إيران تحشد حلفاءَها لضرب «عمق إسرائيل»

«الحرس الثوري» أكَّد اغتيالَ هنية بصاروخ قصير المدى مثيراً شكوك «الاختراق المحلي»

فسطينيون يعاينون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في بلدة قرب طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فسطينيون يعاينون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في بلدة قرب طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

إيران تحشد حلفاءَها لضرب «عمق إسرائيل»

فسطينيون يعاينون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في بلدة قرب طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فسطينيون يعاينون حطام سيارة دمرتها ضربة جوية إسرائيلية في بلدة قرب طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)

حثَّت إيران حلفاءَها على ضرب «العمق» الإسرائيلي، واختيار أهداف لا تقتصر على المواقع العسكرية.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، أمس السبت: «نتوقَّع أن يختار (حزب الله) المزيد من الأهداف»، وأن يضربَ في «عمق» إسرائيل، بحسب ما أوردت وكالة «إرنا». وتابعت البعثة الإيرانية أن «ردَّ (حزب الله) لن يقتصر على الأهداف العسكرية».

بدوره، تحدَّث قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي عن أنَّ الانتقام سيأتي من جبهات المقاومة الإقليمية. وجاءت تهديدات إيران في أعقاب إعلان «الحرس الثوري» عن روايته بشأن اغتيال إسماعيل هنية، وقال إنَّ العملية تمَّت «بمقذوف قصير المدى برأس حربي يزن 7 كيلوغرامات».

وعزَّز ذلك فرضيات «الاختراق المحلي»، إذ أفضى تحقيق لصحيفة «تلغراف» إلى أنَّ جهاز «الموساد» الإسرائيلي «وظَّف عملاء إيرانيين لاستهداف زعيم حركة (حماس)». ورجَّح عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، «تمركز عناصر مخترقة داخل إيران في المنطقة نفسها واستهدفت مكان إقامة هنية بسلاح يشبه الصاروخ». واعتقلت إيران أكثرَ من عشرين شخصاً، من بينهم ضباط استخبارات كبار، رداً على الخرق الأمني «الضخم والمهين»، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز». (تفاصيل ص 4) «حماس» تعلق اتصالات الهدنة لحين اختيار رئيسها الجديد


مقالات ذات صلة

تنسيق أميركي ــ إسرائيلي لهجوم «طوق النار»

المشرق العربي  «القبة الحديدية» الإسرائيلية تعترض فوق الجليل الأعلى صواريخ أطلقت من جنوب لبنان الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)

تنسيق أميركي ــ إسرائيلي لهجوم «طوق النار»

مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط وترقب هجوم إيران وحلفائها على إسرائيل، تكثف التنسيق بين أميركا وإسرائيل لمواجهة الضربة المرتقبة من عدة جبهات،

نظير مجلي (تل أبيب) إيلي يوسف (واشنطن) محمد خير الرواشدة
المشرق العربي مسافرون ينتظرون بعد تأخير أو إلغاء رحلاتهم في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت (إ.ب.أ)

دول العالم تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان سريعاً

دعت السعودية أمس مجدداً رعاياها إلى مغادرة لبنان، وكتبت سفارة المملكة في بيروت على منصة «إكس» أنها «تجدد دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية…

الولايات المتحدة​ ترمب حاملاً لوحة للحظة محاولة اغتياله خلال فعالية انتخابية في جورجيا بأتلانتا 3 أغسطس (أ.ف.ب)

ترمب يصعّد ضد هاريس غداة ضمانها الترشيح

سيكون هذا الأسبوع مليئاً بالأحداث لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، تبدأ اليوم بتصويت المندوبين لإعلانها مرشحة الحزب الديمقراطي رسمياً للرئاسة

هبة القدسي (واشنطن) إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا أخيراً... أوكرانيا تنشر مقاتلات الـ«إف ــ 16»

أخيراً... أوكرانيا تنشر مقاتلات الـ«إف ــ 16»

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، تسلم أولى الطائرات المقاتلة «إف - 16» الأميركية الصنع، التي تنتظرها كييف منذ سنوات

«الشرق الأوسط» (كييف)
جانب من أعمال الشغب والتخريب التي استهدفت فندقاً يؤوي طالبي لجوء في روتيرهام أمس (رويترز)

احتجاجات بريطانيا تتسع ومتطرفون يستهدفون لاجئين

تُواجه السّلطات البريطانية ضغوطاً متزايدة لوضع حدّ لأسوأ أعمال شغب تشهدها إنجلترا منذ 13 عاماً،

«الشرق الأوسط» (لندن)

سكان بيروت والضاحية يضعون «خطط إجلاء» نحو الشمال والجبل

لوحة إعلانية ضخمة رفعها «حزب الله» تتضمن صورة قائده فؤاد شكر وتهدد بالردّ على اغتياله (أ.ف.ب)
لوحة إعلانية ضخمة رفعها «حزب الله» تتضمن صورة قائده فؤاد شكر وتهدد بالردّ على اغتياله (أ.ف.ب)
TT

سكان بيروت والضاحية يضعون «خطط إجلاء» نحو الشمال والجبل

لوحة إعلانية ضخمة رفعها «حزب الله» تتضمن صورة قائده فؤاد شكر وتهدد بالردّ على اغتياله (أ.ف.ب)
لوحة إعلانية ضخمة رفعها «حزب الله» تتضمن صورة قائده فؤاد شكر وتهدد بالردّ على اغتياله (أ.ف.ب)

أضيئت عشرات المنازل فجأة ليل الثلاثاء في بلدة قبّاع المحاذية لمدينة بحمدون بجبل لبنان. كانت تلك المنازل، منذ شهرين على الأقل، شبه فارغة، ولا تُشغل إلا في عطلة نهاية الأسبوع. لكن استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال المسؤول العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر في تلك الليلة، دفع سكان العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية نحو بلدات الجبل، هرباً من أي توتر أمني إضافي قد تتعرض له المنطقة التي أخلاها قسم كبير ممن يمتلكون خياراً جاهزاً.

ويمثل هذا «النزوح المؤقت»، جزءاً من الإجراءات التي اتخذها سكان بيروت والضاحية استباقاً لأي تصعيد عسكري محتمل، وبات أشبه بـ«خطة إجلاء» معدة للتنفيذ في حال توسع نطاق الاشتباكات. تسير الإجراءات على خطين متوازيين؛ أولهما مسارعة السكان للانتقال إلى منازل كانوا استأجروها في السابق بغرض الاصطياف، في حين يتمثل الثاني في بحث آخرين عن شقق مفروشة وفنادق للإيجار، خوفاً من تصعيد محتمل يترقبه اللبنانيون بقلق شديد إثر تهديد أمين عام «حزب الله» بالرد على اغتيال شكر، وتهديد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء.

وتقول رينا (51 عاماً) التي تسكن في عين الرمانة القريبة من الضاحية، إنها اتخذت قراراً بالانتقال كلياً إلى بحمدون، على الأقل خلال شهر أغسطس (آب) الجاري، تحسباً لأي تصعيد. وتضيف: «لن أغامر بالنزول إلى بيروت، ربما تُقصف الطرقات والجسور مثلما حدث في حرب تموز 2006... نحن بغنى عن أي توتر».

مناصرون لـ«حماس» و«حزب الله» يشاركون في مظاهرة تنديداً باغتيال هنية وشكر في مدينة صيدا بجنوب لبنان (رويترز)

البحث عن منازل مفروشة

ورينا التي تمتلك منزلاً في المنطقة، تمتلك خياراً آخر، خلافاً لآخرين بدأوا البحث عن شقق مفروشة في محيط الضاحية وبيروت، بوصفها «مواقع أكثر أماناً». منذ يوم الأربعاء، بدأت نور (26 عاماً) التي تقطن في الضاحية، البحث لعائلتها عن شقة مفروشة في مناطق بعبدا وعاليه «يمكن الوصول إليها في حال وقع أي تصعيد». لم تترك صفحة لعرض العقارات في «فيسبوك»، إلا دخلتها لـ«البحث عن مأوى مؤقت»، محاوِلةً إيجاد «ما يناسب بين المتاح».

تقول نور لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة شقق كثيرة معروضة للإيجار، لكن الشروط المطلوبة خيالية. فقد ارتفعت أسعار الإيجارات ثلاثة أضعاف، بمتوسط 1200 دولار شهرياً»، لكن تلك الأسعار «المفهومة بسبب الطلب الكثيف»، يتم إرفاقها بشروط تعجيزية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، كمثل «دفع بدل إيجار الشقة لستة أشهر سلفاً» على ما تقول نور، وتضيف: «هي مبالغ غير متوفرة لدى عائلتي، فضلاً عن أنه في حال توقفت الحرب خلال شهر أو شهرين، سيرتب ذلك خسارة آلاف الدولارات؛ لأننا سنعود إلى وظائفنا وجامعاتنا ومدارسنا».

لوحة إعلانية ضخمة رفعها «حزب الله» تتضمن صورة قائده فؤاد شكر وتهدد بالردّ على اغتياله (أ.ف.ب)

خطة انتقال

ولا يبدو هذا الواقع مستجداً. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومباشرة بعد الثامن منه، اختبر اللبنانيون الأمر نفسه، فسارع كثيرون إلى استئجار شقق في مناطق يُفترض أنها أكثر أماناً، سواء في الأشرفية (شرق بيروت) أو جبل لبنان الشمالي أو الشوف وعاليه، ولم ينتقلوا إليها عندما ضغطت الدبلوماسية الغربية لمنع توسعة القتال.

ويحاول بعض اللبنانيين من سكان الجنوب والضاحية، عدم تكرار ما سبق أن قاموا به لجهة المسارعة إلى تكبّد تكاليف مالية، لكنهم وضعوا «خطة انتقال جاهزة» يجري تنفيذها لحظة تدهور الأوضاع.

وتنقسم الخطة إلى شقين؛ أولهما خطة تحديد وجهة الانتقال، وغالباً ما ستتوجه إلى الجبل والشوف والشمال «حيث يوجد أصدقاء لنا يلحّون علينا بطلب الانتقال في حال حصل أي طارئ»، بحسب ما يقول أحد سكان منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية، في حين أن الشق الثاني يتضمن تحديد مواقع الفنادق وبيوت الضيافة في تلك «المناطق الآمنة»، حسبما تقول ندى التي تسكن الجنوب، وهي أم لطفلة.

وتضيف: «عندما تكون أموالك في جيبك، لن يرفض أحد استقبالك، وستدفع مقابل شعورك بالأمان». وتشير إلى أنها حادثت صاحب بيت ضيافة في البترون (الشمال) سبق أن نزلوا فيه خلال الأشهر الماضية، ووعدهم بأن تكون لهم الأولوية حين يقررون الانتقال.

تلك الفئات المتمكنة مادياً إلى حد كبير، لا تنظر إلى الأمر على أنه مشكلة، خلافاً لفئات أخرى لا تمتلك قوت يومها في الوقت الراهن. وهؤلاء أكثر من يتوجس من توسعة الحرب ويتضرعون لعدم وقوعها. «لا نريد إذلالاً ولا النزوح إلى المدارس»، قال أحد سكان الضاحية لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «منزلنا يسترنا... أي نزوح سيشعرنا بالذل، وهو ما ندعو الله أن يجنبنا إياه».