها في كل أنحاء البلاد (سبأ)
الحكومة اليمنية متمسكة بتثبيت سلطتها في كل أنحاء البلاد (سبأ)

ونقلت المصادر الرسمية عن نائب الوزير تأكيده حرص مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على تجنيب المواطنين في كل أنحاء اليمن الآثار السلبية التي ستنجم عن تطبيق القرار الأميركي، الذي استدعته تصرفات ميليشيات الحوثي داخلياً وخارجياً.

وأعاد نائب وزير الخارجية اليمني التذكير بموقف الحكومة المتمسك ببذل كل الجهود لاستعادة الدولة وتثبيت سلطتها في كل أنحاء البلاد. وأكد أن العقبة الحقيقية أمام السلام، «الحوثيون، الذين يواصلون إجبار المواطنين من كل الأعمار على خوض معارك عبثية تدمر كل ما بناه اليمنيون على مدى عقود طويلة».