الرئيس اللبناني: التوغلات في الجنوب تثبت تملص إسرائيل من التزاماتها

مفوضية حقوق الإنسان مستعدة لتوثيق الأضرار اللاحقة بالمدنيين

الرئيس اللبناني جوزيف عون مرحباً بالمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مرحباً بالمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الرئاسة اللبنانية)
TT

الرئيس اللبناني: التوغلات في الجنوب تثبت تملص إسرائيل من التزاماتها

الرئيس اللبناني جوزيف عون مرحباً بالمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس اللبناني جوزيف عون مرحباً بالمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (الرئاسة اللبنانية)

أكّد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن ما يجري في جنوب لبنان من انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، دليل على «تملص العدو الإسرائيلي من التزاماته»، على إيقاع توغل الجيش الإسرائيلي في العمق اللبناني، والتفجيرات التي ينفذها. في حين أعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن استعدادها «لإعداد تقارير بالأضرار التي لحقت بالمدنيين نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان».

ورحّب الرئيس عون بالتوصل إلى اتفاق «يؤمل في أن يؤدي إلى نهاية الواقع المأساوي في غزة»، مقدراً الجهود الدولية التي بُذلت في هذا الصدد. وعدّ أن «الالتزام الجدّي من قبل إسرائيل ببنود الاتفاق يحتاج إلى متابعة من الدول الراعية والأمم المتحدة، لأن العدو الإسرائيلي عوّدنا على التملّص من التزاماته والتنكر للقرارات الدولية، ولعل ما يجري في جنوب لبنان من اعتداءات وانتهاكات لوقف إطلاق النار خير دليل على ذلك».

تفجيرات وتوغلات متواصلة

وتواصل إسرائيل عمليات التفجير والتفخيخ والتوغل في القرى اللبنانية الحدودية في الجنوب، ونفذت الخميس عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من بلدة مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، بالتزامن مع تحركات لدبابات «ميركافا» في الحي الشمالي لبلدة مارون الراس، وترافق ذلك مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والمسيّر في الأجواء.

وسجّل توغل قوة مؤللة إسرائيلية قبل ظهر الخميس في بلدة الطيبة، ونفّذ عناصرها عملية تمشيط بالرشاشات المتوسطة داخل أحياء البلدة، بالتزامن مع قيام جرّافة بأعمال تجريف في بعض الشوارع والأحياء. كما سجل توغل قوة إسرائيلية أخرى باتجاه الأحياء الشمالية لبلدة مارون الراس، وفجّر عناصرها بوابة منزل في المنطقة؛ تزامناً مع إطلاقهم النيران الرشاشة باتجاه المنازل. إضافة إلى ذلك، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير داخل أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

إعادة الإعمار

ومن شأن التوغلات الإسرائيلية أن تمنع إطلاق مرحلة إعادة الإعمار في جنوب لبنان، وهو ملف بحثه الرئيس عون مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، خلال زيارته إلى بيروت؛ حيث عرض أبرز ما تقوم به مفوضية حقوق الإنسان في لبنان ودول المنطقة، مؤكداً التعاون مع لبنان في مجال حقوق الإنسان.

ورأى تورك أن خطاب القسم «تضمن نقاطاً عدة تُشكل أساساً لهذا التعاون». وتناول موضوع حقوق الإنسان الاقتصادية، مشيراً إلى «أهمية العمل خلال مرحلة إعادة البناء»، معرباً عن استعداد المفوضية لإعداد تقارير بالأضرار التي لحقت بالمدنيين نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي استهدفهم أيضاً.

وركّز عون، من جهته، على أهمية زيارة تورك في هذا التوقيت؛ «لأنها تعطي إشارة قوية إلى مدى التزام الدولة اللبنانية بمواصلة الحوار الإيجابي، والبنّاء مع المنظمات الدولية حول مبادئ حقوق الإنسان وأهميتها بالنسبة إلى لبنان». وأثنى على «مواقف المفوض تورك خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، وعلى الشجاعة التي أبداها منذ اندلاع الأحداث الدامية في غزة»، وفق ما أفادت الرئاسة اللبنانية.


مقالات ذات صلة

حكومة لبنان تعقد أول اجتماعاتها وتوصيات من عون وسلام بإبعادها عن التجاذبات

المشرق العربي الصورة التذكارية لحكومة عهد رئيس الجمهورية جوزيف عون الأولى التي تضمه ورئيس الحكومة نواف سلام والـ 24 وزيراً أمام قصر بعبدا الثلاثاء (الرئاسة اللبنانية - إ.ب.أ)

حكومة لبنان تعقد أول اجتماعاتها وتوصيات من عون وسلام بإبعادها عن التجاذبات

انطلق مسار إعداد البيان الوزاري الذي يفترض أن تنال حكومة نواف سلام ثقة البرلمان اللبناني على أساسه، في أجواء توافقية وتفاؤلية بإنجازه في أسرع وقت ممكن.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي الرئيس جوزيف عون يرأس أول اجتماع للحكومة اللبنانية الجديدة بالقصر الرئاسي في بعبدا (أ.ف.ب)

الحكومة اللبنانية تعقد جلستها الأولى في بعبدا... وتشكّل لجنة صياغة البيان الوزاري

عقدت الحكومة اللبنانية جلستها الأولى في قصر بعبدا برئاسة الرئيس اللبناني جوزيف عون وحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء الجدد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسافرون يخرجون من مطار رفيق الحريري الدولي خلال الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل (إ.ب.أ)

إجراءات تفتيش مشددة للطائرات القادمة من العراق إلى بيروت

يفرض جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي إجراءات أمنية مشددة على الرحلات القادمة من العراق إلى بيروت، وإخضاعها لتفتيش دقيق.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي الجيش اللبناني يستكمل انتشاره على الحدود اللبنانية - السورية (قيادة الجيش)

هدوء حذر على الحدود اللبنانية - السورية وجهود عسكرية لضبطها من الجانبين

ساد الهدوء الحذر على الحدود اللبنانية السورية إثر التوتر الذي شهدته المنطقة، نتيجة القصف الإسرائيلي والاشتباكات بين إدارة العمليات السورية والعشائر.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي صورة متداولة لأهالي بلدة الشواغر (قضاء الهرمل) يحرقون إطارات في طريق مؤدٍ إلى الأراضي السورية

اتصالات على أعلى المستويات لتهدئة معارك الحدود اللبنانية - السورية

دفع الجيش اللبناني بتعزيزات عسكرية إلى الحدود الشمالية الشرقية على وقع اشتداد القصف من الجهة السورية خلال الساعات الأخيرة.

حسين درويش (بيروت - شرق لبنان)

ترمب يتمسك بالتهجير... وملامح خطة عربية

الرئيس الأميركي والعاهل الأردني خلال اجتماعهما في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
الرئيس الأميركي والعاهل الأردني خلال اجتماعهما في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
TT

ترمب يتمسك بالتهجير... وملامح خطة عربية

الرئيس الأميركي والعاهل الأردني خلال اجتماعهما في البيت الأبيض أمس (أ.ب)
الرئيس الأميركي والعاهل الأردني خلال اجتماعهما في البيت الأبيض أمس (أ.ب)

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في البيت الأبيض، أمس، تمسكاً بمواقفه المتشددة حيال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كما جدد تهديده لحركة «حماس» بالعودة إلى الحرب وفتح أبواب الجحيم، إذا لم تفرج عن الرهائن قبل السبت المقبل.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن وقف إطلاق النار سينتهي، وأن الجيش سيستأنف القتال المكثف، إذا لم يطلق سراح الرهائن قبل السبت.

في غضون ذلك، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن «الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدى المملكة العربية السعودية». وشدّد على أن «السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين».

في الأثناء، برزت ملامح خطة عربية للتعاطي مع الوضع، إذ أعلن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن قمة القاهرة المرتقبة «ستناقش طرحاً عربياً يقابل المقترح الأميركي عن التهجير، وسيقوم على التوافق الفلسطيني، والدعم العربي والدولي».