كيف استنهضت «رؤية 2030» همة السعوديين لصناعة مجدهم الرياضي؟

من ملاعب الأحياء إلى مصانع الأبطال... طموحات تتحقق

دورة الألعاب السعودية أحد المشاريع الرياضية الضخمة لصناعة الأبطال (الشرق الأوسط)
دورة الألعاب السعودية أحد المشاريع الرياضية الضخمة لصناعة الأبطال (الشرق الأوسط)
TT

كيف استنهضت «رؤية 2030» همة السعوديين لصناعة مجدهم الرياضي؟

دورة الألعاب السعودية أحد المشاريع الرياضية الضخمة لصناعة الأبطال (الشرق الأوسط)
دورة الألعاب السعودية أحد المشاريع الرياضية الضخمة لصناعة الأبطال (الشرق الأوسط)

بعد الإعلان التاريخي عن «رؤية 2030»، لم تعد الرياضة في السعودية مجرد نشاط ترفيهي أو منافسة موسمية، بل أصبحت ركيزة مجتمعية متينة تُساهم في بناء الفرد، وتعزيز جودة الحياة، وتشكيل ملامح جيل جديد أكثر وعياً بصحته ونشاطه. هذا التحوّل لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية بدأت مع انطلاق الرؤية التي جعلت من الرياضة أحد مسارات التنمية البشرية والاجتماعية.

لقد بدأت الرياضة تأخذ موقعها بوصفها جزءاً أصيلاً من ثقافة المجتمع السعودي، وهو ما جعل القطاع الرياضي يحظى برؤية توسعية تهدف إلى استغلال طاقات الشباب، وخلق فرص اقتصادية جديدة، وتوفير بنية تحتية رياضية متطورة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت السعودية توسعاً غير مسبوق في دعم القطاع الرياضي. تم إنشاء وتطوير عشرات الأندية، وجرى إطلاق برامج ومبادرات نوعية على مستوى المدارس والجامعات، واستُحدثت دورات تدريبية لصقل مهارات المدربين والمدربات، كما أُطلقت مسابقات محلية ساهمت في اكتشاف وصقل المواهب في مختلف الألعاب.

هذا التوسع الرياضي لم يتوقف عند حدود المستطيل الأخضر أو الصالات المغلقة، بل انعكس بوضوح على أنماط الحياة داخل المجتمع السعودي. فقد أصبح النشاط البدني جزءاً من روتين الحياة اليومية، وشهدت الأحياء حضوراً لافتاً للمساحات المخصصة للمشي والجري وركوب الدراجات، في ظل دعم حكومي واضح لتطوير المرافق العامة.

كما ساهمت هذه النهضة في تحفيز القطاع الخاص على الدخول في استثمارات رياضية، سواء من خلال رعاية الأندية أو تنظيم البطولات أو حتى دعم الأكاديميات الرياضية المتخصصة.

ولم تغفل الدولة أهمية البنية التحتية، فشهدت المدن السعودية تطويراً كبيراً في المنشآت الرياضية، وتأسيس مشاريع ضخمة تهدف إلى جعل المملكة وجهة عالمية للأحداث الرياضية الكبرى. كل ذلك يأتي في ظل دعم لا محدود من القيادة، التي وضعت الرياضة أحد محاور بناء الإنسان السعودي العصري، إلى جانب التعليم والثقافة والصحة.

الملاعب الجديدة في السعودية تشكل أبرز ملامح المستقبل الرياضي (واس)

من الترفيه إلى التوظيف

منذ سنوات قليلة فقط، كان يُنظر إلى الرياضة في المملكة بعدّها نشاطاً ترفيهياً محدود الأثر في التنمية الشاملة. أما اليوم، فقد أصبحت الرياضة أحد أعمدة الاقتصاد الجديد، ومكوّناً رئيساً من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز جودة الحياة.

القطاع الرياضي في المملكة لم يعد مجرد ملعب ومشجعين، بل تحول إلى سوق عمل حقيقية تستوعب آلاف السعوديين والسعوديات في وظائف إدارية وفنية وطبية وتنظيمية. ومن خلال الأندية، والاتحادات، والأكاديميات، وشركات التسويق والرعاية، باتت الرياضة مولّداً للفرص الاقتصادية ورافداً لسوق العمل المحلية.

بحسب الإحصاءات الرسمية، بلغ عدد الموظفين في الأندية الرياضية السعودية أكثر من 5700 موظف حتى عام 2024، في مؤشر واضح على أن الرياضة لم تعد نشاطاً هامشياً، بل صارت رافعة اقتصادية ومهنية حقيقية.

هذا التوسّع المهني لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج استراتيجية طموح تهدف إلى جعل المملكة وجهة رياضية رائدة في المنطقة والعالم. وتمثّل ذلك في استضافة بطولات دولية كبرى، وتكوين بنية تحتية رياضية تنافس الأفضل في العالم، إلى جانب تمكين الكفاءات الوطنية للعمل في جميع التخصصات المرتبطة بالقطاع.

اليوم، السعودية تُصدّر للعالم صورة جديدة: دولة تبني مستقبلاً رياضياً متكاملاً، وتمنح شبابها وظائف، وطموحاً، ومكاناً في المنصات العالمية.

الكرة السعودية تتطلع لجني ثمار الرؤية في المحافل الدولية الكبرى (الشرق الأوسط)

قاعدة رياضية لصناعة الأبطال

في عالم الرياضة، الأبطال لا يُولدون صدفة، بل تُصنع إنجازاتهم في المعسكرات والمدارس والملاعب الجانبية، حيث تبدأ القصة غالباً من «مشروع موهبة» يتطور ليصبح «تاريخاً وطنياً». في السعودية، أدركت الدولة هذا المفهوم مبكراً، فأنشأت بنية تحتية متكاملة لاكتشاف وتدريب المواهب الرياضية، تُعد من الأكبر في المنطقة.

على مستوى الاستعداد المؤسسي، تم إطلاق 11 برنامجاً لتطوير المواهب الرياضية في مختلف الألعاب والفئات العمرية، وتأسيس 16 مركزاً تدريبياً للشباب ضمن برنامج «تكوين»، الذي يُعد حجر الأساس لأي مسار رياضي احترافي مستقبلي.

هذه البرامج لا تكتفي بتدريب المهارات، بل تدمج العلوم الرياضية، واللياقة، والتحليل الذهني والنفسي، وتوفّر كفاءات فنية وإدارية عالية الجودة، لضمان نمو المواهب بشكل متوازن واحترافي.

ولم تتوقف الجهود عند إنشاء المراكز والبرامج، بل شملت أيضاً عمليات مسح ضخمة شملت أكثر من 84 ألف طفل مشارك، في أكثر من 20 مدينة ومحافظة حول المملكة، ما يعكس جدية المشروع واستهدافه الكامل لكل شرائح المجتمع.

ومن بين هذه الآلاف، تم ترشيح 1.110 أطفال بوصفهم مواهب واعدة تخضع الآن لمراحل تأهيل متقدمة، ليكونوا نواة الأبطال الجدد الذين سيحملون اسم المملكة في المستقبل على المستويات القارية والدولية.

هذه القاعدة التي بُنيت ليست فقط لأجل المنافسات، بل لأجل مستقبل إنساني متكامل. فكل طفل يُكتشف، وكل موهبة تُصقل، تمثل استثماراً في رأس المال البشري، وفي هوية وطن يُراهن على شبابه، ويمنحهم كل أدوات التقدّم.

طارق حامدي نجم الكاراتيه السعودي (الشرق الأوسط)

الرياضة في قلب «الرؤية»

في قلب رؤية السعودية 2030، لم تكن الرياضة بنداً جانبياً، بل عنصر استراتيجي ضمن خطة طموح لصناعة مجتمع صحي، واقتصاد متنوع، ومكانة دولية متقدمة. ومن هنا، جاءت برامج دعم الاتحادات الرياضية، وتطوير التميز الرياضي، لتشكل الأساس لنقلة نوعية غير مسبوقة.

وأتاحت استراتيجية التميز للسعودية تسجيل حضور بارز في المحافل الدولية، حيث تمكّنت الكفاءات الوطنية من تحقيق ميداليات وإنجازات عالمية. هذا التقدم لم يكن عشوائياً، بل نتاج لبرامج مركزة استهدفت بناء الأبطال منذ المراحل السنية المبكرة، عبر تمكينهم من الأدوات التدريبية، والعلمية، والدعم المعنوي.

ورافق هذا التوجّه تطوير شامل للبنية التحتية من ملاعب ومرافق رياضية مهيأة ومعتمدة دولياً، إضافة إلى توسيع نطاق المنافسات، ورفع جودة التدريب، وتمكين المدربين الوطنيين.

وكل ذلك تزامن مع تعزيز برامج اكتشاف المواهب، التي لا تكتفي بضم الرياضيين، بل تعمل على صقلهم وتأهيلهم أكاديمياً وبدنياً ومعرفياً، ما يجعل مشروع التميز الرياضي السعودي متكاملاً وشاملاً من الجذور حتى القمم.

ومن خلال هذه المنظومة، لم يعد النجاح الرياضي مجرد حدث عابر، بل أصبح مساراً مستداماً مبنياً على التخطيط، والتقييم، والاستفادة من النماذج العالمية، مع خصوصية تنطلق من هوية المجتمع السعودي وأولوياته.

في السنوات الأخيرة، تحوّلت الرياضة السعودية إلى قصة نجاح عابرة للحدود، مدفوعة بدعم رؤية 2030 التي جعلت من الرياضة أداة تمكين، ومنجزاً وطنياً، ومنصة لرفع راية المملكة في المحافل الدولية.

رحاب يحيى لاعبة البلياردو السعودية (الشرق الأوسط)

سعوديات يصنعن المجد

في سابقة تاريخية، حصدت إحدى الرياضيات السعوديات أول ميدالية آسيوية في منافسات البلياردو (9 كرات)، لتُفتَح بذلك صفحة جديدة في سجل بطولات المرأة.

وعلى صهوة الجواد، أهدى فارس سعودي الوطن ذهبية آسيا في الرماية من على ظهر الخيل، في إنجاز نادر يعكس التفوق المهاري والتقني في الرياضات التراثية.

وفي بطولة الدوري الممتاز الدولي للكاراتيه، حققت السعودية ميدالية ذهبية، إلى جانب ميدالية فضية وثلاث برونزيات، مؤكدة حضورها في واحدة من أصعب الألعاب القتالية.

وفي بطولة IBJJF الدولية للجوجيتسو، عاد الأبطال السعوديون بخمس ميداليات، ذهبية، وفضية، وثلاث برونزيات. وفي غرب آسيا للبلياردو والسنوكر، أحرز السعوديون 7 ميداليات بينها ذهبية، وأربع فضيات، وبرونزيتان.

وسجلت بطولة العالم للملاكمة التايلاندية حضوراً سعودياً لافتاً، إذ نال الأبطال 5 ميداليات (ذهبية، وفضيتين، وبرونزيتين).

كما تحققت ميدالية ذهبية في البطولة الآسيوية للتايكوندو، تعزز موقع المملكة في اللعبة. وفي بطولة العالم لرفع الأثقال، حصد السعوديون 4 ميداليات (3 فضيات، وبرونزية)، مع تحقيق المركز الثاني في الترتيب العام.

وفي بطولة أستراليا المفتوحة للتايكوندو شهدت تتويج السعودية بثلاث ميداليات: ذهبيتين، وبرونزية.

وفي بطولة آسيا لرفع الأثقال للناشئين، حقق الفريق السعودي 10 ميداليات (ذهبية، فضيتان، وسبع برونزيات)، مع المركز الأول في الترتيب العام.

وفاز المنتخب السعودي بلقب بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية (فيفا) في لعبة Rocket League 2024، وهو أول لقب عالمي من نوعه للمملكة في هذا المجال. كما تحقق إنجاز سعودي هو الأول في تاريخ الكاراتيه بتحقيق 7 ميداليات متنوعة في بطولة العالم للناشئين والشباب تحت 21 عامًا في إيطاليا: ذهبية واحدة، فضيتان، و5 برونزيات.

وفي البطولة الآسيوية في فيتنام، فازت المملكة بميدالية ذهبية في التايكوندو. كما أحرزت 3 ميداليات (ذهبيتين وبرونزية) في بطولة أستراليا المفتوحة.

وفي رفع الأثقال أحرز الفريق السعودي 4 ميداليات مع تحقيق المركز الثاني في الترتيب العام (3 فضيات وبرونزية) في بطولة العالم لرفع الأثقال.

وبلغ عدد الميداليات في المنافسات الدولية المذكورة أكثر من 60 ميدالية متنوعة، توزعت على أكثر من 10 ألعاب مختلفة.

واتسعت رقعة المشاركة السعودية من البطولات الآسيوية إلى العالمية، ومن الفئات العمرية الصغيرة إلى النخبة والمحترفين.

وما تحقق خلال الفترة الماضية هو تجسيد حي لرؤية وطنية تنظر إلى الرياضة بوصفها استثماراً استراتيجياً في الإنسان، ومصدراً للفخر الوطني. الميداليات لا تعبّر فقط عن انتصارات لحظية، بل عن منظومة صاعدة تؤمن بالتمكين، والتنافس، والطموح نحو القمة.


مقالات ذات صلة

السلمي: كرة القدم العربية تتطور

رياضة سعودية الدكتور رجاء الله السلمي في حديثه للشرق الأوسط (تصوير: بشير صالح)

السلمي: كرة القدم العربية تتطور

كشف الدكتور رجاء الله السلمي، أمين عام الاتحاد العربي لكرة القدم، عن أن النسخة الحالية من بطولة كأس العرب شهدت تميزاً كبيراً عكس حجم تطور كرة القدم العربية.

فهد العيسى (الدوحة )
رياضة سعودية هيرفي رينارد (الشرق الأوسط)

رينارد: إذا قرروا إقالتي فسوف أغادر… وتفاصيل صغيرة أبعدتنا عن النهائي

شدّد هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، على أهمية التركيز والاحترافية قبل مواجهة الإمارات على المركز الثالث في بطولة كأس العرب.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية عبد الرحمن العبود (الشرق الأوسط)

العبود: كأس العرب لم تُكتب لنا... وسنقاتل أمام الإمارات

أكّد عبد الرحمن العبود، لاعب المنتخب السعودي، جاهزية «الأخضر» لمواجهة منتخب الإمارات في مباراة تحديد المركز الثالث.

فهد العيسى (الدوحة) علي العمري (الدوحة)
رياضة سعودية مراد هوساوي شعر بآلام عضلية حرمته من إكمال التدريبات (المنتخب السعودي)

الأخضر يتأهب لمواجهة الإمارات… وآلام عضلية تداهم مراد

استأنف المنتخب السعودي، مساء اليوم الثلاثاء، تدريباته استعداداً لمواجهة منتخب الإمارات بعد غدٍ الخميس، في مباراة تحديد المركز الثالث ضمن كأس العرب قطر 2025.

فهد العيسى (الدوحة ) علي العمري (الدوحة )
رياضة سعودية بريندان رودجرز (نادي القادسية)

بريندان رودجرز مدرباً للقادسية السعودي حتى 2028

أعلن نادي القادسية السعودي، اليوم الثلاثاء، تعاقده رسمياً مع المدرب الآيرلندي بريندان رودجرز لقيادة الفريق خلفاً للإسباني المقال ميشيل غونزاليس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية: نابولي وميلان يدشنان الصراع على لقب «السوبر الإيطالي»

مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: نابولي وميلان يدشنان الصراع على لقب «السوبر الإيطالي»

مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)

تشهد العاصمة السعودية الرياض، الخميس، انطلاق منافسات بطولة «كأس السوبر الإيطالي» العريقة، في سادس نسخة تستضيفها المملكة بعد واحدة في جدة وأربع في الرياض.

وستشهد النسخة الـ38 مشاركة أربعة من أبرز أندية الكرة الإيطالية، هي نابولي، وإيه سي ميلان، وبولونيا، وإنتر ميلان، في مواجهات حاسمة تجمع نخبة فرق «الكالتشيو». وسيحتضن ملعب «الأول بارك» البطولة الإيطالية في سادس نسخة على أرض المملكة.

وتُفتتح البطولة بمواجهة مرتقبة تجمع نابولي، بطل الدوري الإيطالي للموسم الماضي، بغريمه إيه سي ميلان، حيث يسعى نابولي لتأكيد تفوقه المحلي، فيما يدخل ميلان المواجهة بصفته حامل لقب النسخة الماضية، التي توّج بها في الرياض مطلع العام، ما ينذر بنصف نهائي قوي.

ويستكمل الدور نصف النهائي الجمعة عندما يلتقي بولونيا بطل كأس إيطاليا في أول مشاركة له في البطولة بنظامها الجديد، مع إنتر ميلان وصيف الدوري الإيطالي، في صراع لحجز بطاقة التأهل إلى النهائي المقرر إقامته يوم 22 ديسمبر (كانون الأول)، لتحديد بطل النسخة الحالية.

وجاءت الاستضافة السعودية الأولى لكأس السوبر الإيطالي في عام 2018، بمدينة جدة، وتحديداً ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة)، الذي احتضن المباراة النهائية بين فريقي يوفنتوس وإيه سي ميلان، وكسب فيها «البيانكونيري» اللقب بنتيجة 1-0 بهدف سجله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يلعب ليوفنتوس آنذاك.ولعبت ثاني نسخ كأس السوبر الإيطالي في السعودية عام 2019، حينما استضافت العاصمة الرياض المباراة النهائية بين لاتسيو ويوفنتوس، على أرض ملعب جامعة الملك سعود (الأول بارك حالياً)، والتي تمكن فيها لاتسيو من الفوز باللقب بعد فوزه على يوفنتوس بنتيجة 3-1.

أما ثالث كأس سوبر إيطالية في السعودية، فكانت عام 2022 وجمعت قطبي مدينة ميلانو إيه سي ميلان وغريمه التقليدي إنتر ميلان، وتمكن الأخير من الانتصار بثلاثة أهداف دون مقابل، متوجاً نفسه بالكأس على أرض ملعب مدينة الملك فهد الرياضية في الرياض.

لاعبو نابولي يتلقون الضيافة السعودية (الشرق الأوسط)

وفي رابع نسخ كأس السوبر الإيطالي في السعودية، التي استضافتها الرياض عام 2023، تغير نظام البطولة وبات يشارك فيها 4 فرق لأول مرة، تلعب فيها مباراتا نصف نهائي يتأهل الفائز منهما إلى المباراة النهائية، حيث شاركت فيها أندية فيورنتينا ونابولي وإنتر ميلان ولاتسيو. وتقابل أولاً نابولي وفيورنتينا في نصف النهائي الأول وفاز بالمباراة نابولي بنتيجة 3-0، أما في نصف النهائي الثاني فانتصر كذلك إنتر ميلان بنفس النتيجة على لاتسيو، ليتقابل نابولي وإنتر ميلان في المباراة النهائية التي كسبها «النيراتزوري» بنتيجة 1-0 على ملعب «الأول بارك»، محققاً لقبه الثاني على التوالي في الأراضي السعودية.

وجاءت آخر نسخة في العام الماضي 2024، بمشاركة 4 فرق هي إنتر ميلان، وإيه سي ميلان، ويوفنتوس، وأتالانتا، حيث تقابل في نصف النهائي الأول فريقا إنتر ميلان وأتلانتا، وتمكن الإنتر من الفوز بنتيجة 2-0، أما في نصف النهائي الثاني، فقد تمكن فريق ميلان من إقصاء يوفنتوس بعد أن فاز عليه بنتيجة 2-1، ليتأهل «الروسونيري» للمباراة النهائية، مواجهاً غريمه التقليدي إنتر ميلان، الذي تمكن من الفوز عليه هو الآخر بنتيجة 3-2 متوجاً نفسه بلقب آخر كؤوس السوبر الإيطالية التي لعبت في السعودية، على ملعب «الأول بارك» في الرياض.


بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)

وصف الاسكوتلندي جيمس بيسجروف، الرئيس التنفيذي لنادي القادسية، خطوة التعاقد مع المدرب الشمال آيرلندي بريندان رودغرز بـ«الاستراتيجية والطموحة»، مؤكداً أن الاختيار جاء بعد عملية مفاضلة دقيقة.

وقال بيسجروف، في المؤتمر الصحافي الخاص بتقدم رودجرز مدرباً للقادسية: «نؤمن تماماً بأنها مناسبة مميزة للغاية ومحطة مهمة جداً في مسيرة نادي القادسية. نرحب ببريندان رودغرز مديراً فنياً جديداً للفريق الأول لكرة القدم، بدعم من مساعديه جون كينيدي وجاك ليونز».

وأضاف: «نرى أن التعاقد مع رودغرز يحمل طابعاً استراتيجياً واضحاً، كما نعدّه تعييناً طموحاً للغاية. لقد تحدثنا سابقاً بوصفنا نادياً عن طموحاتنا بأن نكون من الأندية الرائدة في المملكة وعلى مستوى قارة آسيا، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما يعني بطبيعة الحال السعي مع مرور الوقت إلى تحقيق البطولات، والتأهل للمنافسات الآسيوية، ولكن الأمر يتجاوز ذلك أيضاً ليشمل التركيز على تطوير المواهب الشابة، وتنمية قاعدة جماهيرنا، وتعزيز ارتباطنا بالمجتمع».

وأكد: «بالنسبة لطريقة اللعب التي طُرحت علينا من جانب رودغرز، وجدنا أن هذا الأسلوب مناسب للمجموعة الموجودة لدينا، ويتماشى مع الإمكانيات المتوفرة في الفريق».

وتابع: «نحن على قناعة تامة بأن تعيين بريندان يتماشى بشكل كبير مع هذه الرؤية التي تتبناها إدارة النادي ومجلس الإدارة في نادي القادسية. لقد جاء هذا التعيين بعد عملية اختيار دقيقة ومدروسة بعناية، قادها المدير الرياضي للنادي كارلوس أنتون، إلى جانبي، وبالتعاون مع مجلس الإدارة».

وأردف: «أعتقد أننا محظوظون للغاية بالتعاقد مع مدرب يملك هذا القدر من الخبرة، والإنجازات، والسجل الحافل في كرة القدم الأوروبية. لقد أشرف، حسب ما نعلم، على أكثر من 800 مباراة في كرة القدم البريطانية، من بينها نحو 300 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، مع أندية مثل ليفربول، وليستر سيتي، وسوانزي، وسيلتيك، وحقق خلالها ألقاباً عديدة، مع تركيز واضح على تطوير الفرق، والعمل مع اللاعبين منذ المراحل السنية المبكرة وحتى أعلى المستويات».

وبسؤاله عن إقالة الإسباني ميشيل غونزاليس، علق قائلاً: «ما حققه مع القادسية يُعد أمراً استثنائياً، وسيظل دائماً محل تقدير، ولن ينساه الناس. ما قدمه كان عاملاً كبيراً، وكلنا نعرف أن لديه قدرة واضحة على التطوير، وكان بإمكانه أن يقدم الكثير للنادي، وهذا ما تحقق بالفعل، لكن بعد فترة رأينا أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة أعلى واتخاذ خطوة إلى الأمام».

وأتم: «جاء ذلك بعد تشاور مع كارلوس، ومع المسؤولين داخل النادي، حيث كان لهذا التشاور دور كبير في الوصول إلى القرار النهائي، ولذلك قررنا التوقيع مع المدرب رودغرز».


رودغرز: «التحدي» دفعني لقبول تدريب القادسية

مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

رودغرز: «التحدي» دفعني لقبول تدريب القادسية

مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

كشف الآيرلندي الشمالي بريندان رودغرز، المدير الفني الجديد لفريق القادسية، عن طموحه في قيادة الفريق الشرقاوي للفوز بالألقاب، مؤكداً أن حماسه الشخصي والرياضي هو ما دفعه لقبول تحدي القدوم إلى الدوري السعودي للمحترفين.

وقال رودغرز، في المؤتمر الصحافي لتقديمه مدرباً للقادسية خلفا للإسباني المُقال ميشيل غونزاليس: «إنه لشرف كبير أن أوجد هنا اليوم، فبعد رحيلي عن نادي سيلتيك، كانت فكرتي أن أرتاح لفترة، ولكن عندما تحدثت مع إدارة القادسية ورأيت الاستراتيجية والخطة الموضوعة، شعرت بالحماس على الصعيد الشخصي والرياضي لخوض هذا التحدي والقدوم إلى السعودية».

وأضاف مدرب ليفربول وليستر سيتي السابق: «لقد رأيت في النادي تنظيماً عظيماً ومسؤولين رائعين يملكون الطموح، وهذا يمنح النادي أفضلية لتحقيق أشياء مهمة».

وتابع: «ما أعد به هو الجودة في العمل. لدي خبرة 30 عاماً في مهنة التدريب، وهو ما سأحاول تطبيقه في الدوري السعودي. لدي طموح عالٍ مع القادسية لتحقيق الألقاب من خلال نهج اللعب الهجومي».

وأتم: «منهجي وفكرتي عن كرة القدم يمثلان مزيجاً من الكرة الإنجليزية والأوروبية. وإذا تابعتم الفرق التي دربتها خلال مسيرتي، فستلاحظون أفكاري الكروية وما يقدمه لاعبو فرقي من أداء على أعلى مستوى».