التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

نتنياهو يأمر بـ«تسريع المفاوضات»... ومصر تتحدث عن «جهود حثيثة»

فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني يفتح نافذة للتهدئة في غزة

فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل رجلاً مصاباً في أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدة باتجاه مستشفى في رفح جنوب غزة (أ.ف.ب)

دعوة جديدة من إسرائيل بتسريع مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، جاءت بشكل مفاجئ تزامناً مع تواصل التصعيد ضد إيران، منذ مواجهاتهما التي بدأت الجمعة، بينما يتحدث الوسيط المصري عن «جهود حثيثة» لوقف إطلاق النار بالقطاع.

عودة مفاوضات غزة لحجز مقعد بالأحداث في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» تحمل سيناريوهين، إما أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يناور ويراوغ لتخفيف الضغوط الدولية المتصاعدة ضده، أو يريد تهدئة جبهة غزة وحشد جنوده لمواجهة التصعيد الإيراني غير المتوقع، و«الصعب».

وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الاثنين، مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين، محمد مصطفى «تقييم تطورات الأوضاع في قطاع غزة وتداعيات الهجمات الإسرائيلية على إيران على المنطقة»، مستعرضاً «مستجدات الجهود المصرية الحثيثة الرامية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية، وذلك بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية.

وشدد عبد العاطي على أن «استمرار التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط والمواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران سيؤدى إلى تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار المنطقة»، مشيراً إلى أن «الاتصالات التي تقوم بها مصر سعياً للحد من التصعيد العسكري، واحتواء الموقف واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية».

فلسطينيون يحملون جثمان أحد أقاربهم قُتل في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وجاء ذلك التأكيد المصري، غداة إعلان نتنياهو في مقطع فيديو مصور أنه أوعز «بتسريع» مفاوضات إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بعدما رأى «فرصة» لتحقيق ذلك مع الهجوم على إيران، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كما جرى اتصال هاتفي، الأحد، بين عبد العاطي، ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط، سيتف ويتكوف الذي كان مقترحه بشأن وقف إطلاق النار على طاولة المحادثات غير المباشرة، قبل اندلاع الهجوم الإسرائيلي على إيران والذي سبقه بيوم حديث مصادر في وفد «حماس» المفاوض بقطر خلال تصريحات صحافية عن أنه «تم تداول عدد من الأفكار الأيام الماضية مع الوسطاء بشأن اتفاق وقف إطلاق النار»، وتأكيد المكتب الإعلامي الدولي القطري في بيان، الأسبوع الماضي، وجود مفاوضات واقتراب من «تقدم حقيقي».

وتناول اتصال عبد العاطي وويتكوف بحسب بيان لـ«الخارجية» المصرية «التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط على خلفية المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران وما تمثله من خطورة بالغة على أمن واستقرار المنطقة»، مؤكداً «ضرورة الحد من التصعيد العسكري واحتواء الموقف واللجوء إلى الحلول السياسية والدبلوماسية».

وانهارت الهدنة الثانية في 18 مارس (آذار) الماضي بعد شهرَيْن من انطلاقها، ولم تحقق مفاوضات مباشرة بين «حماس» وواشنطن في الدوحة مطلع الشهر الحالي أي اختراق.

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، يرى أن تصريحات نتنياهو تأتي في ظل سيناريوهين محتملين الأول، أنه مراوغة ومناورة منه كعادته لكسب مزيد من الدعم وتخفيف الضغط عليه وتشتيت الانتباه للأوضاع الصعبة التي تواجهها إسرائيل مع تجاوز الرد الإيراني سقف توقعاته، والثاني أنه ربما التصعيد بين إسرائيل وإيران فتح نافذة تهدئة في غزة وتبريد جبهتها قليلاً لتفرغ قواته لمواجهة التصعيد المحتمل أن يستمر على الأقل أسبوعين.

وباعتقاد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، فإن نتنياهو يريد تقليل وتيرة العمليات في غزة لصالح جبهة إيران المفتوحة السيناريوهات، وطرحه محاولة لتضليل العالم لا أكثر رغم حاجة القطاع لهذه الهدنة في أقرب وقت في ظل الظروف الإنسانية الصعبة الحالية بالقطاع والاهتمام الدولي المتراجع نسيباً بوقف الحرب بغزة.

ولا يزال الصوت الدولي خافت بشأن وقف إطلاق النار في غزة في ظل تطورات إيران، وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأن نتنياهو تعهد لها خلال اتصال هاتفي، الأحد، ببذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة التي يعاني سكانها من نقص الغذاء، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي هذا الصدد، أكد وزير خارجية الأردن وهو أحد أعضاء اللجنة العربية بشأن غزة، أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تياني، ضرورة تكاتف كل الجهود لإنهاء التصعيد الإقليمي الذي يدفع المنطقة نحو مزيد من الصراع والتوتر.

وشدد الصفدي على «ضرورة ألّا تتراجع أولوية إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وما يسببه من كارثة إنسانية نتيجة تركيز المجتمع الدولي على إنهاء التصعيد الذي سببه العدوان الإسرائيلي على إيران»، وفق بيان لـ«الخارجية» الأردنية، الأحد.

وفي ظل تلك التطورات، استمر التصعيد الإسرائيلي بالقطاع، وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، الاثنين، إن 40 شخصاً على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية نصفهم قرب موقع لتوزيع المساعدات تشغله مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة في وقت ندد فيه مسؤولون في الأمم المتحدة بأساليب توزيع المساعدات التي تدعمها إسرائيل.

ولا يعتقد رخا أن نتنياهو جاد في ما يطرحه من التوصل لهدنة، خصوصاً في ظل عدم وجود ضغوط دولية كبيرة في ملف غزة واستمرار قتله وتجويعه للفلسطينيين، متوقعاً ألا تقبل «حماس» إلا بصفقة شاملة وألا تكون تسوية إيران مرتبطة بتسوية غزة على الأقل في هذه المرحلة على طاولة المفاوضات.

بينما يرى الرقب أن التهدئة أقرب من أي وقت مضى بوصفها فرصة إسرائيلية للتركيز أكثر في ظل التصعيد تجاه إيران رغم ما يحدث من تراجع اهتمام دولي بالحرب في غزة نظراً لتطورات إيران، متوقعاً أن تقبل «حماس» بأي مقترح يتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار من باب تخفيف الضغوط على الشعب الفلسطيني.


مقالات ذات صلة

تقرير: الولايات المتحدة تُبلغ نتنياهو بأن استهداف القيادي بـ«حماس» خرق لوقف إطلاق النار

المشرق العربي حديث بين ترمب ونتنياهو في الكنيست الإسرائيلي 13 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

تقرير: الولايات المتحدة تُبلغ نتنياهو بأن استهداف القيادي بـ«حماس» خرق لوقف إطلاق النار

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن البيت الأبيض وجّه توبيخاً شديد اللهجة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية الضربة التي استهدفت القائد البارز في «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي إزالة حطام المباني والمنازل المدمرة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل وقف تحقيق في حرب غزة

رفض قضاة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية، اليوم (الاثنين)، طعناً آخر قدمته إسرائيل لوقف تحقيق المحكمة في طريقة إدارتها الحرب على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي )
المشرق العربي فلسطينيون يحاولون اقتناص أجولة طحين (دقيق) من شاحنة تحمل مساعدات من برنامج الأغذية العالمي أثناء سيرها في دير البلح بوسط قطاع غزة (أ.ب) play-circle

الميليشيات المسلحة في غزة توسع دورها باغتيال ضابط من «حماس»

أظهرت عملية استهداف مجموعة مسلحة لعنصر أمني تابع لحركة «حماس» في غزة سعياً لتوسيع أدوارها، فضلاً عن بزوغ مجموعات جديدة في القطاع الذي مزقته الحرب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي السلطات في غزة تحذر من احتمال انهيار المزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة (أ.ب)

غزة تكابد لانتشال الجثث من تحت الأنقاض... والعواصف تهدم المباني المتضررة

حذرت السلطات في قطاع غزة اليوم (الاثنين) من احتمال انهيار مزيد من المباني المتضررة من الحرب بسبب الأمطار الغزيرة في القطاع الفلسطيني المدمر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أفراد من الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون عن جثامين عائلة سالم في أنقاض مبنى دُمر عام 2023 في حي الرمال بمدينة غزة 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

انتشال 14 جثماناً من أنقاض منزل في مدينة غزة

تمكّنت طواقم الدفاع المدني في مدينة غزة من انتشال 14 جثماناً من تحت أنقاض منزل دمرته القوات الإسرائيلية خلال قصفها المدينة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

جولة لسفراء في جنوب لبنان ومعاينة ميدانية لخطة حصرية السلاح

سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
TT

جولة لسفراء في جنوب لبنان ومعاينة ميدانية لخطة حصرية السلاح

سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)
سفير المملكة العربية السعودية لدى بيروت وليد بخاري خلال مشاركته في الجولة إلى الجنوب (قيادة الجيش)

نظمت قيادة الجيش اللبناني جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني، وفق قرار السلطة السياسية، ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية.

وبعد تصعيد إسرائيلي، يوم الأحد، ساد الهدوء، الاثنين، خلال جولة السفراء عند الحدود، حيث أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي رافق السفراء، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار».

السفراء والقائمون بالأعمال يستمعون إلى شرح قائد الجيش العماد رودولف هيكل حول تنفيذ خطة حصرية السلاح في جنوب الليطاني (قيادة الجيش)

واستهل اللقاء في قيادة قطاع جنوب الليطاني بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت استذكاراً لأرواح قتلى الجيش، ثم ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها بالحاضرين، معرباً عن «تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثّلونها، نظراً لما تبديه من حرص على لبنان»، كما أكد، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية، هو تأمين الاستقرار، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً، إلى «أن هدف الجولة،هو تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».

ولفت إلى «أن الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».

كذلك جرى عَرْضُ إيجاز، بحسب بيان للقيادة عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، الـ«ميكانيزم».

و أشاد الحاضرون، حسب البيان، «باحتراف الجيش ومهنيته في تنفيذ مهمته، مثمّنين تضحيات عناصره لأداء الواجب». بعدها قام الحاضرون، يرافقهم عدد من الضباط، بجولة ميدانية على بعض المراكز والمواقع التي شملتها خطة الجيش.

وأتت هذه الجولة، بعد أيام على تنظيم الجيش جولة مماثلة للإعلام سعياً منه للكشف عن كل العمليات التي يقوم به تنفيذاً لقرار الحكومة المرتبط بحصرية السلاح، لا سيما في ظل بعض الانتقادات والأصوات التي تصدر مشككة بقدرته على تسلّم زمام الأمور والسيطرة على الأوضاع الأمنية.

وتأتي هذه الخطوة، أيضاً قبل 3 أيام من استضافة باريس مؤتمراً تحضيرياً لدعم الجيش يُعقد في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويحضره الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، والمستشارة السياسية لماكرون آن كلير لوجاندر، والعماد هيكل، والموفدة الأميركية إلى الـ«ميكانيزم» مورغان أورتاغوس.


قائد الجيش اللبناني: الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية تأمين الاستقرار

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتوسط سفراء وقائمين بأعمال سفارات وملحقين عسكريين خلال جولة ميدانية للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني... في قيادة قطاع جنوب الليطاني بمدينة صور في جنوب لبنان يوم 15ديسمبر 2025 (صفحة الجيش اللبناني على «إكس»)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتوسط سفراء وقائمين بأعمال سفارات وملحقين عسكريين خلال جولة ميدانية للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني... في قيادة قطاع جنوب الليطاني بمدينة صور في جنوب لبنان يوم 15ديسمبر 2025 (صفحة الجيش اللبناني على «إكس»)
TT

قائد الجيش اللبناني: الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية تأمين الاستقرار

قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتوسط سفراء وقائمين بأعمال سفارات وملحقين عسكريين خلال جولة ميدانية للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني... في قيادة قطاع جنوب الليطاني بمدينة صور في جنوب لبنان يوم 15ديسمبر 2025 (صفحة الجيش اللبناني على «إكس»)
قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل يتوسط سفراء وقائمين بأعمال سفارات وملحقين عسكريين خلال جولة ميدانية للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني... في قيادة قطاع جنوب الليطاني بمدينة صور في جنوب لبنان يوم 15ديسمبر 2025 (صفحة الجيش اللبناني على «إكس»)

أكد قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، خلال جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين، نظّمتها قيادة الجيش اللبناني، الاثنين، للاطلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني؛ أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار.

وبحسب بيان صادر عن قيادة الجيش، أكد العماد هيكل أن «الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، فيما يستمر الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً إلى أن «هدف الجولة تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».

ورحّب هيكل بالحاضرين، معرباً «عن تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثلونها؛ نظراً لما تبديه من حرص على لبنان».

ولفت إلى أن «الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».

وجرى خلال الجولة «عرض إيجاز عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (ميكانيزم)».


القوات الإسرائيلية تقتل فتى فلسطينياً في الضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

القوات الإسرائيلية تقتل فتى فلسطينياً في الضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي قتل بالرصاص فتى فلسطينياً يبلغ من العمر 16 عاماً خلال مداهمة ببلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم، الاثنين، في أحدث حلقة في موجة العنف في الآونة الأخيرة بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، عن رئيس مجلس بلدة تقوع، قوله إن الفتى تعرض لإطلاق النار بعد أن تجمعت قوات الجيش الإسرائيلي في وسط البلدة ليل اليوم الاثنين وبدأت بإطلاق النار «بشكل عشوائي».

وأضافت الوكالة أن الجيش أطلق النار على الفتى عمار ياسر صباح برصاصة حية في الصدر، وأنه نُقل إلى المستشفى لكنه فارق الحياة.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية هذا العام، ومنذ بداية الحرب التي استمرت عامين في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين بشكل حاد، في حين شدد الجيش القيود على الحركة ونفذ مداهمات واسعة في عدة مدن. وقتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، حسب الأمم المتحدة.

جنود إسرائيليون يتمركزون خلال مداهمة عسكرية في مخيم الأمعري قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وقتل 59 إسرائيلياً في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها. ومن بين القتلى الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية هذا العام 53 قاصراً فلسطينياً، وفقا للإحصاءات الفلسطينية الرسمية.

ويعيش في الضفة الغربية 2.7 مليون فلسطيني يتمتعون بحكم ذاتي محدود تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي. واستوطن مئات الآلاف من الإسرائيليين هناك.

وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات، على الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، غير قانونية، ودعا عدد من قرارات مجلس الأمن الدولي إسرائيل إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية. وتنفي إسرائيل عدم شرعية المستوطنات، مستشهدة بصلات دينية وتاريخية بالأرض. وأخلت القوات الإسرائيلية مخيمات لاجئين، وأجبرت آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم وواصلت الوجود في بعض مدن الضفة الغربية لأطول مدة منذ عقود. واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إسرائيل في نوفمبر الماضي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بسبب ما قالت إنها عمليات طرد قسري في الضفة الغربية.