المنفي وسفيرا فرنسا والاتحاد الأوروبي يبحثون تطورات الأزمة الليبية

محافظ «المركزي» يستبق مثوله أمام «النواب» باجتماعه مع «صندوق النقد»

اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)
TT
20

المنفي وسفيرا فرنسا والاتحاد الأوروبي يبحثون تطورات الأزمة الليبية

اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي مع أورلاندو (المجلس الرئاسي الليبي)

ناقش رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، مع سفيري الاتحاد الأوروبي وفرنسا، آخر تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، وسبل إنهاء الانقسام، والمضي نحو انتخابات نزيهة.

وقال المنفي إنه بحث يوم الاثنين في العاصمة طرابلس، مع السفير الفرنسي مصطفى مهراج، آفاق التعاون الثنائي وسبل تطوير العلاقات الاستراتيجية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، كما تم التطرق إلى المستجدات الاقتصادية والعسكرية، والتأكيد على ضرورة إعادة تفعيل اللجنة المالية العليا، لضمان مراقبة الإنفاق العام وتعزيز مبادئ الشفافية والعدالة في توزيع الموارد الطبيعية، بما يكفل تحقيق التنمية المتوازنة.

ونقل عن مهراج أنه «جدّد تأكيد بلاده الثابت على دعم المسار السياسي الليبي، ومساندة (الرئاسي) في جهود تحقيق تسوية تؤسس لمرحلة ديمقراطية مستدامة تُتوج بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، كما شدّد على أهمية استمرار وقف إطلاق النار باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار».

لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)
لقاء المنفي مع سفير فرنسا (المجلس الرئاسي)

كما بحث المنفي مع سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا أورلاندو، تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وما وصفه بالدور المحوري للمجلس الرئاسي، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، للخروج من حالة الانقسام السياسي والمضي قدماً نحو الانتخابات.

وأكد المنفي استمرار التنسيق مع الشركاء الأوروبيين، وأولوية صون حقوق الإنسان، وتنفيذ توصيات مجلس الأمن الدولي لملاحقة شبكات الاتجار بالبشر ومرتكبي كل مخالفات حقوق الإنسان.

وقال إنه ناقش أيضاً مع أورلاند التحديات الاقتصادية والإنفاق غير المنضبط، وضرورة تعزيز الرقابة وتفعيل أدوات الشفافية والمساءلة، ونقل عن أولاندو التزام الاتحاد الأوروبي بدعم ليبيا في ملفات توحيد المؤسسة العسكرية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكان أورلاندو قد أطلع مساء الأحد محمد الزيداني وزير التخطيط بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، على أولويات الاتحاد الأوروبي للشراكة مع ليبيا، للعامين المقبلين، وأوضح أنه سيتم دعم المؤسسات الليبية على المستويين المركزي والمحلي لتحسين الحوكمة وتمكين الشباب، وتعزيز سيادة القانون، ودعم الأعمال والاستثمار من خلال الإصلاحات، بما في ذلك في قطاع الطاقة الأساسي في ليبيا.

وعلى خلفية ما وصفه بالوضع الاقتصادي الصعب، الذي أبرزه مصرف ليبيا المركزي وتذبذب أسعار المشتقات النفطية، لفت أورلاندو إلى مناقشة الحاجة الملحة إلى وضع إطار عمل موحد ومستدام وشفاف للإنفاق الحكومي في جميع أنحاء البلاد، معرباً عن استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة المؤسسات في صياغة إطار عمل واقعي ومسؤول لتعزيز النمو ودعم الأسر والشركات.

بدورها، اكتفت حكومة «الوحدة» بالإشارة إلى أن اجتماع الزيداني وأورلاندو ناقش سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التنمية المستدامة، لدعم الشراكة الاستراتيجية.

صورة وزعها المصرف المركزي لمشاوراته مع صندوق النقد الدولي
صورة وزعها المصرف المركزي لمشاوراته مع صندوق النقد الدولي

من جهته، استبق محافظ مصرف ليبيا المركزي، ناجي عيسى، مثوله أمام مجلس النواب، بترؤسه اجتماعاً يوم الاثنين لجلسة المشاورات التي تجرى حالياً مع صندوق النقد الدولي، بمشاركة فرق فنية متخصصة تمثل عدداً من الجهات السيادية، في إطار تقييم الأوضاع الاقتصادية والمالية في ليبيا، بهدف دعم جهود الإصلاح الاقتصادي.

وأوضح عيسى أن اللقاء استعرض أداء الاقتصاد الوطني والسياسات المالية والنقدية والتجارية المتبعة خلال العام الماضي، وإجراءات المصرف خلال الربع الأول من العام الحالي.

وفي شأن آخر، حثت البعثة الأممية في ليبيا يوم الاثنين الناخبين على التسجيل للمرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، ودعتهم لاغتنام الفرصة، قبل انتهاء المهلة الأخيرة بحلول مساء الثلاثاء، وذلك للإسهام في اختيار ممثليهم في البلديات.

وواصلت المفوضية العليا للانتخابات حملاتها لحث المواطنين على التسجيل، بالتعاون مع شركائها المحليين، لرفع نسبة المشاركة وضمان تمكين المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي.

كانت هانا تيتيه، رئيسة بعثة الأمم المتحدة، قد جددت التزامها بتيسير عملية سياسية ليبية شاملة، تستند على وحدة ليبيا والملكية الوطنية، وأدرجت اجتماعاتها مع وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، في إطار إعادة تنشيط الآلية لتيسير التواصل بين الدول المجاورة الأكثر تأثراً بالتطورات في ليبيا.

اجتماع تيتيه وعبد العاطي على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع (البعثة الأممية)
اجتماع تيتيه وعبد العاطي على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع (البعثة الأممية)

وأوضحت أنها عقدت سلسلةً من الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى مع مجموعة من الشركاء والأطراف الإقليمية المهمة الملتزمة بدعم العملية السياسية الليبية.

ونقلت عن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، تأكيدَه على الأهمية الاستراتيجية لليبيا بالنسبة للأمن القومي المصري، ودعم بلاده للجهود الأممية لحل الأزمة من خلال حل ليبي مستقل ودون تدخل أجنبي، مشيرةً إلى تأكيد وزير الخارجية التونسي، محمد علي النفطي، على ضرورة أن تجرى أي مناقشات متعلقة بليبيا تحت مظلة الأمم المتحدة.

كما قالت تيتيه إنها ناقشت مع نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دوران، أهميةَ دعم ليبيا في وضع ميزانية موحدة وتوحيد مؤسسات الدولة.


مقالات ذات صلة

بدائل الدبيية لرفع الدعم عن المحروقات تثير مخاوف الليبيين

شمال افريقيا رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

بدائل الدبيية لرفع الدعم عن المحروقات تثير مخاوف الليبيين

طرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة «ثلاثة بدائل» سيتم اللجوء إليها حال «رفع الدعم عن الوقود».

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع اللافي مع تيتيه (المجلس الرئاسي)

«الرئاسي الليبي» يشكل «مفوضية الاستفتاء» وسط رفض «الاستقرار» و«النواب»

صالح: المجلس الرئاسي لا يملك صلاحية تشريعية بموجب الإعلان الدستوري أو الاتفاق السياسي

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع الدبيبة في طرابلس مع الوفد الروسي (حكومة الوحدة)

تجدد «سباق النفوذ» بين روسيا وأميركا في ليبيا

عقد وفد من «الجيش الوطني»، تقدمه صدام حفتر، قائد القوات البرية، اجتماعاً في واشنطن، بينما زار وفد روسي حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة الدبيبة، في طرابلس.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا تكالة والدبيبة يتوسطان مسؤولين في مؤتمر بالعاصمة طرابلس (حكومة الوحدة)

هل يطوي «الأعلى للدولة» الليبي صفحة الانقسام قريباً؟

دخل المجلس الأعلى للدولة في ليبيا دوامة الانقسام بعد خلاف على رئاسته بين خالد المشري ومحمد تكالة لكن الأخير يدعو اليوم إلى تشكيل لجنة مشتركة لبحث أزمته.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال اجتماع بمسؤولي القطاعات الصحية في غرب ليبيا مساء الأحد (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يتعهد بمكافحة «الفساد» في القطاع الصحي الليبي

حذر رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، من أي تورط في أعمال فساد، خصوصاً بالقطاع الصحي، وذلك رداً على اتهامات وُجّهت لوزارة الصحة بحكومته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تجدد دعمها الكامل لاستقرار السودان ووحدته

اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)
اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تجدد دعمها الكامل لاستقرار السودان ووحدته

اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)
اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني الجديد (الخارجية المصرية)

جددت مصر دعمها لاستقرار السودان ووحدته، وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، حرص بلاده على التفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب السوداني.

وأجرى عبد العاطي اتصالاً هاتفياً، الخميس، مع وزير خارجية السودان الجديد عمر صديق، لتهنئته على توليه مهام منصبه وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق بيان للخارجية المصرية.

وأكد عبد العاطي «العلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين»، مشدداً على «دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وتضامن مصر مع السودان الشقيق خلال هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها»، مؤكداً حرص مصر على «التفاعل مع الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء معاناة الشعب السوداني».

ونقل البيان المصري عن وزير الخارجية السوداني الجديد «تقديره الكبير للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وما تبذله مصر من جهود لدعم السودان»، واتفق الوزيران على «تكثيف التواصل والتشاور خلال الفترة القادمة».

مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو الماضي (الخارجية المصرية)
مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو الماضي (الخارجية المصرية)

وتستعد مصر لاستضافة نسخة ثانية من «مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية» بهدف دفع جهود التسوية السياسية للحرب الداخلية، وفق مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان السفير ياسر سرور، الذي كشف لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن «ترتيبات جارية لتنظيم المؤتمر خلال الفترة المقبلة، لدفع مسار الحوار السوداني - السوداني، وإنهاء الحرب الداخلية».

وعُقد بالقاهرة في السادس من يوليو (تموز) الماضي، مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية، جمع تكتلات سياسية رئيسية معاً لأول مرة منذ اندلاع الحرب، منها «قوى الكتلة الديمقراطية، وقوى الحراك الوطني السوداني، وفصيل من قوى الحرية والتغيير الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، إلى جانب شخصيات سودانية مستقلة».

وتشهد الحرب الداخلية في السودان، التي اندلعت منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، تطورات ميدانية أخيراً، بعد تقدم القوات المسلحة السودانية واستعادتها العاصمة الخرطوم، ومن قبلها مناطق حيوية، مثل ولاية الجزيرة (جنوب الخرطوم)، إلى جانب الولايات الشرقية التي يسيطر عليها، بينما تزداد حدة المواجهات في مناطق أخرى مثل «أم درمان»، ومدينة «الفاشر»، في دارفور.