أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم (الأحد)، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، أن «جامعة الدول العربية قررت إنشاء لجنة اتصال من دول أعضاء في الجامعة»، هدفها «التوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان، والحفاظ على مؤسسات الدولة».
وخلال مؤتمر صحافي في ختام الدورة الطارئة لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، والمنعقدة في القاهرة اليوم (الأحد)، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن «لجنة المتابعة والتواصل مع السودان تتكوّن من مصر والسعودية والأمين العام»، مشيراً إلى أنها «ستقوم بالتواصل مع أطراف النزاع السوداني والمجتمع الدولي».
شكري: #مصر تؤكد تضامنها مع السودان في أزمته الحالية#eXtranews pic.twitter.com/RljhUEnyN0
— eXtra news (@Extranewstv) May 7, 2023
وقبيل المؤتمر الصحافي، قال شكري خلال الجلسة العلنية بشأن السودان، إن بلاده «استقبلت بكل ترحاب منذ بداية الأزمة، أكثر من 57 ألفاً من الأشقاء السودانيين، فضلاً عن مساهمتها في إجلاء أكثر من 4 آلاف مواطن أجنبي، فضلاً عن الرعايا المصريين بما يتجاوز 6 آلاف، الأمر الذي يعكس جانباً مهماً من جوانب الأزمة وآثارها الإنسانية المرشحة للتفاقم، في حال استمرار التردي في الأوضاع بالسودان الشقيق».
كما شدد شكري على «ضرورة الوقف الفوري والعام والشامل لإطلاق النار في السودان، وضمان الالتزام به، وبما لا يقتصر هدفه على الأغراض الإنسانية، وذلك حقناً للدماء السودانية، وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني الشقيق».
محادثات جدة
وشهدت مدينة جدة الساحلية، غرب السعودية، أمس (السبت) انطلاق المباحثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع»، في محاولة لوقف الحرب المندلعة بينهما منذ 3 أسابيع، والعودة إلى مسار العملية التفاوضية، بمشاركة المدنيين، على ضوء مبادرة سعودية- أميركية.
ورحبت الرياض وواشنطن ببدء المحادثات من خلال بيان مشترك حث كلا الطرفين على «استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض لمزيد من المعاناة». وحث على «ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة».
ونوَّه البيان المشترك بجهود كل الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات، بما في ذلك الآلية الرباعية المكونة من السعودية وأميركا وبريطانيا والإمارات، والآلية الثلاثية (الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة «إيقاد»)، إضافة إلى الجامعة العربية.
كما حثت الرياض وواشنطن على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
آلاف الضحايا
وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوماً عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، فضلاً عن نزوح 335 ألف شخص، ولجوء 115 ألفاً إلى الدول المجاورة. والجمعة وحده، أوقعت المعارك 16 قتيلاً بين المدنيين من بينهم 12 في الأبيض على بعد 300 كيلومتر جنوب الخرطوم، وفق نقابة الأطباء.
ومع استمرار المعارك، قرعت الأمم المتحدة، الجمعة، جرس الإنذار حيال إمكان معاناة 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، فرحان حق، الجمعة، إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع «أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان ما بين مليونين و2.5 مليون شخص». ووفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16.8 مليون من إجمالي عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.
وحذَّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية التي ستكون أكثر تأثراً هي: غرب دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، وولاية البحر الأحمر، وشمال دارفور. ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية اجتماعاً في 11 مايو (أيار) لمناقشة «تأثير» المواجهات في السودان «على حقوق الإنسان».
ويعتقد الخبراء أن الحرب قد تكون طويلة؛ خصوصاً في ظل عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الأمر على الأرض.