اليمن: تصعيد حوثي في ذمار لملاحقة مناهضي الجماعة

خطف متهمين بطمس شعارات الميليشيات وإزالة صور قادتها

يمنيات في ضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)
يمنيات في ضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)
TT

اليمن: تصعيد حوثي في ذمار لملاحقة مناهضي الجماعة

يمنيات في ضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)
يمنيات في ضواحي مدينة ذمار يستعطفن مسلحين حوثيين لوقف التعدي على منازلهن (فيسبوك)

شنت الميليشيات الحوثية حملات ملاحقة وتعقب وخطف عشوائي استهدفت ناشطين يمنيين في أحياء متفرقة بمدينة ذمار عاصمة مركز المحافظة، على خلفية تصاعد الرفض الشعبي المناهض للجماعة وشعاراتها وصور كبار قادتها المنتشرة في الشوارع وجدران المنازل والمؤسسات.

ونظراً لاتساع رقعة الاستهداف الشعبي بالإزالة والطمس لشعارات الجماعة في ذمار، شنت الميليشيات حملات دهم واسعة لمنازل مواطنين في أحياء 7 يوليو (تموز)، وأبو بكر الصديق، والاستاد الرياضي، والمشواف، وماجل إسحاق، والجيلاني، والقاسمي، والمصلابة، أسفرت عن خطف شبان وناشطين تتهمهم الجماعة بالضلوع في استهداف شعاراتها وصور قتلاها.

شعارات حوثية تعرضت للطمس في إحدى المدن اليمنية (إكس)

وتفيد مصادر محلية في ذمار لـ«الشرق الأوسط» بفشل أجهزة أمن واستخبارات الميليشيات منذ أسابيع في معرفة من يقفون وراء إزالة الشعارات وصور القتلى من بعض الشوارع وجدران المنازل والمدارس والمساجد والمؤسسات الحكومية والأهلية.

وتحدثت المصادر عن حالة استنفار حوثي غير معلنة في ذمار، يرافقها إصدار تعليمات تحض على نشر جواسيس وعملاء بأحياء المدينة، وتكثيف نقاط التفتيش، خصوصاً في ساعات الليل، وإلزام ملاك المؤسسات والمحال التجارية وغيرهم، بوضع كاميرات مراقبة متطورة بغية التعرف على هوية المستهدفين لشعارات الجماعة.

وقال سكان في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، إن قادة الميليشيات تفاجأوا بتوسع تلك الحملة الشعبية التي طالت في أوقات الليل معظم شعاراتهم وصور كبار قادتهم وقتلاهم الملصقة على جدران المنازل وفي الأحياء والشوارع، مع كتابة عبارات تطالب برحيلهم الفوري من المحافظة.

جرافة حوثية تعتدي على باحة منزل في ضواحي مدينة ذمار اليمنية (فيسبوك)

وتركز الاستهداف الشعبي - طبقاً للسكان - على إزالة وطمس شعار «الصرخة الخمينية» وصور كبار قادة ومشرفي الجماعة من ذمار منهم: عمير البخيتي وصالح الوهبي وعز الدين الضوراني وعلي دوس، وأحمد الأشبط، إضافة إلى صور زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي ومؤسسها الصريع حسين الحوثي والقيادي في الميليشيات طه المداني والرئيس السابق للمجلس الانقلابي غير الشرعي صالح الصماد، وغيرهم.

إغلاق محال وهدم منازل

ولم تكتف الجماعة الانقلابية بذلك القدر من التعسف؛ إذ رافق دهمها المنازل ومطاردة المدنيين في أحياء متفرقة من المدينة حملات أخرى مماثلة طالت بالاعتقال وفرض الغرامات ملاك محال تجارية في شوارع رئيسية وفرعية بالمحافظة، بزعم تمزيق شعاراتها وصور قتلاها.

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقال مسلحي الجماعة العشرات من عمال ومُلاك المحال التجارية، ونقلهم إلى عدة سجون وسط المدينة، قبل أن تقوم الجماعة بالإفراج عن بعض المعتقلين بعد استجابتهم لدفع مبالغ مالية تحت مسمى «تأديبية» والتزامهم بتركيب كاميرات مراقبة حديثة على واجهات محالهم.

وجاءت الممارسات الحوثية متزامنة مع شن ما يسمى بمكتب الأشغال الخاضع لها في المحافظة حملات إزالة وهدم غير مبرر بالجرافات لمنازل وممتلكات مواطنين في المنطقة الشرقية لمدينة ذمار بحجة إزالة العشوائيات، والحفاظ على ما تسميه الجماعة المخطط العمراني.

وتداول ناشطون على منصات التواصل صوراً ومشاهد تظهر حجم التعدي الحوثي بالهدم ضد منازل وممتلكات المواطنين، إضافة إلى استجداء مواطنين بينهم نساء لمسلحين وعاملين حوثيين بالتوقف عن هدم منازلهم التي عانوا الأمرّين عند بنائها، لكن دون جدوى.

وكانت الميليشيات الحوثية عمدت طوال السنوات الماضية، إلى شن المئات من حملات التجنيد القسرية بصفوف سكان محافظة ذمار من مختلف الأعمار بهدف الزج بهم تباعاً للقتال في جبهاتها.

تمارس الجماعة الحوثية مختلف الانتهاكات بحق السكان في مناطق سيطرتها (فيسبوك)

واتهمت مصادر حقوقية قادة الميليشيات بذمار بمواصلة القيام بعملية استنزاف كبيرة لما تبقى من المخزون البشري لقبائل محافظة ذمار من خلال الزج بأبنائهم من مختلف الأعمار إلى معسكرات التجنيد.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن مقابر الميليشيات في المحافظة لا تزال تضيق بأعداد قتلاها الذين جندتهم في الفترات السابقة من مختلف قرى وعزل ومديريات المحافظة.

وكان مسؤول محلي موالٍ للحكومة الشرعية في ذمار، كشف في وقت سابق عن خسارة الميليشيات في أحد الأعوام أكثر من 6 آلاف من عناصرها المنتمين إلى المحافظة التي تعد واحدة من أكثر المحافظات التي تراهن عليها الجماعة لرفد جبهاتها بالمقاتلين.


مقالات ذات صلة

سخط يمني إزاء قيود الانقلابيين للتوظيف في المنظمات الدولية

العالم العربي الجماعة الحوثية تتخذ من التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة مبرراً لزيادة تعقيد الوضع الإنساني في اليمن (رويترز)

سخط يمني إزاء قيود الانقلابيين للتوظيف في المنظمات الدولية

أثار فرض الحوثيين قيوداً للتحكم في عمل المنظمات الدولية والأممية والمحلية، سخطاً يمنياً حكومياً وحقوقياً، وسط تصاعد المطالب بنقل مقار المنظمات إلى عدن

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي إلغاء تدابير البنك المركزي اليمني أثار انتقادات شديدة للحكومة اليمنية (إعلام حكومي)

يمنيون يتوقعون إفشال الحوثيين اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي

يتوقع قطاع عريض من اليمنيين أن يؤدي تعنت الحوثيين إلى إفشال اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مع الحكومة اليمنية استناداً إلى تاريخ الجماعة في التنصل من الالتزامات

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي دورية حوثية في أحد شوارع العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء (إ.ب.أ)

انقلابيو اليمن يستولون على مراكز تعليم دينية في صنعاء مختلفة مذهبياً

قامت مجاميع حوثية مسلحة بتنفيذ سلسلة مداهمات مباغتة استهدفت مراكز علوم دينية مختلفة مذهبياً تتبع جمعية الإحسان الخيرية في جنوب صنعاء

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني في عدن (إعلام حكومي)

اتفاق يمني على التهدئة يمهّد لمفاوضات اقتصادية

اتفقت الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية على تدابير للتهدئة وخفض التصعيد الاقتصادي بينهما تمهيداً لمحادثات اقتصادية شاملة بين الطرفين، حسب بيان لمكتب المبعوث.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي رغم اهتراء العملة في مناطق سيطرة الحوثيين فإنهم رفضوا تداول العملة الشرعية الصادرة من عدن (إ.ب.أ)

خفض تصعيد بين الحكومة اليمنية والحوثيين يمهد لمحادثات اقتصادية شاملة

اتفقت الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية على تدابير لخفض التصعيد الاقتصادي بينهما، فيما يتعلق بالمصارف والخطوط الجوية اليمنية، تمهيداً لمحادثات اقتصادية شاملة.

علي ربيع (عدن)

«حماس»: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس «حفلة أكاذيب»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد خطابه أمام الكونغرس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد خطابه أمام الكونغرس (رويترز)
TT

«حماس»: خطاب نتنياهو أمام الكونغرس «حفلة أكاذيب»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد خطابه أمام الكونغرس (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد خطابه أمام الكونغرس (رويترز)

أكد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني أن الموقف الفلسطيني الدائم هو أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وذلك تعليقاً على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أما الكونغرس الأميركي.

وشدد المتحدث علىى أن «الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه».

من جانبه، قال القيادي في حماس عزت الرشق على تلغرام إن «خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم»، فيما قال المسؤول في حماس سامي أبو زهري لـ«رويترز» إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي يظهر أنه لا يريد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف «خطاب نتنياهو مليء بالأكاذيب ولن يفلح في التغطية على الفشل في مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة التي يمارسها جيشه ضد الشعب في قطاع غزة».

ودعا نتانياهو في وقت سابق اليوم إلى غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين بعد انتهاء الحرب. وقال أمام أعضاء الكونغرس الأميركي «بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الاقليميين، فان غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين يمكن أيضا ان تفضي الى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. تلك هي رؤيتي حيال غزة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد نتنياهو للمشرعين الأميركيين أن إسرائيل لا تسعى لإعادة توطين سكان قطاع غزة، الذي ينبغي أن يقوده فلسطينيون لا يسعون لتدمير إسرائيل بعد الحرب مع «حماس».