موريتانيا: إنقاذ 158 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل نواكشوط

كانوا في حالة «خطر» بعد تعطل زورقهم 10 أيام في عرض البحر

بعض ركاب الزورق الذين نجوا من موت محقق (وزارة الصيد الموريتانية)
بعض ركاب الزورق الذين نجوا من موت محقق (وزارة الصيد الموريتانية)
TT

موريتانيا: إنقاذ 158 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل نواكشوط

بعض ركاب الزورق الذين نجوا من موت محقق (وزارة الصيد الموريتانية)
بعض ركاب الزورق الذين نجوا من موت محقق (وزارة الصيد الموريتانية)

أعلنت السلطات الموريتانية أنها أنقذت 158 مهاجراً غير نظامي، بينهم أطفال ونساء، كانوا «في حالة خطر» على متن زورق قبالة سواحل العاصمة نواكشوط، في طريقهم إلى جزر الكناري الإسبانية، قادمين من إحدى دول غرب أفريقيا.

أحد المصابين يتلقى العلاج بعد إنقاذه (وزارة الصيد الموريتانية)

وقالت وزارة الصيد الموريتانية، الاثنين، إنه «في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها جهاز خفر السواحل الموريتاني لحماية الأرواح البشرية في عرض البحر، تلقت مصالح خفر السواحل نداء استغاثة من سفينة وطنية، أفادت برصد زورقٍ في حالة خطر، وعلى متنه عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين».

وأضافت الوزارة، في بيان صحافي، أنه «على الفور، تم توجيه سفينة الرقابة (آوكار) إلى موقع الحادث، حيث باشرت عملية إنقاذ طويلة ومعقدة، أسفرت عن إنقاذ 158 مهاجراً، من بينهم 3 نساء و31 قاصراً».

وأوضحت الوزارة أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم يتوزعون حسب الجنسيات إلى «83 شخصًا من غامبيا، و61 من السنغال، و7 من نيجيريا، و5 من غينيا، وشخص من مالي وآخر من ساحل العاج».

عدد من المهاجرين الذين جرى إنقاذهم (وزارة الصيد الموريتانية)

كما أكدت الوزارة أن الزورق والمهاجرين نقلوا نحو ميناء نواكشوط المستقل «تحت إشراف المصالح الأمنية والصحية المختصة، حيث قُدِّمت لهم الإسعافات اللازمة، إضافة إلى الأغذية والأدوية الضرورية»، مبرزة أنه «حسب إفادات الركاب، فإن الزورق المنكوب كان قادماً من جمهورية غامبيا»، دون توضيح طبيعة الخطر الذي كان يواجه الزورق في عرض المحيط الأطلسي.

في غضون ذلك، قال المقدم البحري ملاي عبد الرحمن، قائد سفينة (آوكار) التي تولت مهمة الإنقاذ، إنه «في إطار دورية روتينية لخفر السواحل، تلقينا معلومات بوجود زورق يشتبه في تورطه فيما يُعرف بـ(تهريب المهاجرين غير الشرعيين)، فتوجهنا مباشرة إلى موقع الزورق، وتبيَّن بالفعل أن الزورق على متنه 158 مهاجراً من بينهم نساء وأطفال».

وأضاف المقدم البحري أن بعض ركاب الزورق «كانوا في حالة إعياء وتعب شديدَين؛ بسبب وجودهم في عرض البحر منذ 10 أيام»، مشيراً إلى أنه «تم التكفل مباشرة بالأشخاص الذين يحتاجون إلى التكفل من الناحية الطبية، في حين تمَّ اقتياد الزورق المذكور مع الأشخاص، الذين كانوا على متنه، نحو السواحل الموريتانية، طبقًا لتعليمات قيادة خفر السواحل».

وتواجه السواحل الموريتانية ضغطًا كبيرًا من شبكات تهريب المهاجرين غير النظاميين نحو الشواطئ الأوروبية، حيث تستخدم زوارق بدائية تنطلق من شواطئ دول غرب أفريقيا، خصوصاً غامبيا والسنغال.

وتعمل فرق خفر السواحل الموريتانية على مواجهة شبكات التهريب، وإنقاذ المهاجرين، الذين كثيراً ما يبقون عالقين في عرض البحر، بعد تعطل زوارقهم؛ بسبب عطل فني أو نفاد الوقود. وتقوم السلطات الموريتانية بترحيل المهاجرين، الذين يتم إنقاذهم نحو بلدانهم الأصلية بعد تسجيل بياناتهم.


مقالات ذات صلة

تونس: «غضب حقوقي» بسبب استمرار حبس مدافعين عن المهاجرين

شمال افريقيا مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)

تونس: «غضب حقوقي» بسبب استمرار حبس مدافعين عن المهاجرين

رفضت محكمة تونسية طلب الإفراج عن نشطاء من «جمعية تونس أرض اللجوء»، المدافعة عن قضايا الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق جائزة «نوابغ العرب» تكرم العقول العربية المبدعة وتمنح فائزاً واحداً في كل فئة من فئاتها الست (الشرق الأوسط)

الفلسطينية سعاد العامري تحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العمارة والتصميم

حصدت المعمارية الفلسطينية الدكتورة سعاد العامري جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العمارة والتصميم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا جانب من المظاهرة التي نظمها معارضون لسياسات الرئيس سعيّد وسط العاصمة (رويترز)

تونسيون يتظاهرون ضد الرئيس مع تصاعد زخم المعارضة في الشارع

خرج نشطاء من المجتمع المدني ومعارضون من تيارات سياسية مختلفة في تونس إلى الشوارع من جديد، اليوم السبت، مظهرين لحظة وحدة نادرة ضد الرئيس قيس سعيّد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا حشود غفيرة تشارك في المظاهرة التي نظمها اليوم السبت عدد من الحقوقيين للمطالبة بإطلاق سراح المعارضين (إ.ب.أ)

منظمات تتهم الرئيس التونسي بـ«تقويض التحول الديمقراطي»

يؤكد محللون ومنظمات غير حكومية أن الرئيس الحالي قيس سعيّد يُقوّض التحول الديمقراطي، بعد تزايد معدلات سجن معارضين بارزين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا عبير موسي (موقع الحزب)

محكمة تونسية تقضي بسجن عبير موسي 12 عاماً

قال المحامي نافع العريبي لوكالة رويترز للأنباء إن محكمة تونسية قضت، اليوم الجمعة، بسجن مُوكلته المعارِضة البارزة عبير موسي 12 عاماً.

«الشرق الأوسط» (تونس)

تونس: «غضب حقوقي» بسبب استمرار حبس مدافعين عن المهاجرين

مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)
مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)
TT

تونس: «غضب حقوقي» بسبب استمرار حبس مدافعين عن المهاجرين

مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)
مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)

رفضت محكمة تونسية طلب الإفراج عن نشطاء من «جمعية تونس أرض اللجوء»، المدافعة عن قضايا الهجرة، كما قررت في وقت متأخر، مساء أمس (الاثنين)، تأجيل جلسة محاكمة لهم إلى الخامس من يناير (كانون الثاني) المقبل، بحسب ما أورده تقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، وهو ما فجَّر غضباً واسعاً داخل الجمعيات المهتمة بالدفاع عن قضايا المهاجرين.

وأُوقفت شريفة الرياحي رئيسة الجمعية، التي تمثل الفرع المحلي لجمعية «أرض اللجوء» غير الحكومية الفرنسية، ونشطاء آخرون وموظفون في بلدية مدينة سوسة، منذ 19 شهراً؛ للتحقيق في تهم مساعدة مهاجرين غير نظاميين على الاستقرار في تونس، بجانب تدقيق ضريبي حول أنشطتهم، في إجراء ندَّدت به منظمة العفو الدولية، وعدَّته «حملة تجريم متواصلة تستهدف المجتمع المدني».

جل المهاجرين يعيشون أوضاعاً صعبة خلال إقامتهم في تونس (أ.ف.ب)

وهذه ثاني محاكمة في غضون أقل من شهر ضد نشطاء الهجرة، بعد جلسة سابقة عُقدت في 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أفضت إلى الإفراج عن عضوين في «المجلس التونسي للاجئين»، بعد مدة إيقاف وصلت إلى 18 شهراً. وفي المقابل، لا تزال رئيسة «جمعية منامتي» سعدية مصباح، الناشطة ضد التمييز العنصري المُمَارس على السود، بمَن في ذلك المهاجرون الوافدون من أفريقيا جنوب الصحراء، تقبع في السجن منذ مايو (أيار) 2024 بالتهم نفسها. وتأتي هذه المحاكمات بعد حملة إيقافات طالت نشطاء من منظمات عدة مدافعة عن قضايا المهاجرين في 2024، وسط انتقادات من منظمات حقوقية بشأن مستقبل العمل الإنساني في تونس، التي تواجه ضغوطاً للحد من تدفق المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، الذين يرغبون في عبور البحر المتوسط عبر سواحلها نحو الأراضي الأوروبية. لكن ينتهي الأمر بالآلاف منهم بأن يصبحوا عالقين في المدن التونسية، من دون فرص عمل أو مأوى للسكن.

ويقول المسؤولون في تونس إنهم يرفضون أن تتحول البلاد إلى منطقة عبور، أو استقرار للمهاجرين بطرق غير نظامية. وترتبط تونس بمذكرة تعاون شاملة مع المفوضية الأوروبية منذ يوليو (تموز) 2023، تقضي من بين بنودها بمكافحة الهجرة غير النظامية. لكن هذه الاتفاقية تواجه انتقادات من منظمات حقوقية مدافعة عن حرية التنقل في تونس. وقبيل بدء المحاكمة، دعت منظمة العفو الدولية السلطات التونسية إلى «وضع حد لهذا الظلم... وضمان الإفراج عن العاملين لدى المنظمة غير الحكومية وعن موظفي البلدية المحتجزين تعسفاً معهم». وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، سارة حشاش، في بيان إن «هؤلاء يلاحَقون قضائياً لمجرّد ممارستهم عملهم المشروع في تقديم المساعدة الحيوية، والحماية للاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين، الذين يعيشون أوضاعاً محفوفة بالمخاطر».


البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترمب لإنهاء الحرب في السودان

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT

البرهان يعلن استعداده للعمل مع ترمب لإنهاء الحرب في السودان

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يحكم البلاد فعلياً، إنه مستعد للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بينما توقفت المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بخصوص وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأفاد بيان لوزارة الخارجية المحسوبة على الجيش، بأن البرهان أكّد في ختام زيارة رسمية للرياض، بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «حرص السودان على العمل مع الرئيس ترمب ووزير خارجيته (ماركو روبيو) ومبعوثه للسلام في السودان (مسعد بولس)» في «جهود تحقيق السلام ووقف الحرب». وأوضح مصدر حكومي سوداني أن زيارة البرهان الرسمية للرياض هدفت إلى البحث في المبادرة، التي طرحها ولي العهد السعودي خلال زيارته الرسمية لواشنطن أخيراً على الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في السودان. وتوقَّفت مفاوضات السلام، التي تقودها الولايات المتحدة مع الدول الأخرى الأعضاء في اللجنة الرباعية للوساطة في السودان، وهي مصر والسعودية والإمارات، بعد رفض البرهان آخر مقترح للهدنة طرحه بولس، من دون توضيح السبب. أما «قوات الدعم السريع» فأعلنت قبولها مقترح الهدنة، لكن الهجمات على الأرض لم تتوقف في إقليم كردفان، الذي يشهد معارك ضارية، في حين يعاني السكان من المجاعة في مناطق عدة. ولم يحدَّد إلى الآن أي موعد جديد للمفاوضات، سواء على مستوى وسطاء الرباعية أو الأمم المتحدة، التي تحاول بالتوازي تنظيم محادثات بين الطرفين. وأسفرت الحرب الدائرة منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش، الذي يسيطر على شمال السودان وشرقه، وقوات الدعم السريع المهيمنة في الغرب وبعض مناطق الجنوب، عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، وتسببت في «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» وفق الأمم المتحدة. ومنذ سقوط آخر معقل للجيش في إقليم دارفور، الشاسع في الغرب، اشتدت حدة المعارك في إقليم كردفان المجاور، وهو منطقة جنوبية خصبة غنية بالنفط، والذهب وتُشكِّل خطاً للإمداد وتحركات الوحدات العسكرية.


عبد العاطي يبحث مع غروسي جهود استمرار التعاون بين إيران و«الطاقة الذرية»

عراقجي وغروسي مع عبد العاطي خلال لقاء في القاهرة سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)
عراقجي وغروسي مع عبد العاطي خلال لقاء في القاهرة سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)
TT

عبد العاطي يبحث مع غروسي جهود استمرار التعاون بين إيران و«الطاقة الذرية»

عراقجي وغروسي مع عبد العاطي خلال لقاء في القاهرة سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)
عراقجي وغروسي مع عبد العاطي خلال لقاء في القاهرة سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في اتصال هاتفي مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الملف النووي الإيراني والجهود الرامية لاستمرار التعاون بين إيران والوكالة.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، بأن عبد العاطي بحث مع غروسي استئناف الحوار والتوصل لاتفاق شامل للملف النووي الإيراني «لتحقيق الأمن الإقليمي ويأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف».

وتطرق الوزير المصري والمسؤول الدولي إلى سبل تعزيز التعاون بين مصر والوكالة، وشدد عبد العاطي على الحرص على استمرار التنسيق والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق بيان الخارجية المصرية.

وجدد رئيس الوكالة التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي، في الأيام الأخيرة، ضغوطه على طهران للوصول إلى ثلاث منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم، طالتها ضربات إسرائيلية وأميركية في يونيو (حزيران).

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، أمس، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية «لا يحق لها المطالبة بتفتيش المراكز النووية التي تعرضت لهجمات عسكرية»، مشددةً على ضرورة وجود «بروتوكولات واضحة» تتيح مثل هذا التفتيش قبل السماح به.

في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، اتفقت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بوساطة مصرية على إطار عمل جديد للتعاون، غير أن طهران أعلنت لاحقاً اعتباره مُلغى بعد أن فعلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مسار إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي رفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

وخلال الأسابيع التالية، أجرى وزير الخارجية المصري، اتصالات مع نظيره الإيراني ومدير الوكالة الذرية في محاولة لإحياء «تفاهم القاهرة» واحتواء التوتر، لكن إيران أعلنت رسمياً طي هذا المسار رداً على قرار مجلس محافظي الوكالة في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الذي دعاها إلى التعاون مع المفتشين الدوليين.

وشنَّت إسرائيل في 13 يونيو هجوماً غير مسبوق على منشآت استراتيجية في إيران، ما أسفر عن مقتل عشرات من قادة «الحرس الثوري»، الجهاز الموازي للجيش النظامي، إضافة إلى مسؤولين وعلماء في البرنامج النووي الإيراني. وأشعلت تلك الضربات حرباً استمرت 12 يوماً بين البلدين، شاركت خلالها الولايات المتحدة بقصف 3 مواقع نووية داخل إيران.

وعقب الهجمات، علقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقيدت وصول مفتشيها إلى المواقع التي استهدفتها الضربات، منتقدةً امتناع الوكالة عن إدانة تلك الهجمات. كما ربط قانون أقره البرلمان الإيراني في يوليو (تموز) دخول المفتشين بالحصول على موافقات من مجلس الأمن القومي، الذي تطلبت قراراته مصادقة المرشد علي خامنئي.