نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية لـ«الشرق الأوسط»: ليس هناك ما يمنع التعاون العسكري بين الرياض وطوكيو

شددت على استراتيجية العلاقات وعمق الحوار الاستراتيجي مع دول الخليج

نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية أوكانو ياكيكو (تصوير: عبد العزيز العريفي)
نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية أوكانو ياكيكو (تصوير: عبد العزيز العريفي)
TT

نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية لـ«الشرق الأوسط»: ليس هناك ما يمنع التعاون العسكري بين الرياض وطوكيو

نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية أوكانو ياكيكو (تصوير: عبد العزيز العريفي)
نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية أوكانو ياكيكو (تصوير: عبد العزيز العريفي)

شددت طوكيو على استراتيجية العلاقات السعودية اليابانية، مؤكدة أن الطرفين منفتحان على التعاون الشامل في مختلف المجالات، في وقت أثمر فيه الاجتماع الوزاري الياباني الخليجي على مستوى وزراء الخارجية عدة نقاط للتعاون والحوار الاستراتيجي على المستويين الإقليمي والدولي.

 

وأفصحت نائبة المتحدثة باسم الخارجية اليابانية أوكانو ياكيكو في ردها على سؤال «الشرق الأوسط»، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس في الرياض، أن بلادها منفتحة على السعودية، ولا تستبعد أن تشهد الفترة المقبلة تعاوناً ثنائياً في المجال العسكري، إذا تهيأ المناخ لذلك.

 

ولفتت ياكيكو، إلى أن وزير خارجية بلادها يوشيماسا هاياشي، عقد أول حوار استراتيجي على المستوى الوزاري بين اليابان والمملكة مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، حيث تمت الموافقة على إطلاق حوار استراتيجي معمق بين الرياض وطوكيو، لدى زيارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، إلى المملكة في يوليو (تمّوز) الماضي، إذ تم التوقيع عليه على مستوى وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي.

 

وأوضحت أن إنشاء الحوار الاستراتيجي بين الطرفين تم بناء على اتفاق بين رئيس وزراء بلادها والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي أثناء زيارته الأخيرة، مشددة على تأكيد وزير خارجية بلادها، أن طوكيو تولي أهمية كبيرة للشراكات الاستراتيجية مع الرياض.

 

وبينت ياكيكو، أن اليابان تسعى إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الرياض، ومع دول الخليج، على أوسع نطاق ممكن وعلى مستوى العالم، مع أهمية وضع الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية ليكون بمثابة برج إرشادي للعلاقات الثنائية، والاستفادة من الأطر القائمة.

 

ووفق ياكيكو ، فإن وزير الخارجية الياباني، اقترح على نظيره السعودي، عقد اجتماعاً لتخطيط السياسات على المستوى الإداري بغرض تبادل وجهات النظر بحرية حول آفاق الشؤون الدولية والقضايا المشتركة على المديين المتوسط والبعيد، من منطلق استراتيجي ومتعدد القطاعات.

 

ونوهت بأن هاياشي، نقل لنظيره السعودي، القرار الأخير الذي اتخذته اليابان بشأن إجراءات لتسهيل إصدار تأشيرات الدخول المتعددة للمواطنين السعوديين، الذين يستوفون متطلبات اقتصادية معينة، حيث توقع الطرفان تنفيذ مشاريع التعاون الملموسة لتحقيق رؤية جعل الشرق الأوسط مركزاً عالمياً لإمدادات الطاقة النظيفة والمعادن الحيوية من خلال التعاون الثنائي.

 

وأوضحت الرؤية اليابانية فيما يتعلق بشأن تصريف المياه المعالجة، عن طريق نظام معالجة السوائل المتقدم، كما تشير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الشامل، مؤكدة أن السعودية تؤيد هذا الاتجاه، مع الاتفاق على قيادة المجتمع الدولي نحو التعاون بدلاً من الانقسام والمواجهة، فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالسلام والاستقرار، متضمنة منطقة المحيطين الهندي والهادي.

 

وشددت ياكيكو على أن الطرفين أبديا الرغبة في العمل بشكل وثيق بوصفهما دولتين تتقاسمان الاعتراف بأهمية سيادة القانون والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن الوزيرين السعودي والياباني اتفقا على اعتماد الصراحة فيما يتعلق بوجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط وشرق آسيا، مع مواصلة العمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقتين.

 

 


مقالات ذات صلة

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق الملتقى يُعدُّ أكبر تجمع في السعودية للمؤثرين والخبراء وصناع المحتوى الرقمي (واس)

السعودية تطلق أول ملتقى لـ«صناع التأثير» في العالم

أعلن وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري إطلاق الملتقى الأول لصناع التأثير (ImpaQ)، الذي تستضيفه العاصمة الرياض يومي 18 و19 ديسمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الرياض أكدت موقفها الرافض لكل أشكال العنف والإرهاب (الشرق الأوسط)

السعودية تدين الهجوم الإرهابي في بحيرة تشاد

أعربت السعودية عن إدانتها للهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم بحيرة تشاد، مؤكدةً موقفها الرافض لكل أشكال العنف والإرهاب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البلدة القديمة مركز الاستقرار البشري في العلا منذ القرن الـ13 حتى الثمانينات (هيئة العلا)

«المجتمعات المتنقّلة في العلا»... لوحة غنية بالحياة تشكَّلت عبر الزمن

مع ظهور الإسلام في القرن الـ7 الميلادي، شهدت العلا زيادة أعداد المارّين فيها، وانتقلت نقطة التمركز البشري الرئيسية في وادي العلا إلى قرح في الجنوب.

عمر البدوي (العلا)
يوميات الشرق ⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

أفصح المخرج والمنتج السعودي عبد الرحمن صندقجي، عن أنه يعكف حالياً على تصوير فيلمه الوثائقي «عُمق» الذي يعرض فيه تفاصيل حياة الغواص السعودي أحمد الجابر.

إيمان الخطاف (الدمام)

​اتهامات للحوثيين بتشويه سمعة السجناء وانتهاك خصوصياتهم

إجراءات مشددة فرضها الحوثيون على الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن (أ.ف.ب)
إجراءات مشددة فرضها الحوثيون على الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن (أ.ف.ب)
TT

​اتهامات للحوثيين بتشويه سمعة السجناء وانتهاك خصوصياتهم

إجراءات مشددة فرضها الحوثيون على الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن (أ.ف.ب)
إجراءات مشددة فرضها الحوثيون على الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن (أ.ف.ب)

شرعت الجماعة الحوثية في تشويه سمعة المختطفين بسجونها بخلاف التهم التي جرى اختطافهم بسببها، بالتزامن مع لجوئها إلى تجنيد موظفي المنظمات للعمل يوصفهم مخبرين لصالحها، وازدياد أعداد الوفيات في السجون خلال اختطافهم وإخفائهم قسرياً.

وذكرت عائلة أحد المختطفين في العاصمة المختطفة صنعاء أن الوسطاء الذين سعوا لإطلاق قريبها المختطف منذ أشهر بتهمة التخابر مع الحكومة الشرعية والولايات المتحدة، وتسريب معلومات حول مطار صنعاء، أبلغوها بانسحابهم من جهود الوساطة بعد أن أبلغهم قادة في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي أن ضمن التهم الموجهة للمختطف تهمة متعلقة بانتهاك الآداب العامة.

اعتقل الحوثيون آلاف اليمنيين بسبب احتفالاتهم بعيد الثورة (أ.ف.ب)

وقالت العائلة التي طلبت من «الشرق الأوسط» عدم الكشف عن بياناتها إن الوسطاء صدموا بادعاءات القادة في جهاز الأمن والمخابرات بأن المختطف عضو في شبكة دعارة، وأن هناك أدلة على تورطه مع الشبكة المزعومة، وطلبوا منهم عدم التدخل في القضية حتى لا تؤثر على سمعتهم.

إلا أن أحد الوسطاء، وفقاً لحديث العائلة، أصر على معرفة تفاصيل الاتهامات، على سبيل إرضاء ضميره، وبعد إلحاحه الشديد قدم له أحد المسؤولين في الجهاز الأمني الخاص بالجماعة أوراقاً طبعت عليها محادثات المختطف في وسائل التواصل الاجتماعي مع زميلات له في العمل وبعض من قريباته.

ورغم ذلك اضطر هذا الوسيط إلى إبلاغ العائلة بعدم قدرته على مواصلة جهود الوساطة، بسبب هذه الاتهامات الأخلاقية التي طالت المختطف، حيث بات يخشى أن يروج قادة الجماعة أخباراً حول توسطه للإفراج عن متهمين بجرائم آداب في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني.

وأكدت مصادر حقوقية لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية لجأت بالفعل خلال الأشهر الأخيرة إلى إلصاق تهم متعلقة بالآداب العامة بغالبية من اختطفتهم بدعوى التخابر والخيانة، وغالبيتهم من المشاركين أو الداعين إلى الاحتفال بذكرى ثورة «26 سبتمبر».

استهداف الخصوصيات

استغربت المصادر الحقوقية من انشغال جهاز مخابرات الجماعة الحوثية الذي يزعم أنه يلاحق المتهمين بالخيانة والعمالة، بقضايا مثل قضايا الآداب العامة، والتي يفترض أنها، إن وجدت، من اختصاص الشرطة والقضاء.

وبينت المصادر أنه يجري تفتيش أجهزة الجوال والحاسوب الخاص بالمختطفين تفتيشاً دقيقاً، والاستعانة بخبراء تقنيين لاستعادة البيانات المحذوفة من هذه الأجهزة؛ بحثاً عمّا يسند الاتهامات الموجهة لهم بأي شكل.

تحذيرات من تأثير اختطاف الموظفين الأمميين على العمل الإغاثي والإنساني في اليمن (غيتي)

وأوضحت المصادر أنه يجري استغلال كل ما يتم العثور عليه في أجهزة المختطفين ضدهم، ومن ذلك خصوصياتهم العائلية، وعلاقاتهم الشخصية، ومحادثاتهم مع أقاربهم وأصدقائهم، كما يتم تجيير كل ما يتم العثور عليه في تلك البيانات والمحادثات لتوجيه اتهامات جديدة، ومن ذلك التهم المتعلقة بالآداب العامة.

ورجحت المصادر أن أجهزة أمن الجماعة الحوثية تسعى من خلال الاهتمام بمثل هذه القضايا، أو من خلال تكييفها، إلى تشويه سمعة المختطفين وحرمانهم من التعاطف والتضامن معهم، والإيقاع بينهم وعائلاتهم التي تحاول مساندتهم وتقديم العون النفسي لهم، وجلب التضامن معهم.

وأبدت المصادر أسفها لكون هذا النهج الجديد تسبب في تراجع عدد من الشخصيات الاجتماعية عن الوساطة ومحاولة الإفراج عن المختطفين.

في غضون ذلك، كشف القيادي السابق فيما تسمى اللجنة الثورية الحوثية العليا محمد المقالح أن عدد الوفيات في سجون الجماعة مرتفع بشكل غير مسبوق لم تشهده البلاد في أي فترة سابقة، وأن ذلك يثير القلق الشديد، مطالباً بإطلاق سراح المختطفين.

وأشار المقالح إلى أن ما يجري في السجون لا يتعلق بالتعذيب الجسدي أو النفسي فقط، بل وبوفاة السجناء بسبب أمراض طارئة وهم في عهدة أجهزة الأمن.

ووصف أجهزة أمن الجماعة الحوثية بجبهة الرصد والعسس التي تتولى التفتيش في خصوصيات الناس والوشاية بهم، والسعي إلى الإيقاع بهم، متهماً إياها بالتجرد من كل قيم الدين والأخلاق، وصولاً إلى الوشاية بالأهل والجيران.

تجنيد المختطفين

قدرت منظمة حقوقية يمنية عدد المختطفين الذين توفوا تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية بـ150 سجيناً، منذ عام 2015، بسبب حرمانهم من استخدام الأدوية الضرورية والرعاية الصحية، والإهمال في تقديم أي خدمات طبية، إلى جانب تعرض كثير منهم إلى التعذيب الجسدي.

جاء ذلك عقب وفاة الخبير التربوي محمد خماش، المعتقل في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة منذ يونيو (حزيران) الماضي، على خلفية عمله، وزملاء آخرين له، في برنامج ممول من «اليونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

عائلات المختطفين تتهم أجهزة أمن تابعة للحوثيين بتشويه سمعة ذويها (رويترز)

من جهة أخرى، أفادت مصادر بسعي الجماعة الحوثية إلى تجنيد المختطفين لديها من موظفي الجهات الأممية والدولية والسفارات للعمل بوصفهم مخبرين لصالحها.

وطبقاً للمصادر، فقد لجأت الجماعة إلى مساومة موظفي المنظمات الدولية والوكالات الأممية والسفارات بحريتهم مقابل الكشف عن معلومات وبيانات حول أنشطة الجهات التي يتبعونها، وتقديم ما لديهم من أسرار العمل إلى أجهزة الأمن، وإبلاغها بمختلف التطورات والتحديثات في برامج التمويل والأنشطة التي يجري تنفيذها.

كما اشترطت الجماعة على المختطفين الكشف عمّا لديهم من معلومات وبيانات حول أنشطة جهات عملهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وحول أوجه التعاون بينها والمؤسسات الحكومية، والإفصاح عن مبالغ التمويل المقدمة هناك، والشخصيات المسؤولة عن ذلك.

وكان عدد من المنظمات والجهات الأممية والدولية أصدر خلال الشهر الحالي بياناً لإدانة إحالة الجماعة الحوثية عدداً من موظفيها المختطفين خلال الأعوام الماضية إلى ما يسمى «نيابة أمن الدولة» التابعة للجماعة، ومنهم موظفان في منظمة اليونيسكو وآخر في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ودعا البيان إلى الإفراج غير المشروط عن جميع المختطفين.

وحذّر البيان مما يتهدد سلامة الموظفين وعائلاتهم، ومن تأثير هذه الإجراءات التعسفية على وصول المساعدات الإغاثية إلى ملايين المحتاجين في اليمن، ومفاقمة الأزمة الإنسانية.