«تضارب القرارات» يبقي على أزمة «رئاسة الشرطة القضائية» بغرب ليبيا

القاهرة لتعزيز التعاون العسكري مع «الجيش الوطني»

 اجتماع رئيسي أركان الجيش المصري و«الوطني الليبي» (المتحدث العسكري المصري)
اجتماع رئيسي أركان الجيش المصري و«الوطني الليبي» (المتحدث العسكري المصري)
TT

«تضارب القرارات» يبقي على أزمة «رئاسة الشرطة القضائية» بغرب ليبيا

 اجتماع رئيسي أركان الجيش المصري و«الوطني الليبي» (المتحدث العسكري المصري)
اجتماع رئيسي أركان الجيش المصري و«الوطني الليبي» (المتحدث العسكري المصري)

استمرت أزمة رئاسة جهاز الشرطة القضائية في غرب ليبيا، على خلفية «قرارات متضاربة» صادرة عن محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي»، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، فيما بحث الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، مع الفريق خالد حفتر، رئيس أركان «الجيش الوطني» الليبي، «سبل دعم وتعزيز التعاون العسكري والأمني».

صورة لمقر جهاز الشرطة القضائية بطرابلس (أرشيفية من وزارة العدل)

وعبّر رئيس جهاز الشرطة الحالي في غرب ليبيا، صبري هدية، ضمنياً، عن تمسكه بالبقاء في منصبه، ورفضه قرارات المنفي والدبيبة القاضية بتعيين شخصين مختلفين لشغل المنصب نفسه. وفي إشارة إلى تجاهله قرار الدبيبة القاضي بتعيين اللواء عبد الفتاح دبوب، رئيساً للجهاز، وقرار المنفي بتسمية اللواء عطية الفاخري رئيساً جديداً، نشر هدية، مساء الاثنين، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» نسخة من القرارات الصادرة بخصوص تسوية الأوضاع الوظيفية لأعضاء الجهاز. ما عدّه البعض تجاهلاً لقرار عزله.

ولم يعلّق هدية بشكل مباشر على تضارب قراري المنفي والدبيبة بشأن تعيين رئيس جديد للجهاز خلفاً له، وامتنع عن الرد على أسئلة تتعلق بالقضية، لكنه أدرج نشره قرارات توفيق أوضاع العاملين، ضمن جهوده «لصون حقوقهم، والالتزام بالتشريعات النافذة، وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص، وترسيخ قواعد العدالة والشفافية في التعامل مع شؤون الجهاز».

اجتماع الدبيبة مع عمداء بلديات الجبل الغربي (حكومة الوحدة)

في سياق آخر، أكد الدبيبة، خلال اجتماعه، مساء الاثنين، مع عمداء بلديات الجبل الغربي، اهتمام الحكومة بمدن المنطقة، مشدداً على ضرورة متابعة المشروعات الخدمية وتنفيذها وفق الجداول الزمنية، بما يشمل الطرق والصحة والكهرباء والتعليم والإمداد المائي.

ووجّه الدبيبة الوزارات والأجهزة التنفيذية إلى مواصلة الأعمال، وتسريع وتيرة المشاريع، وتعزيز التنسيق مع البلديات لضمان تقديم الخدمات بكفاءة وانتظام، مع إزالة أي معوقات تواجه التنفيذ، ومتابعة سير الأعمال مباشرة لتحسين مستوى الخدمات في الجبل الغربي.

من جانبه، نقل رئيس «المجلس الأعلى للدولة» محمد تكالة، عن وفد من «تنسيقية أهل فزان» التقاه، مساء الاثنين، في طرابلس، دعمه الكامل لمشروع قانون الإدارة المحلية الذي أقرّه المجلس بالأغلبية المطلقة في جلسته الماضية، والهادف إلى تفعيل نظام المحافظات وإنهاء المركزية. وأشار إلى «مناقشة الملفات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية المتعلقة بالمنطقة، وسبل تذليل العقبات التي تواجه تقديم الخدمات للمواطنين».

وفي ملف الطاقة، أكد الاتحاد الأوروبي، أن تحول ليبيا في هذا القطاع يُعد خطوة حيوية لتحقيق النجاح الاقتصادي والاستدامة على المدى الطويل. وأوضح بيان لبعثة الاتحاد، التي شارك ممثلها، الاثنين، مع وزير التخطيط في حكومة «الوحدة» محمد الزيداني في حفل إطلاق أول برنامج لمعايير الحد الأدنى لأداء الطاقة في ليبيا، أن «هذه المبادرة المموَّلة من جانبه، والمنفذة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ستسهم في مساعدة الأسر والشركات على خفض استهلاك الطاقة، والتخفيف من الضغط على الميزانية العامة، فضلاً عن بناء نظام طاقة أكثر موثوقية واستدامة في البلاد».

وفي مصراتة، أدرجت البلدية زيارة سفير بريطانيا مارتن لونغدن للمدينة في إطار تعزيز العلاقات والتعاون المشترك، وتبادل وجهات النظر حول الوضع الراهن في ليبيا، ومناقشة عدد من التحديات المحلية. وأكد عميد البلدية «أهمية دعم اللامركزية، وإشراك المجالس البلدية في الحوارات السياسية بصفتها الأجسام الأقرب للمواطنين والأقدر على تمثيلهم»، لافتاً إلى ضرورة تعزيز التعاون بين بلدية مصراتة والبلديات الأخرى في ليبيا.

صورة نشرها مستشار ترمب لاجتماع في واشنطن للغرفة التجارية الأميركية - الليبية

في شأن مختلف، عدّ مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون أفريقيا، خلال كلمته في فعالية نظمتها الغرفة التجارية الأميركية - الليبية في واشنطن، أن العلاقات التجارية القوية «تمثل حجر الأساس للشراكة بين الولايات المتحدة وليبيا».

وأضاف بولس، في بيان عبر منصة «إكس» مساء الاثنين، أن ليبيا «تمتلك فرصة مهمة لجذب كبرى الشركات الأميركية؛ إذا واصلت خطواتها نحو تعزيز الاستقرار، وترسيخ مبادئ الشفافية»، مؤكداً أن ذلك «سيسهم في تحقيق الازدهار المشترك، وفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين».

من جهة أخرى، بحث الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، مع الفريق خالد حفتر، رئيس أركان «الجيش الوطني» الليبي، «سُبل دعم وتعزيز التعاون العسكري والأمني بين القوات المسلحة المصرية والليبية»، مؤكداً على «عمق العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين، وأهمية استمرار التنسيق، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، ودعم ركائز الأمن والاستقرار على الأراضي الليبية».

ونقل المتحدث باسم القوات المسلحة عن خالد حفتر إشادته بـ«مواقف مصر الثابتة والداعمة للشعب الليبي»، معرباً عن تطلعه إلى «مزيد من التعاون المشترك بين القوات المسلحة في البلدين خلال المرحلة المقبلة».


مقالات ذات صلة

خلاف علني عنيف بين رئيس «مجلس النواب» الليبي ونائبيه

شمال افريقيا جلسة سابقة لاجتماع مجلس النواب الليبي برئاسة النويري ودومة في غياب صالح (مجلس النواب)

خلاف علني عنيف بين رئيس «مجلس النواب» الليبي ونائبيه

يعزز التلاسن العلني بين صالح ونائبيه الذي تحول بحسب مراقبين إلى «حرب بيانات» المخاوف من تفاقم الشقاق داخل مجلس النواب الليبي.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من المشاركين في دورة إزالة الألغام بغرب ليبيا (إدارة التوجيه المعنوي لقوات الوحدة)

تدريبات على إزالة الألغام ومخلفات الحروب في العاصمة الليبية

تعاني ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي من المتفجرات التي جعلت من مواطنيها «صيداً» لمخلفات الحروب المتنوعة، من ألغام وقنابل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مئات من المهاجرين المحتجزين بمركز «بئر الغنم» في غرب ليبيا سبتمبر الماضي (جهاز مكافحة الهجرة)

مصير غامض يواجه مئات المهاجرين المحتجزين غرب ليبيا

تتحدث منظمات دولية ومحلية عن أن معظم مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا «تخضع لسيطرة جماعات مسلحة منتهكة وغير خاضعة للمساءلة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المشير خليفة حفتر مع وفد ترهونة في الثاني من نوفمبر 2025 (الجيش الوطني الليبي)

اتهامات لمسلحين في طرابلس بخطف مواطنين من ترهونة بعد لقائهم حفتر

قالت حكومة أسامة حماد في شرق ليبيا إن القبض على عدد من مواطني ترهونة، بعد لقائهم خليفة حفتر في بنغازي، يمثل نهجاً للمجموعات المسلحة المدعومة من حكومة «الوحدة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مستقبلاً المبعوثة الأممية هانا تيتيه في القاهرة الاثنين (الخارجية المصرية)

مصر تحضّ الأطراف الليبية على «الانخراط الجاد» في العملية السياسية

أكدت مصر أهمية المضي قدماً في تنفيذ ركائز «خريطة الطريق» الأممية، وفي مقدمتها تشكيل حكومة جديدة موحدة تتولى الإعداد لإجراء الانتخابات العامة المتزامنة.

جمال جوهر (القاهرة)

خلاف علني عنيف بين رئيس «مجلس النواب» الليبي ونائبيه

جلسة سابقة لاجتماع مجلس النواب الليبي برئاسة النويري ودومة في غياب صالح (مجلس النواب)
جلسة سابقة لاجتماع مجلس النواب الليبي برئاسة النويري ودومة في غياب صالح (مجلس النواب)
TT

خلاف علني عنيف بين رئيس «مجلس النواب» الليبي ونائبيه

جلسة سابقة لاجتماع مجلس النواب الليبي برئاسة النويري ودومة في غياب صالح (مجلس النواب)
جلسة سابقة لاجتماع مجلس النواب الليبي برئاسة النويري ودومة في غياب صالح (مجلس النواب)

اشتعلت حرب بيانات وتلاسن علني بين عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي ونائبيه الأول والثاني، ما ينذر بتفاقم الخلاف، وسط تأكيد المبعوثة الأممية هانا تيتيه على ضرورة وجود عملية سياسية «تحافظ على استقرار ووحدة البلاد».

وفي مؤشر على عمق التوترات داخل المجلس، رد رئيسه صالح، على مطالبة نائبيه الأول فوزي النويري، والثاني مصباح دومة، «بعدم الانفراد باتخاذ القرارات المتعلقة بالمناصب الخاضعة لاختصاص المجلس»، بتصريح وصف فيه هذه المطالبة بأنها «تحفظ ولا يُعتد بها» عبر تأشيرة مقتضبة تحمل توقيعه ونشرتها وسائل إعلام محلية.

وأكد مصدر برلماني مقرب من صالح، صحة هذه التأشيرة، لكنه امتنع عن التعليق على تصاعد النزاع المكتوم بين صالح ونائبيه، بعدما انفجر إلى العلن مؤخراً بسبب مطالبتهما بالالتزام بآليات جماعية، وإلغاء أي قرارات فردية صدرت خارج إطار المجلس.

ونقلت تقارير محلية رد النائبين النويري ودومة على تأشيرة صالح، حيث عدّا أن «هذا النوع من التأشيرات يُستعمل عندما يكون الموضوع متعلقاً بمزرعتكم الخاصة أو أحد ممتلكاتكم الشخصية»، في إشارة ساخرة إلى محاولة تهميش مطالبهما بوصفها أمراً شخصياً لا يمس اختصاصات المجلس.

ويعزز هذا التلاسن العلني، الذي تحول بحسب مراقبين إلى «حرب بيانات» بين صالح ونائبيه، المخاوف من تفاقم الشقاق داخل المجلس، وسط تحركات برلمانية واسعة، بما في ذلك توقيع نحو 70 نائباً على طلب تنحية صالح. إلا أن تأجيل المجلس مناقشة تعديل المادة المتعلقة برئاسة المجلس الشهر الماضي، سمح لصالح بالبقاء في منصبه مؤقتاً.

يأتي ذلك فيما نفى «مجلس حكماء وأعيان بني وليد» شمال غربي ليبيا، علاقته بلقاء المشير حفتر مؤخراً في مدينة بنغازي بشرق البلاد مع من وصفهم بـ«أشخاص ينتحلون صفة الأعيان»، موضحاً أن «أي طرف آخر يدعي تمثيله للمجلس، غير معتمد قانونياً أو اجتماعياً»، وهدّد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتورطين.

وقال بيان للمجلس برئاسة جبريل القائدي، إنه يعبر عما وصفه بالصوت «الوطني الحر الرافض لحكم العسكر والعائلة، بعيداً عن تقديس الأشخاص وبيانات الولاء والطاعة».

ورغم هذه التطورات، أكدت هانا تيتيه رئيسة بعثة الأمم المتحدة مجدداً عقب لقائها، مساء الاثنين، في القاهرة بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري على ضرورة «وجود عملية سياسية تحافظ على استقرار ووحدة ليبيا، وتؤدي إلى إجراء انتخابات ذات مصداقية»، كما شكرت «استمرار دعم مصر لعمل الأمم المتحدة».

قصف زوارة

وفي تصعيد أمني جديد في غرب ليبيا، أعلنت سرية «إسناد حرس وأمن السواحل» تعرض ميناء زوارة البحري لقصف جوي جديد يعتقد أنه تم بواسطة «طائرات مسيّرة تابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة».

وقال بيان مقتضب للسرية، الثلاثاء، إن الهجوم امتد إلى منطقة أبو كماش المجاورة، لكنها لم توضح أي تفاصيل عن حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الهجوم، الذي يعد الأحدث من نوعه.

ويمثل هذا القصف، امتداداً لحملة جوية بدأت الجمعة الماضي، حيث قالت وسائل إعلام موالية لحكومة «الوحدة» إن وزارتها للدفاع شنت غارات على قوارب «مشتبه بها في تهريب المهاجرين غير الشرعيين في ميناء زوارة» .

الدبيبة خلال اجتماع الجمعية العامة لشركة الكهرباء بطرابلس الثلاثاء (حكومة الوحدة)

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، أو أجهزتها الأمنية والعسكرية على هذه التقارير، بينما تحدثت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا»، عن إصابة بليغة لصياد مصري يدعى يحيى محمد عبد العزيز (20 عاماً) جراء استهداف قاربه بطائرة مسيرة، بالإضافة إلى سقوط ثلاثة ضحايا آخري؛ سودانيين وتونسي.

ولا يزال المصاب المصري يتلقى العلاج في مصحة خاصة بزوارة، وسط مطالبات بتحقيق عاجل من مكتب النائب العام.

وتعد مدينة زوارة الواقعة على الساحل المتوسطي الغربي لليبيا، على بُعد حوالي 110 كيلومترات غرب طرابلس وقرب الحدود التونسية، من أبرز المواني الصغيرة المستخدمة في الصيد البحري والتجارة المحلية، بينما تقع أبو كماش، وهي بلدة ساحلية قريبة من زوارة على بعد نحو 50 كيلومتراً، شرقها، وتشرف عليها قوات «حرس السواحل» التابعة للحكومة.


البرهان يبحث مع وزير الخارجية المصري تطورات الأوضاع في السودان

رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بورتسودان (موقع المجلس على «فيسبوك»)
رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بورتسودان (موقع المجلس على «فيسبوك»)
TT

البرهان يبحث مع وزير الخارجية المصري تطورات الأوضاع في السودان

رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بورتسودان (موقع المجلس على «فيسبوك»)
رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بورتسودان (موقع المجلس على «فيسبوك»)

التقى رئيس مجلس «السيادة الانتقالي» القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، في بورتسودان، وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان.

ونقل وزير الخارجية المصري لرئيس المجلس السيادي «رسالة دعم وتضامن من شقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي»، مؤكداً موقف مصر المبدئي الداعم لوحدة وسيادة السودان، والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني الشقيق.

وأعرب البرهان عن شكره وتقديره لمصر، حكومةً وشعباً، لوقوفها مع السودان في كل المحافل الإقليمية والدولية، وحرصها على سلامة وأمن واستقرار السودان وسيادته. كما أكد توفر الإرادة لدى البلدين لدفع مجالات التعاون المشتركة في المجالات كافة، وفق إعلام مجلس السيادة.

وقال وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، مضيفاً: «تحدثنا عن المصير المشترك الذي يجمع بين البلدين، فيما يتعلق بالأمن المائي، بعدّهما دولتي مصب لنهر النيل».

وزير الخارجية المصري في تصريحات صحافية عقب لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني في بورتسودان الثلاثاء (موقع المجلس على «فيسبوك»)

وتابع: «هناك تطابق في مواقف البلدين فيما يرتبط بالأمن المائي و(مياه النيل) بعدّها قضية وجودية للبلدين الشقيقين».

وقال عبد العاطي: «استمعت إلى شرح من رئيس مجلس السيادة عن الأوضاع الميدانية والإنسانية على الأرض».

وأكد أن بلاده تقف بقوة مع وحدة السودان ودعم مؤسساته الوطنية، ومن بينها القوات المسلحة.

وذكر عبد العاطي أن زيارته الرابعة للسودان منذ تقلده منصب وزير الخارجية تعكس عمق العلاقات بين البلدين وحرص الرئيس السيسي على متابعة الأوضاع في السودان، والعمل على ترقية وتطوير العلاقات الثنائية بما يحقق مصلحة شعبي وادي النيل.

وكان وزير الخارجية المصري قد زار بورتسودان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتقى حينها رئيس مجلس السيادة، وناقشا مبادرة «الرباعية الدولية» بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان.

وفي الشهر نفسه اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني والرئيس المصري على أهمية «الآلية الرباعية»، التي تضم السعودية ومصر، والإمارات، والولايات المتحدة، بعدّها «مظلة للسعي إلى تسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب بالسودان».

وطرحتِ «الرباعية» في أغسطس (آب) الماضي خريطة طريق، دعت فيها إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة لبدء عملية سياسية وتشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر.


تدريبات على إزالة الألغام ومخلفات الحروب في العاصمة الليبية

جانب من المشاركين في دورة إزالة الألغام بغرب ليبيا (إدارة التوجيه المعنوي لقوات الوحدة)
جانب من المشاركين في دورة إزالة الألغام بغرب ليبيا (إدارة التوجيه المعنوي لقوات الوحدة)
TT

تدريبات على إزالة الألغام ومخلفات الحروب في العاصمة الليبية

جانب من المشاركين في دورة إزالة الألغام بغرب ليبيا (إدارة التوجيه المعنوي لقوات الوحدة)
جانب من المشاركين في دورة إزالة الألغام بغرب ليبيا (إدارة التوجيه المعنوي لقوات الوحدة)

أنهى عدد من الفنيين العسكريين بغرب ليبيا دورة تدريبية على إزالة الألغام ومخلفات الحروب، في وقت تعمل فيه الأمم المتحدة على مشاركة الأجهزة الأمنية المحلية، في «تدمير المخلفات المتفجرة بشكل آمن».

فريق أممي يشارك في التخلص من الألغام في غرب ليبيا 25 أكتوبر الماضي (البعثة)

وقالت «إدارة التوجيه المعنوي» بالقوات التابعة لغرب ليبيا، الثلاثاء، إن الدورة التي انعقدت في طرابلس خلال اليومين الماضيين، نظمها «المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب» بالتعاون مع «مركز جنيف الدولي للأغراض الإنسانية».

وذكرت الإدارة أن الدورة استهدفت «تحقيق الكفاءة والفاعلية والأمان، وتوضيح المسؤوليات والالتزامات التعاقدية، ومراقبة القياس، ورفع مستوى تنمية القدرات».

وشهدت ليبيا منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي انشقاقات عسكرية وأمنية فتحت «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الأعوام التي تلت رحيله، «صيداً» لمخلفات الحروب المتنوعة، من ألغام و«قنابل موقوتة» مزروعة في الطرقات والأراضي المهجورة؛ ما أوقع قتلى وجرحى.

تعمل «أونماس» على توعية الأطفال بمخاطر الألغام (UNMAS Libya)

وأشارت «إدارة التوجيه المعنوي» إلى أن الدورة التدريبية شارك فيها أيضاً ممثلون عن «مبادرة 5+5 دفاع»، التي تشمل ليبيا والجزائر والمغرب وتونس وإيطاليا وإسبانيا، إلى جانب مشاركة الإدارة الهندسية العسكرية وعدد من المنظمات المحلية والدولية.

ونوهت بأن الدورة «تهدف لتعزيز نهج مشترك ومنسق، وتقديم التوجيهات، والرجوع إلى المنظمات والمواصفات الدولية عند القيام بالتخلص من مخلفات الحرب».

وكان فريق دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، التابع لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، قد رافق المركز الليبي في «تطبيق إجراءات ضمان الجودة على عملية التدمير الآمن لِطُنَّيْنِ من مخلفات الحرب»، نفذها شركاء دوليون ومحليون في منطقة الكراريم بمصراتة.

وقالت فاطمة زريق، مديرة برنامج دائرة الأعمال المتعلقة بالألغام في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: «شعرنا بالارتياح، لا سيما أن عمليات التطهير والتخلص الآمن من مخلفات الحرب المتفجرة تسهم في تقليل المخاطر، ودعم المجتمعات للعيش في بيئة أكثر أماناً».

حملة توعية بمخاطر الألغام (UNMAS Libya)

كما نفذت «دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام»، و«المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب»، زيارة «ضبط جودة» في موقع حادث انفجار مخزن الذخيرة في مصراتة الذي وقع في 31 أغسطس (آب) الماضي، حيث جرى حينها «تنفيذ أعمال التطهير ضمن مشروع ممول من الحكومة الإيطالية».

ويهدف المشروع إلى تقليص التهديد الذي تمثله الذخائر غير المنفجرة، وحماية المدنيين في ليبيا، و«تعزيز القدرات الوطنية في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام»، وهي عناصر أساسية في تعزيز السلام المستدام والاستقرار، وضمان الملكية الليبية لهذا القطاع، بحسب البعثة الأممية.