الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

فقدان قطع تاريخية بعضها يعود لآلاف السنين

مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)
مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)
TT

الحكومة السودانية تقود جهوداً لاستعادة آثارها المنهوبة

مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)
مبنى المتحف القومي السوداني في الخرطوم (متداول)

قال مسؤولون سودانيون إن أكثر من 40 ألف قطعة أثرية في المتحف القومي بوسط العاصمة الخرطوم، الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع»، قد تعرضت للنهب والسرقة.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن عدداً من القطع الأثرية بعضها يعود إلى آلاف السنين، يتم عرضها للبيع على مواقع الإنترنت.

وقال وزير الثقافة والإعلام السوداني المكلف، غراهام عبد القادر، إن بلاده خاطبت بصفة رسمية حكومة جمهورية جنوب السودان لإعادة آثار تم تهريبها إليها، كاشفاً عن القبض على سوداني متهم بسرقة مقتنيات تاريخية في الجنوب.

جانب من الفسحة الخارجية للمتحف السوداني (مواقع التواصل)

ونبّه الوزير في مؤتمر صحافي، الخميس، بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد (شرق السودان)، إلى وجود تعاون دولي لاستعادة كل الآثار السودانية التي تعرضت للنهب من «قوات الدعم السريع». وقال: «نقلنا آثاراً من العاصمة الخرطوم وولايات أخرى لضمان عدم تخريبها أو تهريبها خارج البلاد، إلى أماكن آمنة»، لم يكشف عنها.

وأشار إلى أن الحكومة السودانية «عملت على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين 76 موقعاً وصرحاً أثرياً تاريخياً في ولايات نهر النيل والشمالية، وجزء من ولاية الخرطوم».

ونبه إلى أن السرقات «قد لا تتم بواسطة علماء في الآثار»، مشيراً إلى «لصوص على قدر عالٍ من المعرفة والتخصص في تهريب الآثار، وتحديد القطع الأثرية على حسب حجمها وعمرها».

واتهم المسؤول الحكومي الرفيع «قوات الدعم السريع» بتدمير 41 إذاعة وقناة تلفزيونية (حكومية وخاصة)، مقدراً خسائرها بنحو 30 مليون دولار، «كما تعدت أيضاً على37 جامعة حكومية، و95 كلية خاصة في مناطق الحرب».

المتحف السوداني في الخرطوم (متداول)

بدوره قال مدير المتحف القومي للإثنوغرافيا، النذير تيراب، إن المتحف القومي يضم 40 ألف قطعة أثرية، متوقعاً أن تكون قد تعرضت للسرقة والنهب من قِبل «قوات الدعم السريع».

من جانبها، قالت ممثلة النيابة العامة السودانية في المؤتمر الصحافي، روضة إدريس، إن النيابة بصدد مخاطبة الإنتربول الدولي بخصوص الآثار التي تمت سرقتها من المتاحف السودانية، لتكون ضمن قائمة القطع الأثرية المفقود.

وأضافت: «أن ميليشيات (قوات الدعم السريع) قامت بسرقة كثير من الآثار السودانية من المتاحف، وتهريبها إلى الخارج».

وأوضحت «أن عقوبة التعدي على الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أثناء النزاعات المسلحة، هي الإعدام أو السجن المؤبد، لأنها تعد جرائم حرب».


مقالات ذات صلة

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق دهشة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

الذكاء الاصطناعي «نجم» رسوم عمرها 2000 عام في بيرو

تُعدّ خطوط نازكا، التي تعود إلى 2000 عام مضت، رسوم لنباتات وحيوانات، يمكن رؤيتها فقط من السماء. وقد أُعلنت ضمن مواقع التراث العالمي لـ«يونيسكو» عام 1994.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق إطلالة على مدينة طرابلس اللبنانية من أعلى قلعتها الأثرية (الشرق الأوسط)

«جارة القلعة» تروي حكاية طرابلس ذات الألقاب البرّاقة والواقع الباهت

لا يعرف معظم أهالي طرابلس أنها اختيرت عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، لكنهم يحفظون عنها لقب «المدينة الأفقر على حوض المتوسط».

كريستين حبيب (طرابلس)
يوميات الشرق من أعمال التنقيب في موقع زبالا التاريخي المهمّ على درب زبيدة (واس)

السعودية... آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي

العمل قائم على تسجيل مواقع جديدة في القائمة الدولية للتراث العالمي، من أهمها دروب الحج القديمة، لا سيما درب زبيدة، بالإضافة إلى ملفات أخرى تشمل الأنظمة المائية.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد ألمانيا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يذهب لليابان

أبدت مصر استعدادها لتنظيم المزيد من المعارض الأثرية المؤقتة خارج البلاد؛ لتحقيق استفادة مالية من جهة، وللترويج للمعالم الأثرية النادرة بالبلاد من جهة أخرى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
TT

«حرب الجسور» تشل العاصمة السودانية

الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)
الدخان يتصاعد قرب جسر الحلفايا في العاصمة السودانية (أرشيفية -رويترز)

عاش سكان العاصمة السودانية، الخرطوم، شللاً مفاجئاً أمس، فيما قال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش شنّ قصفاً مدفعياً وجوياً لاستعادة العاصمة، هو الأكبر من نوعه منذ بداية الحرب بينه وبين «قوات الدعم السريع». وتركز الصراع، أمس، على 3 جسور استراتيجية في العاصمة المثلثة، هي «الفتيحاب» و«النيل الأبيض» و«الحلفايا».

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، تسيطر «قوات الدعم السريع» بالكامل على مدينة الخرطوم، بما في ذلك المواقع العسكرية والسيادية، وتحاصر مقر القيادة العامة للجيش الواقع شرق المدينة.

وذكر شهود أن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاول الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، فيما ادعى كل من طرفي النزاع أنه تمكن من السيطرة على الجسور.

وقال سكان إن الجيش يقوم بقصف عنيف على منطقتَي الحلفايا وشمبات، في حين يحلق الطيران بكثافة، خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري. كما أظهرت مقاطع فيديو دخاناً أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.