«صحة غزة»: 250 قتيلاً جراء الضربات الإسرائيلية خلال 24 ساعة

ارتفاع الإجمالي إلى 20674

TT

«صحة غزة»: 250 قتيلاً جراء الضربات الإسرائيلية خلال 24 ساعة

دمار واسع في مخيم المغازي جراء القصف الإسرائيلي أمس (رويترز)
دمار واسع في مخيم المغازي جراء القصف الإسرائيلي أمس (رويترز)

أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين، بأن 250 شخصاً قتلوا وأصيب 500 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليرتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 20674 قتيلاً و54536 جريحا.

وواصلت إسرائيل قصفها لقطاع غزة حيث تهدد مجاعة المدنيين بعد ليلة عيد ميلاد حزينة للفلسطينيين في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة تحت وطأة الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين، في الوقت الذي لم يتوقف القصف في القطاع الفلسطيني للحظة.

وقتلت ضربات جوية إسرائيلية ما لا يقل عن 78 شخصاً عشية عيد الميلاد في أحد أكثر الليالي دموية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. بدأت الضربات الإسرائيلية قبل منتصف الليل بساعات واستمرت حتى يوم عيد الميلاد اليوم (الاثنين). وقال سكان محليون ووسائل إعلام فلسطينية إن إسرائيل كثفت القصف الجوي والبري على البريج في وسط قطاع غزة.

دعوات لغزة في الضفة الغربية في ليلة عيد الميلاد أمس في بيت لحم (رويترز)

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن ما لا يقل عن 78 فلسطينياً قتلوا في أحدث غارة جوية إسرائيلية، التي أصابت عدة منازل في مخيم المغازي للاجئين بوسط غزة. وأضاف أن كثيرين منهم نساء وأطفال، حسبما أفاد تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء.

وفي وقت مبكر من الاثنين، أسفر قصف عن مقتل 12 شخصاً بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، حسب وزارة الصحة في غزة. وقالت الوزارة في بيان إن قصفاً في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصاً على الأقل. ووجهت إسرائيل نحو خمسين ضربة متتالية لوسط القطاع.

مواطنون ينظرون إلى جثامين في مستشفى الأقصى في دير البلح بعد قصف إسرائيلي عنيف على وسط غزة (أ.ب)

وفي وقت لاحق اليوم، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الهجمات التي نفذتها إسرائيل على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية ضد المدنيين في مخيمي المغازي والبريج وخان يونس. وقالت الوزارة في بيان إن القصف الإسرائيلي الذي دمر مربعات سكنية كاملة فوق رؤوس ساكنيها هو إعلان إسرائيلي صريح وواضح بتوسيع «حرب الإبادة والتدمير الشامل من شمال قطاع غزة إلى وسطه وجنوبه»، مؤكدة أنها جريمة تطهير عرقي تؤدي إلى تحويل قطاع غزة إلى أرض غير صالحة للسكن.وقالت الوزارة إن إسرائيل تستخف بالإجماع الدولي على وقف «حرب الإبادة الجماعية» ضد المدنيين الفلسطينيين وتتعمد تصعيد «مجازرها» ضد الشعب الفلسطيني لإفشال المقاصد الأممية والأميركية التي تقف وراء اعتماد القرار 2720. وأضافت أن التصعيد الإسرائيلي يعرقل أية آلية دولية لإيصال المساعدات والاحتياجات الأساسية الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.

 

جنود إسرائيليون يحملون نعش الرقيب بيرهانو كاسي خلال جنازته في القدس أمس (أ.ب)

وشهدت نهاية الأسبوع سقوط عدد كبير من القتلى في القطاع المكتظ بالسكان وتسيطر عليه منذ 2007 حركة «حماس»، التي تعدُّها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظمة إرهابية».

 

في الجانب الإسرائيلي، قتل أكثر من 15 عسكرياً خلال الأيام الثلاثة الماضية. وصباح الاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين آخرين مما يرفع إلى 156 حصيلة خسائر القوات العاملة على الأرض في غزة.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد: «ندفع ثمناً باهظاً جداً للحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال». وأكد في رسالته بمناسبة عيد الميلاد: «نحن نواجه وحوشاً»، معتبراً أن «هذه معركة ليست فقط لإسرائيل ضد هؤلاء الهمج بل معركة الحضارة ضد الهمجية أيضاً».

 

لا شجرة ميلاد، لا زينة

 

قال الفلسطيني المسيحي فادي الصايغ، الذي أمضى ليلة الميلاد في قسم غسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس، حيث كثفت إسرائيل عملياتها في الأيام الأخيرة «في الحرب لا أحد يشعر بروح الأعياد».

وأضاف هذا اللاجئ الذي بات بعيداً عن عائلته المتبقية في مدينة غزة: «كان يجب أن نكون نصلي الآن ونزور الأماكن المقدسة لكننا تحت القصف والحرب، لا توجد فرحة للعيد، لا شجرة ميلاد، لا زينة، لا يوجد عشاء عائلي ولا احتفالات»، مؤكداً: «أصلي أن تنتهي الحرب بأسرع وقت».

وأدى النزاع إلى مقتل 20424 شخصاً في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، حسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحة في غزة. كما أجبر 1.9 مليون شخص أو 85 في المائة من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، حسب الأمم المتحدة.

وقال بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، الذي حضر للاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم بالضفة الغربية، وهو يضع كوفية سوداء وبيضاء حول عنقه، الأحد: «يجب أن نوقف هذه الأعمال العدائية ونطوي الصفحة».

في هذه المدينة مهد يسوع المسيح وفقاً للتقاليد المسيحية، ألغت البلدية الفلسطينية جزءاً كبيراً من احتفالات عيد الميلاد وتسود أجواء من الحزن.

مجسم يظهر طفلاً متوفى داخل حاضنة أمام كنيسة المهد دعماً لغزة، في بيت لحم، بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل (رويترز)

أمام كنيسة المهد غابت مغارة عيد الميلاد هذا العام، وحل محلها رمز إلى المذبحة التي يتعرض لها مواطنو غزة، بتمثالين رماديين للسيدة العذراء ويوسف وسط أنقاض وخلف أسلاك شائكة.

وقالت الطالبة نيكول نجار (18 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية «من الصعب جدا أن نحتفل بأي مناسبة وشعبنا يموت».

 

«منطق الحرب الخاسر»

 

قال البابا فرنسيس خلال قداس عيد الميلاد في روما: «قلبنا هذا المساء في بيت لحم»، مندداً بـ«منطق الحرب الخاسر».

في رفح بجنوب قطاع غزة، تنهار إسراء أبو العوف (27 عاماً) بعد قصف الأحد على حي سكني لجأت إليه. وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كفى معاناة! لنتوقف عن جعل هؤلاء الأطفال يعانون، دعونا نتوقف عن فرض هذا المستقبل المؤلم عليهم». وأضافت: «أقول لك يا نتنياهو، كل طفل (...) سيكبر وهو يريد الانتقام لأبيه وأمه وعمه (...) جيش كامل سينهض للانتقام من إسرائيل مرة أخرى، لنوقف هذا».

النيران في سماء غزة بفعل ضربات إسرائيلية (رويترز)

وما زال الوضع الإنساني في غزة كارثياً. فمعظم المستشفيات هناك خارج الخدمة، وفي الأسابيع الستة المقبلة، يواجه جميع السكان خطر مستوى عال من انعدام الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى مجاعة، كما تقول الأمم المتحدة.

وصرح رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس (الأحد) أن «تدمير النظام الصحي في غزة هو مأساة».

وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة قراراً يدعو إلى تسليم المساعدات الإنسانية «الفورية» و«على نطاق واسع»، لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.

وأعلن الجيش الأردني مساء الأحد أن طائراته أسقطت مساعدات لنحو 800 شخص لجأوا إلى كنيسة القديس فرفوري في شمال قطاع غزة.

أما الوسطاء المصريون والقطريون فما زالوا يحاولون التفاوض على هدنة جديدة بعد توقف للقتال لمدة سبعة أيام في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) سمح بالإفراج عن 105 رهائن و240 أسيراً فلسطينياً، بالإضافة إلى دخول قوافل مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.

وذكر مصدر في حركة «الجهاد الإسلامي»، أن الأمين العام للحركة زياد النخالة وصل على رأس وفد إلى القاهرة.

 

أعمال تعذيب

 

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) أنه اكتشف «مخزن أسلحة مجاور لمدارس ومسجد ومركز طبي» يحتوي على «أحزمة ناسفة مناسبة للأطفال وعشرات من قذائف الهاون ومئات القنابل اليدوية ومعدات استخباراتية».

وقال إنه يقوم في إطار عملياته باعتقال «أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية»، مؤكداً أن الذين «يثبت عدم مشاركتهم في أنشطة إرهابية يتم إطلاق سراحهم».

لكن فلسطينيين أفرج عنهم بعد اعتقالهم في قطاع غزة قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم خضعوا لتعذيب وهو ما ينفيه الجيش.

وأكد نايف علي (22 عاماً): «أوثقوا يدي وراء ظهري لمدة يومين. لم يكن لدينا ما نشربه أو نأكله ولم يسمحوا لنا باستخدام المراحيض... ضرب وفقط ضرب».

ودعت «حماس» أمس (الأحد) اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التحقيق في هذه الاعتقالات.


مقالات ذات صلة

قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على دير البلح ومدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج

المشرق العربي الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على دير البلح ومدرسة تؤوي نازحين بمخيم البريج

قُتل وأصيب عدد من الفلسطينيين، فجر اليوم الأربعاء، جراء قصفٍ شنته القوات الإسرائيلية على عدة مناطق في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جندي إسرائيلي يحمل بندقية بالقرب من مستشفى في طوباس بالضفة الغربية المحتلة 3 ديسمبر 2024 (رويترز)

مقتل فلسطينيين وإصابة ثالث في قصف إسرائيلي بالضفة الغربية

قتل فلسطينيان وأصيب آخر، اليوم الثلاثاء، في قصف إسرائيلي استهدف مركبة شمال طوباس بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية أطفال فلسطينيون ينقذون أشياء من تحت أنقاض مبنى دُمر في غارة جوية إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 02:40

اتفاق «لجنة إدارة غزة» خطوة مرتقبة على طريق الهدنة

مساعٍ مصرية للتوصل إلى اتفاق بين حركتَي «حماس» و«فتح»، في القاهرة بشأن تشكيل «لجنة لإدارة غزة» تتزامن مع حراك متصاعد لإقرار هدنة في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)

عائلات المحتجزين لا تصدق نتنياهو وتطالب ترمب بالضغط عليه

لم تقبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» الاكتفاء بالأنباء المتفائلة حول استئناف المفاوضات مع الحركة واقتراب التوصل لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية حالياً بأنه «تاريخي وصعب».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الجيش السوري يشنّ «هجوماً معاكساً» ضد الفصائل المسلحة قرب حماة

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوري يشنّ «هجوماً معاكساً» ضد الفصائل المسلحة قرب حماة

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)

يشنّ الجيش السوري «هجوماً معاكساً» في محافظة حماة في وسط سوريا، تمكن خلاله من إبعاد الفصائل المسلّحة التي حققت تقدماً واسعاً في شمال البلاد إثر هجوم بدأ الأسبوع الماضي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الأربعاء.

وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها «فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة إثر معارك طاحنة» مع قوات الجيش السوري التي «شنت هجوماً معاكساً بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي»، ما مكنّ الجيش من إبعاد الفصائل «عن مدينة حماة نحو 10 كيلومترات»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء، في وقت سابق اليوم، بأن الجيش أبعد الفصائل المسلّحة في شمال غربي البلاد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة حماة.

وذكرت الوكالة أن قوات الجيش تُواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات الفصائل المسلّحة بريف حماة الشمالي، وتمكنت من «توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كيلومتراً، بعد القضاء على أعداد» من المسلحين.

عناصر من الفصائل السورية المسلحة على ظهر شاحنة ببلدة صوران بين حلب وحماة (أ.ف.ب)

وعلى مدى الأيام الماضية، شنّت فصائل مسلّحة في شمال غربي سوريا، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب، وتُواصل التقدم باتجاه مدينة حماة، في حين نفى الجيش السوري، أمس، ما ورد من تقارير حول دخول الفصائل منطقتَي الصواعق والمزارب في المدينة.

وكان المرصد قد أفاد أمس بأنّ الفصائل المسلحة باتت «على أبواب» مدينة حماة في وسط سوريا، فيما أكّد الجيش أنه أرسل تعزيزات.

وبحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة كبيرة من المصادر في سوريا فقد «نزحت عشرات العائلات» من مناطق عدة في ريف حماة الغربي والشمالي. وتمكنت الفصائل من السيطرة على مدن وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي «بعد اشتباكات عنيفة» مع قوات الجيش السوري.