لماذا يستجوب القضاء العراقي «عائلة» أبو بكر البغدادي؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4856611-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A8%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%9F
لماذا يستجوب القضاء العراقي «عائلة» أبو بكر البغدادي؟
زوجته قالت إن لقاءاتها بالعدناني سر لا تريد الإفصاح عنه
أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)
بغداد :«الشرق الأوسط»
TT
بغداد :«الشرق الأوسط»
TT
لماذا يستجوب القضاء العراقي «عائلة» أبو بكر البغدادي؟
أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)
كشفت أسماء محمد الكبيسي، زوجة زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، تفاصيل عن أخطر إرهابي في العقد الماضي، كما فضحت أسرار التنظيم في مقابلة بثتها «العربية»، الخميس، فيما أعلنت السلطات العراقية استجواب «عائلة» البغدادي، موضحة أنه تمّت استعادتها من خارج العراق.
ورفضت الكبيسي التعليق على ما إذا كانت تلتقي وتتشاور في بعض الأمور مع القيادي في التنظيم أبو محمد العدناني، وقالت: «أرفض الإفصاح عن هذا السر (...) هذا الموضوع حرج جداً بالنسبة لي وبالنسبة لأولادي».
وأعلنت السلطات القضائية العراقية، الخميس، عن استجواب «عائلة» البغدادي.
ولا يحدّد البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني لـ«مجلس القضاء الأعلى العراقي» عدد أفراد عائلة البغدادي الذين ألقي القبض عليهم ولا هوياتهم، ولا من أي بلد تمّت استعادتهم. لكن مصدراً قضائياً قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «جهاز المخابرات بالتعاون مع السلطات التركية قام باسترداد زوجة أبو بكر البغدادي وأولادها»، مضيفاً أنها «كانت موقوفة في تركيا».
وذكر البيان أن السلطات القضائية تمكّنت من «استعادة عائلة المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي»، وذلك «ضمن خطتها لاستعادة المتهمين بقضايا الإرهاب الهاربين خارج العراق».
وتابع البيان أنه «بإشراف مباشر من قبل القاضي المختص في محكمة تحقيق الكرخ الأولى، ألقي القبض على عائلة المجرم الإرهابي أبو بكر البغدادي وتم تدوين أقوالهم، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة معهم للكشف عن أهم أسرار عصابات (داعش) الإرهابية».
ويأتي إعلان السلطات العراقية تزامناً مع إعلان قناة «العربية» السعودية عن بثّها الخميس لمقابلة مع «زوجة البغدادي» التي تدعى «أسماء محمد».
وأعلنت تركيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 توقيف أرملة أبو بكر البغدادي، مع عشرة أشخاص آخرين، من بينهم ابنة زعيم التنظيم الأسبق.
وقال حينها مسؤول تركي إن تلك هي «الزوجة الأولى» للبغدادي، وجرى توقيفها في يونيو (حزيران) 2018 في محافظة هاتاي التركية الحدودية مع سوريا.
وبحسب المسؤول، فإنّ زوجة البغدادي «قدّمت معلومات عديدة حول موضوع البغدادي والعمل الداخلي للتنظيم».
وحينها، قال الإعلام التركي إن اسم هذه الزوجة هو أسماء فوزي محمد الكبيسي، وابنته اسمها ليلى.
وأعلنت الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 عن مقتل البغدادي في ضربة ليلية شنّت في شمال غربي سوريا على بعد كيلومترات من الحدود مع تركيا.
بعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مني التنظيم المتطرف بهزائم متتالية في البلدين وصولاً إلى تجريده من كل مناطق سيطرته في 2019.
وأعلن العراق انتصاره على التنظيم في أواخر عام 2017، لكنه ما زال يحتفظ ببعض الخلايا في مناطق نائية وبعيدة في شمال البلاد، تشنّ بين حين وآخر هجمات ضد الجيش والقوات الأمنية.
وذكر تقرير للأمم المتحدة نُشر في يوليو (تموز) أن «عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات العراقية استمرت في الحدّ من أنشطة تنظيم (داعش) الذي حافظ مع ذلك على تمرده بدرجة منخفضة».
وأضاف أن «عمليات» «داعش» «اقتصرت على المناطق الريفية، بينما كانت الهجمات في المراكز الحضرية أقل تكراراً».
وبحسب التقرير، فإن البنية الرئيسية للتنظيم «لا تزال تقود 5000 إلى 7000 فرد في جميع أنحاء العراق والجمهورية العربية السورية، معظمهم من المقاتلين».
دعت الولايات المتحدة الاثنين إلى مواصلة سياسة الضغط في الحرب ضد المتطرفين، معلنة تقديم 148 مليون دولار لتمويل أمن الحدود وعمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا وآسيا
الفسفور الأبيض المحظور دولياً و«المفضَّل» إسرائيلياً... ما مضاره؟ وكيفية تقليل آثاره؟
تصاعد الدخان من مبنى مدمَّر جراء غارات جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (إ.ب.أ)
تداول الكثير من المستخدمين عبر مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان، مساء الأربعاء، فيديوهات تُظهر مواد بيضاء اللّون تتساقط من السماء، وسط اتهامات للجيش الإسرائيلي باستخدام «الفوسفور الأبيض» في ضرباته الأخيرة على العاصمة بيروت.
وكانت إذاعة محلية قد نقلت عن مصدر أمني قوله إنه تم استخدام الفوسفور بالفعل في غارة على بيروت أمس، وإن رائحة كريهة تفوح في المنطقة.
وأسفرت ضربة إسرائيلية على مقرّ هيئة صحية تابعة لـ«حزب الله» في قلب بيروت ليل الأربعاء - الخميس عن مقتل سبعة أشخاص، بعد يوم شهد اشتباكات بين جنود إسرائيليين ومقاتلي الحزب في جنوب لبنان. والغارة التي استهدفت محلة الباشورة في غرب بيروت، الأربعاء، هي الضربة الأقرب إلى وسط العاصمة اللبنانية منذ بدء حملة القصف الإسرائيلية المدمّرة قبل نحو عشرة أيام على مناطق عدّة في البلاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها التحدث عن استخدام الفوسفور الأبيض في لبنان منذ تصاعد التوتر على الحدود. وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في يونيو (حزيران) الماضي، إنها تحققت من استخدام الفوسفور الأبيض فيما لا يقل عن 17 بلدية، في جنوب لبنان، منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023: «خمس منها استخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة».
وتحدثت تقارير عدة في السابق عن استخدام إسرائيل هذه المواد في قصفها أماكن مختلفة وسط حربها على غزة أيضاً.
ومن الجدير ذكره، أن ذخائر الفوسفور الأبيض ليست محظورة بوصفها سلاحاً كيمياوياً، ويمكن استعمالها في الحروب لصنع سواتر من الدخان، أو تحديد الأهداف، أو إحراق المباني. ولكن، نظراً لأنها قد تتسبب في حروق خطيرة ونشوب حرائق؛ فإن الاتفاقيات الدولية تحظر استخدامها ضد الأهداف العسكرية الواقعة وسط المدنيين.
ويظهر اللبنانيون اليوم مخاوف متجددة من المواد المستخدمة في الضربات، خاصة حال تأكد استعمال الفوسفور الأبيض؛ وذلك لما له من مضار على الصحة.
أولاً، ما هو الفوسفور الأبيض؟
يشرح موقع منظمة الصحة العالمية أن الفوسفور الأبيض (يُطلق عليه أحياناً اسم الفوسفور الأصفر) عبارة عن مادة صلبة - بيضاء إلى صفراء - ذات رائحة تشبه الثوم.
تشتعل هذه المادة تلقائياً في الهواء عند درجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية وتستمر في الاحتراق حتى تتأكسد تماماً أو حتى تُحرم من الأكسجين. ينتج من احتراق الفوسفور دخان كثيف أبيض مزعج.
وعادة ما يُستخدم الفوسفور الأبيض للأغراض العسكرية في القنابل اليدوية وقذائف المدفعية لإنتاج الإضاءة، ولتكوين ستار دخاني وكمواد حارقة، بحسب منظمة الصحة العالمية. واستخداماته الصناعية الرئيسية تبرز في إنتاج حمض الفوسفوريك والفوسفات وغيرهما من المركبات.
ويحذّر المجتمع الطبي من استخدام الفوسفور الأبيض في الضربات العسكرية؛ لما له من مضار على صحة السكان.
كيف يؤثر الفوسفور على الصحة؟
ضمن هذا السياق، تشرح طبيبة الصحة العامة مايا البنا، التي تتخصص في الطب الداخلي وتعمل في أحد مستشفيات العاصمة بيروت، أن هذه المادة الخطيرة لديها الكثير من التداعيات الصحية السلبية حال تعرّض السكان لها.
وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن التعرّض للفوسفور الأبيض «يؤدي إلى حروق فورية قد تكون موجعة. وهناك 3 سيناريوهات قد يعيشها الفرد حال التعرض لهذه المادة: المرحلة الأولى ترتبط بالجهاز الهضمي، وقد تحدث بعد بضع دقائق إلى 8 ساعات من التعرض للمادة. قد تكون الصدمة خلال هذه المرحلة شديدة وتسبب الوفاة في غضون يوم إلى يومين. تتبع المرحلة الثانية (من دون أعراض) المرحلة الأولى وتستمر لمدة 8 ساعات إلى 3 أيام. قد تبدأ المرحلة الثالثة (فشل الأعضاء المتعددة وإصابة الجهاز العصبي المركزي) بعد 4 إلى 8 أيام من بدء المرحلة الثانية، وقد تنتهي بالوفاة».
وتعتمد الطبيبة في شرحها على مراجع من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها «سي دي سي».
وتشرح: «يحترق الفوسفور الأبيض في الهواء ويسبب حروقاً شديدة عند ملامسته الجلد أو العينين. كما يتسبب في تهيج العين والجهاز التنفسي. وترتبط الآثار السلبية الأولية الأخرى بأضرار في الجهاز الهضمي».
آثار على العينين
من أشدّ الآثار السلبية للتعرض للفوسفور الأبيض هي الشعور بعدم الارتياح وإحساس بوجود جسم غريب في العين. ويؤدي هذا إلى إنتاج مفرط للدموع، وتشنج الجفن، وزيادة الحساسية للضوء، كما تؤكد البنا.
ومن المعروف أن جزيئات الفوسفور الأبيض مدمِّرة بشكل خطير عند ملامستها الأنسجة، وتسبب تلفاً للقرنية. ومن الأمثلة على ذلك ثقب والتهاب الجزء الداخلي من مقلة العين وانقلاب الجفن بشكل غير طبيعي، بحسب وصف «سي دي سي». وتتابع البنا: «من أصعب الأمور التي قد تسببها هذه المواد للعين هي حرق القرنية، وقد تؤثر أيضاً على عمل الأوعية الدموية للعين».
كيف يضر الفوسفور بالجلد؟
تشرح البنا: «الفسفور الأبيض ينجم عنه حروق شديدة الألم تتراوح من الدرجة الثانية إلى الثالثة. وقد يتصاعد الدخان من موقع الإصابة نتيجة الحرق المستمر للفوسفور الأبيض أو تكوين حمض الفوسفوريك».
وتضيف الطبيبة: «المادة قابلة للذوبان في الدهون بدرجة كبيرة، ويمتصها جلدنا بسرعة وسهولة؛ مما قد يكون له آثار على جسمنا كله».
وتوضح البنا أن تداعيات هذه المواد «ترتبط بما يعرف بـ(الآثار المنهجية)، أي تؤثر على عمل الأوعية الدموية بشكل منهجي؛ مما قد يشمل الجسم بالكامل وليس جزءاً محدداً منه فقط».
ما الأعراض المباشرة للتعرّض للفوسفور الأبيض؟
تستند الطبيبة اللبنانية إلى الأعراض التي تتحدث عنها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضاً عند التحدث عن أبرز الأعراض التي قد يشعر بها المرء حال تعرضه للفوسفور الأبيض، وتُعدّد أبرز العلامات، وهي:
- شعور بالألم الحارق في الحلق والمعدة؛ مما يرافقه إحساس بالعطش الشديد
- الغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن الشديدة
- بروز رائحة الثوم في التنفس والقيء والبراز
- تهيج العين والجهاز التنفسي
- القيء والبراز قد يسببان حروقاً عند ملامستهما الجلد
كيف نتصرف عند التعرّض للمادة؟
تؤكد الطبيبة على ضرورة محاولة الحصول على اهتمام طبي فوري، لكن عند التواجد في قلب الحدث، يجب على المصابين «وضع كمادات تحتوي على المياه على العينين وتغطيتهما بشكل جيد، إلى أن نبتعد عن مكان التعرض للمواد بشكل كبير».
وتتابع: «من ثم يجب وضع العينين تحت المياه لمدة تصل إلى 15 دقيقة».
وتوصي الطبيبة بضرورة «إزالة جزيئات الفوسفور الأبيض من العينين أو الجلد، قبل اللجوء إلى أي خطوة أخرى». وبعد القيام بالإسعافات الأولية الضرورية، من المهم الحصول على الاهتمام الطبي المناسب، والذي قد يتفاوت بحسب شدة الإصابة ونوعها.