«الخصومة السياسية»... تهمة تطول النشطاء وأسرهم في ليبيا

جهاز الاستخبارات تبرَّأ من «تهم أُلحقت به» بعد اعتقال شقيق القماطي

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)
TT
20

«الخصومة السياسية»... تهمة تطول النشطاء وأسرهم في ليبيا

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

أرغمت الخلافات السياسة ومشاكلها في ليبيا عدداً من النشطاء على الإقامة في المهجر؛ خوفاً من الاعتقال أو التصفية، في ظل اتساع عمليات المطاردة وخطف أقرانهم، التي قد تطول في بعض الأحيان أسرهم أيضاً.

ويشكّل توقيف النشطاء على خلفيات تتعلق بـ«الخصومة السياسية» ظاهرة ملموسة في ليبيا؛ ما يعمّق مخاوف المجتمع المدني، ويزيد من حجم الانتهاكات الحقوقية.

* تنديد باعتقال القماطي

قال الناشط السياسي، حسام القماطي، إن شقيقه محمد، الذي يعمل مهندساً في قطاع النفط، اعتُقل من منزله في تاجوراء فجر الاثنين الماضي، متهماً لطفي الحراري، رئيس جهاز الأمن الداخلي بطرابلس.

وأثار اعتقال القماطي ردود فعل واسعة في المجتمع الليبي، وسط تنديد حقوقي واسع بفكرة اللجوء إلى ورقة الخطف للمساومة السياسية.

وحسام القماطي معارض ليبي يقيم في السويد، ويواصل التدوين والنشر عن وقائع فساد تتعلق بالسلطة والمسؤولين في البلاد.

ورصدت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» بليبيـا، خطف القماطي من منزله من قِبل مسلحين تابعين لـ«كتيبة أسود تاجوراء» التابعة للمخابرات العامة؛ «وذلك على خلفية النشاط السياسي لشقيقة حسام»، مشيرة إلى أن مصيره لا يزال مجهولاً حتى الآن.

وأعربت المؤسسة الوطنية عن «شديد إدانتها واستنكارها» حيال «استمرار حوادث الاحتجاز التعسفي خارج نطاق القانون والاختطاف والإخفاء القسري، التي تُمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وخروجاً صريحاً عن القانون». وطالبت وزارة الداخلية ومكتب النائب العام بالعمل على فتح تحقيق شامل في ملابسات وظروف الواقعة، واستجلاء ظروفها وكشف ملابساتها.

* إخفاء النشطاء

يرى قانوني ليبي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخصومة السياسية» في خضم الفوضى التي تعيشها ليبيا «تشكّل خطراً على كل النشطاء السياسيين»، وقال موضحاً: «لدينا أكثر من 15 ناشطاً تم إخفاؤهم أو تصفيتهم في مختلف أنحاء ليبيا؛ كما تم الإضرار بأسرهم».

ويكشف القانوني الليبي، الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، عن أن «الكثير من الخصوم السياسيين يلجأون لعمليات إجرامية في مواجهة معارضيهم، والضغط عليهم، ويتضمن ذلك التهديد المباشر لعائلاتهم»، مبرزاً أن الخصومة السياسية كانت بارزة وأسلوباً شائعاً في ليبيا خلال الـ14 عاماً الماضية في ظل الفوضى التي تعانيها البلاد».

محمد شقيق الناشط السياسي حسام القماطي (متداولة)
محمد شقيق الناشط السياسي حسام القماطي (متداولة)

من جهته، عدّ الصحافي الليبي، علي المحمود، خطف شقيق حسام القماطي «أكبر دليل على معاناة الصحافي والناشط، سواء في الداخل أو الخارج، من تضييق على عمله».

بدوره، قال محمد المبشر، الرئيس السابق لمجلس أعيان ليبيا للمصالحة، إن تقييد حرية القماطي من دون مسوغ قانوني واضح «أمر مُدان ومستهجن من الجميع، ويستدعي توضيحاً من الجهات الرسمية»، عادّاً أن «سيادة القانون وحماية الحقوق والحريات هما أساس العدل والاستقرار».

وشدد المبشر على أهمية احترام الإجراءات القانونية في أي عملية توقيف أو تحقيق، مع ضمان حقوق الأفراد وكرامتهم، لافتاً إلى أن «بناء دولة القانون يتطلب التزام الجميع بمبادئ العدالة، وتجنب أي إجراءات قد تثير قلق الناس، أو تؤجج التوتر وتشعل الفتن».

وقال الناشط القماطي إن «خطف الأقارب للضغط على أصحاب الرأي من أحقر الجرائم؛ ويجب أن نقف جميعاً ضدها، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا».

وفي مواجهة اتهامات طالت جهاز المخابرات الليبية، برئاسة حسن العائب، في غرب البلاد، أدان الأخير واستنكر ما أسماه «عمليات الخطف الممنهجة والإخفاء القسري للمواطنين»، مشيراً إلى «أنها تُستخدم أداةً من أدوات الإساءة لأجهزة أمنية عريقة، تعنى بأمن الوطن والمواطن، وإلصاق التهم بها؛ بعد أن بدأت هذه الأجهزة تستعيد عافيتها وتقف في مواجهة التحديات الأمنية؛ ومن بينها جهاز المخابرات».

وسبق أن تحدثت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيـا عن مصير مجهول يواجه أربعة أشقاء من عائلة المهدي الأجدل، بعد اعتقالهم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من طرف عناصر «الكتيبة 55 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان بغرب ليبيا «دونما أي أساس ومسوغ».

من جانبه، انتقد الإعلامي الليبي، خليل الحاسي، خطف شقيق القماطي، وقال إن «العصابات التي تختطف الدولة الليبية ومؤسساتها وصلت إلى مستويات خطيرة للغاية، بعد نجاحها في قمع الشعب بأكمله في الداخل، حيث اتجهت بكل وقاحة إلى استهداف عائلات وأسر الصحافيين والمعارضين في الخارج».

ودعا جهاز الاستخبارات مكتب النائب العام، بصفته الأمين على الدعوى العمومية والمسؤول عن حرية أبناء المجتمع وسلامتهم، إلى «فتح تحقيق شامل في وقائع خطف المواطنين، والضرب بيد القانون على من سوَّلت له نفسه المساس بحرية المواطنين وحياتهم».

وانتهت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، مذكرة بأن «ممارسة أعمال الاختطاف والإخفاء القسري، والاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون باتت واضحة بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع؛ ما يستدعي التصدي لهذه الجرائم».


مقالات ذات صلة

البعثة الأممية تدعو قادة ليبيا إلى تعزيز «قيم المصالحة والتسامح»

شمال افريقيا الاجتماع الأمني الموسع لنجل صدام في سبها (الجيش الوطني الليبي)

البعثة الأممية تدعو قادة ليبيا إلى تعزيز «قيم المصالحة والتسامح»

وسط دعوات أممية لتعزيز الاستقرار في ليبيا شهد الجنوب تحركاً عسكرياً مفاجئاً لصدام حفتر نجل قائد «الجيش الوطني» خليفة حفتر عقب محاولة اغتيال مسؤول أمني بارز.

خالد محمود (القاهرة )
خاص مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف (الشرق الأوسط)

خاص بوشناف: نجاح المبادرة الأممية في ليبيا مرهون بالدعم الدولي

قال مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف إن «المجتمع الدولي الذي تدخل لدعم إسقاط النظام السابق يتوجب عليه بذل جهود لإنهاء الصراع السياسي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال حضوره إعلان دار الإفتاء التابعة لحكومته حول مطلع هلال شوال (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يدخل على خط المطالبات الدولية بوقف «الاعتقالات التعسفية»

قال رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إن «العدل هو أساس الحكم، والكرامة الإنسانية لا تتجزأ ولا تؤجل ولا تخضع لأي حسابات أو مساومات».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

السلطات الأمنية في غرب ليبيا تعلن تفكيك «تنظيم إرهابي»

أعلن جهاز الأمن الداخلي في غرب ليبيا أنه تمكن من تفكيك «تنظيم إرهابي محظور» كان يخطط لتنفيذ سلسلة من «العمليات التخريبية» وسعى للحصول على دعم خارجي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا مهاجرون جرى توقيفهم في شرق ليبيا بانتظار تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة (جهاز البحث الجنائي)

دعوات في ليبيا إلى التصدي لـ«مهربي البشر» وتقديمهم للعدالة

تجددت في ليبيا المطالب بالتصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية وكشف هويات المتورطين في الاتجار بالبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: كيف يدعم الرفض الشعبي لـ«التهجير» موقف القاهرة ضد خطة ترمب؟

لافتات لرفض التهجير ودعم السيسي خلال صلاة العيد بالقليوبية (الهيئة العامة للاستعلامات)
لافتات لرفض التهجير ودعم السيسي خلال صلاة العيد بالقليوبية (الهيئة العامة للاستعلامات)
TT
20

مصر: كيف يدعم الرفض الشعبي لـ«التهجير» موقف القاهرة ضد خطة ترمب؟

لافتات لرفض التهجير ودعم السيسي خلال صلاة العيد بالقليوبية (الهيئة العامة للاستعلامات)
لافتات لرفض التهجير ودعم السيسي خلال صلاة العيد بالقليوبية (الهيئة العامة للاستعلامات)

عززت مظاهرات شعبية في مصر، خرجت عقب صلاة عيد الفطر، الاثنين، موقف القاهرة الرسمي الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين، حين تحولت ساحات مكتظة بالمصلين، مظاهرات تندد بـ«جرائم الاحتلال»، وتحذّر من «تصفية القضية الفلسطينية»، وسط احتفاء رسمي بالمشهد الذي بدا «دعماً قوياً للموقف الرسمي المصري في مواجهة مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب»، حسب خبراء ومراقبين.

وهذه ليست أول فعالية شعبية تعلن رفض التهجير؛ إذ سبق وشاركت أحزاب وشخصيات عامة و«ائتلاف القبائل» في مظاهرة لرفضه أمام معبر رفح في 31 يناير (كانون الثاني) الماضي، بخلاف الكثير من القوافل الشعبية التي خرجت من مدن وقرى عدة محملة بالمساعدات الإنسانية ورسائل رفض التهجير على مدار الأشهر الماضية، لكن فعالية الاثنين تُعد الأكبر.

نساء مصريات من محافظة البحيرة يعلِنّ رفض التهجير (الهيئة العامة للاستعلامات)
نساء مصريات من محافظة البحيرة يعلِنّ رفض التهجير (الهيئة العامة للاستعلامات)

وحرصت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر على الإشارة إلى أن هذه «الحشود» ضمت «ملايين»، على الرغم من أن التظاهر مقيد في مصر بشروط حددها القانون، أولها الحصول على إذن مسبق من الأمن قبل تنظيم أي مظاهرة.

ورأت هيئة الاستعلامات أن الحشود «تعيد تأكيد أصالة الموقف المصري الشعبي وصلابته تجاه القضية الفلسطينية، وتناغمه الكامل مع المواقف الحاسمة التي تبنتها وأعلنتها قيادته السياسية منذ بدء العدوان على غزة».

وقالت في بيان، إن «ملايين من المصريين احتشدوا في وقفات تضامنية عقب أدائهم صلاة عيد الفطر، وشملت هذه الحشود الغالبية الكبيرة من الساحات المخصصة لتلك الصلاة، وعددها على مستوى الجمهورية 6240 ساحة بجميع المحافظات».

وظهرت الكثير من اللافتات لرفض التهجير ودعم غزة والتنديد بالعدوان خلال المظاهرة، تحملها نساء وأطفال ورجال. وعدّ مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا أحمد حسن، المظاهرة «رسالة جديدة لتأكيد ما هو معلوم سلفاً من رفض التهجير واعتباره قضية أمن قومي».

ومنذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي اقترح ترمب استقبال مصر والأردن فلسطينيين بعد تهجيرهم من غزة، قبل أن تبدأ سلسلةٌ من الرفضين المصري والعربي.

وأمام إصرار ترمب، تدفع السلطات المصرية بأن رفض التهجير ليس فقط موقفاً سياسياً يخصها، بل شعبي يصعب تجاوزه. فقد سبق وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض الحكومة والشعب مخطط التهجير، قائلاً في 29 يناير، إن التهجير مرفوض على مستوى الرأي العام المصري والعربي والعالمي، مشيراً إلى أنه «لو طلبت من المصريين ذلك (قبول التهجير)، سيخرج كله (يتظاهر) ويقول لي لا، لا تشارك في ظلم، ترحيل الشعب الفلسطيني عن أرضه هو ظلم لا نشارك فيه».

آلاف المصريين يتظاهرون لدعم غزة من ساحة مسجد مصطفى محمود بالجيزة (الهيئة العامة للاستعلامات)
آلاف المصريين يتظاهرون لدعم غزة من ساحة مسجد مصطفى محمود بالجيزة (الهيئة العامة للاستعلامات)

ويرى حسن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن قوة هذه الرسالة تكمن في «عفويتها»؛ إذ «تعبر عن مكنون حالة الاستياء والرفض والغضب الشعبي المصري للانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة على مدار أشهر، ومخطط التهجير الذي يُجمع المصريون كافة باختلاف توجهاتهم السياسية على رفضه؛ لما فيه من تصفية للقضية الفلسطينية ومخاطر على الأمن القومي المصري»، موضحاً أن «انتقال الفلسطينيين إلى مصر يعني انتقال المقاومة من غزة إلى الأراضي المصرية؛ ما يجر مصر إلى حرب مع إسرائيل».

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات إن «المئات من المشاركين ألقوا خطباً وكلمات، وردد ملايين المحتشدين شعارات وهتافات مدوية، خلال الحشود التي استمرت لساعات عدة بعد انتهاء صلاة عيد الفطر».

وعددت الهيئة الـ«رسائل السياسية المباشرة التي لا تحتمل اللبس من هذه الحشود؛ أولها الدعم الكامل للقيادة السياسية في كل مواقفها الثابتة الرافضة للعدوان الدموي على غزة، وثانيها، الرفض الكامل والمستمر من الشعب المصري لمخططات تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد، الأحد، الإشارة إلى تمسكهم بتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير الفلسطينيين خارج غزة. وسبق وأعلنت إسرائيل إنشاء وكالة لإدارة «المغادرة الطوعية» للفلسطينيين من قطاع غزة في فبراير (شباط) الماضي.

أعلام فلسطين ترفرف في دمياط لرفض التهجير (الهيئة العامة للاستعلامات)
أعلام فلسطين ترفرف في دمياط لرفض التهجير (الهيئة العامة للاستعلامات)

من جانبه، قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، النائب إبراهيم المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن الموقف الشعبي أظهر ارتباطه ودعمه للقيادة السياسية والتفافه حولها في مساندة الفلسطينيين ورفض التهجير، مؤكداً أن تلك الرسالة تدعم الموقف الرسمي في مواجهة هذا المخطط، وتصل إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتضمنت الرسائل الشعبية أيضاً «الإدانة التامة لحرب الإبادة على قطاع غزة، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مواقف سريعة حاسمة ضدها، والرفض القاطع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية (...) والمطالبة بالوقف الفوري والتام والنهائي لإطلاق النار»، حسب بيان الهيئة العامة للاستعلامات.

واستثارت هذه الوقفات الاحتجاجية الكثير من الأحزاب في مصر للتذكير بالموقف الرافض للتهجير والإشادة بـ«الاصطفاف المصري خلف القيادة السياسية» في هذه القضية.

وقال حزب «الجبهة الوطنية» في بيان إن «وحدة الصف الوطني والتفاف الشعب حول قيادته هو الضامن الأساسي للحفاظ على مصالح الوطن وأمنه القومي، ويعكس تلاحم المصريين في مواجهة أي تحديات قد تمس سيادة الوطن أو حقوق أشقائنا العرب».

وشدد رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، فريد زهران، في تصريحات تلفزيونية، على أهمية هذه الوقفات، قائلاً: «علينا أن نصطف معاً، كل قوى الشعب المصري؛ شبابه وشيوخه ونسائه ورجاله وكل قواه الوطنية في مواجهة هذا الخطر».

وتأتي الرسالة الجماهيرية بالتزامن مع مواصلة الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، حيث أصدر أوامر بإخلاء معظم المناطق في مدينة رفح جنوب القطاع، ضمن عملياته العسكرية التي استأنفها 18 الشهر الحالي.