«الدفاع عن غزة»... مدخل حوثي لتجنيد المهمشين

الجماعة خصصت الأموال للاستقطاب في صنعاء وإب

مهمشون يمنيون في مدينة إب أجبرتهم الجماعة الانقلابية على التضامن معها (إعلام حوثي)
مهمشون يمنيون في مدينة إب أجبرتهم الجماعة الانقلابية على التضامن معها (إعلام حوثي)
TT

«الدفاع عن غزة»... مدخل حوثي لتجنيد المهمشين

مهمشون يمنيون في مدينة إب أجبرتهم الجماعة الانقلابية على التضامن معها (إعلام حوثي)
مهمشون يمنيون في مدينة إب أجبرتهم الجماعة الانقلابية على التضامن معها (إعلام حوثي)

استغلت الجماعة الحوثية في اليمن الأحداث المتصاعدة والأليمة في غزة لتحقيق أجندتها الانقلابية، وبدأت إطلاق حملة تجنيد في صفوف فئة المهمشين من ذوي البشرة السوداء، وخصصت مبالغ مالية للاستقطاب في صنعاء وإب، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط».

حملة التجنيد في أوساط فئة المهمشين من مختلف الأعمار أطلقتها الجماعة منذ أيام في 30 مديرية تتبع العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة إب، مع تخصيص أموال على هيئة أجور ونفقات تشغيلية في ظاهرها نصرة فلسطين، وفي باطنها استقطاب وتجنيد مقاتلين جدد إلى صفوفها.

مهمشون يمنيون في صنعاء عادوا جثثا هامدة من جبهات القتال (إكس)

وأوكلت الجماعة الحوثية إلى أبرز قادتها في صنعاء وإب مهمة الإدارة والإشراف المباشر على عملية الاستقطاب والتجنيد الجديدة في أوساط المهمشين، يتصدرهم القيادي حمود عباد المعيَّن من قبلها في منصب أمين العاصمة صنعاء، وخالد المداني الحاكم الفعلي في مدينة صنعاء، إلى جانب مشرفي الجماعة في محافظة إب.

وبحسب المصادر، شكلت الجماعة لجان تحشيد وتعبئة ميدانية جديدة تضاف إلى اللجان السابقة من أجل تولي مهام النزول الميداني لاستقطاب المنتمين إلى تلك الفئة الأشد فقراً في مناطق متفرقة من صنعاء وإب.

وجاء التحرك الحوثي بعد مزاعم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بأنه سوف يستهدف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما تحول إلى مثار سخرية واسعة في أوساط اليمنيين.

وفي سياق الاستغلال الحوثي للأحداث، أقرت الجماعة ما أسمته «فتح باب الجهاد» أمام اليمنيين لدعم فلسطين وإسناد معركة «طوفان الأقصى» في قطاع غزة، حيث يقول سياسيون في صنعاء إن الجماعة تسعى لإلحاق المهمشين وغيرهم من اليمنيين بمعسكراتها التدريبية، ثم الدفع بهم إلى جبهات التماس مع القوات الحكومية اليمنية.

وتزعم الجماعة أن حملة التجنيد التي أطلقتها حديثاً في أوساط المهمشين، وغيرهم من الفئات بمناطق سيطرتها، تأتي دعماً للقضية الفلسطينية، وأنها ستقوم بنقلهم إلى فلسطين للقتال.

انتهازية مستمرة

يتهم سياسيون في صنعاء الجماعة الحوثية بأنها تسعى كعادتها إلى استغلال الأحداث الحاصلة في فلسطين لتعويض النقص في أعداد مقاتليها الذين فقدتهم في المعارك في عدة جبهات، خاصة بعد اتساع رفض أبناء المجتمع والقبائل اليمنية مد الجماعة بمقاتلين جدد.

قادة حوثيون في مدينة إب اليمنية يلتقون مجندين من فئة المهمشين في المحافظة (فيسبوك)

وكانت جماعة الحوثي أطلقت على مدى السنوات الماضية العشرات من حملات الاستهداف بالتعبئة والتجنيد القسري في أوساط المنتمين إلى هذه الفئة الأشد فقراً في كلٍّ من صنعاء العاصمة ومدينة إب.

وفي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) من العام قبل الماضي، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن قيام الميليشيات الحوثية خلال أسبوع واحد فقط بإرسال نحو 480 شخصاً من المهمشين إلى القتال في جبهات مأرب وتعز وغيرها، بالتزامن مع تنفيذها بذات الوقت حملات استقطاب وتجنيد واسعة في أوساط المنتمين إلى هذه الفئة.

وبخصوص محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، أفاد ناشطون حقوقيون لـ«الشرق الأوسط» بأن عام 2021 كان أكثر عام شهد حملات استقطاب وتجنيد في أوساط المهمشين من مختلف الأعمار في تلك المحافظة ومديرياتها.


مقالات ذات صلة

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

المشرق العربي التطرفات المناخية باليمن أسهمت إلى جانب الانقلاب والحرب في مضاعفة معاناة اليمنيين (أ.ف.ب)

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

تعتزم الحكومة اليمنية بدء حملة للحصول على تمويلات تساعدها في مواجهة تطرفات المناخ بينما ينفذ برنامج أممي مشروعاً لحماية البيئة والثروة السمكية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي طفلة تعاني من سوء التغذية وتنتظر العلاج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء (رويترز)

الكوليرا والحصبة تفتكان بمئات آلاف اليمنيين

تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في اليمن، بموازاة تفاقم سوء التغذية الذي تعتزم الحكومة مواجهته بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناطق غرب البلاد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.