عودة التوتر بين مقاتلين من بدو سوريا ومقاتلين دروز في السويداء

غارة جوية إسرائيلية ليلاً بعد انسحاب القوات الحكومية

نزوح قسري لبدو السويداء بعد تهديد عقب منحهم مهلة للخروج من المدينة من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون (سانا)
نزوح قسري لبدو السويداء بعد تهديد عقب منحهم مهلة للخروج من المدينة من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون (سانا)
TT

عودة التوتر بين مقاتلين من بدو سوريا ومقاتلين دروز في السويداء

نزوح قسري لبدو السويداء بعد تهديد عقب منحهم مهلة للخروج من المدينة من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون (سانا)
نزوح قسري لبدو السويداء بعد تهديد عقب منحهم مهلة للخروج من المدينة من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون (سانا)

توتر الوضع الأمني في محافظة السويداء مجدداً عقب سحب السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء في جنوب البلاد، فجر الخميس، فبعد إقدام ميليشيات تابعة لرجل الدين حكمت الهجري، على اقتحام منازل تعود لبدو السويداء، وإحراقها، شن مقاتلون من البدو بعد ساعات، هجوماً مضاداً على مقاتلين من الدروز.

وقال قائد عسكري من البدو السوريين لـ«رويترز»، إن مقاتلين من البدو شنوا هجوماً جديداً في محافظة السويداء السورية على مقاتلين من الدروز، على الرغم من الهدنة التي أُعلن عنها أمس لإنهاء أيام من القتال الدامي.

وأوضح القائد، أن الهدنة تنطبق فقط على القوات الحكومية وليس على البدو، وأن مقاتلي البدو يسعون لتحرير بدو احتجزتهم جماعات مسلحة درزية في الأيام الأخيرة.

وأدت الاشتباكات إلى مقتل 257 من القوات الحكومية و18 من أبناء العشائر البدوية، إضافة إلى 3 من أبناء عشائر البدو «أعدموا ميدانياً على يد المسلحين الدروز».

وقتل 15 عنصراً إضافياً من القوات الحكومية من جراء قصف الطيران الإسرائيلي، وصحافي واحد خلال تغطيته المواجهات.

وقالت وكالة «سانا» السورية الرسمية، يوم الخميس، إن إسرائيل نفذت غارة جوية في محيط مدينة السويداء.

حالات نزوح

وكانت مصادر إعلامية سورية أفادت بحدوث حالات نزوح بين بدو السويداء، عقب منحهم مهلة لمغادرة المدينة من قِبل مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون، تتبع رجل الدين حكمت الهجري. في حين وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، في تصريحات مديرها لـ«الشرق الأوسط»، مقتل 14 شخصاً من العشائر من سكان السويداء، اليوم.

وقالت «وكالة الأنباء الرسمية (سانا)»، إن مجموعات خارجة عن القانون قامت بالاعتداء على حي المقوس داخل السويداء، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين فيه.

وذكرت مصادر محلية لوكالة «سانا»، أن تلك المجموعات هاجمت الحي، وارتكبت مجازر بحق النساء والأطفال، ونفّذت تصفيات ميدانية وانتهاكات بحق أبناء المنطقة من العشائر والبدو، مشيرة إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.

وأضافت المصادر، أنه ومنذ ساعات الصباح جرى تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم.

مقتنيات عائلات من بدو السويداء نزحت تحت التهديد (سانا)

من جهتها، وثّقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» مقتل 207 سوريين - بينهم 7 سيدات (إحداهن توفيت إثر أزمة قلبية بعد تلقيها نبأ وفاة حفيدها) و6 أطفال، واثنان من الطواقم الطبية، أحدهما سيدة - بوصفها حصيلة أولية لأحداث السويداء في الأيام الأخيرة.

وقال مدير الشبكة، فضل عبد الغني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الشبكة وثقت، اليوم، مقتل 14 شخصاً من العشائر من سكان السويداء.

من جهة أخرى، أفاد مراسل تلفزيون سوريا، بانتشار فصائل محلية في السويداء، تزامناً مع حركة نزوح لعشائر البدو، وذلك عقب انسحاب قوى الأمن الداخلي والجيش السوري من المحافظة. وأشار المراسل إلى أنّ الفصائل المحلية بدأت مع ساعات الصباح الأولى عمليات تمشيط لأحياء المدينة وباقي القرى والبلدات في الريف.

وقال المراسل، إنّ الطريق الواصل بين محافظتي درعا والسويداء يشهد منذ ساعات الصباح، نزوحاً متقطعاً من عائلات عشائر البدو باتجاه درعا، خشية وقوع أعمال انتقامية. وأشار إلى أن عائلات من العشائر نزلت في مساجد ومدارس مدينة بصرى الحرير بريف درعا، بعد أن اضطرت للخروج من السويداء.

عائلة من عشائر السويداء تستعد للنزوح بعد اعتداءات مجموعات خارجة عن القانون على حي المقوس (سانا)

من جهتها، أفادت شبكة «شام» الإخبارية، بتوتر جديد تشهده محافظة السويداء بعد إقدام ميليشيات تابعة للهجري، منذ الأربعاء، تتمثل في اقتحام منازل تعود لبدو السويداء، حيث قامت بإحراقها ونهب محتوياتها، وطرد سكانها منها بالقوة.

وذكرت مصادر محلية أن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أبناء البدو في المنطقة، وسط حالة من الذعر بين الأهالي، وخشية من توسع الاعتداءات إلى مناطق أخرى.

صورة متداولة لاقتحام بيوت بدو السويداء وحرقها

تأتي هذه الأحداث في سياق التوترات المتصاعدة التي تشهدها محافظة السويداء منذ بداية يوليو (تموز) الحالي، التي اندلعت إثر اشتباكات بين مجموعات مسلحة وقوات الجيش العربي السوري، خلال عمليات فضّ النزاعات في ريف المحافظة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين. كما شهدت المحافظة تحركات واسعة لقوى الأمن الداخلي في محاولة لإعادة الاستقرار وضبط المجموعات الخارجة عن القانون.


مقالات ذات صلة

محافظ السويداء يدعو «مشايخها وأهل الوقار فيها» إلى ردع العابثين «بأمنها واستقرارها»

المشرق العربي الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر الذي قتل الأحد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي (وكالة سانا)

محافظ السويداء يدعو «مشايخها وأهل الوقار فيها» إلى ردع العابثين «بأمنها واستقرارها»

آخر منشور للشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّن انتقادات للمجموعات الخارجة عن القانون، حيث وصفها بأنها «ذيل» تركه النظام البائد في السويداء.

موفق محمد (دمشق)
خاص عناصر من قوات الأمن السورية في ساحة الأمويين بدمشق 8 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

خاص معارك الظل في سوريا... محاربة «داعش» وإعادة بناء الدولة

بين واجهة احتفالية مصقولة وعمق اجتماعي منهك وتحديات أمنية هائلة تواجه سوريا سؤالاً مفتوحاً حول قدرة الدولة الناشئة على التحول من حالة فصائلية إلى مفهوم الدولة.

بيسان الشيخ (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال خطاب أمام المؤتمر السنوي لسفراء تركيا بالخارج (الرئاسة التركية)

فيدان وبرّاك بحثا دمج «قسد» بالجيش السوري... وإردوغان حذر من انتهاكات إسرائيل

بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع السفير الأميركي لدى أنقرة المبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك المستجدات الخاصة بسوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (وزارة الداخلية)

دمشق: متابعة أمنية مكثفة للوضع في تدمر بعد هجوم «داعش»

وزير الداخلية يناقش «التوصيات الرامية إلى تعزيز كفاءة الوحدات الأمنية، ومعالجة أي ثغرات في الأداء».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
تحليل إخباري قوات من الجيش السوري أثناء عرض عسكري بدير الزور يوم 8 ديسمبر (إكس)

تحليل إخباري كيف سينعكس هجوم تدمر على علاقة حكومة الشرع بواشنطن؟

تشهد المؤسسات العسكرية والأمنية السورية حالة استنفار، في ظل تعليمات وإجراءات تهدف إلى منع الاختراقات، في أعقاب هجوم تدمر الإرهابي.

سعاد جرَوس (دمشق)

محافظ السويداء يدعو «مشايخها وأهل الوقار فيها» إلى ردع العابثين «بأمنها واستقرارها»

الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر الذي قتل الأحد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي (وكالة سانا)
الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر الذي قتل الأحد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي (وكالة سانا)
TT

محافظ السويداء يدعو «مشايخها وأهل الوقار فيها» إلى ردع العابثين «بأمنها واستقرارها»

الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر الذي قتل الأحد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي (وكالة سانا)
الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر الذي قتل الأحد إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي (وكالة سانا)

دعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، «المشايخ وأهل الرأي والوقار» في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، إلى «رفع كلمة الحق، وصيانة دماء المواطنين وكرامتهم، وردع كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظتنا».

ووصف مصدر محلي في مدينة السويداء، الدعوة بأنها «صادقة»، لكنه رأى أنها لن تلقى صدىً «ما لم تكن مدعومة بقرار أو تحرك خارجي، يزيح الشيخ حكمت الهجري من المشهد».

التصريح الذي أصدره محافظ السويداء مصطفى البكور

وتأتي دعوة بكور في وقت يتزايد فيه تدهور الوضع الأمني بشكل كبير في مناطق نفوذ الهجري التي تحولت إلى ساحة اغتيالات وتصفيات للشخصيات المناهضة له، وفي ظل تفاقم تردي الوضع المعيشي للأهالي، خصوصاً في ظلّ موجات البرد التي تتعرض لها المحافظة مع حلول فصل الشتاء باكراً، وارتفاع نسبة البطالة فيها.

وقال محافظ السويداء، في بيانه: «أيها المشايخ الكرام وأهل الرأي والوقار في محافظة السويداء: نستشعر جميعاً الواقع المؤلم الذي آلت إليه أوضاع المحافظة، فدماء الأبرياء تُزهق بسبب كلمة أو موقف، وأموال الناس تُنهب بلا رادع، وفصائل خارجة على القانون تضيّق على المواطنين وتتعمد استفزاز مؤسساتنا الأمنية بقصف حواجز الأمن العام وإطلاق النار، مما يزرع الرعب في قلوب الأبرياء».

وتساءل البكور في البيان الذي نشرته المحافظة في قناتها على منصة «تلغرام»: «إلى متى سيستمر هذا الحال؟ وأين صوت الحكمة الذي يردع الظالم؟ وأين اليد الحانية التي تمسح دمعة المظلوم وتعيد الأمن إلى النفوس؟».

وختم البيان بالقول: «إننا نرى في هذه المسؤولية واجباً مقدساً أمام الله والتاريخ، فواجبنا جميعاً رفع كلمة الحق، وصيانة دماء المواطنين وكرامتهم، وردع كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار محافظتنا».

متداولة على مواقع التواصل لرفع صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الشيخ حكمت الهجري من قبل الموالين في السويداء

كانت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية أعلنت، الاثنين، مقتل الشاعر والناشط أنور فوزات الشاعر، مساء الأحد، إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلح مجهول أمام منزله في قرية بوسان بريف السويداء الشرقي.

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن «مجموعات خارجة عن القانون تسمى (الحرس الوطني)، تتبع لحكمت الهجري، تقف وراء عملية الاغتيال بسبب مواقف الشاعر الناقدة لتلك الميليشيات وممارساتها»، بينما أوضحت مصادر طبية أن الشاعر «وصل إلى المشفى الوطني في مدينة السويداء مفارقاً الحياة بعد إصابته بثلاث طلقات نارية، إحداها في الرأس».

ولفتت الوكالة إلى أن آخر منشور للشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّن انتقادات للمجموعات الخارجة عن القانون، حيث وصفها بأنها «ذيل» تركه النظام البائد في السويداء.

عائلة الشاعر أدانت الجريمة بأشد العبارات، وقالت في بيان لها: «إن عملية القتل الغادرة تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية والأعراف الوطنية، وتشكل استهدافاً لأمن المجتمع ووحدته». وأكدت العائلة امتلاكها «خيوطاً أولية حول ملابسات الحادثة».

واتهم مدير أمن مدينة السويداء، سليمان عبد الباقي، عبر حسابه في «فيسبوك»، «الميليشيا التي يديرها حكمت الهجري» بالوقوف وراء عملية اغتيال الشاعر، معتبراً أن مقتله جاء على خلفية مواقفه الناقدة لتلك المجموعات.

سوريون يرفعون لافتات في «ساحة الكرامة» المركزية بمدينة السويداء جنوب سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وجاءت عملية اغتيال الشاعر بعد نحو أسبوعين من مقتل الشيخين رائد المتني وماهر فلحوط تحت التعذيب، عقب اعتقالهما من قبل «الحرس الوطني»، في ظل حالة من الفلتان الأمني تشهدها مناطق سيطرة الهجري و«الحرس الوطني»، وهو ما دفع الأهالي، وفق «سانا»، للمطالبة بعودة مؤسسات الدولة الشرعية لحماية المواطنين وحصر السلاح وإنهاء الفوضى.

في الأثناء، وصف مصدر في مدينة السويداء لديه اتصالات مع فصائل منضوية في «الحرس الوطني»، دعوة محافظ السويداء بأنها «صادقة وتليق للعقل»، لكن المدعوين بحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه حرصاً على سلامته الأمنية، «يقعون بين مطرقة عصابات الهجري وسندان الحكومة (السورية) المؤقتة التي خذلت التيار الوطني العقلاني في السويداء». ولذلك فإن هذه الدعوة من وجهة نظره، «لن تلقى صدىً ما لم تكن مدعومة بقرار أو تحرك خارجي يزيح الهجري من المشهد».

ووصف المصدر، الوضع الأمني في مناطق سيطرة الهجري و«الحرس الوطني» والمجموعات المسلحة الأخرى الموالية له بأنه «مزرٍ». وقال: «هناك خوف وقلق لدى عامة الناس، حيث لا قانون ولا قضاء ولا ضابطة عدلية حقيقية، فقط هناك شكليات تبرر الواقع».

تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات السويداء في يوليو الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

ولفت إلى أن «الأصوات المعارضة لـ(الهجري) لا تجرؤ على الكلام، خاصة أن إسكاتها هو الشغل الشاغل لأصحاب المشروع (الانفصالي)، حيث يبدأ العقاب بالتحريض والتشويه عبر فريق الدعاية المضللة لينتهي بالتصفية عبر قاتلين مأجورين، وربما يكون القتل أهون من عقاب القتل الذي يسبقه الإهانة والتعذيب، كما حصل مع الشيخ رائد المتني».

ويعيش الأهالي في مناطق سيطرة الهجري و«الحرس الوطني» أوضاعاً معيشية سيئة للغاية، خصوصاً مع موجات البرد والأمطار التي تتعرض لها المحافظة، وتزايد ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير، وعدم وصول رواتب الموظفين بسبب البيروقراطية المفروضة من السلطة»، وذلك وفق المصدر الذي أشار إلى أن الموظف الذي «يريد الحصول راتبه عليه الذهاب إلى دمشق».


غارة إسرائيلية تستهدف ساحل جبل لبنان الجنوبي

حطام سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان وأسفرت عن سقوط قتيل (أ.ف.ب)
حطام سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان وأسفرت عن سقوط قتيل (أ.ف.ب)
TT

غارة إسرائيلية تستهدف ساحل جبل لبنان الجنوبي

حطام سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان وأسفرت عن سقوط قتيل (أ.ف.ب)
حطام سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية مع إسرائيل بجنوب لبنان وأسفرت عن سقوط قتيل (أ.ف.ب)

استهدفت غارة جوية إسرائيلية، مساء الثلاثاء، شاحنة صغيرة على ساحل جبل لبنان الجنوبي، في تصعيد لافت بمداه الجغرافي، بعد استئناف إسرائيل ملاحقاتها عناصر من «حزب الله» منذ يوم الأحد، بعد تعليق تلك الملاحقات لأسبوعين تزامنت من توسعة المفاوضات مع لبنان إلى مفاوضات مدنية.

وجاءت الغارة بالتزامن مع سلسلة انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، شملت الجنوب اللبناني والحدود البرية والبحرية، وفي وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أرقاماً مرتفعة عن حصيلة عملياته منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وأفادت معلومات ميدانية بأن المسيّرة الإسرائيلية استهدفت آلية على طريق سبلين - جدرا الواقع على ساحل الشوف في جبل لبنان الجنوبي، ما أدى إلى سقوط قتيل وجرحى. وعلى الأثر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «هاجم عنصراً ثانياً من (حزب الله)»، بعد استهداف شخص آخر في المنطقة الحدودية صباحاً.

غارة على العديسة

وكانت مسيّرة إسرائيلية قد شنّت غارة استهدفت سيارة من نوع «رابيد» بين بلدتيْ مركبا وعديسة الحدوديتين مع إسرائيل في جنوب لبنان. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص في الغارة التي وقعت في بلدة العديسة، قضاء مرجعيون.

وعقب الغارة، قال الجيش الإسرائيلي إنه «استهدف عنصراً من (حزب الله) في جنوب لبنان»، وعَدَّ أن «وجود عناصر الحزب جنوباً يشكّل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار».

توغّل بري

ولم يقتصر التصعيد على الغارات الجوية، إذ أُفيد بتوغّل قوة إسرائيلية إلى بلدة الضهيرة الحدودية، حيث دخلت لمسافة تُقدَّر بنحو 600 متر شمال الخط الأزرق. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القوة المتوغلة نفّذت عملية ميدانية تمثّلت في نقل صناديق ذخيرة مفخخة ووضعها في حي الساري داخل البلدة، قبل أن تنسحب.

وتشهد البلدة عودة متقطعة للأهالي الذين يتوجهون إليها بشكل دوري، رغم تعرّضهم شِبه اليومي لإطلاق نار وقنابل صوتية من جانب القوات الإسرائيلية. وعلى الفور، حضرت وحدة الهندسة في الجيش اللبناني إلى المكان، وكشفت على الصناديق المفخخة قبل أن تقوم بتفجيرها؛ منعاً لوقوع إصابات في صفوف المدنيين.

انتهاكات بحرية

وفي امتداد للتصعيد، أطلق زورق حربي إسرائيلي، ليلاً، رشقات نارية باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية قبالة شاطئ الناقورة، بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في أجواء المنطقة نفسها، في خطوة أعادت التوتر إلى الواجهة البحرية الجنوبية، رغم سَريان وقف إطلاق النار.

420 قتيلاً

وفي ظل التطورات الميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 420 مسلَّحاً منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في نوفمبر 2024. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو 40 مسلّحاً قُتلوا في جنوب لبنان منذ مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول)، زاعماً أن المستهدفين «شاركوا في إعادة تأهيل بنى تحتية عسكرية وتهريب وسائل قتالية لـ(حزب الله)». وزعم الجيش الإسرائيلي أن «(حزب الله) انتهك اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 1900 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ».


دمشق: متابعة أمنية مكثفة للوضع في تدمر بعد هجوم «داعش»

من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (وزارة الداخلية)
من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (وزارة الداخلية)
TT

دمشق: متابعة أمنية مكثفة للوضع في تدمر بعد هجوم «داعش»

من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (وزارة الداخلية)
من العملية الأمنية في تدمر عقب هجوم «داعش» (وزارة الداخلية)

تابع وزير الداخلية السوري أنس خطّاب مع قائد «أمن البادية» وعدد من المسؤولين الامنيين، الوضع في تدمر عقب الهجوم الذي أوى بحياة جنديين ومترجم مدني، أميركيين، وشدد على «معالجة أي ثغرات في الأداء و تفعيل الجاهزية و الاستجابة لمواجهة تنظيم داعش»، وذلك مع تسجيل تزايد في الهجمات التي تستهدف قوى الأمن في الأيام الأخيرة... فيما أعلنت «الداخلية»، القبض على مجموعة، قالت إنها «متورطة في اعتداء على أمن الطرق والجمارك».

وأفادت وزارة الداخلية في بيان، بأن اجتماع خطاب، مع المسؤولين الأمنيين «كان بهدف الاطلاع على الوضع في المنطقة عقب الحادث الأخير في مدينة تدمر، وتقييم المخاطر القائمة لضمان استقرار المنطقة وحماية المواطنين».

وزير الداخلية السوري خلال الاجتماع الأمني (وزارة الداخلية)

ووقع الحادث في تدمر يوم السبت الماضي في أثناء اجتماع ضم مسؤولين من قادة الأمن في البادية، مع وفد من «قوات التحالف الدولي» لبحث آليات مكافحة تنظيم «داعش».

وفي الاجتماع الأمني الموسع، شدد وزير الداخلية السوري، «على تعزيز الجاهزية والتنسيق لمواجهة داعش بعد هجوم تدمر، واستعرض نتائج التحقيقات التي أجراها الفريق المكلف بمتابعة مجرياته، وناقش التوصيات الرامية إلى تعزيز كفاءة الوحدات الأمنية، ومعالجة أي ثغرات في الأداء»، مؤكداً على «التنسيق التام فيما بينها، و تفعيل الجاهزية الميدانية للفرق المختصة لضمان سرعة الاستجابة».

ونفذت القوى الأمنية، الأحد، عملية نوعية في مدينة تدمر، في ظلّ تزايد ملحوظ لهجمات «داعش» على عناصر ودوريات الأمن السوري خلال الأيام الأخيرة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، الثلاثاء، استهداف مجموعة قال إنها «متورطة في الاعتداء على دورية لأمن الطرق والجمارك». وأكد القبض على أفرادها.

وكان تنظيم «داعش»، أعلن الاثنين، تبنيه لهجوم وقع الأحد، وأسفر عن مقتل أربعة من عناصر الأمن في منطقة معرة النعمان بريف إدلب. وقال التنظيم الإرهابي في بيان، إنه نفذ الهجوم على عناصر الأمن التابعين للحكومة بالأسلحة الرشاشة، وإن «مقاتليه عادوا سالمين».

جانب من الاجتماع الأمني الخاص بتدمر (وزارة الداخلية)

ويعد هذا هو الهجوم الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوعين، حيث تعرضت دورية جمارك لكمين في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين في ريف حلب، وفق ما أعلنته «الهيئة العامة للمنافذ والجمارك السورية».

في سياق آخر انفجرت قنبلة في سيارة تابعة لوزارة الدفاع في مدينة البوكمال في دير الزور الثلاثاء، دون إصابات في حين عملت سيارات الدفاع المدني على إطفاء الحريق وفق ما قالته وسائل الإعلام الرسمي، فيما أفاد موقع «فرات بوست» المحلي، بأن السيارة كانت محملة بالذخيرة وحصل الانفجار في أثناء توقفها خلف «جامع المصطفى» وأعقب الانفجار اندلاع حريق من دون تسجيل إصابات.