الدبيبة يحمّل البرلمان الليبي مسؤولية «غياب» القوانين اللازمة للانتخابات

تزامناً مع اشتباكات غرب طرابلس وإغلاق معبر وازن الحدودي

الدبيبة في ملتقى ضباط جهاز دعم المناطق بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة في ملتقى ضباط جهاز دعم المناطق بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
TT
20

الدبيبة يحمّل البرلمان الليبي مسؤولية «غياب» القوانين اللازمة للانتخابات

الدبيبة في ملتقى ضباط جهاز دعم المناطق بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة في ملتقى ضباط جهاز دعم المناطق بطرابلس (حكومة «الوحدة»)

جدّد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، اتهامه مجلس النواب بالمسؤولية عن غياب «قوانين انتخابية توافقية وعادلة»، وعدّها «العائق الحقيقي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية» المؤجلة.

وحمّل الدبيبة، في كلمة ألقاها مساء الاثنين في العاصمة طرابلس، لدى حضوره الملتقى الثاني لضباط جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق، المسؤولية الكاملة لعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وأعضائه، باعتباره الجهة المخولة بإصدار هذه التشريعات، واتهمه بالفشل في «توفير الأساس القانوني اللازم، رغم إشرافه المباشر على المفوضية العليا للانتخابات»، وهي الجهة الفنية المخولة بالعملية الانتخابية.

ورأى الدبيبة أن «البيئة الأمنية ليست العائق الأول والأخير أمام إجراء الانتخابات»، وعدّ أن «نجاح أجهزة وزارة الداخلية في تأمين الانتخابات البلدية في 58 بلدية يعد دليلاً ملموساً على استعداد الدولة لإجراء أي استحقاق انتخابي، بما في ذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية». موضحاً أن العائق الحقيقي أمام إجراء هذه الانتخابات هو «غياب قوانين انتخابية توافقية وعادلة، والواقع الميداني يعكس التقدم الملحوظ في أداء الأجهزة الأمنية، وقدرتها على حفظ الأمن والاستقرار».

وشدّد الدبيبة، الذي رقّى بعض الضباط تقديراً لتفانيهم في أداء واجبهم، على أن ليبيا تمضي بخطى ثابتة نحو بناء مؤسسات أمنية مهنية، قادرة على حماية الدولة والمواطن، مؤكداً استمرار الحكومة في دعم جهاز الشرطة وتطويره، ورفض أي حملات تشويه تستهدفه، وقال إن الشرطة تحمي القيم والأخلاق المجتمعية، ولا تحارب الجريمة فقط.

وتزامناً مع حديث الدبيبة، اندلعت اشتباكات وتبادل لإطلاق نار بين مجموعات مسلحة بمنطقة أبوصرة في مدينة الزاوية، التي تبعد 45 كيلومتراً، غرب العاصمة طرابلس، مع سماع دوي انفجار بعد محاولة فاشلة لاستهداف رئيس جهاز المباحث الجنائية، حاتم الغائب.

كما رصدت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة لميليشيات مسلحة تفرق المتظاهرين على الطريق الساحلي في مدينة تاورغاء، للمطالبة بوضع مطبات مرورية، بعد وفاة 5 أشخاص نتيجة حادث مروري، حيث أغلق بعض الأهالي الطريق الساحلي بالمدينة؛ احتجاجاً على ما عدّوه إهمال السلطات، وعدم موافقتها على صيانة الطريق. وقالت إن مواطنين من صرمان أغلقوا الطريق الساحلي بالإطارات المحروقة، بعد احتجاز عميد البلدية من قبل النائب العام.

في غضون ذلك، قالت هانا تيتيه، رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، إنها قدّمت اليوم (الثلاثاء) في تونس، للقائم بأعمال سفارة الصين، ليو جيان، إحاطة حول العملية السياسية، مع التركيز على عمل اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة الأممية، مؤكدة استمرار المشاورات مع الأطراف الليبية والإقليمية والدولية، بهدف التوصل إلى توافق في الآراء يدفع العملية السياسية إلى الأمام.

ونقلت تيتيه عن سفيرة كندا، إيزابيل سافارد، تعهدها باستمرار دعم كندا للبعثة وجهود الممثلة الخاصة لتجاوز الانسداد السياسي، ودعم البلاد في إجراء انتخابات عامة.

وكانت تيتيه قد قدّمت لوزير الخارجية التونسي، محمد علي النفطي، تقييماً للوضع الليبي، وعرضت تحديثاً حول عمل اللجنة الاستشارية، كما أطلعته على جولاتها في ليبيا وزياراتها الأخيرة إلى مصر والجزائر وتركيا. ونقلت عن النفطي اهتمام تونس باستقرار ليبيا، وتعهده باستمرار دعم الجهود الأممية لتجاوز الانسداد السياسي.

صورة وزّعها الحداد للقائه مع الملحق العسكري البريطاني
صورة وزّعها الحداد للقائه مع الملحق العسكري البريطاني

بموازاة ذلك، قال محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، إنه بحث مع الملحق العسكري البريطاني آفاق التعاون المشترك، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية والأمنية بين البلدين.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»، مساء الاثنين، ضبط عدد من المركبات الليبية المُجهَّزة بخزانات إضافية غير قانونية لتهريب الوقود عبر منفذ رأس جدير البري مع تونس، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.

وتعهدت الوزارة مواصلة جهودها لمنع أي محاولات لتهريب الوقود، وحماية مقدرات البلاد، فيما بثّت إدارة إنفاذ القانون المكلفة تأمين المنفذ، مساء الاثنين أيضاً، لقطات لتوثيق سير العمل الأمني داخله.

بدوره، أعلن مصطفى عبد الكبير، رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان، الإفراج عن الليبيين المحالين لجلسة محاكمة في تونس، ما يعنى انتهاء الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى إفراج ليبيا عن الدفعة الأخيرة من الموقوفين التونسيين. وقال نشطاء ليبيون إن تونس أطلقت أيضاً سراح نجل عميد بلدية الزاوية، بعد احتجازه رفقة آخر لعدة أشهر.

في المقابل، أفادت تقارير بإغلاق معبر وازن الحدودي مع تونس، احتجاجاً على اعتقال السلطات التونسية لمواطن ليبي ينتمي إلى مدينة نالوت.


مقالات ذات صلة

ليبيا: البعثة الأممية تدعو لحماية المؤسسات الرقابية من «نفوذ» الميليشيات

شمال افريقيا خوري عقب اجتماع قيادات ديوان المحاسبة الليبي في تونس (البعثة الأممية لدى ليبيا)

ليبيا: البعثة الأممية تدعو لحماية المؤسسات الرقابية من «نفوذ» الميليشيات

دعت ستيفاني خوري نائبة المبعوثة الأممية إلى «ضرورة حماية مؤسسات الرقابة من التدخلات السياسية، ونفوذ الجماعات المسلحة حتى تتمكن من أداء مهامها بفاعلية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المركز الإعلامي لرئيس المجلس)

«النواب» الليبي يصعّد بمواجهة «الوحدة» ويتهمها بـ«تسييس» ملف الطاقة

انتقد عيسى العريبي، رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الليبي، إرسال حكومة الدبيبة وفداً إلى واشنطن، «على الرغم من بقائها كسلطة أمر واقع ما يقارب 4 سنوات».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا استعراض عدد من المهاجرين تم ضبطهم في أودية صحراوية جنوب غربي ليبيا (الإدارة العامة للعمليات بغرب ليبيا)

السلطات الليبية تعتقل 262 مهاجراً قبل إبحارهم نحو أوروبا

تمكنت السلطات الأمنية بشرق ليبيا من «تحرير» 34 مهاجراً من قبضة عصابة تمتهن «الاتجار بالبشر»، فيما ضُبط 262 آخرون قبل هروبهم إلى الشواطئ الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي في بنغازي (الصفحة الرسمية للمجلس)

انقسام حول «مبادرة» لإعادة النازحين إلى ديارهم بشرق ليبيا

تواصلت لجنة المصالحة في مجلس النواب، في وقت سابق من الشهر الحالي، مع نازحين من مدن بنغازي وأجدابيا ودرنة، وطلبت منهم تقديم طلبات لتسوية أوضاعهم.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماعه بالحداد والزوبي (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي الليبي» يدفع مجدداً لتوحيد المؤسسة العسكرية

قال المجلس الرئاسي الليبي إنه ناقش «الخطط المتعلقة بتشكيل القوة العسكرية المشتركة، وتقييم النتائج التي تحققت حتى الآن».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مسيّرات «الدعم السريع» تستهدف عطبرة للمرة الرابعة

فارون من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
فارون من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

مسيّرات «الدعم السريع» تستهدف عطبرة للمرة الرابعة

فارون من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)
فارون من مخيم زمزم للنازحين بعد سقوطه تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» 13 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

لقي 10 مدنيين سودانيين مصرعهم وأصيب 21، وتعطلت محطة كهرباء مدينة عطبرة عن العمل، وانقطع التيار الكهربائي عن ولايتَي نهر النيل والبحر الأحمر، جراء هجوم بالطائرات المسيّرة انطلق من مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، هو الرابع من نوعه الذي يستهدف المدينة الواقعة بولاية نهر النيل.

وقالت النيابة العامة السودانية في بيان على صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك»، إن «(قوات الدعم السريع) شنت هجوماً بالطائرات المسيّرة، استهدف موقعاً مدنياً أدى لمقتل 10 مواطنين وإصابة 21 بجراح، من بينهم أفراد من أسرتين». ولم تعلق «قوات الدعم السريع» في الحال على الحادث.

وأصدر النائب العام الفاتح محمد طيفور، الذي يزور المدينة، توجيهات بتقييد دعوى جنائية عاجلة ضد مرتكبي الجريمة، تشمل المحرّضين والمشاركين في استهداف المدنيين والأعيان في المدينة، مع التأكيد على تسريع إجراءات تقديم الجناة للعدالة.

بدورها، قالت هيئة الكهرباء السودانية إن مسيّرات «قوات الدعم السريع»، استهدفت للمرة الرابعة محطة عطبرة التحويلية؛ ما أدى لقطع الإمدادات الكهربائية عن ولايتَي نهر النيل والبحر الأحمر، وإن قوات الدفاع المدني والفنيين يعملون على إخماد الحريق وتقييم آثار الاعتداء لوضع المعالجات المطلوبة.

واستهدفت «قوات الدعم السريع» الفترة الماضية عدداً من محطات الكهرباء في السودان، مستخدمة المسيّرات القتالية، وطالت هجماتها محطة كهرباء أم دباكر بولاية النيل الأبيض جنوب البلاد، ومنشآت الكهرباء في سد مروي بشمال البلاد.

وبعد استعادة الجيش السوداني للعاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار، تمركزت «قوات الدعم السريع» بشكل رئيسي في مناطق غرب وجنوب مدينة أم درمان.

وتشهد المنطقة عمليات قتالية متواصلة ومتقطعة، استعاد بموجبها الجيش عدداً من مناطق سيطرة «الدعم السريع»، في حين غادرت أعداد كبيرة من «قوات الدعم السريع» إلى ولايات كردفان ودارفور غرب البلاد.

وتسببت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» المنشقة عنه، في مقتل الآلاف من المدنيين، وتهجير أكثر من 13 مليوناً من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليوناً، والتسبب في كارثة إنسانية عُدّت الأكبر، ووضعت أكثر من نصف سكان البلاد ضمن دائرة المجاعة.

قلق بريطاني

وفي الفاشر، تشهد المدينة هدوءاً حذراً، وذلك بعد الهجوم الذي شنته «قوات الدعم السريع» ليلاً، وقال الجيش السوداني إنه صده، مُلحقاً خسائر كبيرة بالقوات المهاجمة. ويعد الهجوم على الفاشر أول من أمس، هو أول هجوم ليلي تشنه «قوات الدعم السريع» على الفاشر، برغم حصار المدينة وتطويقها من كل الجهات لأكثر من عام.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن أعمال العنف المرتكبة في إقليم دارفور بالسودان «تحمل بصمات تطهير عرقي، وقد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية». ودعا لامي الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» إلى «خفض التصعيد على نحو مُلحّ». وقال في بيان صادر في ساعة متأخرة من مساء الخميس، إن بريطانيا ستواصل «استخدام كلّ السبل المتاحة لنا لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع».

ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني (إكس)
ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني (إكس)

وتسبّب قصف «قوّات الدعم السريع» لمدينة الفاشر المحاصرة، عاصمة ولاية شمال دارفور، في مقتل أكثر من ثلاثين مدنياً وإصابة العشرات، وفق ما أفاد ناشطون يوم الاثنين.

والفاشر هي آخر المدن الكبيرة في منطقة دارفور المترامية التي ما زالت تحت سيطرة الجيش. ووصف لامي التقارير الواردة عن العنف المرتكب في الفاشر ومحيطها بأنها «مروّعة». وذكّر بأن «بريطانيا جمعت الأسبوع الماضي الأسرة الدولية في لندن للمطالبة بإنهاء معاناة الشعب السوداني». غير أن «بعض أعمال العنف المرتكبة في دارفور تحمل بصمات التطهير العرقي، وقد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية»، على ما قال وزير الخارجية البريطاني. ودعا لامي «قوّات الدعم السريع» إلى «رفع الحصار عن الفاشر»، مشدّداً على أن «الأطراف المتحاربة عليها إنهاء هذه المعاناة».

وطالب الجيش السوداني بضمان العبور الآمن للمدنيين الفارين من العنف. وحذّرت وكالات إغاثة دولية من تداعيات هجوم واسع النطاق لـ«قوّات الدعم السريع» على الفاشر؛ ما قد يتسبّب في موجة نزوح كبيرة جديدة. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الوضع بـ«الجحيم على الأرض» بالنسبة إلى نحو 825 ألف طفل في الفاشر ومحيطها.