الحوثيون يدفعون بمنشق عن صالح لرئاسة حكومتهم الانقلابية المرتقبة

يصفه سياسيون في صنعاء بـ«عديم الخبرة ومطيع للأوامر»

يحرص الحوثيون على إيهام القوى السياسية بالشراكة لكنهم يستأثرون بكل القرارات (أ.ف.ب)
يحرص الحوثيون على إيهام القوى السياسية بالشراكة لكنهم يستأثرون بكل القرارات (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يدفعون بمنشق عن صالح لرئاسة حكومتهم الانقلابية المرتقبة

يحرص الحوثيون على إيهام القوى السياسية بالشراكة لكنهم يستأثرون بكل القرارات (أ.ف.ب)
يحرص الحوثيون على إيهام القوى السياسية بالشراكة لكنهم يستأثرون بكل القرارات (أ.ف.ب)

بعد مرور ثلاثة أسابيع على إقالة الحوثيين حكومتهم الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، بدأت الجماعة الترويج للقيادي المحسوب على جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء قاسم لبوزة لتشكيل الحكومة الجديدة، والذي سبق له أن انشق عن الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في نهاية عام 2017.

وبينما تزعم الجماعة أن هذه الخطوة - وفقاً لزعيمها - تأتي ضمن ما يسمى «التغييرات الجذرية»، أكدت مصادر متعددة أن لبوزة سيكون نسخة مكررة من رئيس الحكومة السابقة منزوعة الصلاحيات، عبد العزيز بن حبتور.

اختار الحوثيون إظهار لبوزة الذي لا يحمل أي صفة إلى جوار رئيس مجلس حكمهم (إعلام حوثي)

وخلال العرض العسكري الذي نظمته جماعة الحوثي في محافظة البيضاء قبل أيام، كان لافتاً وجود قاسم لبوزة وهو أحد نواب رئيس جناح حزب «المؤتمر» في صنعاء، بجوار مهدي المشاط رئيس مجلس الحكم الانقلابي مع أنه لا يشغل أي منصب في سلطة الانقلاب.

ويعد ذلك أوضح إشارة من الجماعة لهوية الشخص الذي تردد منذ أسابيع أنه سوف يشكل حكومة انقلابية جديدة، غير أن مصادر حزبية ومقربين من لبوزة، أكدوا أن الرجل «قليل الخبرة وضعيف الشخصية».

ورجحت المصادر أن الحوثيين اختاروا لبوزة لتشكيل الحكومة؛ لأنه أظهر انصياعاً مطلقاً لهم منذ اجتياحهم العاصمة، وليس لقدرته على إدارة تلك المناطق أو الحد من الفساد أو استعادة عمل مؤسسات الدولة التي نزعت صلاحياتها الكيانات الموازية التي استحدثها الحوثيون لأسباب عديدة، أهمها أن من يمتلك السلطة الحقيقية ليست حكومة الانقلاب.

نسخة مكررة

ذكرت المصادر الحزبية في صنعاء، أن لبوزة يفتقر لأي خبرة سياسية أو إدارية؛ إذ إن أعلى منصب شغله كان وكيلاً لمحافظة لحج ورئيساً لفرع حزب «المؤتمر» هناك، قبل أن يدفع به الحزب إلى عضوية مجلس الحكم ممثلاً عنه، حيث أظهر طوال عضويته في المجلس انحيازاً واضحاً إلى جانب الحوثيين، وحتى أثناء المواجهات معهم وقف ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وغيره من القيادات.

بارك لبوزة قتل الحوثيين للرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح والقيادي عارف الزوكا (إعلام حزب «المؤتمر»)

وتقول المصادر إنه عقب إعادة اختيار قيادة جديدة لـ«المؤتمر الشعبي» في مطلع عام 2018 فرضه الحوثيون كأحد ثلاثة نواب لرئيس جناح الحزب في صنعاء صادق أبو راس؛ إذ ظل في هذا الموقع حتى الآن وحافظ على علاقته مع الجماعة.

ورجحت المصادر أن يكون لبوزة نسخة مكررة من رئيس حكومة الانقلاب السابق عبد العزيز بن حبتور، وهو قيادي أيضاً في حزب «المؤتمر» ظل في هذا الموقع منذ عام 2016، ومع هذا لم يُمنح أي صلاحيات، ولم يمارس أي سلطة وأصبح محط سخرية السكان في تلك المناطق، الذين قالوا إن سلطته الوحيدة هي تسلم مخصصاته المالية والرد بالإيجاب على أي توجيهات حوثية.

ولم يكن حزب «المؤتمر الشعبي» - بحسب المصادر - طرفاً في المشاورات المتعلقة بإقالة حكومة بن حبتور ولا في تسمية لبوزة بديلاً له لتشكيل حكومة جديدة؛ إذ كانت النقاشات محصورة بين قيادة الحوثيين وأجنحتهم المتنافسة.

ورجحت المصادر أن يكون الاتجاه نحو تسمية لبوزة حلاً وسطاً بين تلك الأجنحة التي تسعى للاستحواذ والسيطرة على المناصب وعائدات الدولة؛ إذ لن يكون هناك أي تغيير لأن السلطات لم تكن بيد حكومة الانقلاب السابقة ولن تكون في الحكومة الجديدة، بل هي بيد أحمد حامد (أبو محفوظ) مدير مكتب رئيس مجلس الحكم الحاكم الفعلي والمطلق لمناطق سيطرة الجماعة.

تبعات التعيين المرتقب

رأت مصادر سياسية يمنية في صنعاء أن مضي زعيم الحوثيين في اختيار لبوزة سيؤدي إلى إضعاف الجناح الذي يقوده ابن عمه محمد علي الحوثي الذي كان يتطلع للإطاحة بالجناح الآخر الذي يقوده «أبو محفوظ».

فشلت كل محاولات محمد الحوثي للوصول إلى رئاسة مجلس الحكم (إعلام حوثي)

كما رأت المصادر أن ذلك سيشكل صفعة مدوية للرجل الذي كان يتطلع قبل ذلك إلى ترؤس مجلس الحكم، إلا أن ابن عمه الذي يتزعم الجماعة رفض ذلك حتى لا يقال إن سلالته استولت على كافة المناصب واستبعدت القبائل التي يعتمد عليها في حشد المقاتلين والأتباع، بخاصة في محافظة صعدة معقلها الرئيسي.

الكاتب السياسي اليمني عبد الفتاح الحكيمي يرى أن مزاعم عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية عن التغيير الجذري، لا تعدو كونها حلقة جديدة من استكمال مخطط السيطرة والهيمنة الأمنية والعسكرية السلالية الفعلية على الحياة العامة في صنعاء وباقي مناطق سيطرتها، ولا علاقة لذلك بخدمة الشعب اليمني المذبوح، ولا تحسين الخدمات.

وكان الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بصفته رئيساً لحزب «المؤتمر الشعبي» طالب في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017 بإبعاد لبوزة من عضوية مجلس الحكم (المجلس السياسي الأعلى) وتعيين القيادي قاسم الكسادي بدلاً عنه؛ إذ اتهم لبوزة حينها بخيانة «المؤتمر الشعبي» والرئيس صالح والتواطؤ مع الحوثيين.

وتجلت مواقف لبوزة أكثر بعد ذلك حين أدان الانتفاضة التي قادها الرئيس الراحل ضد سلطة الحوثيين لعدة أيام في صنعاء قبل مقتله.

تواصل الجماعة الحوثية استعراض قواتها لإرهاب معارضيها (أ.ف.ب)

وعقب اختيار لبوزة نائباً لرئيس جناح الحزب في صنعاء، وزعت قيادات في الحزب بياناً انتقدت فيه بقوة ما أسمته انجرار بعض قيادات الحزب وراء أهواء مصالحهم الشخصية ومناصبهم، وعدت ذلك جزءاً من «الخيانة» التي تعرض لها «المؤتمر» والرئيس صالح، وقالت إن لبوزة يمثل أحد تلك الرموز التي ساهمت في إفشال انتفاضة ديسمبر (كانون الأول) عام 2017، ولهذا اتخذت قيادة الحزب قراراً بإبعاده من منصبه حين كان نائباً لرئيس ما يسمى «المجلس السياسي».


مقالات ذات صلة

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

المشرق العربي التطرفات المناخية باليمن أسهمت إلى جانب الانقلاب والحرب في مضاعفة معاناة اليمنيين (أ.ف.ب)

استراتيجية يمنية لتمويل المناخ وبرنامج أممي يحمي الأسماك

تعتزم الحكومة اليمنية بدء حملة للحصول على تمويلات تساعدها في مواجهة تطرفات المناخ بينما ينفذ برنامج أممي مشروعاً لحماية البيئة والثروة السمكية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي طفلة تعاني من سوء التغذية وتنتظر العلاج في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء (رويترز)

الكوليرا والحصبة تفتكان بمئات آلاف اليمنيين

تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في اليمن، بموازاة تفاقم سوء التغذية الذي تعتزم الحكومة مواجهته بالتعاون مع الأمم المتحدة بمناطق غرب البلاد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجموعة من الشبان اليمنيين المجندين في معسكر تدريب روسي يرفعون العلم اليمني (إكس)

شبكة حوثية لتجنيد مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا

تنشط شبكة حوثية لتجنيد شبان يمنيين للقتال ضمن الجيش الروسي في أوكرانيا، من خلال إغرائهم بالعمل في شركات أمن روسية برواتب مجزية وتتقاضى آلاف الدولارات عن كل شاب.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)
مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

أكد زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك الحوثي، اليوم (الخميس) استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل مهدداً بهجمات «أقوى وأكبر»، غداة بدء سريان وقف لإطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله» في لبنان.

وقال زعيم الحوثيين المدعومين من إيران في كلمة بثتها قناة «المسيرة» إنّ «العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بالقصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة».

وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الحوثي «آمل من الجميع في الجيش وعلى المستوى الشعبي أن ندرك مسؤوليتنا لنبذل الجهد ونستعين بالله ليعيننا على فعل ما هو أقوى وأكبر ضد العدو الإسرائيلي».

وفي السياق ذاته، أفاد تلفزيون «المسيرة» التابع للحوثيين، مساء اليوم (الخميس)، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنت غارتين على محافظة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضح التلفزيون أن الغارتين استهدفتا مديرية باجل، دون ذكر مزيد من التفاصيل.