«المرصد»: مخاوف في صفوف النظام السوري من تصعيد يفتح جبهة الجولان

طائرة إيرانية تصل اللاذقية بمساعدات للنازحين اللبنانيين

قصف «حزب الله» الجولان السوري المحتل بصواريخ يوليو الماضي (رويترز)
قصف «حزب الله» الجولان السوري المحتل بصواريخ يوليو الماضي (رويترز)
TT
20

«المرصد»: مخاوف في صفوف النظام السوري من تصعيد يفتح جبهة الجولان

قصف «حزب الله» الجولان السوري المحتل بصواريخ يوليو الماضي (رويترز)
قصف «حزب الله» الجولان السوري المحتل بصواريخ يوليو الماضي (رويترز)

أكدت مصادر خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضباطاً من قوات النظام السوري يشعرون بتخوف كبير من احتمال فتح الميليشيات الإيرانية لجبهة قتال ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية، خصوصاً في حال كان هناك رد إسرائيلي كبير على إيران بعد قصف الأخيرة لإسرائيل بعشرات الصواريخ.

وفقاً للمصادر، تعود هذه المخاوف لعدم قدرة دمشق على تحمُّل فتح جبهة جديدة داخل سوريا، بعد سنوات من الحرب والمعارك ضد الفصائل المسلحة: «هيئة تحرير الشام»، وتنظيم «داعش» وفصائل إسلامية ومقاتلة على امتداد الجغرافيا السورية.

وتجد قوات النظام نفسها غير مستعدة لمواجهة تصعيد جديد في ظل ما تمر به من أزمات داخلية مستمرة. فهي لا تزال منخرطة في معارك متواصلة ضد التنظيم في البادية السورية، معتمدة على الدعم الروسي، في ظل معلومات تشير إلى أن تنظيم «داعش» يخطط لتكثيف عملياته في الفترة المقبلة، مما يزيد من الأعباء العسكرية على قوات النظام التي تعاني أصلاً من نقص في الموارد والتجهيزات نتيجة الاستنزاف الطويل في الحرب.

وما يفاقم من هذه المخاوف، حسب المرصد، أن «هيئة تحرير الشام» وفصائل تعمل تحت رايتها، وهي من أبرز التشكيلات المسلحة في الشمال السوري، تتحضر لشن عملية عسكرية واسعة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية وحلب، في حال قررت إسرائيل فتح جبهة في الجولان السوري المحتل.

وتزيد هذه التحضيرات من احتمالية انهيار قوات النظام على جبهات متعددة، في وقت تضعف فيه قدراتها العسكرية على الصمود أمام هجمات ستكون متزامنة. وتسعى دمشق إلى منع إيران من فتح صراع مع إسرائيل داخل الأراضي السورية، من منطلق أن «الأوضاع الميدانية الحالية غير مواتية»، ولا تسمح بمثل هذا التصعيد.

ويرفض الجيش بشدة، السماح للميليشيات الإيرانية والمجموعات المدعومة منها بالاقتراب من المواقع العسكرية التابعة لقواته، خصوصاً القريبة من الحدود مع الجولان المحتل، واستخدامها نقاط انطلاق لهجمات ضد إسرائيل، تؤدي إلى توسع المواجهات بشكل كبير مع إسرائيل، وهو ما لا ترغب فيه قوات النظام بهذه المرحلة.

وقصف الجيش الإسرائيلي في يوليو (تموز) الماضي، مواقع عسكرية للجيش السوري في الجزء غير المحتل من هضبة الجولان، بزعم أن دمشق خرقت اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 في المنطقة العازلة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعدّ «الجيش السوري مسؤولاً عما يحدث في أراضيه، ولن يسمح بخرق اتفاق فض الاشتباك».

وجاء القصف الإسرائيلي بعد يوم من إطلاق «حزب الله» اللبناني صاروخاً على هضبة الجولان المحتلة.

صور انتشرت فجر 3 أكتوبر تظهر حصول انفجارات في مطار حميميم

مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان أفادت، أيضاً، بأن هناك استياءً كبيراً بين ضباط النظام من وجود مستودعات للأسلحة والصواريخ التابعة لـ«حزب الله» والميليشيات الإيرانية داخل القطاعات العسكرية السورية؛ حيث تتعرض هذه المستودعات لهجمات إسرائيلية بشكل متكرر، كان آخرها استهداف مستودعات في ريفي حمص وحماة تستخدم لتخزين الصواريخ والأسلحة.

وقد جرى استهداف مستودع قرب مطار حميميم العسكري الروسي في ريف اللاذقية، كان يُعتقد أنه مخصص للمواد الغذائية، إلا أنه كان يحتوي على أسلحة، ولم يكن حتى ضباط النظام على علم بذلك.

ولفتت المصادر إلى أن هذا التوتر المتزايد بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية بشكل عام، برز نتيجة القلق من توريط قوات النظام في مواجهة غير مرغوب فيها مع إسرائيل على الأراضي السورية.

رجال إطفاء إسرائيليون يخمدون حرائق اندلعت جراء صواريخ «حزب الله» في الجولان 11 يونيو (أ.ف.ب)

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة والتصعيد الإسرائيلي الكبير على سوريا، أوعزت القيادة السورية عدة مرات لقطاعاتها العسكرية المنتشرة قرب الجولان السوري المحتل، بعدم السماح لعناصر الميليشيات الموالية لإيران باستخدام هذه الثكنات لمهاجمة إسرائيل، وذلك بهدف تجنُّب التصعيد معها على الأراضي السورية.

وصول مساعدات إيرانية إلى مطار اللاذقية (سانا)

في الأثناء، وصلت، الإثنين، إلى مطار اللاذقية الدولي طائرة إيرانية، على متنها مساعدات إنسانية للبنانيين النازحين إلى سوريا جراء الحرب الإسرائيلية على بلادهم.

وقالت وكالة «سانا» الرسمية إن المساعدات شملت 5000 سلة غذائية ومواد إغاثية متنوعة تتضمن 2000 سجادة، و3000 غطاء و500 خيمة، ما يُسهم في تلبية بعض متطلبات العائلات اللبنانية التي اضطرت لمغادرة منازلها.

وتابعت أن الجهات المختصة بمطار اللاذقية، وبالتعاون مع القوات الروسية العاملة في مركز التنسيق الروسي بقاعدة حميميم، قامت بالإشراف على تفريغ حمولة طائرة المساعدات.

صور انتشرت فجر 3 أكتوبر تظهر انفجارات في مخزن تابع لـ«حزب الله» قرب مطار حميميم (مواقع)

وتُعد هذه الطائرة الأولى التي تصل إلى سوريا، بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي، في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول)، مستودعاً لـ«حزب الله» بالقرب من القاعدة الروسية «حميميم» في ريف اللاذقية، وهو مكان لتخزين الصواريخ استخدمه الحزب في الآونة الأخيرة بشكل سري، بينما كان المستودع يُستخدم في الظاهر لتخزين المواد الغذائية. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن الاستهداف أدى إلى تفجير الصواريخ المخزنة وانطلاقها بشكل عشوائي لمدة ساعة، وصل بعضها إلى أحياء في الساحل السوري.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

اجتماع لبناني - سوري يبحث ملفات مشتركة ويخرق جمود العلاقات

العالم العربي الشرع وميقاتي (أ.ف.ب)

اجتماع لبناني - سوري يبحث ملفات مشتركة ويخرق جمود العلاقات

انتظر رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، انتخاب رئيس جديد للبنان قبل تلبية دعوة قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع لزيارة سوريا.

الخليج السفارة الإماراتية لدى لبنان (الشرق الأوسط)

الإمارات ولبنان يتفقان على إعادة فتح سفارة أبوظبي في بيروت

اتفق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس اللبناني جوزيف عون على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتح سفارة دولة الإمارات في بيروت.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
المشرق العربي وحدات الجيش اللبناني تواصل انتشارها في الجنوب (مديرية التوجيه)

الجيش اللبناني يوسّع انتشاره جنوباً مع تواصل الانسحابات الإسرائيلية

الجيش اللبناني يوسّع انتشاره جنوباً

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي الرئيس عون مستقبلاً المفتي دريان (الرئاسة اللبنانية)

ميقاتي يتقدّم المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة... بانتظار موقف المعارضة

شدّد رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزيف عون، على أنه لم يأتِ ليعمل في السياسة «بل لبناء دولة لا تقوم إلا على العدالة والمساواة بين جميع المكونات التي…

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي الرئيس عون مستقبلاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان (المركزية)

الرئيس اللبناني: لم آتِ لأعمل بالسياسة... وآمل تشكيل الحكومة بأسرع وقت

أمل الرئيس اللبناني جوزيف عون بـ«تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن»، مؤكداً أنه «لم يأت ليعمل بالسياسية»، بل «لبناء الدولة» التي «لا تقوم إلا بالعدالة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في شمال قطاع غزة

دبابة إسرائيلية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
دبابة إسرائيلية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده في شمال قطاع غزة

دبابة إسرائيلية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
دبابة إسرائيلية في قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، مقتل 4 من جنوده خلال المعارك في شمال قطاع غزة.

وأشار الجيش الإسرائيلي، في بيان، إلى أن واحداً من الأربعة سائق شاحنة ثقيلة، وأن الثلاثة جنود الآخرين من لواء ناحال. وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 835 قتيلاً، وفقاً لبيانات الجيش الرسمية.

وذكر موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن تحقيقات الجيش خلصت إلى أن الحادثة نتجت عن انفجار عبوة ناسفة وإطلاق نار في بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأضاف الموقع أن هناك 6 جرحى سقطوا في الحادثة نفسها، بينهم اثنان حالتهما خطيرة.