إسرائيل تستخدم تقنيات متطورة لاختراق الهواتف اللبنانية وتنفيذ الاغتيالات

خبير: تل أبيب تملك سيطرة شبه كاملة على شبكة الاتصالات

لبنانيون يقفون أمام مبنى دمره القصف الإسرائيلي في النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
لبنانيون يقفون أمام مبنى دمره القصف الإسرائيلي في النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تستخدم تقنيات متطورة لاختراق الهواتف اللبنانية وتنفيذ الاغتيالات

لبنانيون يقفون أمام مبنى دمره القصف الإسرائيلي في النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
لبنانيون يقفون أمام مبنى دمره القصف الإسرائيلي في النبطية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

تحوّلت شبكات الاتصال في لبنان إلى كابوس يقض مضاجع «حزب الله»، خصوصاً بعد نجاح المخابرات الإسرائيلية في اختراق هواتف قادة ميدانيين وكوادر ومقاتلين وتعقّب تحركاتهم واغتيالهم بسهولة، ما حمل أمين عام الحزب حسن نصر الله إلى وصف الهاتف الخلوي بأنه «عميل قاتل»، داعياً المحازبين إلى «وقف استخدامه والاستغناء عنه»، لكنّ ما زاد القلق المعلومات التي تتحدث عن قدرة الموساد الإسرائيلي على اختراق شبكة الإنترنت، والدخول إلى نظام الـ«واي فاي» المستخدم داخل المكاتب والمنازل الموصولة على خدمة الهاتف الثابت.

تتعدد أسباب نجاح إسرائيل في تنفيذ عمليات الاغتيال، بينها إمكانية تجنيد أشخاص في لبنان عملاء لتقديم الإحداثيات على الأرض ومراقبة الكوادر التي تتعقّبهم، لكنّ هذا الأمر بدا أقل تأثيراً برأي مصدر أمني بارز أكد أن «الحرب الأمنية بين إسرائيل و(حزب الله) قديمة جداً، وأهمها تجنيد عملاء للموساد في لبنان». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا شكّ أن الخرق الأمني عبر الاتصالات هو العامل المساعد بقوّة للإسرائيليين»، لافتاً إلى أن «أبناء القرى الجنوبية الحدودية (مع إسرائيل) يتلقون يومياً اتصالات مجهولة المصدر، تبيّن أن مصدرها العدو، وذلك للاستفادة من معلومات محددة تسهّل عليها (إسرائيل) تنفيذ الغارات الجوية واستهداف مسؤولين أمنيين في (حزب الله) واغتيالهم».

وكان نصر الله دعا في خطابه ما قبل الأخير، مقاتلي الحزب وعائلاتهم وأهل الجنوب إلى الاستغناء عن الهاتف الجوال، واصفاً إياه بـ«العميل القاتل الذي يقدم معلومات دقيقة ومجانية لإسرائيل». وقال: «يجب أخذ الحيطة والحذر من المعلومات التي يتم إرسالها عبر أجهزة الهاتف الخلوي»، لافتاً إلى أن «الكاميرات الموصولة بشبكة الإنترنت تقدم أكبر خدمة للعدو، ولذلك يجب إطفاؤها في هذه المعركة».

دائماً ما كانت نقطة الضعف بالنسبة للهاتف الخلوي، تتمثّل بقدرة الأجهزة الأمنية على التنصّت على المكالمات العادية، أو تحديد الموقع الجغرافي لصاحب الهاتف لكنّ بشكل محدود جداً وعلى هواتف يُنتقى أصحابها بدقّة، غير أن الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في لبنان بدءاً من القيادي الكبير في حركة «حماس» صالح العاروري، إلى المسؤول عن منصات صواريخ الحزب في جنوب لبنان وسام الطويل، وسلسلة الاستهدافات التي أودت بحياة أكثر من مقاتل للحزب، طرحت أسئلة عمّا إذا كان النجاح الإسرائيلي نتيجة خدمات العملاء على الأرض، أم بسبب امتلاكها تقنيات متطوّرة تكفي لتنفيذ هذه الاغتيالات بدقّة، فأشار الخبير في علم الاتصالات والـ«سوشيال ميديا» عمر قصقص، إلى أن إسرائيل «باتت تملك سيطرة شبه كاملة على شبكات الهاتف اللبنانية». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اختراقها لخطوط الهاتف يحصل عبر ثلاث جهات، الأولى من خلال الهجوم بواسطة البرامج الضارّة (فايرس) التي تخترق الهواتف المستهدفة، سواء برسالة نصيّة أو عبر خدمة الـ(واتساب)، وعندما يخرق الجهاز تصبح لدى إسرائيل القدرة على الدخول إلى المكالمات والرسائل النصيّة، والصور وتحديد الموقع الجغرافي للجهاز، إضافة إلى قدرتها في التنصت على المكالمات»، لافتاً إلى أن «الجهة الثانية تأتي عبر المكالمات الهاتفية، إذ إنه بمجرّد أن يرد حامل الجهاز على الاتصال الوارد، يستطيع العدو أن يحدد موقعه الجغرافي ويهاجمه». أما الجهة الثالثة وهي الأخطر، فيؤكد قصقص أنها «تتمثل بالثغرات الموجودة في شبكات الهاتف وخصوصاً محطات الإرسال، وهذا أكثر ما تعمل عليه إسرائيل عبر اختراق محطة الإرسال، من خلال امتلاكها تكنولوجيا متطورة جداً»، ويقول إنه «عندما تخترق إسرائيل أبراج الإرسال، تدخل من خلالها على خطوط الأشخاص المستهدفين، فتراقب محتوى الهاتف والبيانات المستخدمة وتتحكم فيها بسهولة مطلقة».

غالباً ما يلجأ حامل الهاتف الخلوي إلى وقف خدمة الأنترنت من خلال خدمة الـ4G وينتقل إلى استخدام الـ«واي فاي» في المنزل أو المكتب للتقليل من الكلفة المالية وكونه أكثر أماناً ومحميّاً من المراقبة، لكنّ عمر قصقص جزم بأن «اختراق شبكة الـ(واي فاي) سهل للغاية، لأن هذه الشبكات ليست آمنة، فلبنان يستخدم تكنولوجيا قديمة معتمدة منذ عام 2010 ونحن الآن في عام 2024، إذ لا يوجد لدى الدولة استثمار لمواكبة التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات والإنترنت».

أما عن مراقبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فيشدد خبير الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي عمر قصقص، على أن إسرائيل «لديها قدرة الدخول مباشرة من كل وسائل التواصل الاجتماعي وتتمكن من خرق أي (بروفايل) لتراقب التعليقات وإشارات الإعجاب وقبول الصداقة وغيرها، وحتى لو لم تكن التكنولوجيا متوافرة، يستطيع أصغر مقرصن أن يخترقه».


مقالات ذات صلة

سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

المشرق العربي مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

اقترحت الحكومة السويسرية منح 11 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؛ وذلك لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية رجل بأحد شوارع تل أبيب يمر بجانب ملصق لأحد الرهائن الاسرائيليين لدى حماس (رويترز)

تشاؤم إسرائيلي حيال محادثات هدنة غزة

 قال مسؤول إسرائيلي اليوم (الأربعاء)، إن إسرائيل لا ترى أي علامة على تحقق انفراجة في المحادثات التي تتوسط فيها مصر بشأن هدنة مع حركة «حماس».

المشرق العربي فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

صحة غزة تعلن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 34 ألفاً و844 شخصاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 78 ألفاً و404.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأربعاء، أن إدارة جو بايدن تسارع إلى الانتهاء من تقرير من المقرر أن تقدمه للكونغرس هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
المشرق العربي مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)

اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 49 جثة متحللة

وزارة الصحة في قطاع غزة تعلن انتشال 49 جثة حتى الآن من مجمع الشفاء الطبي بشمال القطاع بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

سويسرا ترصد 11 مليون دولار لـ«الأونروا» في غزة

مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «أونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

اقترحت الحكومة السويسرية منح 11 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؛ وذلك لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن الحرب بين إسرائيل و«حماس».

ويمثل اقتراح الحكومة الذي أُعلن عنه الأربعاء بعد أسابيع من المماطلة نصف المبلغ الذي كان من المقرر دفعه في البداية لوكالة «أونروا» في عام 2024.

وجاء في بيان حكومي أن «مساهمة سويسرا البالغة 10 ملايين فرنك سويسري لـ(أونروا) ستقتصر على غزة وستغطي الاحتياجات الأساسية الأكثر إلحاحاً، مثل الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية الأساسية والخدمات اللوجيستية».

وأضاف البيان أن سويسرا «تدرك تماماً الطبيعة الصعبة للوضع وتدرك الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات».

تواجه «أونروا» التي تنسق كل المساعدات تقريباً لغزة، أزمة منذ يناير (كانون الثاني) عندما اتهمت إسرائيل نحو 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة بالتورط في هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

أدى ذلك بالكثير من الدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة وسويسرا، إلى تعليق التمويل للوكالة فجأة؛ مما هدد جهودها لتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة، حيث حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وتوصلت مجموعة مراجعة مستقلة تابعة لـ«أونروا» بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا إلى وجود بعض «القضايا المتعلقة بالحياد»، لكنها قالت إن إسرائيل لم تقدم بعد أدلة على مزاعمها الرئيسية.

وقالت الحكومة السويسرية إنها «اعتمدت على تحليل تقرير كولونا والتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى» في اتخاذ قرارها. وما زال يتعين عرض قرار الحكومة على لجان الشؤون الخارجية بالبرلمان للتشاور.

في 30 أبريل (نيسان)، قال المدير السويسري لـ«أونروا» فيليب لازاريني إنه من بين التمويل البالغ 450 مليون دولار الذي تم تجميده من قبل المانحين، ما زال هناك 267 مليون دولار معلقة، معظمها من قِبل واشنطن.

بدأت الحرب الأكثر دموية في غزة في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» في 7 أكتوبر على إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل بتدمير «حماس»، وشنّت هجوماً انتقامياً أدى إلى مقتل أكثر من 34844 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس».

وقالت الحكومة السويسرية إنها «تكرر دعوتها لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وإيصال المساعدات الطارئة إلى غزة دون عوائق، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».


«حزب الله» العراقي يلوح بكسر الهدنة ويهاجم «طريق التنمية»

السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
TT

«حزب الله» العراقي يلوح بكسر الهدنة ويهاجم «طريق التنمية»

السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)
السوداني خلال استقباله أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي في بغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)

لوحت «كتائب حزب الله» في العراق بكسر الهدنة مع القوات الأميركية، وهاجمت حكومة محمد شياع السوداني بزعم أنها «غير جادة في إخراج القوات الأميركية من البلاد»، في حين صوبت نحو مشروع «طريق التنمية»، وطالبت بضمانات قبل تنفيذه.

وجاءت تصريحات متحدث باسم الفصيل المسلح الموالي لإيران بالتزامن مع زيارة مسؤولة بارزة في الخارجية الأميركية، كانت قد نقلت «تحيات الرئيس جو بايدن للسوداني»؛ لاستكمال المباحثات بين البلدين حول الاتفاق الاستراتيجي.

وأكدت «كتائب حزب الله»، على لسان المتحدث باسمها أبو علي العسكري: «لم نلمس جدية العدو الأميركي في إخراج قواته، وتفكيك مقاره التجسسية في العراق».

وأضاف: «كما لم نر الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء، وقراءتنا هذه لها ما لها»، مؤكداً أن «أول الغيث هو خروجهم من العمليات المشتركة، وترك أجواء العراق للعراقيين».

وتصنّف واشنطن «كتائب حزب الله» العراقية منظمة «إرهابية»، وسبق أن استهدفتها بغارات في العراق.

دول العراق وتركيا والإمارات وقطر توقع مذكرة تفاهم حول طريق التنمية 22 أبريل الماضي (رويترز)

طريق التنمية

وشكك العسكري بمشروع «طريق التنمية»، وقال إنه يشكل مصدر قلق لـ«حزب الله» في العراق.

وهذا الطريق مشروع عراقي قديم، تحاول الحكومة الحالية تنفيذه بالتزامن مع اكتمال «ميناء الفاو الكبير»، جنوب العراق.

ويضم المشروع طريقاً برياً وسكة قطارات لنقل البضائع بين أوروبا والخليج، ويمتد بطول 1200 كم، من الفاو في أقصى جنوب العراق، وحتى الحدود العراقية التركية في فيش خابور.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، أشرف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب إردوغان على توقيع مذكرة تفاهم رباعية، إلى جانب كل من الإمارات وقطر للتعاون في تنفيذ «طريق التنمية».

ويستغرب مراقبون لماذا صوبت فصائل موالية لإيران ضد المشروع، رغم أهدافه الاقتصادية المعلنة.

وقال العسكري: «هذا الطريق لا يزال مصدر قلق لنا (...) ما نريده (من الحكومة) دلائل لقطع الشك باليقين قبل الشروع بتنفيذه».

وتقول الحكومة العراقية إنها شرعت بالفعل بخطوات التنفيذ بالتنسيق مع تركيا، كما أثرت مدن مثل بغداد خططاً ميدانية لمسار الطريق.

وفد الخارجية الأميركية في مكتب السوداني ببغداد 8 مايو 2024 (إعلام حكومي)

مباحثات عراقية - أميركية

في المقابل، نقل دبلوماسي أميركي تحيات الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

واستقبل السوداني، الأربعاء، في بغداد، وفداً أميركياً برئاسة وكيلة وزير الخارجية الأميركي للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان أوزرا زيا.

وطبقاً لبيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فإن السوداني أكد «حرص العراق على تعزيز نظامه الديمقراطي، وتمسكه بما تحقق على هذا المسار، استناداً إلى دستوره الذي ينصّ على التعددية وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بعد تغيير النظام، وإنصاف المكونات التي تعرضت إلى القمع والهجمات الإرهابية».

من جانبها، أشارت زيا إلى «دور العراق الاستثنائي في المنطقة؛ كونه بلداً ذا نظام ديمقراطي، ويحقق تقدماً في مجال حقوق الإنسان، والحدّ من ظاهرة الاتجار بالبشر، بالإضافة إلى دوره في حفظ السلم بالمنطقة، مشيدةً بما أنجزته الحكومة في تأسيس مجلس أعلى للشباب ومجلس للمرأة».

وتأتي زيارة الوفد الأميركي لاستكمال المباحثات التي أجراها السوداني خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر أبريل الماضي، وتم خلالها توقيع العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سواء مع الحكومة الأميركية أو الشركات الأميركية في مختلف المجالات.

كما تم الاتفاق على إعادة تفعيل العمل باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعها البلدان عام 2008، والتي لم ينفذ منها سوى بند واحد هو الانسحاب الأميركي من العراق أواخر عام 2011 قبل أن تطلب بغداد عام 2014 ثانية من الأميركان العودة إلى العراق بعد احتلال تنظيم «داعش» عدة محافظات غربية عراقية.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق، ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014؛ لمحاربة تنظيم «داعش».

وتواصل بغداد وواشنطن البحث في مستقبل قوات التحالف التي تطالب الفصائل العراقية الموالية لإيران بانسحابها من البلاد.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارة الأخير واشنطن في أبريل الماضي، مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي.


ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
TT

ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34 ألفاً و844 شخصاً منذ 7 أكتوبر

فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
فلسطينية تبكي بجوار جثة قريب لها قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 34 ألفاً و844 شخصاً، بينما زاد عدد المصابين إلى 78 ألفاً و404.

وقالت الوزارة، في بيان، إن 55 فلسطينياً قتلوا وأصيب 200 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف البيان أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الصحة في غزة إن بعض مستشفيات رفح في جنوب القطاع خرجت عن الخدمة جراء تهديد إسرائيل لها بالإخلاء والقصف العنيف للمنطقة، مؤكدة أنه «لا يوجد مكان لعلاج الجرحى، وخاصة الحالات الحرجة».

وذكرت الوزارة أن معبر رفح البري في جنوب القطاع مغلق لليوم الثاني على التوالي؛ بسبب سيطرة إسرائيل عليه، مشيرة إلى «منع وحرمان الآلاف من الجرحى والمرضى من حقهم في السفر والعلاج خارج قطاع غزة».

كما اتهمت وزارة الصحة إسرائيل بمنع إدخال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية والإغاثية لمستشفيات الوزارة، بحسب البيان.


تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: الإدارة الأميركية تعد تقريراً حول انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - رويترز)

ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الأربعاء، أن إدارة جو بايدن تسارع إلى الانتهاء من تقرير من المقرر أن تقدمه للكونغرس هذا الأسبوع حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال حربها في غزة.

وقالت الشبكة إن نتيجة التقرير يمكن أن تؤدي إلى تداعيات كبيرة ومزيد من تأجيج الانقسامات في داخل أميركا وخارجها.

وأوضحت أن التقرير كان موضع نقاش مكثف لعدة أشهر في جميع أنحاء الإدارة، وقد أدى بالفعل إلى انقسامات عميقة داخل وزارة الخارجية، حيث أعربت بعض الأقسام عن شكها في تأكيدات إسرائيل بأنها استخدمت الأسلحة الأميركية دون انتهاك القانون الدولي خلال حربها التي استمرت 7 أشهر.

ويأتي التقرير، الذي سيتناول أيضا ما إذا كانت إسرائيل قد أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية، في لحظة محورية في الحرب حيث يبدو أن إسرائيل على شفا التوغل في مدينة رفح، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي الوقت نفسه، لا تزال «حماس» وإسرائيل غير قادرتين على التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن، فيما ألغت كثير من الجامعات الأميركية احتفالات التخرج بعد اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكان بايدن وافق تحت ضغط من الديمقراطيين في الكونغرس في فبراير (شباط) على إصدار مذكرة جديدة تتعلق بالأمن القومي من شأنها فحص سلوك إسرائيل واستخدامها للأسلحة الأميركية في حربها ضد «حماس».

وتتطلب هذه المذكرة من جميع الدول التي تستخدم الأسلحة الأميركية أن تشهد بأنها تفعل ذلك بما يتوافق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، مع جدول زمني سريع لأولئك الذين هم في صراع نشط.

جندي إسرائيلي يوجه دبابة قرب حدود غزة (د.ب.أ)

وحسبما قالت مصادر في الكونغرس لشبكة «سي إن إن»، فإن أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مهلة حتى الأربعاء لإبلاغ الكونغرس بما إذا كانت الإدارة تعد هذه الضمانات «ذات مصداقية وموثوقة»، ومع ذلك، أبلغت إدارة بايدن الكونغرس أنه من المتوقع أن يتم تأجيل تسليم التقرير قليلا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء: «إننا نحاول جاهدين الالتزام بهذا الموعد النهائي»، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تكتب فيها الوزارة تقريراً من هذا النوع «ومن الممكن أن يتأجل الموعد قليلا فقط».

ورغم أن التقرير لا يفرض تغييراً في سياسة الولايات المتحدة، فإنه يمكن استخدامه لإحداث تغيير.

وقالت مصادر في الكونغرس إن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق عميق من أن النتائج التي توصل إليها قد تزيد الضغط على بايدن لوضع قيود على المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، إذا وجد التقرير أنها لا تلتزم بالقانون الدولي، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إثارة عاصفة داخل حكومة نتنياهو.

وقد انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي وغيره من كبار أعضاء حكومته مؤخراً القيود المحتملة على المساعدات العسكرية لوحدة عسكرية إسرائيلية تبين أنها ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل الحرب في غزة.

وعلى الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن أصبحوا صريحين بشكل متزايد بشأن الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، فإنهم لم يتخذوا بعد أي إجراءات عقابية أو يقيدوا المساعدة العسكرية لإسرائيل.

وفي الشهر الماضي، حذر بايدن نتنياهو من أن على إسرائيل أن تفعل المزيد لمعالجة الوضع الإنساني وإلا فسيكون هناك تغيير في السياسة الأميركية.

وفي أواخر الشهر الماضي، ذكرت «منظمة العفو الدولية» أن الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة بإسرائيل قد استخدمت «في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وبطريقة لا تتفق مع القانون والسياسة الأميركية».


اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 49 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف مقبرة جماعية جديدة بمجمع الشفاء وانتشال 49 جثة متحللة

مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مسعفون فلسطينيون ينقلون جثث القتلى التي جرى اكتشافها بالقرب من مستشفى «الشفاء» في مدينة غزة منتصف الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، انتشال 49 جثة، حتى الآن، من مجمع الشفاء الطبي في شمال القطاع، بعد اكتشاف مقبرة جماعية جديدة.

وأشارت الوزارة، في بيان مقتضب على «فيسبوك»، إلى أن الجثث المكتشَفة متحللة، وأن عمليات البحث لا تزال مستمرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي مطلع الأسبوع الحالي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 120 جثة لم يجرِ انتشالها في محيط مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة؛ وذلك بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي عمل الأطقم الطبية بتلك المناطق، وعدم توفر مُعدات حفر ثقيلة؛ نظراً لنفاد الوقود، مع مواصلة الاحتلال تشديد الحصار على القطاع.

وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عمليات البحث والانتشال جارية للقتلى منذ عدة أسابيع، حيث جرى انتشال العشرات من داخل مستشفى الشفاء، ومن تحت ركام المنازل المدمرة المحيطة بالمستشفى.


الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأربعاء، شن غارات على أهداف تابعة لـ«حزب الله» في ست مناطق بجنوب لبنان، خلال الليلة الماضية، في حين أعلنت الجماعة استهداف عدة مبان للجيش في شمال إسرائيل.

وقال أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على «مبان عسكرية لـ(حزب الله) في كفر كلا وعيتا الشعب والخيام ومارون الراس».

كما ذكر أن الطيران الإسرائيلي قصف أيضاً أهدافاً لـ«حزب الله» في حولا وعيترون بجنوب لبنان، مشيراً إلى أن الجيش شن هجمات «لإزالة تهديد محتمل في طير حرفا والجبين».

في المقابل، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إن مقاتليها استهدفوا عدة مبان يستخدمها الجنود الإسرائيليون في شمال إسرائيل، أحدها مبنى في منطقة المطلة؛ والذي أصابوه «إصابة مباشرة».

وأوضحت الجماعة، في بيانات منفصلة، أن عناصرها استهدفت مبنيين في منطقة حانيتا، واثنين آخرين في منطقة شلومي، ومثلهما في أفيفيم، إلى جانب مبنى بمنطقة المنارة.

وتفجّر قصف متبادل شِبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية، وجماعة «حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلَّحة في لبنان من جهة أخرى، مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


بينها «حماس»... فصائل فلسطينية ترفض أي وصاية على معبر رفح

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
TT

بينها «حماس»... فصائل فلسطينية ترفض أي وصاية على معبر رفح

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة تصطف منذ أمس في انتظار التحرك نحو معبر رفح الحدودي من العريش (إ.ب.أ)

قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إنها ترفض «أي شكل من أشكال الوصاية» على معبر رفح في جنوب قطاع غزة.

وذكرت اللجنة، التي تضم عدداً من الفصائل الفلسطينية، ومنها حركة «حماس»، في بيان، أنها «لن تقبل من أي جهةٍ كانت، فرض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، ونَعدّ ذلك شكلاً من أشكال الاحتلال، وأي مخطط من هذا النوع سيجري التعامل مع إفرازاته كما نتعامل مع الاحتلال»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

ودعا البيان، الذي نشرته «حماس» على «تلغرام»، الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية؛ وفي مقدمتها مصر، إلى «رفض أي مخططات ومحاولات تمس السيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح».

كما حثّت اللجنة كل الأطراف على رفض أي شكل من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات، مشددة على أن «إدارة الوضع الداخلي هي شأن فلسطيني خالص يجري التوافق عليه وطنياً عبر الآليات المتبَعة والمتوافق عليها».

من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، أيضاً رفض «أي شكل من أشكال الوصاية» على معبر رفح.

كما شدد الشيخ، عبر حسابه على منصة «إكس»، على رفض ما وصفها بمحاولات المس بالسيادة الفلسطينية على المعبر بالشراكة مع مصر.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


تفعيل اتفاقيات وإشراف أوروبي... ما السيناريوهات المطروحة حول معبر رفح؟

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
TT

تفعيل اتفاقيات وإشراف أوروبي... ما السيناريوهات المطروحة حول معبر رفح؟

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي - إكس)

ينظر الفلسطينيون بعين القلق تجاه إنزال العلم الفلسطيني ورفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي، بعد عملية عسكرية إسرائيلية سريعة أدت إلى السيطرة على المعبر.

لا يعرف الفلسطينيون إلى أي جهة ستؤول المسؤولية عن إدارة المعبر الذي كان العمل به محكوماً باتفاقيات دولية شارك فيها الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005، لكن الاتحاد الأوروبي انسحب من المكان بوصفه مراقباً بعد سيطرة حركة «حماس» على القطاع عام 2007.

لم يكن دخول الإسرائيليين إلى معبر رفح مفاجئاً، لكن وصولهم إليه بهذه السرعة لم يكن متصوراً.

ويقول شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت باتجاه المعبر بسرعة فاقت كل التوقعات، وكانت المقاومة محدودة للغاية.

وتواصلت «وكالة أنباء العالم العربي» مع قيادات في حركة «حماس» للتعقيب على ما حدث في المعبر، إلا أنهم اكتفوا بما ورد في بيانهم الرسمي من موقف مندد ومستنكر لعملية الاقتحام، دون تقديم تصور لما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة بعد هذا التحرك الإسرائيلي.

ويرى مراقبون أن «حماس» تدرك أن المعبر مكان سيادي، وأنه الموقع الوحيد المتبقي لها ولحكومتها العاملة في غزة؛ ومن ثم فإن إفقادها العمل في المعبر قد يعني بالنسبة لإسرائيل إفقادها حكمها للقطاع.

العلم

كشف مصدر فلسطيني لـ«وكالة أنباء العالم العربي» عن طرح عرضته الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية طلبت فيه عودتها لتسلم إدارة المعبر، لكن الفلسطينيين رفضوا المقترح، متعللين بأنه لا يمكن تسلم المعبر من قوات إسرائيلية أنزلت العلم الفلسطيني عنه ورفعت العلم الإسرائيلي.

وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى إعادة تفعيل اتفاقية إدارة معبر رفح التي وقَّعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي عام 2005، والتي تضمنت إشرافاً أوروبياً على المعبر، كما تضمنت المعايير الأمنية والفنية الواجب توافرها في الموقع.

وكان الجانب المصري طرفاً في الاتفاقية؛ كون المعبر منفذاً إليه أيضاً.

ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: «ما يقوم به الاحتلال بعد موافقة (حماس) على الورقة المصرية للتهدئة هو إمعان في مواصلة العمليات ضد الفلسطينيين».

وأضاف في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يحاول مواصلة حكمه على حساب الدم الفلسطيني، وبات يدرك أن وجوده في منصبه مرهون بمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وأشار إلى أنباء تواترت عن وجود إدارات غير فلسطينية على معبر رفح، أو شركات أميركية أو غيرها، مؤكداً أن مثل هذه الأنباء غير دقيقة، ولا يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا بحدوث ذلك؛ كون المعبر يقع فوق أرض فلسطينية، ولا بد أن تكون إدارته فلسطينية.

وحذر أبو يوسف مما عدّه «مخططاً إسرائيلياً أبعد من قضية معبر رفح»، قال إنه يهدف إلى فصل تام بين قطاع غزة والضفة الغربية، ومن ثم الإجهاز على حلم قيام الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتُلت عام 1967 وهي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

«صورة نصر»

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الثلاثاء، إن العملية العسكرية في رفح ستتركز على إنهاء سيطرة حركة «حماس» على المعبر، مع وجود نوايا إسرائيلية بإسناد مسؤولية إدارة المعبر إلى شركة أميركية خاصة بعد انتهاء العملية العسكرية.

وفي محاولة من الإسرائيليين للتأكيد على إلحاق الهزيمة بحركة «حماس»، سارع نتنياهو أمس للقول بأن إسرائيل أفقدت «حماس» مكاناً مهماً لها للدخول والخروج، دون أن يفصح إذا ما كانت إسرائيل تريد البقاء في المعبر أم لا.

ويعتقد الدكتور عمر جعارة، المختص في التاريخ اليهودي والشأن الإسرائيلي، أن دخول رفح محاولة لإرضاء اليمين الإسرائيلي، خاصة أن نتنياهو يعلم أن من الصعب تجاهل حجم الضغط الأميركي للتوصل إلى صفقة تبادل للمحتجزين وتهدئة مع حركة «حماس»، «وبالتالي يلعب في الدقائق الأخيرة للحرب بدخول رفح».

وأضاف قائلاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «إسرائيل تعمل ضمن بروباغندا مفضوحة، فهي تريد تقديم صورة نصر للإسرائيليين قبل الذهاب إلى صفقة مع حركة (حماس)».

وتابع: «إسرائيل تريد أن تُظهر أنها دخلت إلى كل مكان في قطاع غزة».


«أطباء بلا حدود»: المستشفيات القليلة لن تستوعب تدفق الجرحى من رفح

فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
TT

«أطباء بلا حدود»: المستشفيات القليلة لن تستوعب تدفق الجرحى من رفح

فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون مصابون في قصف إسرائيلي على قطاع غزة بمستشفى في خان يونس (أ.ب)

قالت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأربعاء، إن المستشفيات الميدانية القليلة أو المرافق الصحية البديلة التي تجري إقامتها الآن في غزة لن تكون قادرة على استيعاب الجرحى المتدفقين من رفح بجنوب القطاع.

وذكرت أوريلي غودار، قائدة الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، في بيان، أن الهجوم الإسرائيلي على رفح «سيحمل آثاراً كارثية على أكثر من مليون شخص»، كما حذّرت من أنه سيزيد من الأضرار التي طالت النظام الصحي «الذي يعمل بصعوبة».

وأضاف البيان، الذي نشرته المنظمة على منصة «إكس»: «كما رأينا في الشمال، سيغدو الوصول إلى بعض المستشفيات مستحيلاً وهي معرضة للقصف أو التدمير بشكل كبير. بدأنا إخراج المرضى من مستشفى رفح الإندونيسي الميداني بالقادرين منهم على المشي، في حين نستعدّ أيضاً لإخلاء محتمل».

وتابع: «لن تستطيع المستشفيات الميدانية القليلة أو المنشآت البديلة التي تُقام أن تتعامل مع تدفق الجرحى، علاوة على الاحتياجات الطبية المعتادة مثل الولادات والأمراض المزمنة. ستزداد الاحتياجات الصحية بشكل مهول، بينما ستنحسر إمكانية الحصول على الرعاية الصحية».

وعدّت غودار أن «الظروف المعيشية في جميع أنحاء غزة متردية جداً أساساً، وستزداد سوءاً على جميع هؤلاء الأشخاص الذين سيُشرَّدون مرة أخرى وسيُضطرون للعيش في خيام مؤقتة مع وصول محدود إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه».

وأوضحت أن تقديم المساعدات الطبية والإنسانية يمثل «تحدياً كبيراً» في الوقت الحالي، مشددة على أن الوقف الفوري لإطلاق النار يشكل «خطوة أولى نحو البدء بتلبية الاحتياجات الهائلة للسكان في غزة».

وجدّدت منظمة أطباء بلا حدود الدعوة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار للحفاظ على حياة المدنيين، والسماح للمساعدات الكافية التي تشتد الحاجة إليها بأن تدخل إلى القطاع.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها يوم الاثنين.


تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن تسعة أشخاص قتلوا فجر اليوم الأربعاء في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح بجنوب القطاع.

وذكرت الوكالة أن سبعة أشخاص لاقوا حتفهم حين استهدف الطيران الإسرائيلي شقة في بناية سكنية بمنطقة عسقولة في حي الزيتون شرق غزة ما أسفر عن مقتل رجل وامرأة وأبنائهما الخمسة. وأضافت أن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على دراجة نارية قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح.

وذكرت وكالة شهاب الإخبارية على تليغرام أن قصفا مدفعيا استهدف حي السلام شرق رفح فيما استهدف قصف جوي إسرائيلي بيت لاهيا شمال قطاع غزة. من ناحية أخرى قال تلفزيون الأقصى إن القوات الإسرائيلية تشن ضربات على أجزاء متفرقة من وسط وجنوب القطاع.