نهر القذافي «الصناعي» يتمدد ليروي عطش مناطق ليبية جديدة

ضمن مشروعات لحكومة الدبيبة في غرب البلاد

فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)
فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)
TT
20

نهر القذافي «الصناعي» يتمدد ليروي عطش مناطق ليبية جديدة

فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)
فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)

وسط أجواء من السعادة التي عمت جموع سكان تاجوراء، وصلت مياه «النهر الصناعي العظيم» إلى المدينة الليبية، الواقعة شرق العاصمة طرابلس، ضمن مبادرة اتخذتها حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، لتوصيل المياه إلى مناطق لم تكن وصلت إليها خلال السنوات الماضية.

وكان الرئيس الراحل معمر القذافي قد أعلن عن تدشين «النهر الصناعي» عام 1984 لنقل المياه الجوفية من الجنوب إلى الشمال، ليصبح بعد قرابة 42 عاماً هو «شريان الحياة الوحيد»، الذي من دونه تتعرض مدن ليبيا للعطش.

وقالت إدارة «جهاز النهر الصناعي»، مساء (الخميس)، إن مياه «النهر الصناعي» تصل للمرة الأولى إلى تاجوراء، بعد افتتاح خزانها الذي يغذي عين زارة وتاجوراء ووادي الربيع.

فنيون بجهاز «النهر الصناعي» في ليبيا يقومون على توصيل خط فرعي (النهر الصناعي)
فنيون بجهاز «النهر الصناعي» في ليبيا يقومون على توصيل خط فرعي (النهر الصناعي)

ومع مرور أكثر من 4 عقود على تدشين النهر الذي لم يسلم من التندر، لا يزال يتمدد باتجاه أقصى الغرب الليبي ليروي عطش باقي المدن.

وسبق لحكومة «الوحدة» خلال العامين الماضيين العمل على توصيل مياه «النهر الصناعي» إلى مدن ككلة والقواليش والزنتان، ضمن خطتها لتوفير مياه الشرب للمدن الجبلية.

وتعود فكرة «النهر الصناعي» عندما اكتشفت شركات عالمية للتنقيب عن النفط عام 1953 مخزوناً كبيراً من المياه الجوفية، وبعد سنوات من مجيء القذافي للحكم تبلورت الفكرة، ليعلن في عام 1984 عن بدء تنفيذ المشروع لنقل المياه عبر أنابيب ضخمة تحت الأرض من عمق الصحراء.

وعند وضع حجر أساس المشروع، قال القذافي إن «النهر العظيم سيفجر ينابيع المياه من قلب الصحراء (السرير وتازربو) من سلسلة رائعة من الآبار، ليتدفق الماء نحو الشمال عبر أنابيب ضخمة، يصل قطرها إلى 4 أمتار في أطول رحلة يقطعها الماء العذب ليقطع مسافة 4 آلاف كيلومتر من منقطة السرير إلى الشمال والشرق والغرب».

وإلى جانب تاجوراء ومدن بغرب ليبيا، أعلن جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق بحكومة «الوحدة»، أنه بدأ تنفيذ مشروع خط تغذية مدينة العزيزية بمياه النهر الصناعي، لافتاً إلى أن هذا الخط يبلغ طوله نحو 2050 متراً من مصدر التغذية إلى خزان تجميع المياه بوسط المدينة.

فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)
فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)

كما أوضح الجهاز أن هذا الخط سينقل قرابة 8 آلاف متر مكعب يومياً، ومنه إلى شبكات المياه الواصلة للمنازل والمرافق الأخرى، لافتاً إلى أنه سيستفيد من المشروع أكثر من 35 ألف مواطن، وأنه من المقرر الانتهاء منه في غضون 4 أشهر.

ومنذ اندلاع «ثورة 17 فبراير (شباط)» عام 2011، لم تتوقف الاعتداءات على «النهر الصناعي» من التشكيلات المسلحة، وأصحاب «المصالح الفئوية»، فضلاً عن تعديات على مساره بإنشاء وصلات غير مشروعة للشرب أو لري الأراضي.

وسبق أن هاجم مسلحون منظومة «النهر الصناعي» في منطقة الحساونة، جنوب العاصمة طرابلس، ومنعوا تدفق المياه إلى مدن الشمال الغربي بشكل كامل، وطالبوا حينها بالإفراج عن قيادي تابع لهم، كان معتقلاً لدى كتيبة «قوة الردع الخاصة».

وأبرز «جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي» أن عشرات الآبار، من بينها بئر مياه بالحقل الشرقي لمنظومة (الحساونة - سهل الجفارة)، تعرضت لأعمال تخريب من قبل مجهولين خلال الفترات السابقة، لافتاً إلى توفير القوات الأمنية لتأمين جميع المواقع، مما سهل على الأطقم الفنية أداء أعمالها في بيئة آمنة.

وفي مطلع عام 2024، وُقع بالعاصمة طرابلس عقد تنفيذ مشروع تزويد مدينة غدامس بمياه «النهر الصناعي»، وذلك بحضور الدبيبة الذي تعهد حينها بتوصيل شبكة مياه النهر إلى مدن ليبيا كافة. وقال الدبيبة إن خطة تنفيذ شبكة المياه ستشمل في مرحلة مقبلة مدن زوارة والزاوية والرحيبات، وأن مشروع تزويد غدامس بالمياه سيتم إنجازه في فترة أقصاها 10 أشهر.


مقالات ذات صلة

«الأعلى للدولة» الليبي يعمّق الانقسام بتنصيب رئيس جديد لـ«المحاسبة»

شمال افريقيا صورة وزعها المجلس الأعلى للدولة لاجتماعه برئاسة تكالة في طرابلس

«الأعلى للدولة» الليبي يعمّق الانقسام بتنصيب رئيس جديد لـ«المحاسبة»

في غياب أي بيان من مجلس النواب الليبي، أعلن عددٌ من أعضائه تأجيل جلسته، التي كانت مقررةً الثلاثاء، إلى الأسبوع المقبل، بسبب تعذر مثول محافظ المركزي أمامه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا حفتر خلال لقاء سابق مع قيادات عسكرية في بنغازي (الجيش الوطني الليبي)

ما حقيقة اعتزام المشير حفتر الهجوم على غرب ليبيا مرة ثانية؟

بعد يومين من توعد «ثوار مصراتة» بـ«الضرب بيد من حديد»؛ كل من تسوّل له نفسه القيام بأي هجوم على طرابلس، دخل تجمع قادة ثوار ليبيا على الخط محذراً.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا انتشار أمني بعد العثور على جثة فتاة بمدينة تاجوراء الليبية (مديرية أمن تاجوراء)

«الاغتيالات الغامضة»... جرائم يغذيها التناحر المسلح في ليبيا

خلال السنوات التي تلت «ثورة 17 فبراير (شباط)» في ليبيا، نمت جماعات مصالح اتسعت بينها رقعة التناحر، مُخلّفة جرائم عديدة تُفجع الليبيين كل صباح.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي وسفيرا فرنسا والاتحاد الأوروبي يبحثون تطورات الأزمة الليبية

قال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إنه بحث مع مهراج وأورلاند سبل تطوير العلاقات الاستراتيجية، كما تم التطرق إلى المستجدات الاقتصادية والعسكرية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة الاستشارية الأممية في ليبيا (البعثة الأممية)

​هل اقتربت اللجنة الأممية من حل عقدة الانتخابات الليبية؟

تقول البعثة الأممية إن لجنتها الاستشارية تسعى إلى «إعداد مقترح متكامل» يتضمّن مجموعة من الخيارات التي من شأنها دعم المؤسسات الليبية في تنظيم الانتخابات

جمال جوهر (القاهرة)

السجن مع وقف التنفيذ لمؤثرة فرنسية-جزائرية

صوفيا بن لمان مع المحامي فريدريك ليلارد (أ.ف.ب)
صوفيا بن لمان مع المحامي فريدريك ليلارد (أ.ف.ب)
TT
20

السجن مع وقف التنفيذ لمؤثرة فرنسية-جزائرية

صوفيا بن لمان مع المحامي فريدريك ليلارد (أ.ف.ب)
صوفيا بن لمان مع المحامي فريدريك ليلارد (أ.ف.ب)

حُكم على مؤثرة فرنسية-جزائرية، الثلاثاء، في مدينة ليون (وسط شرقي فرنسا) بالسجن 9 أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة توجيه تهديدات بالقتل لمعارضين للنظام الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحسب ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حكمت المحكمة الجنائية في ليون على صوفيا بن لمان بتمضية 200 ساعة من الخدمة المجتمعية، وأمرت بمنعها من استخدام «تيك توك» و«فيسبوك» لمدة 6 أشهر، وسط تجدد التوتر بين باريس والجزائر.

وكان المدعي العام قد طالب في جلسة عقدت في الثامن عشر من مارس (آذار) الماضي بالسجن سنة مع وقف التنفيذ في حقّ صوفيا بن لمان، مندّداً بـ«تصريحات خطرة فعلاً مشحونة بالكراهية، لا مكان لها مطلقاً في دولة ديمقراطية».

وأوقفت صوفيا بن لمان مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، شأنها في ذلك شأن 3 مؤثّرين جزائريين آخرين، اتّهموا بنشر محتويات مشحونة بالكراهية، ودعوات إلى العنف على الإنترنت.

واستند الادّعاء إلى تسجيلات مصوّرة لصوفيا بن لمان، البالغة 54 عاماً والعاطلة عن العمل، التي يتابعها على «تيك توك» و«فيسبوك» أكثر من 350 ألف شخص، أبرزها تسجيل مصوّر مباشرة أهانت فيه امرأة أخرى، وتمنَّت لها الموت.

وتطرّقت صوفيا بن لمان خلال محاكمتها، التي حضرتها بملابس بألوان علم الجزائر، إلى «أسلوب في الكلام»، نافية أن يكون لها أيّ نية لإقران الأقوال بالأفعال، وقالت موضحة لهيئة المحكمة: «كانت الكلمات أكبر من أفكاري».

وعدّ محاميها فريديريك لاليار أنه «لولا السياق السياسي الحالي، لما كانت (صوفيا) أمام المحكمة»، مشيراً إلى «كلام ألقي على عواهنه» في «دردشات صبيانية» لموكلته، التي «ينسب لها نفوذ فكري وعقيدي لا تتمتّع به».

وسبق أن حكم على صوفيا بن لمان، لاعبة كرة القدم السابقة، بالسجن 7 أشهر مع وقف التنفيذ سنة 2001، بعدما اقتحمت ملعب مدرج استاد «دو فرانس»، رافعة العلم الجزائري خلال مباراة ودّية بين فرنسا والجزائر.