تونس: توظيف «الذكاء الاصطناعي» في مكافحة الإرهاب والمخدرات

بطاقات إيداع واتهامات جديدة لسياسيين ورجال أعمال بارزين

مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)
مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)
TT

تونس: توظيف «الذكاء الاصطناعي» في مكافحة الإرهاب والمخدرات

مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)
مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)

أسفر مؤتمر قادة أجهزة الإعلام الأمني العرب الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب عن قرارات أمنية سياسية عديدة، أهمها حث الدول العربية على القيام بخطوات استباقية ووقائية وحملات لمكافحة ترويج المخدرات ومقولات المجموعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة عبر وسائل الإعلام الحديثة والإلكترونية والفضائية.

ياسين الشنوفي المرشح السابق للرئاسة التونسية (تونس)

وأوصى المؤتمرون بـ«التوظيف الناجع» للتقدم التكنولوجي الدولي في قطاعات الإعلام الإلكتروني والمواقع الاجتماعية وآليات «الذكاء الاصطناعي».

ونوه الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان بالمناسبة، كون هذا المؤتمر الأمني رفيع المستوى كان مناسبة عرضت خلالها ورقات أمنية وعلميّة معمقة وتوصيات عملية قدمها مسؤولون كبار في وزارات الداخلية وتكنولوجيا الاتصال مع خبراء وكوادر من اتحاد إذاعات الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعتين لجامعة الدول العربية.

«توظيف الذكاء الاصطناعي»

وحذر قادة الشرطة والأمن المسؤولون عن قطاع الإعلام في وزارات الداخلية العربية بالمناسبة من استفحال توظيف «الذكاء الاصطناعي» و«الإعلام الإلكتروني» و«وسائل الاتصال الحديثة» من قبل المجموعات المختصة في الجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع في البشر والمخدرات والممنوعات، أو من قبل المنخرطين في عصابات الإرهاب والعنف.

وطالب البيان الختامي للمؤتمر الأمني العربي من أجهزة الأمن ومؤسسات الإعلام الأمني العربية بمضاعفة جهودها وتنسيقها مع وسائل الإعلام، وخاصة مع اتحاد إذاعات الدول العربية وشركائه الدوليين، ومع مؤسسات التحكم في الأقمار الاصطناعية والبث التلفزيوني والإذاعي؛ بهدف «إنجاح استراتيجيات الوقاية من المخدرات والإرهاب»، و«مخططات مكافحة التهريب والجريمة المنظمة»، وإجهاض ما يبثه «القراصنة والمورطون في الجرائم الإلكترونية».

شبكات دولية للتهريب والمخدرات

في الأثناء كشفت مصادر رسمية أمنية وقضائية ومحامون تونسيون عن سلسلة من القرارات والإجراءات ضد مجموعات وقع الكشف عن تورطها مع «شبكات دولية لتهريب المخدرات» بين دول أوروبية وعربية مع استخدام تونس بلد عبور وترويج ثانوياً.

في هذا السياق أعلنت المصادر نفسها عن توجيه «ضربة موجعة لمافيا المخدرات» في محافظة بن عروس الصناعية، جنوبي تونس العاصمة، وعن تفكيك شبكتين دوليتين وحجز كميات ضخمة من «الحشيش» و«الزطلة» والأقراص المخدرة من نوع «إكستازي».

وجاءت هذه العملية الأمنية بعد أسابيع قليلة من إعلان مصالح الأمن التونسية عن توقيفات وحجوزات شملت تونسيين وأجانب أعضاء في «أكبر عصابة تهريب دولية للمخدرات والأقراص الممنوعة» اكتُشفت في تاريخ البلاد. وأوضحت المصادر نفسها أن قوات الأمن ضبطت عند هذه الشبكة الإجرامية الدولية أكثر من مليون قرص مخدر خطير من نوع «إكستازي» وعشرات ملايين الدولارات وتجهيزات تهريب مختلفة.

الإعلامي علي اللافي حكم عليه بـ8 أعوام سجناً بتهمة إرهابية (صورة متداولة)

توقيفات ومحاكمات جديدة

في الوقت نفسه، كشفت مصادر أمنية وقضائية وإعلامية عن إصدار بطاقات إيداع وقرارات جديدة للإحالة على التحقيق على المحاكم شملت شخصيات سياسية سابقة بينها المرشح السابق للرئاسيات رجل الأعمال ياسين الشنوفي والوزير والبرلماني السابق ورجل الأعمال المهدي بن غربية.

كما أثيرت قضايا عدلية جديدة ضد عدد من البرلمانيين والسياسيين والوزراء السابقين ورجال الأعمال المحالين منذ مدة حضورياً وغيابياً بتهم «الفساد وسوء التصرف المالي والإداري» و«التآمر على أمن الدولة» و«التورط في جرائم إرهابية» و«إخفاء متهم بالإرهاب» و«الثلب» و«الإساءة إلى موظف عمومي» و«ارتكاب أمر موحش» و«تحريض السكان بعضهم على بعض»... إلخ.

في هذا السياق أعيد عرض المحامية عبير موسي على القضاء بسبب شكوى قديمة رفعتها ضدها الهيئة العليا للانتخابات، وفتحت قضايا جديدة ضد الإعلاميين الموقوفين أو المحالين في حالة سراح بينهم مراد الزغيدي وبرهان بسيس وسنية الدهماني.

رفض مطالب الإفراج

وصدر حكم ابتدائي بسجن الإعلامي والناشط السياسي السابق علي اللافي 8 أعوام بعد إحالته في قضية أمنية.

كما صدر حكم غيابي بالسجن لمدة 48 عاماً ضد الناشط السياسي السابق المحسوب على حزب «النهضة» مصطفى خذر، الذي سبق أن أوقف في العشرية الماضية وسجن لمدة 5 أعوام بتهمة «تهريب وثائق سرية من وزارة الداخلية» وتشكيل «تنظيم سري».

بلحسن الطرابلسي الشقيق الأكبر لأرملة الرئيس الأسبق بن علي (إعلام تونسي)

وشملت المحاكمات الجديدة شخصيات وقيادات من عدة أحزاب ومجموعات سياسية ورجال أعمال وسياسيين بارزين كانوا في الصفوف الأولى في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بينهم بلحسن الطرابلسي الشقيق الأكبر لأرملة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، الذي صدر ضده حكم غيابي بسجنه 16 عاماً في «قضايا فساد».

وشملت المحاكمات أيضاً موظفين ومسؤولين في مؤسسات مالية وإدارية عمومية، بينها صندوق التأمين على المرض وبنك الإسكان. وصدرت ضد بعضهم أحكام بالسجن لفترات تصل إلى 6 أعوام.

وأعلن محامون عن رفض السلطات القضائية المطالب التي تقدموا بها للإفراج عن عدد من الموقوفين بينهم الكاتب العام السابق لنقابة قوات الأمن الداخلي، موقوف بتهم «الفساد المالي»، وعشرات من السياسيين والبرلمانيين ورجال الأعمال الذين صدرت ضدهم قبل أسابيع أحكام بالسجن تراوحت بين 4 و66 عاماً سجناً استأنف بعضها ممثلو النيابة العمومية وفريق الدفاع.


مقالات ذات صلة

برلين: لا نخطط لاستعادة مقاتلي «داعش» الألمان المعتقلين في سوريا

أوروبا عناصر من وكالة مكافحة الإرهاب الألمانية (أرشيفية - متداولة)

برلين: لا نخطط لاستعادة مقاتلي «داعش» الألمان المعتقلين في سوريا

أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، الاثنين، أن برلين «ليست لديها خطط» لاستعادة مواطنيها الذين يقبعون داخل مراكز الاحتجاز في سوريا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا اقتيد الطبيب السوري المتهم (يمين) إلى قاعة المحكمة برفقة محاميه أسامة العجي للنطق بالحكم يُتهم المتهم بتعذيب وقتل سجناء في مستشفى عسكري وسجن للمخابرات العسكرية في سوريا عامي 2011 و2012 (د.ب.أ)

السجن المؤبد لطبيب سوري في ألمانيا بتهمة التعذيب

قضت محكمة ألمانية بسجن طبيب سوري مدى الحياة بتهمة التعذيب وارتكاب جرائم حرب في وطنه سوريا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )
آسيا قُتلت نجمة «تيك توك» الباكستانية سناء يوسف بالرصاص في منزلها (متداولة)

جريمة قتل إحدى نجمات «تيك توك» في باكستان تثير مخاوف مواطناتها

منذ أن اطّلعت سُنينة بخاري على آلاف التعليقات التي تبرر جريمة قتل إحدى نجمات «تيك توك» في بلدها باكستان، بدأت تفكّر في الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
الولايات المتحدة​ تم تنكيس الأعلام بعد أن قتل رجل الديمقراطية ميليسا هورتمان عضوة مجلس النواب بعد إطلاق النار عليها وزوجها مارك خارج مبنى الكابيتول بولاية مينيسوتا في سانت بول مينيسوتا في 14 يونيو 2025 (رويترز)

العنف السياسي بالولايات المتحدة... مشهد يتكرر كحوادث إطلاق النار في المدارس

توالت بيانات الصدمة والتعازي بشكل مخيف السبت الماضي، بعد اغتيال نائبة في ولاية مينيسوتا وزوجها، ومحاولة اغتيال نائب آخر وزوجته في حادثتين منفصلتين.

«الشرق الأوسط» (وشنطن)
أفريقيا صورة تعبيرية لمسلحين في نيجيريا (متداولة)

مسلحون يقتلون 100 شخص في هجوم بوسط نيجيريا

قالت منظمة العفو الدولية إن ما لا يقل عن مائة شخص قتلوا في هجوم شنه مسلحون على قرية يليواتا في ولاية بينو بوسط نيجيريا.


تحالف «صمود» يؤكد استحالة الحل العسكري في السودان


حمدوك يتوسط قيادات مدنية خلال مؤتمر سابق في لندن (الشرق الأوسط)
حمدوك يتوسط قيادات مدنية خلال مؤتمر سابق في لندن (الشرق الأوسط)
TT

تحالف «صمود» يؤكد استحالة الحل العسكري في السودان


حمدوك يتوسط قيادات مدنية خلال مؤتمر سابق في لندن (الشرق الأوسط)
حمدوك يتوسط قيادات مدنية خلال مؤتمر سابق في لندن (الشرق الأوسط)

دعا التحالف المدني الديمقراطي (صمود) في السودان، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إلى الوقف الفوري للحرب عبر التفاوض، مؤكداً استحالة الحلول العسكرية، وجدد دعوته إلى تفكيك نظام «الإنقاذ» السابق الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع عمر البشير، وأيضاً حظر حزبه «المؤتمر الوطني»، وإعادة بناء وهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية، وتكوين حكومة مدنية انتقالية تحكم البلاد لمدة خمس سنوات، وتعد لانتخابات حرة نزيهة. كما وعد التحالف بتقديم رؤيته للقوى السياسية والمدنية للتشاور حول مشروع وطني متوافق عليه.

وأعلن «صمود» إكمال إعداد وثيقة رؤية سياسية لإنهاء الحروب واستعادة تأسيس الدولة المدنية، معلناً عزمه على تقديمها للقوى السياسية والمجموعات النسوية والشبابية والمدنية كافة، من أجل التوافق على رؤية موحدة تُخرج البلاد من أزماتها.

وجاء في الوثيقة، التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أنّ النزاع في السودان لا يمكن حله عسكرياً مهما طال أمده، وأنّ الخيار الوحيد لوضع حدٍّ للمعاناة وحفظ وحدة البلاد يتمثل في الإنهاء الفوري للحرب، وإطلاق عملية سلام شاملة ذات مصداقية يقودها السودانيون، تؤدي إلى حل سياسي يعالج جذور الأزمة، بمحاورها الإنسانية ووقف إطلاق النار، وابتداع مسار سياسي مدني.

وتوقعت «صمود» أن تفضي العملية المزمع إطلاقها إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتوقيع اتفاق سلام شامل، والانتقال إلى ترتيبات دستورية انتقالية تقوم على توافق عريض، وتستعيد «ثورة ديسمبر» في مسار الانتقال المدني الديمقراطي، وإعادة بناء وتأسيس منظومة أمنية وعسكرية موحدة، مهنية، وقومية، لا تتدخل في السياسة والاقتصاد.

بناء نظام عدالة

نازحون سودانيون في مخيم تديره «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» ببلدة القلابات السودانية الحدودية مع إثيوبيا خلال نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وشدّدت الوثيقة على أهمية بناء نظام عدالة، يحاسب الانتهاكات وينصف الضحايا، وتشكيل سلطة مدنية انتقالية بصلاحيات كاملة لتصفية آثار الحرب، وإعادة الإعمار، وقيادة البلاد إلى انتخابات ديمقراطية نزيهة. وبحسب الرؤية، فإنّ العملية السلمية يجب أن تستند إلى معايير واضحة، وأطراف معروفة ومحددة، تتمثل في القوى السياسية، وحركات الكفاح المسلح، والمجتمع المدني، والمهنيين، والنقابات، ولجان المقاومة، على أن تكون مدعومة ببُعد شعبي يشارك فيه أصحاب المصلحة.

وأكدت الوثيقة على رفض أي مساعٍ لما سمّته «إغراق العملية السياسية بواجهات مصنوعة ومزيّفة»، كما رفضت مكافأة حزب «المؤتمر الوطني» والحركة الإسلامية وواجهاتهما على إشعال الحرب والعمل على استمرارها، مؤكدة وجوب محاسبتهما. ووضعت الرؤية توصيفاً لمستويات الحكم الانتقالي بأن يكون «اتحادي، إقليمي، محلي»، يدير البلاد خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تنتهي بانتخابات عامة، تعقبها فترة تأسيسية ثانية مدتها خمس سنوات تقودها الحكومة المنتخبة.

وتتمثل مهام الحكومة الانتقالية في استدامة وقف إطلاق النار، وتنفيذ ترتيبات أمنية تشمل بناء وتأسيس المنظومة الأمنية والعسكرية، وجمع السلاح، وفرض سيادة حكم القانون، وتحقيق الاستجابة الإنسانية، وإعمار ما دمرته الحرب، وإطلاق عملية عدالة انتقالية ومصالحة وطنية، تتضمن كشف الحقائق، ومحاسبة الجناة، وجبر الضرر، وضمان عدم الإفلات من العقاب، والنهوض بالاقتصاد الوطني، ووقف تدهوره، ومكافحة الفساد.

وتشمل مهام الانتقال، وفقاً للرؤية، إصلاح مؤسسات الدولة المدنية والقضائية، وضمان استقلاليتها وكفاءتها، وتفكيك أدوات القمع، ومواجهة ما ترتّب على انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وتهيئة المناخ للحوار الوطني الجاد، وصياغة دستور دائم يعكس تطلعات المواطنين في دولة مدنية ديمقراطية.

تفكيك نظام البشير

الرئيس السابق عمر البشير في القفص أثناء محاكمته بعد إطاحته في 2019 (فيسبوك)

وشددت الرؤية على تفكيك نظام البشير، وحظر النشاط السياسي لحزب المؤتمر الوطني «المحلول» وواجهاته، وحظر تمثيله في مؤسسات الحكم والمفوضيات، ومنع إعادة تسجيله أو تسجيل جمعياته ومنظماته وواجهاته، على أن تؤول أمواله وأسهمه، سواء المسجلة باسمه أو بأسماء أي من واجهاته، إلى وزارة المالية.

وتعمل حكومة الانتقال على إعداد البلاد لإقامة انتخابات حرة نزيهة، من خلال إنشاء مفوضية انتخابات مستقلة، وإعداد سجل انتخابي شفاف، وضمان الحريات السياسية والإعلامية، وتعزيز الحوار مع المجتمع الدولي عبر سياسة خارجية متوازنة تستطيع حشد الدعم الإقليمي والدولي لصالح السلام والتحول المدني.

ونصّت الرؤية على أسس ومبادئ لإنهاء الحروب، وإعادة تأسيس الدولة السودانية، وتحقيق وحدة البلاد وسيادتها على أراضيها ومواردها ومجالها الجوي والبحري، وأن يكون الشعب مصدر السلطات خلال المرحلة الانتقالية، دون مشاركة العسكريين في الحكم، وبناء دولة مدنية، تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان والمعتقدات، وتعتمد المواطنة أساساً للحقوق والواجبات دون تمييز ديني، أو جهوي، أو اجتماعي، أو اقتصادي، أو بسبب الإعاقة.

كما حددت الرؤية شكل الحكم بـ«نظام فيدرالي» يعترف بحقوق الأقاليم في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والثقافية، وضمان حقوقها في المشاركة العادلة في جميع مستويات السلطة، مع اعتماد مبدأ التقاسم العادل للموارد، بما يحقق التوازن، ويستجيب للتنوع والمظالم التاريخية، ويكرّس العدالة والمساواة والحكم الرشيد، ويؤسس لمنظومة أمنية وعسكرية مبنية على الأسس المهنية القومية والمعايير الدولية، وتحقق استقلالية مؤسسات الدولة.

سياسة خارجية متوازنة

رئيس الوزراء السوداني الجديد يؤدي اليمين الدستورية أمام البرهان (سونا)

وخارجياً، دعت الوثيقة إلى انتهاج سياسة خارجية متوازنة، تراعي مصالح البلاد، وتدعم السلم والأمن الإقليمي والدولي، وتنأى عن التدخل في شؤون الغير، وتقوم على مبدأ حسن الجوار، وتحارب الإرهاب والتطرف والجرائم العابرة للحدود، والهجرة غير الشرعية.

ووصفت الرؤية الحرب بأنها «حرب وجودية» تهدد وحدة البلاد وتفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة، وقد تسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشيرة إلى أنها تهدف في جوهرها إلى «تصفية ثورة ديسمبر»/كانون الأول، وقطع الطريق أمام أي مسار لتحول مدني ديمقراطي يحقق أهداف الثورة في الحرية والسلام والعدالة.

وأوضحت أنّ ضرورة وقف القتال تكمن في اعتماد حلول سلمية مستدامة تعالج أسباب الحروب وتضمد آثارها، وتستعيد نهضة البلاد عبر مشروع جامع يستكمل مسار التغيير، ويؤسس لدولة العدل والمواطنة والديمقراطية. وأكد تحالف «صمود» رفضه ترك البلاد رهينة للفوضى والتشظي، مشيراً إلى أنه سيخوض «المعركة المصيرية» بطرح رؤيته بصفتها إطاراً سياسياً استراتيجياً للقوى السياسية والمجتمعية.