لبنان يحيي ذكرى اغتيال الحريري… وشخصيات تستذكر مسيرته

تجمع شعبي في وسط بيروت

خلال اللقاء الذي جمع الحريري مع المفتي عبد اللطيف دريان (موقع المستقبل)
خلال اللقاء الذي جمع الحريري مع المفتي عبد اللطيف دريان (موقع المستقبل)
TT

لبنان يحيي ذكرى اغتيال الحريري… وشخصيات تستذكر مسيرته

خلال اللقاء الذي جمع الحريري مع المفتي عبد اللطيف دريان (موقع المستقبل)
خلال اللقاء الذي جمع الحريري مع المفتي عبد اللطيف دريان (موقع المستقبل)

يحيي «تيار المستقبل» الأربعاء الذكرى الـ19 لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عبر تجمع شعبي في وسط بيروت، بمشاركة مناصري «المستقبل» من مختلف المناطق اللبنانية.

وفي هذه المناسبة شكّل الضريح، الثلاثاء، محطة لعدد من الشخصيات السياسية التي استذكرت الحريري ومسيرته الوطنية، وهو ما تحدث عنه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، الذي زار الضريح على رأس وفد من المفتين، وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعلماء، حيث قال: «كان (الحريري) يعطي بيمينه من دون أن تعرف يساره. وفي علم ينتفع به، يتجسد في جامعة ومدارس ومعاهد علمية عليا. كما يتجسد في علماء تخرجوا في جامعات كبرى في لبنان والعالم، من أطباء ومهندسين ورجال مال وأعمال. وترك فينا ولداً صالحاً يحمل رسالته، ويتابع مسيرته في رعاية مجتمعه، والسهر على مصالحه، رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهها ولا يزال».

وأكد «لم يكن الشهيد رفيق الحريري مجرد زائد واحد على عدد رؤساء الحكومات في لبنان. جاء على أنقاض دولة دمرتها حرب أهلية استمرت سنوات عدة، وأحرقت الأخضر واليابس، ودمرت الدولة ومؤسساتها، وباعدت بين أبناء الوطن الواحد. فعمل على إعادة بناء الدولة من جديد، إنساناً ومجتمعاً ومؤسسات. كما عمل على إعادة إعمار عاصمتها؛ لتعود من جديد منارة مضيئة في عالمنا العربي».

ولفت إلى أن «العمل في الشأن العام يتطلب مواجهة عوائق وعراقيل بعضها طبيعي، ومعظمها مصطنع. إن تجاوز هذه العراقيل والمطبات في مجتمع متعدد، وفي منطقة أشد تعقيداً ليس بالأمر اليسير. قد يتعرض المسؤول لكثير من الأمور التي تحد مسيرته في العمل، ولكن ذلك لا يجرده من نيات الإصلاح والصلاح»، مضيفا «في ذكرى الشهيد الكبير نتطلع مع مجتمعنا اللبناني إلى حامل رسالته، والمؤتمن على أدائها سعد الحريري، لمواصلة المسيرة، مسيرة الصلاح والإصلاح، مسيرة البناء والترميم، مسيرة الخير الوطني العام».

وبعد زيارة الضريح زار المفتي دريان رئيس الحكومة السابق، رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في بيت الوسط، وعقد معه خلوة جرى فيها البحث في الشؤون الإسلامية والوطنية، ثم تم عقد لقاء موسع بين الحريري ودريان وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعلماء. والتقى الحريري أيضاً عدداً من الشخصيات السياسية، أبرزها السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون التي اكتفت بوصف اللقاء بـ«الممتاز».

وفي الذكرى الـ19 لاغتياله شكّل ضريح رفيق الحريري محطة لعدد من الشخصيات السياسية، حيث زاره رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى على رأس وفد من المجلس المذهبي. واستذكر أبي المنى الحريري «الذي كان حريصاً على لبنان واستشهد من أجله، وكان حريصاً أيضاً على الوحدة الوطنية، وعلى بناء الدولة وقيام المؤسسات، واحترام الدستور والعيش الوطني الواحد».

بدوره، كتب الرئيس تمام سلام عبر «إكس» قائلا: «في الذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري نستعيد الأيام الخوالي التي نعم فيها لبنان بالإنجازات والمشاريع الواعدة بهمة وجهود استثنائية لهامة وطنية تجسدت بطموح وأحلام رفيق الحريري الرجل الظاهرة، والتي تركت آثارها مع أجيال المستقبل في الميادين كافة. إن لبنان يفتقد اليوم أكثر من أي وقت مضى وفي ظل الانهيار المتمادي حكمة وقيادة رفيق الحريري لانتشاله من كبوته ووضعه على سكة التعافي والنهوض».

من جانبه، جدّد حزب «الكتائب اللبنانية» دعوته لتحقيق العدالة في جريمة اغتيال رفيق الحريري، وقال في بيان له بعد اجتماعه الأسبوعي: «عشية الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تبقى العدالة غير ناجزة ويبقى الحق منقوصاً، فالقاتل طليق وحماته على نهجهم لا يترددون في إطلاق آلة القتل أو التخوين في وجه كل صوت حر يرفض وضع اليد على لبنان ومصادرة قراره»، وأضاف «الأخطر من كل ذلك أن الفريق المدان دولياً يمسك اليوم بزمام التسويات بفائض القوة، ويتحدث باسم اللبنانيين بسطوة السلاح، ويفاوض على حدود بلد استباح سيادته خدمة لمشروع خارجي»، مؤكداً أن «العدالة مهما طال أمدها فلا بد أنها الغالبة...».


مقالات ذات صلة

لقاء «بري - سلام» خطوة مطلوبة لتبديد مخاوف «حزب الله»

المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون يلتقي رئيس الوزراء المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري (المكتب الصحافي لرئاسة الجمهورية اللبنانية)

لقاء «بري - سلام» خطوة مطلوبة لتبديد مخاوف «حزب الله»

يشكل اللقاء المرتقب في الساعات المقبلة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة القاضي نواف سلام، خطوة على طريق تبديد الهواجس.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مرحباً بالمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: التوغلات في الجنوب تثبت تملص إسرائيل من التزاماتها

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن ما يجري في جنوب لبنان من انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، دليل على «تملص العدو الإسرائيلي من التزاماته».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام (إ.ب.أ)

سلام «يستشير» النواب في شكل حكومته… وتفاؤل بـ«أداء جديد»

برزت دعوات الكتل النيابية اللبنانية إلى تشكيل «حكومة كفاءات» مع إطلاق الرئيس المكلف، نواف سلام، الاستشارات النيابية غير الملزمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون ينتشرون قرب الجدار الفاصل مع لبنان (رويترز)

إسرائيل تدفع بتعزيزات إلى كفركلا وتواصل نسف بيوت جنوب لبنان

دفعت القوات الإسرائيلية الأربعاء بتعزيزات جديدة إلى المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، استعداداً للتوجه إلى بلدة كفركلا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام (رويترز)

لبنان: سلام يحتوي تداعيات مقاطعة «الثنائي الشيعي» الاستشارات بلقاء بري

قاطع الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل»، الأربعاء، الاستشارات النيابية غير الملزمة التي عقدها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، نواف سلام، في البرلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الشرع: سوريا مستعدة لاستقبال قوات الأمم المتحدة في المنطقة العازلة مع إسرائيل

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (إ.ب.أ)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (إ.ب.أ)
TT

الشرع: سوريا مستعدة لاستقبال قوات الأمم المتحدة في المنطقة العازلة مع إسرائيل

قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (إ.ب.أ)
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (إ.ب.أ)

قال أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة اليوم الخميس إن بلاده مستعدة لاستقبال قوات من الأمم المتحدة في المنطقة العازلة المشتركة مع إسرائيل.

وأضاف الشرع رداً على سؤال من «رويترز» «تقدم إسرائيل في المنطقة كان سببه تواجد الميليشيات الإيرانية و(حزب الله). وبعد تحرير دمشق لم يعد لهم تواجد، فلم تعد هناك ذرائع تتذرع بها إسرائيل للتقدم في المنطقة العازلة».

دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بدورية في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة بمرتفعات الجولان (أ.ف.ب)

وأعلنت الدولة العبرية في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، يوم سقوط بشار الأسد، انتشار جيشها في المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان على أطراف الجزء الذي احتلته من الهضبة عام 1967. واعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة تشكل «انتهاكاً» لاتفاق فض الاشتباك العائد إلى العام 1974. وكان الشرع ندّد في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2024 بتوغّل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أنّ الوضع الراهن «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».