نشرت حركة «حماس»، الأربعاء، مقطعاً مصوراً بالفيديو لاثنين من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، يقولان فيه إن استئناف القصف الإسرائيلي على القطاع سيؤدي إلى نهايتهما ومن معهم.
وقالت «حماس»، في الفيديو، إن «العودة للمفاوضات تساوي الإفراج عن الأسرى».
واتهمت الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «سعى لهندسة مفاوضات شكلية للمماطلة وكسب الوقت» قبل أن يستأنف الحرب.
وتخلت إسرائيل عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الأسبوع الماضي، عندما بدأت مجدداً شنّ هجمات أوقعت مئات القتلى بعد أسابيع من الهدوء النسبي في أعقاب التوصل لاتفاق في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفي وقت لاحق، قال زعيم «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، إن الحركة تعاملت «بإيجابية ومسؤولية» مع المقترحات والمبادرات التي تلقتها في الآونة الأخيرة لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، متهماً إسرائيل بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف الحية، في بيان: «لقد تلقينا خلال المرحلة الماضية مجموعة من المقترحات والمبادرات، وقد تعاملنا معها بإيجابية ومسؤولية لإنجاز أهدافنا بالوقف التام للعدوان على أهلنا في غزة، وضمان الانسحاب الكامل من القطاع، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار».
وأوضح الحية أن إسرائيل «انقلبت على الاتفاق الذي وقّعته معنا، ووقّعه الوسطاء الضامنون، ورفضت الانتقال للمرحلة الثانية منه، واستأنفت مجدداً عدوانها على شعبنا».
وتسببت الحرب الإسرائيلية في مقتل ما يزيد على 50 ألف فلسطيني، وشردت معظم سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليونين، وسوّت غالبية القطاع بالأرض تقريباً.
وفي وقت سابق اليوم، هدّد نتنياهو بالاستيلاء على أجزاء إضافية من غزة، إذا لم تفرج حركة «حماس» عن الرهائن المحتجزين لديها، في حين استأنف الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوع غاراته، ونفّذ عمليات برية في القطاع المدمر.
وشهد القطاع، الأربعاء، مظاهرات جديدة مناهضة لـ«حماس» ضمّت مئات الأشخاص في مدينة غزة وفي بلدة بيت لاهيا في الشمال، ورفع بعضهم لافتات، كتب على إحداها «(حماس) لا تمثلنا». وسار المتظاهرون وسط الدمار، وهم يرددون هتافات، منها «الشعب يريد إسقاط (حماس)» و«(حماس) برا برا».
وقال نتنياهو، الأربعاء، أمام الكنيست: «يدرك عدد متزايد من سكان غزة أن (حماس) تجلب لهم الدمار والخراب، وهذا مهم جداً. كل هذا يثبت أن سياستنا ناجحة».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، مقتل 830 فلسطينياً منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي على القطاع، لترتفع حصيلة القتلى في القطاع المحاصر إلى 50183 منذ اندلاع الحرب. علماً أن هجوم «حماس» أوقع 1218 قتيلاً، وفق الأرقام الإسرائيلية.
وشهدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم 8 قتلى. وأفرجت إسرائيل من سجونها عن نحو 1800 معتقل فلسطيني.
ومن أصل 251 رهينة اختطفوا في الهجوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، منهم 34 قتلوا بحسب الجيش الإسرائيلي.