خوري لتدشين «عملية سياسية» جديدة في ليبيا... وساستها يتريثون بالرد

تتضمن تشكيل «لجنة فنية» لمعالجة النقاط الخلافية بقانوني الانتخابات العامة

خوري خلال إلقاء كلمة للشعب الليبي قبل تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي (من مقطع فيديو بثته البعثة)
خوري خلال إلقاء كلمة للشعب الليبي قبل تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي (من مقطع فيديو بثته البعثة)
TT

خوري لتدشين «عملية سياسية» جديدة في ليبيا... وساستها يتريثون بالرد

خوري خلال إلقاء كلمة للشعب الليبي قبل تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي (من مقطع فيديو بثته البعثة)
خوري خلال إلقاء كلمة للشعب الليبي قبل تقديم إحاطة لمجلس الأمن الدولي (من مقطع فيديو بثته البعثة)

أعلنت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، أنها بصدد تدشين «عملية سياسية جديدة» في البلاد، عبر تشكيل «لجنة فنية» مكونة من خبراء ليبيين؛ «لوضع خيارات تفضي إلى معالجة القضايا الخلافية في قانوني الانتخابات في أقصر وقت ممكن، بما في ذلك، ما يجري من اقتراحات من ضمانات وتطمينات في إطار زمني».

والتزمت السلطات الرسمية في ليبيا الصمت، على «مبادرة» خوري، وسط توقع بروز عقبات عديدة في وجه تنفيذها، لا سيما تقاطعها مع اللجنة المُشَكَّلة من مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» (6+6) المعنية بقانون الانتخابات.

وقبل ساعات من إحاطة خوري، أمام مجلس الأمن الدولي، عن «العملية السياسية» بالبلاد، أوضحت، في كلمة لليبيين مساء الأحد، أن اختصاصات هذه اللجنة «ستشمل وضع خيارات لإطار واضح للحوكمة، مع تحديد المحطات الرئيسة والأولويات لحكومة يجري تشكيلها بالتوافق»، مؤكدة التزام البعثة «بإعلاء أصوات الشعب الليبي كي يتمكن من تحديد مستقبله بنفسه».

وتعهدت خوري، بعد مرور 8 أشهر على توليها منصبها، بعمل البعثة «على تيسير ودعم حوار لتوسيع نطاق التوافق على حل مسببات النزاع القائمة منذ وقت طويل»، لافتة، إلى «استهداف مشاركة واسعة من جميع شرائح المجتمع الليبي، بما في ذلك الأحزاب السياسية والنساء والشباب والمكونات الثقافية والقيادات المجتمعية».

كما تعهدت «بمواصلة الدفع بعجلة الإصلاحات الاقتصادية، والمساعدة في تعزيز توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية، ودعم المصالحة الوطنية بمساعدة الشركاء، ودعم وجود توافق دولي لمساندة كل هذه الجهود الليبية».

وقالت خوري، إن «الأهداف الرئيسة للعملية السياسية، التي تيِّسرها البعثة تتمثل في الحفاظ على الاستقرار، ومنع النزاع، وتوحيد مؤسسات الدولة، والدفع بالانتقال نحو إجراء الانتخابات، ومعالجة القضايا الأساسية العالقة منذ وقت طويل»، مشيرة إلى أن هذه العملية «ستحرص على الالتزام بشكل صارم بمبادئ الملكية الوطنية والشمول والشفافية والمساءلة، وسوف تكون عملية تدريجية، ومن أجل الشعب الليبي».

وذكّرت مجدداً، بـ«مخاوف الكثير من الليبيين وقلقهم بشأن حالة البلاد، ومستقبل أطفالهم وعدم استدامة الوضع الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة، واستشراء الفساد والنهب وانحسار الفضاء المدني».

واعتبرت، «أن ما أعاق الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، هو تجذُّر المصالح والقرارات الأحادية التي عمقت وأطالت أمد الأزمة الحالية»، منبهة إلى أن «الاستقرار الهش في البلاد ليس مستداماً في خضم الأزمة الإقليمية المأساوية».

ولفتت إلى أن «مؤسسات ليبيا واقتصادها مثقلان بعبء عقد من الترتيبات الانتقالية، وسوء إدارة الأموال العامة، والترتيبات غير الرسمية التي حافظت على المصالح الخاصة والفئوية على حساب مصالح الشعب الليبي وبناء المؤسسات».

وكانت خوري، قد استبقت إحاطتها لمجلس الأمن، بحضّ ممثلي السلك الدبلوماسي في طرابلس «على مواصلة دعم الشعب الليبي في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين».

وقالت إنها ناقشت مع رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، «الأولوية العاجلة المتمثلة في التوصل إلى توافق بشأن ميزانية موحدة»، مشيرة إلى أنها أطلعته على الخطوات التالية للعملية السياسية قبل إحاطتها لمجلس الأمن.

بدوره، قال نيكولا أورندو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، إن اجتماعاً عُقد بطرابلس للرؤساء المشاركين لمجموعة العمل الاقتصادية لـ«عملية برلين»، ناقش تعزيز الاستقرار الاقتصادي، مع التأكيد «على الحاجة إلى ميزانية موحدة للتخفيف من المخاطر المالية والاقتصادية، والالتزام بمساعدة أصحاب المصلحة الليبيين في معالجة هذه التحديات الملحة».

إلى ذلك، رحَّبت بلدية سرت، باستضافة لقاء تشاوري مرتقب بين أعضاء مجلسي النواب و«الدولة»، وأعلنت في بيان استعدادها لتوفير الإمكانات اللازمة كافة لإنجاح اللقاء، «في إطار تعزيز مبدأ التشاور والتسامح ووحدة الصف بين أبناء الوطن، وتعزيز الاستقرار السياسي في البلاد».

صالح مع السفير الياباني لدى ليبيا (مكتب صالح)

من جهته، بحث رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، في مكتبه ببنغازي، الاثنين، مع السفير الياباني لدى ليبيا شيمورا إيزورو، مستجدات الأوضاع في البلاد على كل الصعد.

ونقل مكتب صالح عن السفير الياباني، «استعداد الشركات في بلاده للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والإعمار، وتعزيز الاستثمار في المجالات الصناعية والتجارية في ليبيا، بالإضافة إلى تقديم عدد من المنح الدراسية للطلاب الليبيين للدراسة في الجامعات اليابانية».

حفتر مستقبلاً السفير الياباني لدى ليبيا (القيادة العامة)

وكان المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، التقى السفير الياباني مساء الأحد في بنغازي، مؤكداً على أهمية دعم جهود البعثة الأممية للدفع بالعملية السياسية نحو تحقيق الاستقرار.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: سوريا بحاجة إلى «تدفق كبير للدعم»

المشرق العربي الأمم المتحدة تقول إن سوريا بحاجة إلى كميات كبيرة من المساعدات بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: سوريا بحاجة إلى «تدفق كبير للدعم»

قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الاثنين إن سوريا بحاجة إلى كميات كبيرة من المساعدات بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي رجل يسير بالقرب من البنك المركزي السوري في دمشق (أ.ف.ب) play-circle 01:35

ما هو قرار مجلس الأمن «2254» للتسوية السياسية في سوريا؟

يجدد القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي في العام 2015 الالتزام «القوي بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أشخاص يمرون أمام المباني المدمَّرة في بلدة جوبر السورية بالغوطة الشرقية على مشارف دمشق (أ.ف.ب)

مبعوث أوروبي يتوجه إلى سوريا للتباحث مع القيادة الجديدة

قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الاثنين، إن مبعوث الكتلة إلى سوريا سيزور دمشق للتحدث مع القيادة الجديدة للبلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع يلتقي المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (قناة القيادة العامة في سوريا عبر تلغرام)

بيدرسن يشدد للشرع على «انتقال سياسي شامل» في سوريا

ناقش أحمد الشرع مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، ضرورة إعادة النظر في خريطة الطريق التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام 2015.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)
محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)
TT

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)
محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)

اتخذت السلطات في غرب ليبيا إجراءات احترازية تحسباً لمنخفض جوي حذر منه «المركز الوطني للأرصاد الجوية»، قد يؤدي إلى سقوط أمطار غزيرة على بعض المناطق يتبعها جريان للأودية، معلنة حالة الطوارئ بجميع مديريات الأمن بالمنطقة تحوطاً من تكرار ما شهدته في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

سيول جارفة ضربت مناطق عدة في شمال غربي ليبيا نهاية أغسطس (مديرية أمن طرابلس)

وقالت وزارة الداخلية بالحكومة، إنه بناء على توقعات «المركز الوطني للأرصاد»، فإن مناطق شمال غربي وجنوب ليبيا ستتأثر بسقوط أمطار متوسطة الشدة على فترات اعتباراً من الاثنين وحتى الثلاثاء، داعية المواطنين إلى توخي الحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق التي تتجمع فيها المياه.

ويأتي هذا التحذير على خلفية «فيضانات» تعرضت لها مناطق بغرب البلاد، وأدت إلى أضرار جسيمة بمدينة ترهونة، ولا سيما المستشفى العام الذي غمرت المياه طابقه الأول.

وأعلنت بلدية ترهونة الاثنين حالة الطوارئ، بعد التقارير الصادرة عن «المركز الوطني للأرصاد» المتضمنة دخول بعض المناطق الغربية منها تحت تأثير حالة عدم الاستقرار الجوي.

وقالت وزارة الداخلية، إنها أعلنت حالة الطوارئ في كافة مديريات الأمن بالتنسيق مع هيئة السلامة الوطنية والأجهزة الأمنية والبلديات والشركات الخدمية بالمناطق لضمان تقديم الدعم اللازم للمواطنين.

وجاء ذلك فيما يشتكي سكان منطقة «أولا أبو عائشة» بغرب البلاد من ازدياد الانجرافات والانهيارات الناتجة عن سريان الأودية وهطول الأمطار، مطالبين السلطات بالتحرك.

وتحدث خبير المياه الهيدروجيولوجي الليبي محمد فضل عن هذه الظاهرة، وقال إن اللجنة الاستشارية للمياه والهيدرولوجيا بالهيئة الليبية للبحث العلمي زاروا هذه المنطقة للمرة الثانية يوم الجمعة الماضي، بعد أن تعرضت المنطقة لهطول أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية تسببت في جريان وادي الهيرة وفروعه في هذه المنطقة.

وأشار إلى أنه تم الوقوف خلال الزيارة على أن «هذه الظاهرة بدأت منذ أكثر من سنة. ولوحظ حدوث تطورات وتغيرات خطيرة بعد سقوط كميات كبيرة من الأمطار على المنطقة»، متحدثاً عما أسماه بـ«التطور الكبير والمخيف» لعدد وحجم ونوعية التشققات و«التي تنذر بعواقب خطيرة في المنطقة».

ونوهت اللجنة إلى أن «الوضع سيتفاقم ويزداد سوءاً، خصوصاً في حالة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة، وهو ما سيكون مصدر تهديد وقلق لحياة بعض الأسر وممتلكاتهم وكذلك الطرق في المنطقة». و«كي لا تزداد الأوضاع سوءاً وتصبح كارثية» دعت اللجنة الجهات المحلية والسياسية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المواطنين وممتلكاتهم في المنطقة المتضررة.