«الرئاسي الليبي» يدفع مجدداً لتوحيد المؤسسة العسكرية

دعوات للتظاهر في عدة مدن رفضاً لتوجه «الوحدة» رفع الدعم عن المحروقات

النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماعه بالحداد والزوبي (المجلس الرئاسي)
النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماعه بالحداد والزوبي (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي الليبي» يدفع مجدداً لتوحيد المؤسسة العسكرية

النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماعه بالحداد والزوبي (المجلس الرئاسي)
النائب بالمجلس الرئاسي عبد الله اللافي خلال اجتماعه بالحداد والزوبي (المجلس الرئاسي)

في حين يدفع المجلس الرئاسي الليبي باتجاه العمل على توحيد المؤسسة العسكرية، عبر مناقشة الخطط المتعلقة بتشكيل «القوة العسكرية المشتركة»، أطلع المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وفداً إيطالياً على تطورات الأزمة السياسية، خلال لقاء تطرّق إلى آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية.

وعقد النائب بالمجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، اجتماعاً مع وكيل وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد السلام الزوبي، ورئيس الأركان التابع لـ«الحكومة» الفريق محمد الحداد، أكد فيه ضرورة الحفاظ على أمن البلاد.

اللافي أكد خلال اجتماعه مع وكيل وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية» ضرورة الحفاظ على أمن البلاد (إ.ب.أ)

وقال المجلس الرئاسي، مساء الأربعاء، إن اللقاء تناول آخر المستجدات على الساحة العسكرية، وسير العمليات والإجراءات التنظيمية والإدارية داخل مختلف الوحدات النظامية التابعة للمؤسسة العسكرية، «بما يعكس حرص القيادة العليا على تعزيز الانضباط، والجاهزية الشاملة». موضحاً أنه تم تخصيص جانب من الاجتماع «لمناقشة الخطط المتعلقة بتشكيل القوة العسكرية المشتركة، وتقييم النتائج التي تحققت حتى الآن، في إطار جهود توحيد المؤسسة، وبناء قدرات وطنية متكاملة، قادرة على حماية السيادة الوطنية، ومواجهة التحديات الأمنية بكفاءة واحترافية»، مشيراً إلى أنه تم «تأكيد أهمية التوزيع الجغرافي المتوازن لتلك القوة أيضاً، بما يُحقق التغطية الأمنية الشاملة لمناطق البلاد كافة».

وأوضح المجلس الرئاسي أن هذا الاجتماع يأتي في إطار حرص القائد الأعلى، (الممثل في المجلس الرئاسي)، على متابعة الشأن العسكري بشكل دوري، وتأكيداً على «أهمية التنسيق المستمر بين مكونات المؤسسة العسكرية كافة، لضمان الاستقرار، وتعزيز دور الجيش الليبي، بصفته مؤسسة وطنية موحدة وفاعلة».

وتعمل البعثة الأممية بالتعاون مع أميركا وبريطانيا على مساعدة الليبيين في تشكيل «قوة عسكرية مشتركة»، مكونة من عناصر محددة، على أن تعمل في جميع أنحاء البلاد. وتُشدد على أولويات توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة بين شرق ليبيا وغربها.

وفي هذا السياق أكدت المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، خلال لقاء سابق مع الحداد ضرورة أن تظل قضية توحيد المؤسسة العسكرية «أولويةً للسلطات في جميع أنحاء ليبيا، لأن أمن واستقرار البلاد أمران حاسمان لأي عملية سياسية للمضي قدماً».

في شأن قريب، نظَّمت «شعبة المؤسسات الأمنية»، التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ندوة في مدينة بنغازي ناقشت السلم الأهلي وسُبل تطوير قطاع الأمن في ليبيا، وذلك بحضور ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وشريحة من الشباب.

وقالت البعثة إن الندوة جاءت «ضمن جهودها لتعزيز الحوار المجتمعي، وناقشت عدداً من المحاور المتعلقة بتحقيق السلم المجتمعي، إلى جانب استعراض تجارب دولية ناجحة في هذا المجال»، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية الليبية، وكذا «المبادئ الأساسية لتطوير قطاع الأمن في ليبيا»، واستعراض التحديات التي تواجهه، مع التركيز على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في دعم الاستقرار وبناء الثقة.

حفتر خلال استقباله وفداً إيطالياً في بنغازي (القيادة العامة)

في غضون ذلك، ناقش القائد العام لـ«الجيش الوطني» مع وفد إيطالي آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى بحث سُبل تعزيز التعاون المشترك بين ليبيا وإيطاليا في المجالات الأمنية والاقتصادية، بما يخدم المصالح المشتركة، ويُعزز أمن واستقرار المنطقة، كما شملت المباحثات الأزمة السياسية الليبية.

وتحت عنوان: «ليبيا الموحّدة ستكون أقوى»، أعادت السفارة الأميركية التذكير بزيارة وفد الولايات المتحدة العسكري إلى ليبيا، الذي وصلها بداية الأسبوع الحالي عبر البارجة الحربية «ماونت ويتني»، وأجرى خلالها مباحثات في طرابلس وبنغازي.

وعرضت السفارة ملخصاً لكلمة المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، خلال اللقاء، والذي أكد أن الزيارة استهدفت تجديد التعاون بين الجيش الأميركي والدبلوماسية الأميركية وليبيا، وذلك لدعم استقرارها ووحدتها وسيادتها.

الوفد الإيطالي أثناء زيارته القيادة العامة في الرجمة بشرق ليبيا (القيادة العامة)

والبارجة التي أتت ليبيا، الأحد الماضي، بعد توقفها في تونس، حملت وفداً عسكرياً رفيعاً، ضم قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية «جي تي أندرسون»، ونورلاند، والقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، جيريمي برنت.

يأتي ذلك فيما تشهد بعض مناطق العاصمة الليبية طرابلس احتجاجات، تخللها إغلاق بعض الطرق، وإضرام النار في عجلات السيارات، وذلك على خلفية توجه حكومة «الوحدة الوطنية» لرفع الدعم عن المحروقات. كما ظهرت دعوات شعبية إلى مقاطعة منتجات شركة يمتلكها رجل أعمال ليبي تبنى عملية رفع الدعم.

وتدعو صفحات مناوئة لحكومة الدبيبة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر (الجمعة) في مدن طرابلس ومصرات والزاوية، والخميس وصبراتة والزنتان، وذلك تحت عنوان ما سمته «جمعة الغضب»، بهدف رفض سياسة الحكومة، التي وصفتها بـ«الظالمة»، واستنكرت تلويح الحكومة برفع الدعم، داعية للوقوف صفاً واحداً «من أجل كرامة الشعب الليبي».


مقالات ذات صلة

البعثة الأممية تواصل استطلاع رأي الليبيين حول سبل حلحلة «معضلة» الانتخابات

شمال افريقيا جانب من اجتماعات تيتيه وخوري مع ممثلي المجتمع المحلي في الزنتان ومصراتة (البعثة الأممية)

البعثة الأممية تواصل استطلاع رأي الليبيين حول سبل حلحلة «معضلة» الانتخابات

واصلت البعثة الأممية استطلاع رأى المدن الليبية، بمن في ذلك ممثلو المجتمع المحلي في الزنتان ومصراتة، بشأن توصيات لجنتها الاستشارية لحسم خلافات قوانين الانتخابات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الاحتجاجات العارمة التي شهدتها طرابلس مساء الجمعة للمطالبة برحيل كل الأجسام السياسية (إ.ب.أ)

تصاعد المطالب الغربية بحماية الليبيين والالتزام بوقف إطلاق النار

دعا المجلس الرئاسي الليبي إلى «مواصلة التعبير السلمي الراقي في مختلف المدن، من أجل بناء دولة عصرية تُعبر عن آمال الجميع».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا عقيلة صالح وحماد خلال لقاء سابق (مكتب رئيس مجلس النواب الليبي)

ما مصير حكومة حمّاد في ظل توجه البرلمان الليبي إلى تشكيل «وزاري جديد»؟

بينما يواصل مجلس النواب الليبي مشاوراته لتشكيل «حكومة جديدة»، تساءل سياسيون ومحللون عن مستقبل الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا انتشار كثيف لقوات الأمن داخل طرابلس لمنع أي أحداث عنف أو مواجهات (أ.ب)

ليبيون يتظاهرون للمطالبة برحيل كل «الأجسام السياسية»

وضع حراك سوق الجمعة ما يُشبه خريطة لتحرك المتظاهرين، والطرق التي يسلكونها من المدن الليبية حتى ميدان الشهداء بطرابلس، للمشاركة فيما أطلق عليها «جمعة الخلاص».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

«جرائم قتل غامضة» تتكشّف في العاصمة الليبية بعد مقتل الككلي

تعرض وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية ما أسمته بـ«اعترافات» لمتهم يلقب بـ«الفاكو»، وهو أحد ميليشيا «دعم الاستقرار»، يقرّ فيها بـ«التورط في ارتكاب جرائم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجزائر: قائد ميداني في مكافحة الإرهاب على رأس مديرية الأمن الداخلي

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
TT

الجزائر: قائد ميداني في مكافحة الإرهاب على رأس مديرية الأمن الداخلي

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)

تسلَّم قيادة جهاز الأمن الداخلي الجزائري، اليوم السبت، الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، العائد إلى الخدمة بعد مشاكل مع القضاء، خلفاً للجنرال عبد القادر حداد، الذي قضى 11 شهراً فقط على رأس المخابرات.

وأكد بيان لوزارة الدفاع أن الفريق أول سعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، أشرف على مراسيم تولي آيت وعرابي مهامه الجديدة بمقر المديرية العامة للأمن الداخلي بالعاصمة، خلفاً للعميد حداد. مؤكداً أن التنصيب «كان فرصة سانحة للفريق أول للالتقاء بأطر هذه المديرية، الذين قدم لهم جملة من التعليمات والتوجيهات العملية، لا سيما في مجال السهر على أداء المهام الجسيمة الموكلة لهم، التي تقتضي بذل المزيد من الجهود المثابرة والمخلصة وأدائها على الوجه الأمثل».

مدير الأمن الداخلي المعزول على اليمين (متداولة)

ولم يذكر البيان أي شيء عن أسباب هذا التغيير، ولا عن مصير حداد (56 سنة)، علماً أن خبر عودة آيت وعرابي (73 سنة) إلى الجهاز الأمني جرى تداوله في حسابات ناشطين سياسيين بالإعلام الاجتماعي منذ أيام.

وقاد العميد عبد القادر آيت وعرابي، الشهير بـ«الجنرال حسان»، فصيلاً أمنياً ميدانياً تابعاً لجهاز المخابرات العسكرية بين 1995 و2015، وعرف عنه إشرافه على فريق من الضباط على درجة كبيرة في الفعالية في تنفيذ سياسة مكافحة الإرهاب. وأطلق هذا الفريق عمليات عدة ضد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، وهي أخطر التنظيمات المسلحة، أسفرت عن مقتل واعتقال المئات من أفرادها. ومن ضمن هذا الفريق برز عبد القادر حداد، الشهير بـ«ناصر»، ويقول عارفون بالجهاز الأمني إن حداد كان المساعد الرئيسي لآيت وعرابي في أخطر العمليات الأمنية، التي تمت ضد الجماعات الإرهابية.

عبد القادر حداد قاد الأمن الداخلي لمدة 11 شهراً (متداولة)

لكن رغم المكانة التي وصل إليها آيت وعرابي في المخابرات، اتهمته النيابة العسكرية عام 2015 بـ«عدم احترام التعليمات العسكرية»، و«إتلاف وثائق عسكرية رسمية دون ترخيص»، ودانته محكمة عسكرية بغرب البلاد بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ.

وتعود خلفية القضية إلى عملية اختراق لجماعة متطرفة تنشط بين مالي وليبيا عام 2012، انتهت بمصادرة كميات كبيرة من السلاح بإشراف شخصي من آيت وعرابي ومدير الأمن الداخلي يومها، الفريق محمد مدين الشهير بـ«توفيق». وبحكم أن المحاكمة تمت في جلسة مغلقة، لم تعرف أسباب ملاحقة «الجنرال حسان»، فيما كانت مصادر مطلعة أكدت أن رئيس أركان الجيش الراحل قايد صالح هو مَن حرَّك الدعوى العسكرية ضده، بسبب إخفاء أمر العملية الأمنية عنه. وبعد انتهاء العقوبة أعيدت محاكمة آيت وعرابي، وحصل على البراءة مع «إعادة الاعتبار».

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)

أما حداد فقد غادر البلاد عام 2019، إثر حملة اعتقال أطلقها قايد صالح ضد عدة ضباط محسوبين على مدين وآيت وعرابي، ثم عاد في 2021 وعيَنه رئيس البلاد عبد المجيد تبون مديراً للأمن الداخلي في 2024.

ويأتي هذا التغيير في ظروف سياسية وأمنية دقيقة تواجهها الجزائر، بسبب توتر العلاقات مع مالي إثر إسقاط سلاح الجو الجزائري طائرة مسيَّرة مالية، بداية أبريل (نيسان) الماضي، حيث عدت باماكو الحادثة «إعلان حرب ضدها». وأعلنت النيجر، الجارة الجنوبية للجزائر، وبوركينافاسو تضامنهما مع مالي في هذه الخلاف، الذي ما زال مستمراً.

رئيس الأركان الراحل قايد صالح ومعه قائد الجيش الحالي سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع)

كما يأتي هذا التغيير في ظرف سياسي وأمني حساس تمر به الجزائر، حيث تتواصل الأزمة مع المغرب منذ قطع العلاقات في 2021، في وقت تبقى الحدود مع ليبيا مصدر قلق، بسبب نشاط الجماعات المتطرفة والتهريب والهجرة غير النظامية. وإلى جانب ذلك، تشهد العلاقات الجزائرية - الفرنسية مؤخراً تدهوراً ملحوظاً.