عائلات المحتجزين لا تصدق نتنياهو وتطالب ترمب بالضغط عليه

بن غفير يريد التطهير العرقي للفلسطينيين من قطاع غزة

عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)
عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

عائلات المحتجزين لا تصدق نتنياهو وتطالب ترمب بالضغط عليه

عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)
عائلات الرهائن الإسرائيليين خلال احتجاجات للمطالبة بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدس في نوفمبر 2024 (أ.ب)

لم تقبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة «حماس» الاكتفاء بالأنباء المتفائلة حول استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الحركة، واقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف النار وصفقة تبادل أسرى، ولم يصدقوا وعود رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أمام إحدى عائلات المحتجزين بأن وقت الصفقة قريب. وقالوا إنهم مروا بهذا «الفيلم» مرات عدة في الماضي، وسمعوا وعوداً بلا حدود، وتبين أن نتنياهو وبقية المسؤولين يضللونهم، لذلك فهم لن يقتنعوا إلا إذا شاهدوا جميع المحتجزين يعودون سالمين إلى بيوتهم وعائلاتهم.

وكانت حركة «حماس» نشرت بعد ظهر السبت شريط فيديو يظهر فيه الرهينة عيدان ألكسندر المحتجز في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام المنصرم، وهو أميركي يحمل جنسيتين، وتم أَسْره في هجوم «حماس» داخل دبابة. وظهر في المقطع المصور وهو يتهم نتنياهو بعرقلة الصفقة، وتَوَجَّهَ باللغة الإنجليزية إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، شخصياً ليتدخل، ويمارس ضغوطاً على نتنياهو حتى يوافق على الصفقة ويحرر الأسرى.

ومع أن الحكومة الإسرائيلية عدَّته مقطعاً ينخرط في إطار الحرب النفسية ضد الحكومة الإسرائيلية، إلا أن أثره كان بالغاً في إسرائيل وفي الولايات المتحدة. وقد سارع نتنياهو إلى مكالمة ياعيل، والدة الأسير ألكسندر، وأخبرها بأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في لبنان يهيئ الظروف الآن لإنجاح صفقة في قطاع غزة، مؤكداً أنه يبذل جهوداً خارقة للتوصل إلى صفقة.

مظاهرات عائلات الأسرى

متظاهرون إسرائيليون مناوئون لنتنياهو يدعون إلى إطلاق سراح الرهائن بقطاع غزة بتل أبيب في نوفمبر 2024 (أ.ب)

وسيطرت أنباء هذه المكالمة على أحداث مظاهرات عائلات الأسرى وحركة الاحتجاج التي انفجرت، مساء السبت، لمطالبة حكومة نتنياهو بالجنوح الحقيقي إلى صفقة وعدم السماح بأن يبقى أي أسير في أنفاق «حماس» خلال فضل الشتاء. ومع أن والدة ألكسندر، شككت في صدق نتياهو، كما تقول، إلا أنها أكدت في خطابها في مظاهرة تل أبيب على أنها تضرعت لله أن يعينه على الصدق، وطالبته بالوقوف بشجاعة في وجه حلفائه المتطرفين في الحكومة، قائلة له: «الشعب معك، اذهب فوراً إلى صفقة».

وتطرق جميع الخطباء في المظاهرات إلى هذه المكالمة، ورفضوا تصديق نتنياهو، وذكروا أنه قطع على نفسه الوعد نفسه مرات عدة في الماضي. وتَوَجَّهَ أحدهم إلى الرئيس المنتخب ترمب باللغة الإنجليزية قائلاً: «لقد خدعك نتنياهو عندما قال لك إن معظم المخطوفين قد ماتوا، فلا تعتمد عليه، ومارس الضغوط لإقناع نتنياهو بالتوجه الصادق إلى صفقة».

وقال الصحافي بن كسبيت إنه يعرف أن ترمب طلب من نتنياهو أن يعجِّل في إبرام صفقة قبل دخوله إلى البيت الأبيض.

وكانت المظاهرات الأخيرة قد شملت نحو 30 ألف شخص، وامتدت على طول البلاد وعرضها. وتجددت المظاهرة في حيفا وفي أعالي الجليل، بعد 3 شهور من التوقف بسبب الحرب.

وقامت المظاهرات في بئر السبع القدس والنقب. وللأسبوع الثالث لم تقم مظاهرة أمام بيت نتنياهو في قيسارية؛ لأنه لم يزر البيت منذ استهدافه بطائرة مسيَّرة لـ«حزب الله». واستُبدل بها مظاهرة ومَسِيرة أمام مقر رئيس الحكومة في شارع غزة في القدس الغربية.

تطهير عِرقي

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (إ.ب.أ)

إلا أن هناك وزراء إسرائيليين معروفين بالتطرف اليميني، لا يزالون يتحدثون عن استمرار الحرب، وتطهير قطاع غزة من الفلسطينيين، وإعادة بناء الاستيطان اليهودي هناك. وقال الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إنهما يعلنان معارضتهما لاتفاق كهذا، ويطالبان باستمرار الحرب على غزة والاستيطان فيها. وقال بن غفير إنه يرفض صفقة تبادل أسرى تستعيد فيها إسرائيل 101 رهينة مقابل «الإفراج عن ألف سنوار»، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، وأكد أنه يطرح في كل جلسة للحكومة خطط ترحيل الفلسطينيين، وأنه لاحظ بدايةَ تأييدٍ لدى نتنياهو لهذه الفكرة.

يُذْكر أن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، التقى يوم الأحد مع وفد من منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، وقال إنه «توجد مفاوضات تجري من وراء الكواليس»، وأوضح أنه يكرر الدعوة الآن وبشكل خاص بعد وقف إطلاق النار في لبنان، إلى «التوصل إلى صفقة وإعادة المخطوفين إلى الديار».

وأضاف هرتسوغ: «دعوتي للعالم كله ولقيادة دولة إسرائيل وجميع الوسطاء، هي أنه هذا هو الوقت، ونحن نريدهم جميعاً في الديار وبأسرع ما يمكن. ونحن نصرخ بهذا الأمر يومياً، ويجب القيام بذلك الآن. وتجري مفاوضات من وراء الكواليس، وهذه فرصة الآن لإجراء تغيير يؤدي إلى صفقة لإنقاذ مخطوفين».

كما أشار وزير الخارجية غدعون ساعر، إلى أنه «توجد مؤشرات تتعلق بوقف إطلاق نار قريب مع (حماس)». وادعى ساعر أنه «توجد رغبة بالتوجه نحو صفقة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، وآمل أن ينجح هذا الأمر في التقدم. والأمر المبدئي هو أن (حماس) لا يمكنها السيطرة على غزة، لكننا ملتزمون بمحاولة التقدم في موضوع المخطوفين».


مقالات ذات صلة

«بالأرقام والمواعيد».... ما الخطوات التالية في هدنة غزة؟

تحليل إخباري مسلحون من «حماس» أثناء عملية إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين في مدينة غزة الأحد (رويترز) play-circle 00:38

«بالأرقام والمواعيد».... ما الخطوات التالية في هدنة غزة؟

بإتمام خطوة جس النبض الافتتاحية لتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل، يوم الأحد، يكون الاتفاق قد مضى على مساره؛ فما محطته التالية؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
الاقتصاد إطلالة عامة تُظهر وسط تل أبيب (رويترز)

معدل البطالة في إسرائيل ينخفض إلى 2.6 % في ديسمبر

انخفض معدل البطالة بإسرائيل إلى 2.6 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقارنة بـ2.7 في المائة الشهر السابق عليه.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

السيسي يؤكد ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة، بعد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي دمار مروع كان ينتظر الفلسطينيين العائدين إلى مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة أمس (أ.ف.ب)

غزة: الآلاف «تبخّروا»...ومهمة شاقة للبحث عن 10 آلاف جثمان تحت الأنقاض

قال الدفاع المدني في غزة، الاثنين، إنه تنتظره «مهام شاقة وصعبة» خلال البحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف قتيل، يعتقد أنهم ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمباني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرهائن الثلاث يحملن «قرار الإفراج عن أسير» قبل الإفراج عنهن من غزة (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)

«حقائب هدايا» من «القسّام» للإسرائيليات الثلاث المُفرج عنهن... ماذا بداخلها؟

قدمت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، «حقائب هدايا» للإسرائيليات الثلاث المُفرَج عنهن، تحتوي على تذكارات من فترة أَسْرهم، خلال إطلاق سراحهن.

«الشرق الأوسط» (غزة)

إيران تهاجم سياسات بايدن... وتدعو ترمب للتحلي بـ«الواقعية»

عالم دين إيراني يمشي بجانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة في طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
عالم دين إيراني يمشي بجانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة في طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

إيران تهاجم سياسات بايدن... وتدعو ترمب للتحلي بـ«الواقعية»

عالم دين إيراني يمشي بجانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة في طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
عالم دين إيراني يمشي بجانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة في طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

انتقدت طهران نهج الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بشدة، في حين أعربت عن أملها في أن تتبنى الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترمب سياسات «واقعية ومبنية على القانون الدولي» تجاه إيران.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أسبوعي إن إدارة الديمقراطي جو بايدن كانت «واحدة من أسوأ الإدارات أداءً على مدار الـ60 سنة الماضية أو أكثر».

أما عن إدارة ترمب، فقد قال: «نأمل أن تكون توجهات وسياسات الحكومة الأميركية (المقبلة) واقعية ومبنية على احترام مصالح... دول المنطقة، بما في ذلك الأمة الإيرانية».

أتى هذا التصريح قبل ساعات فقط من تنصيب دونالد ترمب الذي انتهج سياسة «الضغوط القصوى» على إيران خلال ولايته الأولى.

وأضاف: «نأمل أن تكون الأحكام التي نصدرها بعد أربع سنوات مختلفة عن تلك التي نصدرها الآن بشأن السنوات الأربع الماضية».

وأردف: «للأسف، استمرت الإجراءات الاستفزازية من قِبل الحكومة الأميركية على مدى هذه السنوات الأربع، ولم تظهر أي جدية فيما يتعلق بالمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، واستمرت العقوبات الظالمة ضد الشعب الإيراني».

ودأب المسؤولون الإيرانيون على اتهام بايدن بمواصلة استراتيجية الضغوط القصوى لترمب. ووصلت المحادثات غير المباشرة بين بايدن وإيران، إلى طريق مسدودة لأسباب متعددة بعدما تعثرت بسبب اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

لكن محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية ووزير الخارجية السابق، حذَّر خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة من تأثير عودة ترمب على مبيعات النفط الإيراني، مشيراً إلى مرونة بايدن في هذا المجال.

وأعلن بقائي إلغاء زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى نيويورك، حيث كان من المقرر أن يشارك في جلسة مجلس الأمن حول التطورات الإقليمية، خصوصاً الأوضاع في غزة. وعزا بقائي إلغاء الزيارة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال محللون في طهران إن تزامن الجلسة مع مراسم تنصيب ترمب، وما يشاع عن الأوضاع بين طهران وواشنطن في ولاية ترمب الجديدة قد يكونان من بين أسباب إلغاء الزيارة.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مغادرة محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، إلى سويسرا، للمشاركة في الدورة الـ55 للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وذلك وسط جهود لإدارة مسعود بزشكيان للتبريد التوترات مع الأوروبيين، بالتزامن مع وصول ترمب.

صورة نشرتها الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي

تخشى إيران من عودة ترمب إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي لمستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة. وتُثار تساؤلات حول نهجه تجاه طهران، حيث أرسل كلا الطرفين إشارات متباينة بشأن المواجهة أو التفاهم الدبلوماسي.

ولم يتضح بعد موقف ترمب من المحادثات النووية التي بدأتها إدارة بايدن؛ إذ تعهّد بنهج أكثر تصعيداً وتحالفاً وثيقاً مع إسرائيل، التي تعارض الاتفاق. وانسحبت الولايات المتحدة في عام 2018 تحت قيادة ترمب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران وست قوى كبرى. وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران.

ودفع ذلك إيران إلى انتهاك الحدود المنصوص عليها في الاتفاق باتخاذها خطوات، مثل إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وتخصيبه إلى درجة نقاء أعلى وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الإنتاج، خصوصاً بعد تولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتبع سياسة مرنة مع إيران، حيث زادت بشكل كبير احتياطاتها من المواد المخصبة ورفعت مستوى التخصيب إلى 60 في المائة، مقتربة من نسبة 90 في المائة اللازمة لصنع سلاح نووي.

ووفقاً لتقييمات الاستخبارات الأميركية، أصبحت إيران أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق اختراق نووي.

وقبل أسبوعين، أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي بأنّ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان عرض أخيراً على الرئيس جو بايدن خيارات لشنِّ ضربة أميركية محتملة على منشآت نووية إيرانية، في حال تحرَّكت طهران نحو تطوير سلاح نووي قبل تولي ترمب منصبه.

رد متناسب لـ«سناب باك»

وتلوح إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بعدما أبلغت القوى الأوروبية الثلاث، مجلس الأمن الدولي استعدادها لتفعيل آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية، إذا لم توقف طهران تصعيدها النووي على الفور.

وتنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) 2025 مفاعيل القرار 2231 الذي يعنى بتطبيق اتفاق 2015، بعد عشر سنوات على دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وقال بقائي: «إذا تم استخدام هذه الآلية على نحو تعسفي للضغط على إيران أو الحصول على تنازلات، فإن ردنا سيكون بالمثل وسيكون متناسباً».

وأضاف: «لقد أوضحت إيران أنه في هذه الحالة لن يكون هناك سبب للبقاء في اتفاقات معينة»، متحدثاً عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وأفادت مصادر صحافية الجمعة بأن مسؤولين إيرانيين أبلغوا نظراءهم الأوروبيين أن الرد الإيراني على تفعيل آلية «سناب باك»، لن يقتصر على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إنما سيتخطى ذلك إلى تغيير العقيدة النووية، في إشارة ضمنية إلى احتمال إنتاج سلاح نووي.

والشهر الماضي، قال مجيد تخت روانتشي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، لأعضاء لجنة الأمن القومي البرلمانية: «قلنا للأوربيين في حال تفعيل آلية (سناب باك)، واحد من خياراتنا سيكون الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي».

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية كاظم غريب آبادي إن بلاده سوف «تنسحب» من المعاهدة إذا قرر الغرب إعادة فرض العقوبات عليها.

تفرض معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية على الدول الموقعة عليها الإعلان عن مخزونها من المواد النووية وإخضاعها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما تريد القوى الأوروبية إدراج الصواريخ الباليستية على أجندة أي مفاوضات مستقبلية بشأن النووي الإيراني، في خطوة من المرجح أن تلاقي ترحيباً من فريق ترمب وهو ما ترفضه طهران.

وقال بقائي رداً على هذه التقارير إنه «من غير الطبيعي أن يطرح الأطراف الآخرون قضاياهم خلال المفاوضات. ما يجب أن يكون واضحاً دائماً هو أن إيران لن تتفاوض أبداً بشأن قدراتها الدفاعية مع أي طرف، ولن تفعل ذلك مطلقاً، كما أن الشعب الإيراني لن يمنح أي طرف مثل هذه الصلاحية. وإذا تم طرح هذا الموضوع، فإن ردنا واضح».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُخصّب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، دون أن تمتلك سلاحاً ذرياً. وتنفي إيران السعي لحيازة قنبلة ذرية.

وتقول الدول الغربية إنه لا يوجد مبرر لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي في إطار أي برنامج مدني موثوق به، وإنه لا توجد دولة وصلت لهذا المستوى من التخصيب، دون أن تنتج قنابل نووي.

قرارات مهمة

وتعهد ترمب بالعودة إلى السياسة التي انتهجها في ولايته الأولى، التي سعى من خلالها إلى تدمير الاقتصاد الإيراني لإجبار البلاد على التفاوض على اتفاق بشأن برنامجيها النووي والخاص بالصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.

وأكّد مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة دونالد ترمب الجديدة، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن إدارة ترمب «ستتخذ قرارات مهمة بشأن إيران خلال الشهر المقبل».

ورداً على سؤال شبكة «سي بي إس نيوز» حول ما إذا كان ترمب سيدعم ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية، قال والتز إن إيران «أصبحت في موقف ضعيف بسبب جهود إسرائيل بقيادة نتنياهو، بما في ذلك القضاء على قيادات (حماس) في عملية سرية ناجحة وتصفية أمين عام (حزب الله) نصر الله».

وأضاف: «هذه التطورات أحدثت تحولاً في المنطقة، حيث عزّلت (حماس) وساهمت في سقوط نظام الأسد، إلى جانب تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية؛ مما يهيئ الظروف لاتخاذ قرارات استراتيجية قريباً».