سلطات طرابلس تحقق في «تورط» عناصر أمنية في فرض «إتاوات» على الطرق

سائقو شاحنات اشتكوا من تعرضهم للابتزاز

دورية أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة (المكتب الإعلامي للوزارة)
دورية أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة (المكتب الإعلامي للوزارة)
TT

سلطات طرابلس تحقق في «تورط» عناصر أمنية في فرض «إتاوات» على الطرق

دورية أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة (المكتب الإعلامي للوزارة)
دورية أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة (المكتب الإعلامي للوزارة)

بدأت السلطات الأمنية بالعاصمة الليبية طرابلس التحقيق في «تورط» منتسبين لوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة في إرغام المارة على دفع «إتاوات» عبر الطرق العامة.

وجاءت التحقيقات بالتوازي مع تقارير كشف عنها النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، أكد فيها أنها «انطوت على إثبات تورط بعض منسوبي وزارة الداخلية في إرغام المارة على الطرق العامة على دفع أموال مقابل السماح لهم بالمرور».

وقال النائب العام، في تصريح صحافي، مساء أمس (الأربعاء)، إن «الملكية الخاصة مصونة، والضرائب والرسوم لا تفرض إلا بقانون»، مشيراً إلى أنه وجّه وكلاءه «بملاحقة مُحصلي الإتاوات في المنطقة الوسطى، وإجراء التدابير اللازمة لردّ انحرافهم». كما وجَّه الصور بمباشرة إجراءات التحقيق حول «الوقائع المجرّمة المنسوبة إلى أفراد وزارة الداخلية. وقد أُسند التحقيق في تلك الوقائع إلى مجموعة من وكلاء النائب العام في دائرة اختصاص محكمة استئناف مصراتة».

وقال مصدر بوزارة الداخلية إن الوزير عماد الطرابلسي أكد على ضرورة التحقيق في هذه الوقائع، خاصة بعد ما اشتكى عدد من سائقي الشاحنات بمسلاتة (الشمال الغربي) من تعرضهم للابتزاز، وإجبارهم على دفع إتاوات على طول الطريق الساحلية كي تسمح لهم عناصر الداخلية على الطرق بالعبور.

وأضاف المصدر ذاته موضحاً أن الطرابلسي «أمر بسرعة التعرف على المتورطين في هذه الوقائع، وتقديمهم إلى النيابة في أسرع وقت ممكن»، مشدداً على ضرورة مراقبة الطريق لتسهيل عملية سير الشاحنات.

وكان سائقو الشاحنات بمسلاتة قد تحدثوا في وقفة احتجاجية مساء أمس (الأربعاء) عن تعرضهم لمضايقات واسعة، وإجبارهم على دفع إتاوات على الطريق الساحلية من قبل أفراد الأمن الموجودين على البوابات الأمنية. وطالبوا بتوفير الوقود في كامل المحطات بالسعر الرسمي، وعدم ترك الأمر لسيطرة أشخاص يستغلون السائقين، كما أوضح السائقون أن هذه الإجراءات التعسفية تدفع زملاءهم للبقاء في الطريق لأيام عدة لحين توفر الوقود. وانتهوا إلى المطالبة بـ«وضع حد لسطوة العناصر الأمنية على بوابات الأربعين والبريقة والستين، الواقعة في نطاق مديرية مصراتة، ووضع قيمة ثابتة للحمولة الزائدة، وأن يكون هناك ميزان معتمد على الطريق، بدلاً من محاولات ابتزازهم».


مقالات ذات صلة

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

شمال افريقيا جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أشغال مؤتمر «قادة دول الاستخبارات العسكرية لدول الجوار» في طرابلس (الوحدة)

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

الدبيبة يؤكد أن بلاده «لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في روما الخميس (البعثة الأوروبية)

ليبيا: خوري تسارع لتفعيل مبادرتها وسط صراع على ديوان المحاسبة

تسعى المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري إلى جمع الأفرقاء السياسيين على «المبادرة» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي.

جمال جوهر (القاهرة)
تحليل إخباري بلقاسم حفتر ملتقياً القائم بالأعمال الأميركي (السفارة الأميركية)

تحليل إخباري لماذا تَكثّفَ الحراك الدبلوماسي الأميركي في بنغازي؟

تتخذ مباحثات المبعوث الأميركي الخاص السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال برنت جيرمي، طابعاً دورياً مع الأفرقاء الليبيين، إلا أن هذه المرة لها وقع مختلف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي (وسط) مع المدعي العام لدى المحكمة العليا الإيطالية (مكتب الصور)

قصة 5 ليبيين حُكم عليهم بالسجن 30 عاماً بإيطاليا

كانت محكمة إيطالية قضت عام 2015 بالسجن 30 عاماً على خمسة لاعبين ليبيين بتهمة «الاتجار بالبشر»، ومنذ ذاك التاريخ وهم قيد الحبس إلى أن تحركت السلطات الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

 مؤسس إمبراطوريتها المالية... وفاة يوسف ندا قيادي بـ«الإخوان المسلمين»

يوسف ندا (وسائل التواصل الاجتماعي)
يوسف ندا (وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

 مؤسس إمبراطوريتها المالية... وفاة يوسف ندا قيادي بـ«الإخوان المسلمين»

يوسف ندا (وسائل التواصل الاجتماعي)
يوسف ندا (وسائل التواصل الاجتماعي)

أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، صباح اليوم (الأحد)، وفاة أحد قادتها، يوسف ندا، الذي يعد مؤسس إمبراطوريتها المالية، والمدرج على قوائم الإرهاب بالبلاد، عن عمر ناهز 94 عاماً.

وندا، الذي وُلد في الإسكندرية (شمال مصر) عام 1931، شغل منصب رئيس مجلس إدارة «بنك التقوى» ومفوض العلاقات السياسية الدولية في الجماعة.

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه.

وانضم ندا لجماعة «الإخوان» عام 1947، وتخرَّج في كلية الزراع، بجامعة الإسكندرية، في بداية الخمسينات، واعتُقل مع كثير من عناصر وقادة الجماعة بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1954، وفقاً لما ذكرت وسائل إعلام محلية.

و بدأ ندا نشاطه الاقتصادي لحساب الجماعة عام 1956 بعد أن أُفرج عنه، وفي عام 1960 قرَّر نقل نشاطه المالي من مصر، حيث توجَّه إلى ليبيا ومنها إلى النمسا، وتوسَّع نشاطه بين البلدين، حتى لُقِّب نهاية الستينات بأنه «ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط».

داخل منزله في إيطاليا (وسائل إعلام سويسرية)

وبعد ثورة سبتمبر (أيلول) عام 1969 في ليبيا، فرَّ ندا إلى اليونان ومنها إلى سويسرا، وأسَّس شركات اقتصادية عدة تعمل لحساب الجماعة، كما كان له دور بارز في تمويل أنشطتها، واتُّهم في مصر ودول عدة بأنه أحد داعمي الإرهاب.

أسس ندا «بنك التقوى» في جزر البهاما مع القيادي بالإخوان غالب همت في عام 1988، وكان أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية، واستطاع البنك تحقيق مكاسب كبيرة في سنواته الأولى، ما دفع يوسف ندا إلى أن يكون شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا.

قوائم الإرهاب

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 اتهمه الرئيس الأميركي جورج بوش بضلوع شركاته في دعم الإرهاب وتمويل هجمات 11 سبتمبر، وأعدت الإدارة الأميركية تقريراً أدرجت فيه اسم يوسف ندا في «القائمة السوداء للداعمين للإرهاب»، ورغم أن مجلس الأمن شطب اسمه من الداعمين للإرهاب بناءً على طلب سويسري، فإن الإدارة الأميركية رفضت شطبه من «القوائم السوداء».

وفي أبريل (نيسان) 2008 أحاله الرئيس المصري الراحل حسني مبارك إلى المحاكمة العسكرية، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات غيابياً، وذلك قبل أن يصدر الرئيس الراحل محمد مرسي عفواً عاماً عنه في 26 يوليو (تموز) 2012.

وفي منتصف الشهر الحالي، أُدرج ندا على قائمة الكيانات الإرهابية في مصر لمدة 5 سنوات، وكانت الجريدة الرسمية المصرية قد نشرت في عددها الصادر 15 ديسمبر (كانون الأول)، حكم محكمة الجنايات الدائرة الثانية «جنائي بدر»، بإدراج 76 متهماً على قائمة الكيانات الإرهابية، لمدة 5 سنوات.

أصدرت المحكمة القرار في طلب الإدراج رقم 8 لسنة 2024 قرارات إدراج إرهابيين، و3 لسنة 2024 قرارات إدراج كيانات إرهابية، والمقيدة برقم 1983 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا، حيث قررت المحكمة إدراج 76 متهماً، على قائمة الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات، بينهم يوسف مصطفى علي ندا.