اتهامات لانقلابيي اليمن باختطاف 28 طفلاً في ذمار

بالتزامن مع حشد القصّر إلى معسكرات التطييف الصيفية

حوثيون يلقنون أطفالاً في ذمار أفكار الجماعة (إعلام حوثي)
حوثيون يلقنون أطفالاً في ذمار أفكار الجماعة (إعلام حوثي)
TT

اتهامات لانقلابيي اليمن باختطاف 28 طفلاً في ذمار

حوثيون يلقنون أطفالاً في ذمار أفكار الجماعة (إعلام حوثي)
حوثيون يلقنون أطفالاً في ذمار أفكار الجماعة (إعلام حوثي)

اتهمت مصادر يمنية الميليشيات الحوثية بالوقوف وراء اتساع ظاهرة خطف الفتيان والفتيات في محافظة ذمار لجهة تجنيدهم واستغلالهم لخدمة أجندة الجماعة، حيث أفيد باختفاء 28 طفلاً وطفلة منذ مطلع العام الحالي.

وكشفت مصادر محلية في ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) لـ«الشرق الأوسط»، أنه جرى تسجيل خمس حالات اختفاء لأطفال خلال الشهر الماضي في أحياء وشوارع متفرقة تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و16 سنة.

وتحدثت المصادر عن وقوف عصابات وصفتها بـ«الإجرامية» تتبع قادة انقلابيين خلف انتشار جرائم الاختطاف بحق صغار السن، حيث تتصاعد الظاهرة في مدينة ذمار و12 مديرية أخرى، وسط حالة من التدهور والانفلات الأمني غير المسبوق.

أحدث هذه الجرائم تمثلت في خطف طفل يدعى أحمد عبد الله الحداد، ينحدر من محافظة ريمة من حي «المسلخ» الذي يقطنه مع أسرته، حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة.

أطفال استدرجتهم الجماعة الحوثية إلى مركز صيفي في ذمار لغسل أدمغتهم في ذمار (إعلام حوثي)

وسبق جريمة خطف الطفل أحمد بيومين تعرض فتاة تدعى (أماني ع.) لجريمة اختطاف من قبل عصابة مجهولة وسط مدينة ذمار. وقال شهود عيان إن ثلاثة ملثمين قطعوا بشكل مفاجئ طريق الطفلة أماني (14 عاماً) وقت الصباح لحظة خروجها من منزلها لشراء بعض الاحتياجات، وقاموا بخطفها واقتيادها بالقوة على متن سيارة إلى جهة غير معلومة.

وأكد الشهود لـ«الشرق الأوسط»، أن الخاطفين سرعان ما أعادوا تلك الفتاة بعد ساعات من اختطافها إلى المكان الذي اختُطفت منه، ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي معلومات أخرى.

إضافة إلى ذلك، اختفت فتاة تدعى كريمة سرحان بمنتصف مايو (أيار) الحالي، من أحد أكبر الشوارع الرئيسية بمدينة ذمار وسط ظروف وملابسات لا تزال حتى اللحظة غامضة.

ويأتي تصاعد حوادث الخطف بحق الفتيان والفتيات بالتوازي مع تواصل استهداف الجماعة نحو 80 ألف طالب وطالبة في محافظة ذمار عبر معسكرات صيفية تقيمها حالياً في 1000 مدرسة مفتوحة ومغلقة ونموذجية.

ويتهم المواطنون في ذمار الجماعة الحوثية بتعمد تحويل محافظتهم على مدى الفترة الماضية إلى مسرح كبير لظاهرة اختفاء وخطف الفتيان والفتيات.

وربط حقوقيون يمنيون بين تنامي تلك الظاهرة في ذمار خصوصاً منذ مطلع العام، وبين التعزيزات البشرية التي تدفع بها الميليشيات تباعاً من المحافظة صوب مختلف الجبهات.

ويقول ثابت وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في المدينة، إن عملية استدراج واستقطاب الأطفال المجندين غالباً ما تبدأ بعمل دورات مكثفة تجري فيها تعبئتهم بالأفكار المتطرفة، وإذكاء ثقافة القتل والعنف، وتمجيد قادة السلالة الحوثية.

وسبق أن دفع القيادي الحوثي محمد البخيتي المنتحل صفة المحافظ في ذمار هذا الشهر بعشرات المقاتلين أغلبهم من الأطفال ومن فئة المهمشين واللاجئين الأفارقة على متن دوريات عسكرية حوثية نحو كثير من الجبهات.

وكان مرصد حقوقي يمني قد أكد في وقت سابق إنشاء الميليشيات 83 مركزاً للاستقطاب وتجنيد الأطفال، توزعت ما بين مقرات في القرى والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والمراكز الصيفية، إضافة إلى المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة للميليشيات.

ووصف «تحالف رصد» الحقوقي الجماعة الحوثية بأنها الأكثر انتهاكاً والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال في اليمن بنسبة 97.46 في المائة.

وذكر مطهر البذيجي، المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد»، أن تقديرات المجتمع المدني في اليمن حول تجنيد الأطفال تشير إلى أكثر من 30 ألف طفل مجند، وأنهم يشكلون غالبية قوام مقاتلي الميليشيات.

وأكد البذيجي أن «تحالف رصد» يمتلك قاعدة بيانات موثقة ومكتملة بعدد يزيد على 6 آلاف طفل مجند بين العاشرة والثامنة عشرة، ينتمي الغالبية العظمى منهم إلى محافظات صعدة، وذمار، وعمران، وصنعاء، وإب، والحديدة وتعز.


مقالات ذات صلة

سكان صنعاء يتخوفون من مواجهة طويلة بين واشنطن والحوثيين

يمنيان ينظفان الزجاج الذي تسببت الغارات الأميركية في تحطيمه أمام متجرهما بصنعاء (أ.ف.ب)

سكان صنعاء يتخوفون من مواجهة طويلة بين واشنطن والحوثيين

أعادت الضربات الأميركية الأخيرة في اليمن تجديد مخاوف السكان من مواجهة طويلة تؤثر على معيشتهم، في ظل إصرار الحوثيين على التصعيد وعدم اكتراثهم بتبعات ممارساتهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا له زعيمهم عبد الملك الحوثي لاستعراض القوة أمام الضربات الأميركية (إ.ب.أ)

الحوثيون يختارون التّصعيد رغم وعيد ترمب واستمرار الضربات

اختارت الجماعة الحوثية تمسُّكها بالتصعيد البحري رغم الوعيد والضربات الأميركية المستمرة التي أمر بها ترمب، زاعمة أنها هاجمت حاملة الطائرات «ترومان» مرتين.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الرئيس اليمني رشاد العليمي مع القيادات العسكرية اليمنية خلال الاجتماع (سبأ)

الحكومة اليمنية تطالب بتعاون دولي أوسع لمحاصرة الحوثيين

في وقت تستمر فيه الضربات الأميركية على مواقع حوثية عدة، طالبت الحكومة اليمنية بتبنِّي تعاون دولي أوسع واستراتيجية شاملة لمحاصرة الجماعة وقطع مصادر تمويلهما.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
أوروبا أرشيفية لناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز (رويترز)

سفن بمضيق هرمز تبلغ عن عمليات تشويش على أنظمة الملاحة

أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أنها تلقت تقارير من عدة سفن تبحر في مضيق هرمز عن تعرضها لعمليات تشويش أثرت على نظام تحديد المواقع العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عناصر حوثيون يفترشون أرضية أحد المساجد في إحدى ليالي رمضان (إكس)

الحوثيون يحكمون قبضتهم على المساجد في رمضان

تسعى الجماعة الحوثية للسيطرة المطلقة على المساجد في مناطق سيطرتها، وتحويلها إلى مقار لتنظيم فعاليات خاصة بها بدلاً عن صلاة التراويح التي تمنع السكان من أدائها.

وضاح الجليل (عدن)

قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

قصف أميركي يستهدف محافظتي صعدة وحجة اليمنيتين

طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)
طائرة مقاتلة هجومية أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات الأميركية «هاري إس ترومان» في البحر 16 مارس 2025 (أ.ف.ب)

أفادت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة لجماعة الحوثي بأن قصفاً أميركياً استهدف، اليوم (الثلاثاء)، محافظتي صعدة وحجة في شمال غربي اليمن. وقالت إن قصفاً استهدف منطقة طخية في مديرية مجز بمحافظة صعدة، كما استهدفت غارة أخرى منطقة بحيص في مديرية ميدي في حجة.

ولم تذكر مزيداً من التفاصيل.

وبدأت الولايات المتحدة، يوم السبت، شنّ ضربات تستهدف جماعة الحوثي، بعدما أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران أنها ستستهدف مجدداً السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب.

وقال الحوثيون إن الهجمات الأميركية أسقطت 53 قتيلاً على الأقل.

وصرّح مسؤولون أميركيون بأن الضربات ستستمر أياماً، وربما أسابيع، إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على حركة الشحن في البحر الأحمر.

واتهمت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، الحوثيين بالاستيلاء على مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي من مستودعه في محافظة صعدة، شمال اليمن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، في حسابها على منصة «إكس»: «يحتوي هذا المستودع على أكثر من 2.5 مليون كيلوغرام من السلع المخصصة للمدنيين اليمنيين».

وأشارت إلى أن «هذا الاستيلاء غير القانوني على مساعدات برنامج الأغذية العالمي سيزيد من عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى الشعب اليمني». وأضافت: «يعد هذا مثالاً آخر على التجاهل التام واللامسؤول من جانب الحوثيين لمعاناة الشعب اليمني، وعدوانهم المستمر على العمليات الإنسانية التي تهدف إلى مساعدة المحتاجين».

وذكّرت بأن «الحوثيين يواصلون انتهاك القانون الإنساني الدولي وتعريض عمال الإغاثة والشعب اليمني للخطر. إنهم لا يهتمون بمصلحة اليمنيين على الإطلاق».

وفي 10 فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تعليق أعمالها في محافظة صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، إثر قيام سلطات الأمر الواقع باحتجاز 8 موظفين أمميين إضافيين.