غزة: محاولات أميركية لـ«هدنة»... ومجزرة في المواصي

إدانات واسعة لمقتل 40 فلسطينياً بقصف إسرائيلي

TT

غزة: محاولات أميركية لـ«هدنة»... ومجزرة في المواصي

والد رضيع فلسطيني يعاين جثمان طفله الذي قُتل بقصف إسرائيلي الثلاثاء في غزة (رويترز)
والد رضيع فلسطيني يعاين جثمان طفله الذي قُتل بقصف إسرائيلي الثلاثاء في غزة (رويترز)

في الوقت الذي تواصلت فيه الإدانات الدولية والعربية، لمقتل 40 شخصاً في قصف إسرائيلي لمنطقة «إنسانية» في المواصي جنوب قطاع غزة، قال البيت الأبيض إن أميركا ما زالت تحاول «التوصل إلى مقترح تقريبي من أجل إنجاز اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار» في القطاع.

ومع ذلك فإن البيت الأبيض، قال إنه «من غير الواضح» في أعقاب إعدام رهائن ما إذا كنا سنتوصل إلى هذه الغاية (الهدنة). في إشارة إلى اتهام واشنطن وتل أبيب لحركة «حماس» بقتل 6 رهائن استعادهم الجيش الإسرائيلي جثثاً مطلع الشهر الحالي.

وفُجع سكان المنطقة التي حددتها إسرائيل سابقاً كـ«منطقة إنسانية» في مواصي خان يونس بقطاع غزة، بغارة إسرائيلية، الثلاثاء، قتلت 40 شخصاً، وأصابت 60 آخرين بجروح، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنّه استهدف مركز قيادة لحركة «حماس» التي نفت وجودها في المكان.

وأفاد سكان ومسعفون بأن 4 صواريخ على الأقل استهدفت خيام منطقة المواصي، والمكتظة بالنازحين الفارين من أماكن أخرى بالقطاع الفلسطيني. وقال: «الدفاع المدني» إن النيران اشتعلت في 20 خيمة على الأقل، كما تسببت الصواريخ في حفر يصل عمقها إلى 9 أمتار.

وأشارت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» إلى تحديد هوية 19 شخصاً قضوا في القصف الإسرائيلي على المنطقة الإنسانية بالمواصي.
وقالت الوزارة في بيان «جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة مروّعة بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس فجر اليوم، حيث وصل منها إلى المستشفيات 19 شهيداً ممن عرفت بياناتهم»، مشيرةً الى أنه «ما زالت هناك جثث في الطرق وتحت الركام لم يصل المسعفون إليها».

طفل رضيع بين ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة المواصي في غزة (رويترز)

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائراته هاجمت «الإرهابيين المركزيين لمنظمة (حماس) الإرهابية الذين كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة متنكر في المنطقة الإنسانية بخان يونس». وأضاف: «قام الإرهابيون بالترويج وتنفيذ أعمال إرهابية ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل».

في المقابل، نفت حركة «حماس» المزاعم الإسرائيلية بوجود مسلحين في المنطقة المستهدفة، ورفضت الاتهامات بأنها تستغل المناطق المدنية لأغراض عسكرية. وقالت «حماس» في بيان: «نؤكد أن ادعاءات جيش الاحتلال الفاشي وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هو كذب مفضوح يسعى من خلاله لتبرير هذه الجرائم البشعة، وقد أكدت المقاومة مراراً نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية».

أقارب قتلى الغارة الإسرائيلية على منطقة المواصي في غزة يبكون الضحايا (أ.ف.ب)

وأضافت: «هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ في منطقة كان جيش الاحتلال قد أعلنها آمنة هو تأكيد على مضي حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني... وذلك بغطاء كامل من الإدارة الأميركية الشريكة في العدوان على شعبنا».

إدانات

وتوالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة للهجوم الإسرائيلي على المواصي. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار السعودية الشديدَين، استهداف مواصي خان يونس؛ ما أودى بحياة وإصابة العشرات، في اعتداء جديد لسلسلة متكررة من الانتهاكات لآلة الحرب الإسرائيلية على المدنيين العزل.

وجددت السعودية رفضها القاطع استمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، مع مطالبتها بالوقف الفوري لإطلاق النار. وحمّلت قوات الاحتلال الإسرائيلية كامل المسؤولية جرّاء استمرار خرقها الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية كلها. كما أكدت المملكة على المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية، ووضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الثلاثاء، إن «استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، والمجازر اليومية التي تُرتكب بحقه، والدعم الأمريكي جعل المنطقة في مهب الريح».

صبي فلسطيني ينظر إلى آثار الغارات الإسرائيلية على مخيم بمنطقة المواصي في غزة (رويترز)

كما ندد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، بما وصفه بـ«الهجوم الإسرائيلي الدموي» على خان يونس بقطاع غزة.

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إن الغارة الإسرائيلية «الصادمة» في غزة تظهر الحاجة إلى هدنة.

ونددت تركيا، اليوم، بما عدّتها «جريمة حرب» إسرائيلية بعد الغارة الجوية الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن «حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو التي ترتكب إبادة أضافت جريمة جديدة إلى قائمتها من جرائم الحرب».

القتيلة الأميركية

وفي سياق قريب، حمّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إسرائيل مسؤولية مقتل ناشطة أميركية - تركية بالرصاص خلال احتجاج ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، الأسبوع الماضي، مؤكداً أن على الجيش الإسرائيلي القيام بـ«تغيير أساسي» في كيفية تنفيذ عملياته.

وأكد بلينكن أن بلاده «ستثير قضية الناشطة على أعلى المستويات» مع حليفتها التقليدية إسرائيل، بعدما اقتصر ردّ فعلها خلال الأيام الماضية على دعوة الدولة العبرية للتحقيق.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (يمين) ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في لندن (رويترز)

وأتت تصريحات الوزير الأميركي في يوم أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أنه من «المرجح جداً» أن تكون نيرانه هي التي قتلت الناشطة عائشة نور أزغي إيغي «بشكل غير مباشر وغير مقصود» خلال الاحتجاج.

وقال بلينكن في لندن إن التحقيق وروايات شهود العيان تؤشر بوضوح إلى أن «مقتل الناشطة كان غير مبرر».

وكذلك قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إنه سيراقب من كثب ما وصفه بتحقيق «جنائي» إسرائيلي في مقتل الناشطة، وشدد على أنه «يجب ألا يتعرض أحد لإطلاق النار ويُقتل لمشاركته في احتجاج. ما من أحد يجب أن تتعرض حياته للخطر لمجرد تعبيره عن رأيه بحرية».


مقالات ذات صلة

واشنطن تعرب عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الإنساني في شمال غزة

الولايات المتحدة​ جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (إ.ب.أ)

واشنطن تعرب عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الإنساني في شمال غزة

قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الأربعاء)، إن واشنطن تشعر بـ«قلق بالغ» بشأن الوضع الإنساني في شمال غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة أرشيفية لمصافحة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

ترمب تكـتّم على إرسال فحوص كوفيد «سراً» لبوتين

فجّرت مقتطفات من كتاب جديد للصحافي الأميركي بوب وودورد، جدلاً كبيراً في الولايات المتّحدة قبل أقلّ من شهر على موعد الانتخابات.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة: ندعم الحراك السياسي لـ«الأخ الأكبر» نبيه برّي (الشرق الأوسط)

أسئلة حول حصر تكليف قاسم لـ«الأخ الأكبر» بوقف النار؟

يسجّل عدد من أصدقاء «حزب الله» عتبه على الشيخ نعيم قاسم لحصر تأييده لنبيه برّي في حراكه لوقف النار دون أن يتبنّى كامل الموقف اللبناني الذي سبق لبرّي أن أعلنه.

محمد شقير (بيروت)
شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر 2024 قوات إسرائيلية تعمل على الأرض بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

جنود إسرائيليون يحذرون نتنياهو من «تجاوز الخط الأحمر»: سنتوقف عن القتال

حذر أكثر من 100 جندي إسرائيلي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من «تجاوز الخط الأحمر»، فيما يتعلق باستراتيجية الحكومة للحرب، وهددوا بوقف القتال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص عشرات المستوطنين يهاجمون قرية المغير شرق رام الله أبريل الماضي (الشرق الأوسط) play-circle 14:19

خاص الضفة الغربية... الحرب المسكوت عنها

«الشرق الأوسط» رصدت تداعيات عمليات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين بالضفة بعد عام على 7 أكتوبر، ووثّقت شهادات «صادمة» لأسرى خرجوا من السجون الإسرائيلية.

بهاء ملحم (رام الله )

الجيش اللبناني: توقيف سورييْن جنّدتهما إسرائيل لتصوير آثار غاراتها

تصاعُد الدخان جرّاء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
تصاعُد الدخان جرّاء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
TT

الجيش اللبناني: توقيف سورييْن جنّدتهما إسرائيل لتصوير آثار غاراتها

تصاعُد الدخان جرّاء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)
تصاعُد الدخان جرّاء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

أعلن الجيش اللبناني، الأربعاء، توقيفه سورييْن اثنين، قال إن إسرائيل جنّدتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق آثار الغارات التي تشنّها على مناطق عدة في لبنان.

وأورد الجيش في بيان: «نتيجة عمليات رصد ومتابعة لشبكات التجسّس وعملاء العدو الإسرائيلي، أوقفت دورية من مديرية المخابرات السوريَّين؛ لإقدامهما على تصوير أماكن ونقاط مختلفة، وتوثيق آثار الغارات الجوية المعادية، ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ، وانتشال الجثامين؛ للتحقّق من نتائجها».

وتبيّن، وفق الجيش، أنّه «تمّ تجنيدهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، وقد بُوشر التحقيق معهما بإشراف القضاء المختص.

وأوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية على مرّ السنوات عشرات الأشخاص بشبهة التعامل مع إسرائيل، وتم تجنيد العشرات عبر الإنترنت إثر الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ 5 سنوات.

وصدرت أحكام قضائية في حق عدد من الموقوفين وصلت إلى حد السجن 25 سنة.