انتشار الأمن العام السوري على طريق السويداء لاحتواء التوتر

عشائر الجنوب تدعو إلى درء «الفتن»

تسوية أوضاع الشباب في السويداء (سانا)
تسوية أوضاع الشباب في السويداء (سانا)
TT
20

انتشار الأمن العام السوري على طريق السويداء لاحتواء التوتر

تسوية أوضاع الشباب في السويداء (سانا)
تسوية أوضاع الشباب في السويداء (سانا)

في محاولة لاحتواء التوتر الحاصل في محافظة السويداء بين الفصائل المحلية والمسلحة وعشائر البدو، أعلن «تجمع عشائر الجنوب» وقوف عشائر السويداء إلى جانب أهل السويداء ذات الغالبية الدرزية «لدرء الفتنة الحاصلة»، مع التأكيد على «وحدة الأرض والعيش المشترك».

وقال التجمع -في بيان صدر يوم الجمعة- ونشرته وسائل إعلام محلية: «لن نسمح لأحد بتمزيق النسيج الاجتماعي لأهالي الجبل، والفاعل بما فعل»، داعياً إلى «التكاتف المشترك والضرب بيد من حديد لكل مَن تُسوِّل له نفسه خلق فتنة وزعزعة التلاحم والتعاضد بين جميع أبناء الجبل».

وانتشرت دوريات جهاز الأمن العام، يوم الجمعة، في منطقة المطلة على طريق دمشق - السويداء، لتأمينه وحمايته، عقب هجوم حصل يوم الخميس على حافلات مدنية على الطريق العام، في منطقة المطلة بريف دمشق، ما أدَّى إلى مقتل مدنيين وإصابة 10 آخرين.

حدث ذلك بالتزامن مع اشتباكات مسلحة اندلعت بين مجموعات مسلحة في منطقتي رساس ونبع عرى جنوب غربي السويداء، أدَّت إلى سقوط قتلى وجرحى. وقال موقع «السويداء 24» إن انتشار دوريات الأمن العام على طريق دمشق - السويداء في منطقة المطلة يهدف إلى «فرض الأمان على الطريق، ومنع أي محاولة اعتداء على المدنيين».

بلدة القريا

محتجون يقتحمون الشعبة الغربية لحزب «البعث» وسط مدينة السويداء (السويداء 24)
محتجون يقتحمون الشعبة الغربية لحزب «البعث» وسط مدينة السويداء (السويداء 24)

وشيَّعت بلدة القريا، جنوب السويداء، إحدى ضحايا الهجوم المسلح على حافلات النقل العام، وطالب المشاركون في التشييع بمحاسبة الجناة، معبرين عن استنكارهم وقلقهم من تكرار حوادث الاعتداءات، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، وسط أجواء من التوتر والقلق سادت محافظة السويداء.

وحدث ذلك فيما كانت دمشق تتنفس الصعداء، بعد خطاب وجهه الرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى الشعب السوري، عرض فيه أولويات إدارته في المرحلة المقبلة، التي تتركز حول «تحقيق السلم الأهلي، وملاحقة من أجرموا بحق الشعب السوري داخل البلاد أو من فرُّوا خارجها». والسعي إلى إتمام وحدة الأراضي السورية فرض السيادة السورية تحت «سلطة واحدة وعلى أرض واحدة».

وظهر انقسام واضح في ساحة الكرامة التي تحوَّلت إلى مركز للاحتجاج في محافظة السويداء خلال العام الأخير، بين مجموعة من الناشطين في السويداء نظمت وقفة احتجاجية للتعبير عن رفض أعمال العنف والتجاوزات التي ترتكب في ريف حمص الغربي، والساحل بحق العلويين، وأيضاً طريقة تنصيب القائد أحمد الشرع رئيساً للجمهورية «بقرار عسكري»، وبين مجموعة أخرى تؤيد إدارة الشرع واتهام غير المتعاونين مع الإدارة الجديدة والرافضين لقراراتها بأنهم من «فلول النظام السابق».

وفي تفاصيل الأحداث التي تشهدها السويداء، قالت مصادر في العشائر لـ«الشرق الأوسط» إن فصائل السويداء المُسلحة حاولت اقتحام بلدة عرى يوم الخميس، فتمَّ التصدي لها، ونشبت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها فصائل السويداء قذائف الهاون وأصابت 4 منازل، إضافة إلى مئذنة جامع حي العشائر.

أحداث السويداء

ميليشيات في السويداء (أرشيفية - السويداء 24)
ميليشيات في السويداء (أرشيفية - السويداء 24)

وأوضحت المصادر أن سبب الاشتباكات قيام مجموعة تابعة لفصيل مسلح في السويداء بطرد مجموعة من عشائر البدو من محيط معسكر الطلائع أثناء قيامهم بجمع الحطب، وجرى إطلاق نار أدى إلى إصابة أحد أبناء السويداء. بعدها طلبت فصائل السويداء من أهالي بلدة عرى تسليم مطلق النار بعد مهلة محددة انتهت بالهجوم على عرى.

وأشارت المصادر إلى أن هذا النوع من الخلافات موجود «بشكل تاريخي» بين المزارعين الدروز من أهالي السويداء، وأبناء العشائر البدوية الذين يُطلقون قطعان الأغنام، لترعى في أراضي المحافظة وتصل أحياناً إلى الأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى صدامات.

وقال «المرصد السوري» لحقوق الإنسان، إن غرفة عمليات السويداء «فصائل محلية مسلحة» منحت أبناء العشائر مهلة لتسليم مُطلِق النار الذي أصاب أحد شباب بلدة رساس جنوب السويداء. ومع انتهاء المهلة نشبت اشتباكات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة أدَّت إلى حصول فوضى أمنية جرَّاء استهداف المنازل في بلدة عرى، التي يقطنها أبناء من عشائر البدو.

وفي غضون ذلك، هاجم مسلحون من العشائر طريق دمشق - السويداء، وفق «المرصد» الذي أكَّد تصاعد التوتر وحالة القلق في المحافظة مع انقطاعات التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات، لفترات طويلة في المحافظة؛ حيث سادت حالة من الاستنفار والحذر مع انتشار للمجموعات المحلية المسلحة في بلدة القريا ومحيطها.


مقالات ذات صلة

مصادر: سوريا تسعى للحصول على مقابل لإبقاء القاعدتين الروسيتين مثل إسقاط ديون

المشرق العربي مقاتلون تابعون للقيادة السورية الجديدة في نقطة تفتيش عند مدخل قاعدة حميميم العسكرية بمحافظة اللاذقية يوم 29 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

مصادر: سوريا تسعى للحصول على مقابل لإبقاء القاعدتين الروسيتين مثل إسقاط ديون

مصادر سورية وروسية تحدَّثت عن تفاصيل لم تنشر عن أول اجتماع رفيع المستوى بين الشرع ومبعوث بوتين، بينها إعادة أموال سورية يقال إنها في روسيا.

«الشرق الأوسط» (اللاذقية (سوريا))
المشرق العربي جنود سوريون يشاركون في عرض عسكري (أرشيفية - إ.ب.أ)

مقتل عنصر بوزارة الدفاع السورية وإصابة آخر في إطلاق نار بريف دمشق

قالت وزارة الداخلية السورية، اليوم (السبت)، إن أحد عناصر وزارة الدفاع قُتل وأصيب آخر في إطلاق نار بمدينة جرمانا بمحافظة ريف دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي وفد من السفارة السعودية في دمشق ومركز «الملك سلمان للإغاثة» يشرف على توزيع المساعدات في مركز قطنا بريف دمشق الغربي (الشرق الأوسط)

مركز الملك سلمان للإغاثة يُطلق مشروع «سلة إطعام» في سوريا

أطلق «مركز الملك سلمان للإغاثة»، مشروع سلة إطعام لمساندة العائلات الأشد ضعفاً خلال شهر رمضان ‏المبارك، من بلدة قطنا الواقعة بالريف الغربي لدمشق.

كمال شيخو (قطنا (ريف دمشق))
المشرق العربي صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر مطار المزة العسكري في وقت كان يستخدمه نظام الأسد مركز اعتقال (رويترز)

أكثر من ألف سوري لاقوا حتفهم أثناء احتجازهم بمطار عسكري خلال حكم الأسد

أكثر من ألف سوري لاقوا حتفهم وهم محتجزون في مطار عسكري على مشارف دمشق أو تم إعدامهم.

«الشرق الأوسط» (دمشق )
المشرق العربي أهالي السويداء خلال مظاهرة ضد التدخل الإسرائيلي في سوريا بدعوى حماية الدروز (أ.ب)

الملحق العسكري التركي في سوريا يتولى مهام عمله قريباً

أعلنت تركيا الانتهاء من إجراءات تعيين ملحق عسكري لها في سوريا سيتولى مهامه قريباً، وأن وفداً من وزارة الدفاع التركية سيزور دمشق في إطار تعزيز العلاقات العسكرية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الشرع يكلف لجنة سباعية صياغة إعلان دستوري

لافتات مؤتمر الحوار الوطني السوري في شوارع دمشق (مواقع)
لافتات مؤتمر الحوار الوطني السوري في شوارع دمشق (مواقع)
TT
20

الشرع يكلف لجنة سباعية صياغة إعلان دستوري

لافتات مؤتمر الحوار الوطني السوري في شوارع دمشق (مواقع)
لافتات مؤتمر الحوار الوطني السوري في شوارع دمشق (مواقع)

كلف الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس، لجنةً من سبعة قانونيين، بينهم سيدتان، بمهمة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، في إطار تنظيم مرحلة الانتقال السياسي عقب إطاحة حكم بشار الأسد، من دون تحديد مهلة زمنية لإنجاز عملها.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بأنه «انطلاقاً من تطلعات الشعب السوري في بناء دولته على أسس القانون، وبناءً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، قرر الرئيس تشكيل لجنة من الخبراء تتولى مهمة صياغة «مسودة الإعلان الدستوري الذي ينظم المرحلة الانتقالية».

وأشار البيان إلى أن على اللجنة رفع «مقترحها إلى رئيس الجمهورية»، من دون أن يحدد الخطوات التالية.

وفيما ساد هدوء حذر في جرمانا، التي شهدت توتراً بين قوات الأمن السوري وعناصر محلية، حذّر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، دروز سوريا، من المكائد الإسرائيلية في جبل العرب وسوريا، معلناً أنه سيزور دمشق للمرة الثانية قريباً للقاء الرئيس أحمد الشرع.