وزير خارجية فرنسا: الفشل في وقف إطلاق النار كان سيغرق لبنان بالفوضى

وزير الدفاع: لو لم نكن موجودين لكانت الأمور أسوأ

وزير الخارجية جان نويل بارو (يمين) وزميله وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الثلاثاء خلال زيارة لمقر القوة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية جان نويل بارو (يمين) وزميله وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الثلاثاء خلال زيارة لمقر القوة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية فرنسا: الفشل في وقف إطلاق النار كان سيغرق لبنان بالفوضى

وزير الخارجية جان نويل بارو (يمين) وزميله وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الثلاثاء خلال زيارة لمقر القوة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
وزير الخارجية جان نويل بارو (يمين) وزميله وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو الثلاثاء خلال زيارة لمقر القوة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وصف وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، الذي يقوم منذ الاثنين بزيارة مشتركة إلى لبنان مع زميله وزير الخارجية جان نويل بارو، الأيام الـ26 المتبقية من فترة الستين يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل بأنها «لحظة هشاشة، أو بالأحرى لحظة الحقيقة»، التي ستتواصل حتى انتهاء الحقبة المذكورة، وأن ما يقوم به الأميركيون والفرنسيون في إطار آلية مراقبة وقف إطلاق النار هو «تحييد التهديدات المحتملة» لوقف النار، مذكراً بأن بلدة واحدة «الخيام» من مجمل القرى والبلدات التي يتعين على القوات الإسرائيلية الانسحاب منها وحلول الجيش اللبناني محلها، قد أنجزت فيها هذه المهمة. وأضاف لوكورنو: «لقد جئنا هنا لنقول للبنان كن حذراً لأن وقف إطلاق النار هذا هو مفتاح ما نسعى إلى أجله بالطبع، ولكن أيضاً هو منع التصعيد الإقليمي».

ويعكس كلام المسؤول الفرنسي تخوف باريس من تواصل انتهاكات وقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد أن باريس ستعمل، بالتوازي، من أجل إيصال رسالة مماثلة إلى إسرائيل. ووفق الوزير بارو، فإن الفشل في التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي سعت إليه فرنسا والولايات المتحدة يداً بيد كان «سيغرق لبنان في حالة من الفوضى». ووفق لوكورنو، فإن المحافظة على وقف النار «الهش» تتطلب كثيراً من الجهود. إلا أن اللافت أن الوزير الفرنسي لم يشر بشكل مباشر إلى الانتهاكات الإسرائيلية التي يشكو منها لبنان يومياً، والتي تقدَّم بشأنها بشكاوى إلى الطرفين الفرنسي والأميركي.

وكان لوكورنو وبارو يتحدثان من مقر قيادة القوة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» في جنوب لبنان إلى القناة الإخبارية الفرنسية (بي إف إم). وتناول بارو الوضع السياسي في لبنان محدداً أولويات بلاده الرئيسة: الأولى توفير المساعدات الإنسانية للبنان، والثانية العمل من أجل أن يكون وقف إطلاق النار دائماً، والثالثة التوصل إلى التعافي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للبنان. وبخصوص الأولوية الثالثة، عدّ بارو أن الخطوة الأولى على طريق التعافي تكمن في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يملأ الفراغ المؤسساتي، بحيث «يستطيع أن يجمع اللبنانيين، وأن يجسد وحدة لبنان في تنوعه». وحث بارو «القوى السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها، واغتنام فرصة جلسة مجلس النواب في التاسع من يناير (كانون الثاني) لانتخاب رئيس يضع لبنان على مسار يمكّنه من استعادة مصيره بيده». ولا تكتفي باريس بذلك بل تدعو، بعد ذلك، إلى قيام حكومة فاعلة ومؤسسات تعمل، ووصف بارو جهود إعادة الإعمار بأنها ستكون «هائلة»؛ لأن الحرب تسببت بأضرار تساوي المليارات. وثمة من يقدر تكلفة إعادة الإعمار بعشرة مليارات دولار، لا تملك الحكومة قرشاً واحداً منها. أما بيت القصيد من زيارة الوزيرين، وفق بارو، فهو الدفع من أجل أن يكون وقف النار دائماً.

من جانب آخر، رد وزير الدفاع على الذين يأخذون على قوات «اليونيفيل» انعدام فاعليتها بقوله إنه، لو لم تكن موجودة، «لكان الوضع (في جنوب لبنان) أسوأ»، وأنها كانت «أفضل الممكن»، مضيفاً أن «اختراع شيء جديد (للحلول مكانها) أمر بالغ الصعوبة»؛ نظراً لما هو قائم في مجلس الأمن الدولي. وذكّر لوكورنو بأن مهمة «اليونيفيل»: «ليست الفصل بين مقاتلين، بل فقط المراقبة وتقديم التقارير؛ لأنها ليست قوة حفظ سلام». ولأن الوضع على ما هو عليه، لذا تم العمل من أجل إنشاء آلية المراقبة التي تم تشكيلها للإشراف على وقف إطلاق النار التي تترأسها الولايات المتحدة الأميركية، وتشاركها فرنسا في المسؤولية. وختم لوكورنو قائلاً: «نحن نبذل جهداً كبيراً لجعل القوات المسلحة اللبنانية تتولى المسؤولية، وفرنسا تلعب دورها هنا، ولو لم نكن موجودين لكانت الأمور أسوأ».


مقالات ذات صلة

ماكرون يشيد بـ«الطموح غير المسبوق» للشراكة مع المغرب

شمال افريقيا العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

ماكرون يشيد بـ«الطموح غير المسبوق» للشراكة مع المغرب

أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«الطموح غير المسبوق» للشراكة التي تم بناؤها مع المغرب.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية لويس انريكي مع ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان عقب النهائي (أ.ف.ب)

إنريكي: سان جيرمان استحقّ «السوبر الفرنسي»

أكد لويس إنريكي مدرب فريق باريس سان جيرمان استحقاق فريقه لقب كأس السوبر الفرنسي مؤكداً أن النتيجة كانت عادلة.

خالد العوني (الدوحة)
رياضة سعودية كريستيانو رونالدو في إحدى مباريات الدوري السعودي (أ.ف.ب)

باريس لا يريد ضم كريستيانو رونالدو

ذكرت تقارير صحافية أن نادي باريس سان جيرمان لا يفكر في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية المهاجم عثمان ديمبلي يحتفل بهدفه في موناكو (رويترز)

«كأس السوبر الفرنسي»: ديمبلي يقود سان جيرمان للفوز باللقب

سجل المهاجم عثمان ديمبلي هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقود باريس سان جيرمان للفوز 1-صفر على موناكو في كأس السوبر الفرنسي.

خالد العوني (الدوحة)
رياضة عالمية النمساوي أدي هوتر مدرب موناكو الفرنسي في المؤتمر الصحافي بالدوحة (رويترز)

هوتر: على موناكو تقديم مباراة مثالية

شدَّد النمساوي أدي هوتر، مدرب موناكو الفرنسي، أن على فريقه «تقديم مباراة مثالية» أمام باريس سان جيرمان في كأس الأبطال.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

قصر بعبدا ينفض عنه غبار الشغور... كيف يتسلّم الرئيس عون السلطة؟ ومتى يكلف رئيس حكومة؟

الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون (أ.ف.ب)
TT

قصر بعبدا ينفض عنه غبار الشغور... كيف يتسلّم الرئيس عون السلطة؟ ومتى يكلف رئيس حكومة؟

الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون (أ.ف.ب)

بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، فتح قصر بعبدا الجمهوري أبوابه لاستقبال الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، وتزينت باحاته بأبهى حلة، ونفض عنه غبار الشغور، وافترش السجاد الأحمر لاستقبال الرئيس المنتخب.

كيف تكون مراسم تسلّم الرئيس المنتخب سلطاته الدستورية؟

عادة تجري عملية التسليم والتسلم بين الرئيس المنتخب والرئيس السابق، لكن مع عدم وجود رئيس منذ أكثر من عامين، قصد الرئيس عون القصر الجمهوري منفرداً، وقام الحرس الجمهوري وبروتوكول القصر بما يجب القيام به.

ويوضح الخبير الدستوري سعيد مالك لـ«الشرق الأوسط»، أنه في هذه الحالة وفور إعلان فوز عون، يتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الرئيس عون بموكب رئاسي من أجل اصطحابه إلى مجلس النواب، ومن ثم إلى القصر الجمهوري وفق البروتوكولات المتبعة.

ولدى وصول الرئيس المنتخب إلى مدخل القصر الجمهوري ، آتياً من مجلس النواب في موكب رسمي، عزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني اللبناني. وحيّا الرئيس العلم اللبناني الذي ارتفع مجدداً على سارية القصر الجمهوري.

بعدها استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بالرئيس، بينما أطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها للمناسبة. بعد ذلك، صافح الرئيس المنتخب المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمديرين العامين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري، ثم انتقل إلى صالون السفراء وسط صفّين من رماحة الحرس الجمهوري، والتقطت له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة، لينتقل بعدها إلى مكتبه، حيث تسلّم وسام الاستحقاق اللبناني، الوشاح الأكبر من الدرجة الاستثنائية، والقلادة الكبرى لوسام الأرز الوطني، والتقطت له الصور مرتدياً الوشاح، ومتقلّداً القلادة.

والتقى الرئيس المنتخب بعد ذلك اللبنانية الأولى وأفراد العائلة، حيث التقطت الصور التذكارية.

متى يكلف رئيس حكومة؟

ويشير مالك إلى أنه بعد ذلك يجب خلال «المهلة المعقولة» وفق الدستور أن يدعو الرئيس الكتل والنواب من أجل المشاورات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة مكلف». ولم يحدد الدستور اللبناني مدة «المهلة المعقولة»، لكنها وبحسب مالك، لا تتجاوز الأسبوع أو أكثر أو أقل بقليل.

ماذا بعد ذلك؟

وبعد تسمية رئيس الحكومة المكلف، يلفت مالك إلى أن الرئيس المكلف يقوم بإجراء مشاورات مع الكتل النيابية والقوى من أجل وضع تصور لحكومة لبنان الأولى بعد الانتخابات الرئاسية، وعلى ضوء ذلك يتم عرض التشكيلة على رئيس الجمهورية الذي له حق الموافقة عليها أو رفضها أو طلب تعديلها. ويضيف: «ثم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتم توقيع مرسوم تشكيل الحكومة التي تتسلم مهام البلاد والعباد، حسب الأصول والأنظمة والقوانين المرعية الإجراء».

متى يتم تعيين قائد جيش جديد؟

ويوضح مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس الأركان حسان عودة تسلّم بالإنابة مهام قائد الجيش؛ لأنه ثاني أعلى منصب بعد قائد الجيش، إلى أن يتم تعيين قائد جيش جديد بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ويقول: «تجتمع الحكومة برئاسة رئيس الجمهورية، حيث من المفترض أن تكون السلطة التنفيذية كلها مجتمعة لتعيين قائد جيش جديد».