عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

قال لـ«الشرق الأوسط»: شدَّتني قصة الغواص السعودي أحمد الجابر في صيانة أنابيب النفط تحت البحر

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
TT

عبد الرحمن صندقجي: فيلم «عُمق» يتناول إحدى أخطر مهن العالم

⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩
⁨يرى صندقجي أن الأفلام الوثائقية هي بمثابة رحلة في الحياة (الشرق الأوسط)⁩

أفصح المخرج والمنتج السعودي عبد الرحمن صندقجي، عن أنه يعكف حالياً على تصوير فيلمه الوثائقي «عُمق» الذي يعرض فيه تفاصيل حياة الغواص السعودي أحمد الجابر والتحديات التي تواجهه خلال عمله اليومي في شركة للصيانة البحرية متعاقدة مع إحدى شركات النفط الكبرى «التي تتطلب مهام عمله فيها الغوص إلى أعماق سحيقة في الخليج العربي لإصلاح أنابيب النفط وصيانتها، حيث يتتبع الفيلم المخاطر اليومية التي يتعرض لها وضغط العمل الشديد الذي يجعل منه أحد الجنود المجهولين العاملين في هذا القطاع الحيوي المهم في السعودية».

يوضح صندقجي خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن مهنة الجابر التي يعمل عليها منذ نحو عقد من الزمان من أخطر المهن في وقتنا الحالي، ويتطلب العمل فيها إجراءات احترازية وتدابير معقدة لتوفير مستويات سلامة قصوى من بينها ارتداء ملابس معدَّة خصيصاً لتنفيذ المهمة التي قد تُلزمه البقاء في غرفة مقفلة لمدة تتجاوز الشهر دون الخروج منها، لغرض موازنة مستوى الضغط والأكسجين.

ويضيف صندقجي: «لذا تعد مهنة تصل في مستوى المخاطرة إلى أن تضعه وهو ورائد الفضاء في كفة واحدة».

بوستر فيلم «عُمق»

يلفت صندقجي إلى أنه يحاول من خلال الفيلم المدعوم من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والصندوق الثقافي، فهم دوافع الأشخاص واكتشاف القصص غير الاعتيادية، منوهاً إلى «أن اختيار الاسم (عُمق) كان لسببين: عمق الشخص وسبر أغواره، وكذلك عمق البحر الذي يغوص به».

ويمضى إلى القول إن أفلامه الوثائقية الستة خلال المسيرة التي تتجاوز 15 عاماً تركز على الأشخاص غير المرئيين، الذين يحملون قصصاً لم يكتشفها أحد، ويتابع قائلاً: «أرى الأفلام الوثائقية رحلة في الحياة، خصوصاً أنني شخص مغامر، ومتجوّل، ومحب للاكتشاف والتجارب».

ويشير إلى أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها، مضيفاً: «دائماً يحركني السؤال: لماذا؟ وأحاول الإجابة عنه من خلال أفلامي».

بدأ صندقجي صناعة الأفلام عام 2008 ووجد شغفه في الوثائقيات على وجه التحديد (الشرق الأوسط)

الوثائقيات السعودية

ومع ازدياد الوثائقيات السعودية في الآونة الأخيرة، يأتي السؤال عن احتمالية استسهال هذا المجال من بعض صناع الأفلام، ليرد صندقجي: «الفيلم الروائي صعب وكذلك الفيلم الوثائقي... كلاهما يواجه عدداً من التحديات، وأنا وجدت نفسي في الأفلام الوثائقية التي تحمل نوعاً من المغامرة، والتي ربما تكون احتمالية الفشل فيها مرتفعة، إلا أني أسعد كل مرة بهذا الضغط الذي يلازمني مع كل فيلم جديد أعمل عليه». ويضيف: «السر يكمن في أخذ العمل بجدية، واعتبارها مهمة ورسالة حياة من صانع الفيلم».

وبسؤاله عن واقع الأفلام الوثائقية في السعودية، يقول: «قبل سنوات عدة لم يكن هناك اهتمام بالوثائقيات، لكنَّ هذا تغيّر كلياً خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث لمسنا فارقاً كبيراً». مستذكراً خلال حديثه اختيار فيلمه «أندرغراوند» ليكون فيلم افتتاح المهرجان في الدورة الماضية من «مهرجان أفلام السعودية» الذي يُقام سنوياً شرق البلاد، وأردف بالقول: «هذا الاختيار ليس تكريماً لي أنا فقط، بل هو تكريم لكل صنّاع الوثائقيات، بعد أن ازداد عددهم، وأصبح التنافس بينهم كبيراً من حيث تقديم أفلام وثائقية جيدة».

وأمام ذلك، يقدم صندقجي نصيحتين لصنّاع الوثائقيات؛ الأولى تتضمن تكثيف مشاهدة الأفلام الوثائقية للتعرّف على رؤية كل مخرج وكيفية تعامله مع الفيلم الوثائقي. وعن الثانية يقول: «من خلال تجربتي، اكتشفت ضرورة التعامل مع الفيلم الوثائقي كالفيلم الروائي»، مبيناً أن ذلك يتضمن سرد الحكاية وجودة النص والتعمّق في فهم الشخصية والقصة.

يؤكد صندقجي أنه لا يعمل إلا على القصص التي تلفت انتباهه ويشعر برغبة حقيقية في الاقتراب منها (الشرق الأوسط)

كتاب جديد

يُذكر أن صندقجي، الذي تخرج في كلية الهندسة الصناعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمدينة الظهران، بدأ رحلته مع صناعة الأفلام عام 2008، ومر بعدة تجارب ما بين الأفلام التجارية والروائية والوثائقية، قبل أن يستقر على الوثائقيات التي تشكل شغفه الحقيقي. ولمع اسمه في البداية مع فيلم «فوسفين» الذي لاقي رواجاً كبيراً فور عرضه قبل سنوات وتجاوزت مشاهداته 5 ملايين على منصة «يوتيوب»، والذي يعد فيلماً وثائقياً استقصائياً يتتبع الحقائق حول مبيد حشري أدى إلى وفاة العشرات في السعودية.

في ختام حديثه يكشف صندقجي عن أنه يستعد حالياً لإصدار كتابه الثاني «العقلية الوثائقية»، الذي يقدم من خلاله خلاصة تجربته في هذا المجال على مدى أكثر من عقد من الزمن، وهو يأتي بعد كتابه الأول «الفيلم الوثائقي»، مشيراً إلى أن كتابه الجديد يتناول رحلته من خلال القراءات والمشاهدة المكثفة والتعرض للتجارب الوثائقية المتنوعة، وذلك لفهم عقلية الصُنّاع المهرة للأفلام الوثائقية.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج م. وليد الخريجي وفروخ شريفزاده يترأسان الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين السعودية وطاجيكستان في الرياض (واس)

مشاورات سعودية - طاجيكية تناقش تعزيز التعاون في شتى المجالات

بحثت جولة المباحثات الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والطاجيكستانية، الأربعاء، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير العدل السعودي خلال مباحثاته مع رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص (واس)

وزير العدل السعودي يبحث سبل تعزيز التعاون مع رئيس مؤتمر لاهاي

بحث الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل السعودي مع كريستوف برناسكوني رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص، سبل تعزيز التعاون بين وزارة العدل ومؤتمر لاهاي للقانون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال ديفيد كوهلر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة

«كوهلر» العالمية تفتتح مقرها الإقليمي في الرياض

أعلنت شركة كوهلر العالمية افتتاح مقرها الإقليمي الجديد بالعاصمة السعودية الرياض، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها المملكة.


«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
TT

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير الذين اختفوا عن حفل الختام الذي أقيم في قصر ثقافة مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.

ووفق نقاد، فإن التضارب الذي يحدث بين مواعيد انعقاد مهرجانات مصرية على غرار «شرم الشيخ المسرحي» و«القاهرة السينمائي» هو السبب وراء اختفاء نجوم الشاشات والمسرح عن حضور فعاليات المهرجان.

ورغم استمرار انعقاد مهرجان القاهرة السينمائي المعروف بكثافة فعالياته، جرى تكريم بعض نجوم الفن والسينما، عبر حفل «غولدن غلوب» ومجلة «Enigma»، بأحد الفنادق الكبرى على النيل، كان من بينهم الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والفنانة يسرا، اللذان تم منحهما جائزة «عمر الشريف».

وشهد حفل ختام «شرم الشيخ المسرحي» حضور عدد قليل من الفنانين والمسرحيين، من بينهم الفنان سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، وأحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والفنان علاء مرسي، والفنان والبروفيسور الروسي ميخائيل جوريفوري، والمخرج الروماني قسطنطين كرياك، رئيس مهرجان سيبيو الدولي، والفنانة حلا عمران، والفنانة اللبنانية مروة قرعوني، والفنان أحمد وفيق، والمخرج السوري ممدوح الأطرش، والكاتبة فاطمة المعدول، والدكتور سعيد السيابي من سلطنة عمان، والمخرج عصام السيد، والفنانتان المصريتان عزة لبيب، ومنال سلامة.

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي (شرم الشيخ المسرحي)

وسيطرت مصر على جوائز حفل الختام؛ إذ حصل شباب مسرحها على جائزة أفضل عرض متكامل بمسرحية «هجرة الماء» وشهادتي تقدير لجودة العمل في مسابقة مسرح الطفل والنشء، كما حصل المصري أحمد بيلا على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع، عن عرض «خلف النافذة»، أما عن أبرز الجوائز العربية فحصل العرض الإماراتي «حكايات صامتة» على جائزة أفضل أداء جماعي في مسابقة مسرح الطفل والنشء، وحصل العرض العماني «فضيلة عبيد» على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع.

وأعلن المخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس المهرجان، أن دولة كوريا الجنوبية ستكون ضيف شرف المهرجان في الدورة المقبلة التي ستحمل اسم الفنانة المصرية القديرة إلهام شاهين، لمسيرتها المهمة في المسرح المصري والعربي.

وأعرب المخرج السوري ممدوح الأطرش عن سعادته البالغة لتكريمه في مصر، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع المهرجان منذ انطلاقه قبل 9 سنوات، وأراه يتطور سنة تلو الأخرى».

ممدوح الأطرش خلال حفل الختام (شرم الشيخ المسرحي)

وعن أعماله الفنية التي يحضر لها خلال الفترة المقبلة، قال الأطرش: «أجهز لفيلم سينمائي عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان، نجري حالياً تشاورات ونقاشات عدة حوله، حتى يخرج بالصورة الرائعة التي تُمثل قيمة أسمهان بصفتها فنانة عالمية، مع سرد سريع لقصة عائلة الأطرش».

يُذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان كانت تحمل اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وشهدت مشاركة 36 دولة، ومنح الفنانة السورية حلا عمران درع «سميحة أيوب»، بجانب تكريم الفنان علاء مرسي، والفنان الروسي ميخائيل جوريفوي، والمخرج السوري ممدوح الأطرش.