عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

سانشيز دعا إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)
TT

عباس يجدد من مدريد مطالبته بـ«مؤتمر دولي للسلام»

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (يسار) ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (الخميس) في مدريد (أ.ب)

جدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، (الخميس)، مطالبته بعقد «مؤتمر دولي للسلام»، معرباً خلال زيارته إلى إسبانيا عن سعادته حال إقامة المؤتمر في العاصمة مدريد.

وتحدث عباس الذي التقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، (الخميس)، عن أنه «لا يمكن نسيان دور إسبانيا في استضافة مؤتمر مدريد للسلام عام 1991». وبعدما أشاد بـ«مواقف جميع الدول الصديقة التي اعترفت بدولة فلسطين» ناشد «الدول التي لم تعترف بها بعد أن تفعل ذلك».

بدوره، دعا سانشيز إلى «وقف التصعيد»، وقال بعد لقاء مع عباس استمر نحو ساعة «اليوم، خطر التصعيد يتزايد بشكل خطير مرة أخرى» في لبنان، مضيفاً: «لذلك يجب علينا إطلاق دعوة حازمة جديدة لضبط النفس ووقف التصعيد والتعايش السلمي بين الدول، باختصار من أجل السلام».

وتأتي هذه الزيارة بعدما اعترفت إسبانيا، إلى جانب آيرلندا والنرويج، في 28 مايو (أيار) رسمياً بدولة فلسطين التي تضم قطاع غزة والضفة الغربية.

وأصر سانشيز مجدداً على «الضرورة والحاجة الملحة لوضع حد فوراً للحرب في غزة» بين إسرائيل وحركة «حماس». وأضاف: «من الضروري للغاية أن يتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735» الصادر في 10 يونيو (حزيران)، مُذكراً بأن تطبيق هذا القرار كان «إلزامياً».

وبحسب سانشيز فإن «المجتمع الدولي وأوروبا لا يمكنهما أن يقفا مكتوفي الأيدي أمام معاناة آلاف الأبرياء، خاصة النساء والأطفال» في قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

وفاة معتقل فلسطيني في سجن إسرائيلي بعد نقله إلى المستشفى

المشرق العربي عناصر من الشرطة الإسرائيلية في مدينة الخضيرة (رويترز)

وفاة معتقل فلسطيني في سجن إسرائيلي بعد نقله إلى المستشفى

أعلنت مؤسستان حقوقيتان فلسطينيتان، الأحد، وفاة معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية بعد نقله لمستشفى «سوروكا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي اجتماع للفصائل الفلسطينية في الصين انتهى بتوقيع إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية (رويترز)

اجتماع «فتح» و«حماس» بالقاهرة... مناقشات فنية ومساعٍ لـ«توافقات»

ضمن مساعٍ لتحقيق توافقات فلسطينية داخلية، انطلق في العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، اجتماع برعاية مصرية بين حركتي «فتح» و«حماس»؛ بهدف «ترتيب البيت الفلسطيني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جانب من تشييع قتلى الضربة الإسرائيلية في طولكرم الجمعة (أ.ف.ب)

شلل في الضفة بعد «مجزرة طولكرم»... وإسرائيل تحدد هويات 7 «نشطاء» قتلتهم

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، إنه حدد هويات 7 «نشطاء إرهابيين» على الأقل من بين قتلى ضربته الجوية الأولى من نوعها منذ عام 2000 بالضفة الغربية.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يغلقون الطريق بالإطارات المشتعلة ويلقون الحجارة على القوات الإسرائيلية في مخيم بلاطة للاجئين شرق نابلس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

مقتل فلسطينيين وإصابة 4 جنود إسرائيليين في اشتباكات بالضفة

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) أن فلسطينيين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس ومخيم بلاطة المجاور.

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته في الأمم المتحدة بنيويورك (إ.ب.أ)

الرئيس الفلسطيني يعرب عن تعازيه بعد مقتل حسن نصر الله

قدّم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، تعازيه إلى «حزب الله» اللبناني، بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله في قصف إسرائيلي على بيروت.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

الفلسطينيون يقطفون الزيتون بين رحى الحرب والمستوطنين

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يقطفون الزيتون بين رحى الحرب والمستوطنين

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)
فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)

يختلف موسم الزيتون في الأراضي الفلسطينية، هذا العام، عما سبقه، إذ يعاني من التبعات المدمّرة للحرب المتواصلة منذ عام في قطاع غزة، بينما يخشى مزارعون في الضفة الغربية المحتلة قطاف الأشجار في أراضيهم خشية التعرض لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين.

ويقول رامي أبو أسعد مالك حقل زيتون في دير البلح وسط قطاع غزة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نفرح عندما يبدأ موسم الزيتون، ولكننا خائفون في الوقت نفسه لأنها حالة حرب».

يعدّ الزيتون وأشجاره ركناً أساسياً في الهوية الثقافية الفلسطينية، وشكّل على مدى العقود الماضية أحد أبرز رموز الصراع مع إسرائيل.

جنود إسرائيليون يلقون قنبلة صوت لتفريق مزارعين فلسطينيين يحاولون قطف الزيتون شرق رام الله (أ.ف.ب)

هذا العام، بات موسم القطاف تجربة محفوفة بالمخاطر في غزة، حيث يُضطر المزارعون والعمال إلى التنبه لتحليق المسيّرات والطائرات الحربية الإسرائيلية خوفاً من أن تلقي صواريخها على مقربة منهم دون سابق إنذار.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لـ«حماس» على جنوب الدولة العبرية، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وترد إسرائيل بحملة من القصف المكثف والعمليات البرية؛ ما أدى لمقتل أكثر من 42 ألف شخص، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقاً بها.

وتسببت المعارك بدمار هائل في القطاع المحاصر. وتؤكد الأمم المتحدة أن نحو 68 في المائة من أراضيه الزراعية تضررت، بينما يعجز المزارعون عن ري المحاصيل، أو الاعتناء بها.

ويضيف أبو أسعد: «أعداد أشجار الزيتون قليلة للغاية مع الوضع. الحال صعبة، والتكلفة عالية للغاية».

إنتاج محدود

يتوقع المهندس الزراعي جمال أبو شاويش انخفاضاً كبيراً في المحصول هذا العام، ويوضح أن «كمية الزيتون في الأعوام السابقة كانت تتراوح بين 37 ألفاً و40 ألف طن. العام الحالي ربما تقل عن 15 ألفاً. حتى جودة الزيتون أو الزيت لا تقارَن بجودته في الأعوام السابقة».

جنود إسرائيليون يشاهدون مزارعين فلسطينيين يقطفون الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

توازياً مع هذا التراجع، يرجَّح أن ترتفع أسعار الزيتون والزيت في ظل شح الوقود اللازم لتشغيل مَعَاصر القطاع. والوضع ليس أفضل حال في الضفة الغربية المحتلة، وإن تفاوتت الأسباب.

ويقول المزارع الفلسطيني خالد عبد الله إنه لن يقطف الزيتون من أراضيه المحاذية لمستوطنة بيت إيل هذا الموسم خوفاً من التعرّض لاعتداءات مستوطنين إسرائيليين.

ويضيف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم أفكّر حتى في التوجّه إلى تلك الأراضي القريبة من المستوطنة؛ لأن الوضع خطير جداً».

لهذا السبب، اختار الاكتفاء بما تحمله أرضه الواقعة في قرية جفنا شمال رام الله في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

جنود إسرائيليون يشاهدون مزارعين فلسطينيين يقطفون الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

ويوضح بينما يقطف بعض أشجار الزيتون مع زوجته ماجدة: «لدينا بالقرب من المستوطنة نحو 42 دونماً مشجّرة بالزيتون، لكن للأسف لا أستطيع الوصول إليها».

اعتاد خالد عبد الله وغيره من الفلسطينيين المالكين أراضي مزروعة بالزيتون قريبة من المستوطنات، التنسيق مع منظمات إسرائيلية غير حكومية للحصول على تصاريح خاصة تمكّنهم من قطف زيتونهم. ويقول: «خوفي الآن ازداد؛ لأنه لم تعد هناك مؤسسات حقوقية قادرة على حمايتنا من هجمات المستوطنين، ولم يعد هناك تنسيق».

ومنذ بداية الحرب، ارتفعت وتيرة التوتر في الضفة؛ حيث ازدادت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين والمواجهات بين الطرفين، بالإضافة إلى تكثّف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

فلسطينيون يقطفون الزيتون في قرية غرب الخليل بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

وتؤكد مؤسسة «يش دين» الإسرائيلية ارتفاع حدة هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، الأمر الذي يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

وتقول المتحدثة باسم المؤسسة فادية القواسمي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «هذا العام لم يحدث تنسيق لوصول الناس إلى أراضيهم مثل كل عام، والسبب الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر».

وتضيف المحامية، بينما تعمل على تسجيل أسماء أشخاص غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم في قرية ترمسعيا: «أصحاب الأراضي خائفون، وخوفهم مبرَّر بسبب ارتفاع وتيرة الاعتداءات من المستوطنين المسلحين».

مدني وعسكري

في قرية مادما جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية (2500 نسمة)، مُنع أصحاب الأراضي من الوصول إليها لقطف الزيتون، الأسبوع الماضي. وتكرّر الأمر 3 أيام، وعمد مستوطنون إلى إعطاب مركباتهم.

ويقول رئيس مجلس قرية مادما عبد الله زيادة: «طُرد أصحاب الأراضي من أراضيهم على أيدي مستوطني يتسهار. وكلّ يوم، هناك مواجهات».ويقع نحو 1500 دونم مزروعة بالزيتون في شمال القرية».

ويضيف زيادة: «لا نستطيع تمييز من يمنعنا إن كانوا مستوطنين أم جنوداً؛ لأنهم مرة يكونون بزيّ مدني ومسلحين، ومرة أخرى بزيّ عسكري».

فلسطيني يقطف الزيتون من حقله في قرية غرب الخليل (أ.ف.ب)

ويتابع: «كنا نتعرّض لاعتداءات من المستوطنين، لكن هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة، ومخاوفنا متضاعفة».

في قرية تل (7 آلاف نسمة) قرب نابلس، يقول رئيس المجلس القروي نعمان رمضان إن سكانها تمكنوا حتى الآن من الوصول إلى نحو ثلث ما وصلوا إليه العام الماضي من الأراضي المزروعة بالزيتون.

ويمتلك أهالي قرية تل نحو خمسة آلاف دونم مزروعة بالزيتون تقع على جانب طريق استيطاني توجد عليه بؤرة «حفات غلعاد» الاستيطانية المحروسة من الجيش.

ويوفّر موسم الزيتون للفلسطينيين مصدر دخل أساسياً من الزيت، وتحديداً للأسر الفقيرة. ووفق معطيات خبراء ووزارة الزراعة الفلسطينية، فإن المساحة الإجمالية المزروعة بالزيتون في الضفة الغربية وغزة تصل إلى 935 ألف دونم.

وحذّر خبراء في الأمم المتحدة من أن المزارعين في الضفة سيواجهون «أخطر موسم زيتون على الإطلاق».

ورأت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، الأسبوع الماضي، أن هجمات المستوطنين في موسم الزيتون و«سرقته» وتقطيع وإحراق الأشجار ومنع أصحابها من الوصول إليها هو «إرهاب دولة منظم».