كيف غيَّرت الحرب حياة 3 سيدات في غزة؟

الاستحمام بماء بارد ودخول الحمام معاناة... والطلاب مصيرهم الدراسي مجهول

سيدة فلسطينية جريحة في رفح بعد قصف إسرائيلي على القطاع (أ.ف.ب)
سيدة فلسطينية جريحة في رفح بعد قصف إسرائيلي على القطاع (أ.ف.ب)
TT

كيف غيَّرت الحرب حياة 3 سيدات في غزة؟

سيدة فلسطينية جريحة في رفح بعد قصف إسرائيلي على القطاع (أ.ف.ب)
سيدة فلسطينية جريحة في رفح بعد قصف إسرائيلي على القطاع (أ.ف.ب)

حوَّلت الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» حياة سكانه إلى صراع دائم، للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه وحتى الحمام. وتشن إسرائيل قصفها على القطاع رداً على هجوم «طوفان الأقصى» الذي نفذته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والذي عدَّته تقارير أنه «الهجوم الأسوأ في تاريخ إسرائيل»، لترد بعملية جوية وبرية على القطاع المحاصر.

وأدى القصف الإسرائيلي والعملية البرية لمقتل ما لا يقل عن 20057 شخصاً؛ حسب حكومة قطاع غزة. وأدت الحرب لنزوح نحو 1.9 مليون شخص في قطاع غزة منذ بدء الحرب، أي 85 في المائة من السكان.

وتروي 3 نساء في قطاع غزة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» كيف فرضت الحرب عليهن واقعاً جديداً.

«لا نستحق هذه الحياة»

مكثت الطبيبة نور 38 يوماً في «مستشفى الشفاء» بمدينة غزة، بعد بداية الحرب، لتضطر للنزوح بعدها إلى رفح في جنوب القطاع، وتعمل حالياً في قسم الاستقبال والطوارئ في «المستشفى الكويتي» بمدينة رفح. وتروي نور (24 عاماً) كيف عملت لمدة 38 يوماً متواصلاً، وتقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم أذهب للبيت إطلاقاً، تمت محاصرة المستشفى فنزحت في اليوم الـ38 (...) منذ أكثر من شهر».

تؤكد نور وجود «اختلاف شاسع بين حياتي السابقة في بيتي؛ حيث جميع مقومات الحياة متوفرة، وبين وجودي في مكان غريب من دون مواد غذائية أو مياه أو أي مقومات. الوضع كارثي إنسانياً واقتصادياً ومعيشياً وصحياً».

وتقول إنها تقيم في رفح الآن مع «أكثر من عشرين شخصاً، في شقة صغيرة جداً. المكان لا يتسع للجميع. بقيت عائلتي من جهة والدتي في مدرسة تابعة لـ(الأونروا)، أما بقية عائلتي: جدتي وعمي وعمتي، فما زالوا في غزة للأسف، والاتصال بهم منقطع، نستودعهم الله».

وتضيف: «كل يوم أشاهد قصص معاناة لم أكن يوماً لأتخيل مشاهدتها. وسائل الراحة ليست متوفرة، لا يمكنني أن أرتاح وأنام بعد الدوام. عدد الموجودين في البيت كبير». لكنها توضح: «نحن أفضل من غيرنا»، مشيرة إلى أنها بعد تركها العمل «أعود للبيت (...) أطبخ معهم، وأقوم بإشعال النار، وبالغسل على يدي حين تتوفر المياه».

فلسطينيات نازحات ينتظرن الخبز في مخيم برفح (أ.ب)

وتلاحظ: «أصبحنا نفكر في إمدادات الطعام والشراب والمياه وشحن الهواتف النقالة، وغيرها. أشياء لم نفكر فيها يوماً. نفكر كيف نحيا»، كما تشير نور إلى أنها «عملت خلال العامين الماضيين خلال تصعيدات عسكرية؛ لكن هذه الحرب مختلفة في كل شيء»، موضحة: «المدة طويلة، وعدد الشهداء ونوع الإصابات لم يمر من قبل، بسبب شدتها والنزوح».

وتروي أنها كانت خلال نزوحها «كنت أسير في الشوارع وأنا في حالة صدمة. لم أتخيل حجم هذه الحرب»، مشيرة إلى أن الحرب «خلقت من كل شخص فينا شخصاً مختلفاً تماماً. لا نستحق هذه الحياة، لا أحد يجب أن يعيش هذه الحياة».

وبعد الحرب، تؤكد نور أن «الجميع يفكر بالسفر؛ لأن البلد لم يتبقَّ فيها شيء. لا بشر ولا حجر ولا شجر». وكانت نور تفكر قبل الحرب في السفر لإكمال دراستها، وتؤكد الآن: «الحرب شجعتني على ذلك إذا نجوت (...) لكن في النهاية هذه بلدي وسأعود إليها».

«أشتاق لروتيني اليومي»

تؤكد سندس البايض -وهي أم لثلاثة أطفال- أن حياتها «انقلبت 180 درجة» منذ بدء الحرب. وتعيش سندس -وهي ربة منزل سنها 32 عاماً- الآن في خيمة صغيرة أمام «المستشفى الكويتي» في مدينة رفح، وتتذكر حياتها السابقة قائلة: «حياتنا قبل الحرب كانت مستقرة وسعيدة. كان يوجد كل شيء في منزلي. كنت أقيم في شقة في مبنى يعود لعائلة زوجي. وأطفالي يذهبون للمدارس»، موضحة أنها تشتاق لروتينها اليومي.

وتتابع: «روتين حياتي اليومي: إيقاظ أطفالي صباحاً للمدرسة، وتجهيزهم، وتحضير الطعام قبل النوم مرة أخرى، ثم شرب القهوة مع زوجي (...) حياة بسيطة ومستقرة، ليتها تعود».

أما اليوم، فتشير السيدة المتزوجة من صحافي إلى أن نزوحها مع أطفالها تم على مراحل، بينما بقي زوجها في غزة في البداية. وتوضح أنها مكثت في دير البلح لأكثر من أسبوعين؛ لكن «أصحاب المنزل خافوا من وجودي؛ لأن زوجي صحافي، وهم يعتقدون أن الصحافيين مستهدفون، بكيت بشدة ولم أعرف ماذا سأفعل»، وطلبوا منها المغادرة. وبعدها توجهت إلى خان يونس، ثم فرَّت مرة أخرى إلى رفح.

وتوضح: «الاستحمام صعب جداً وبماء بارد. أغسل في وعاء بلاستيكي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد خبز. ونحضر وجبات غذائية لكن الأطفال يرفضون أكلها. الأكل سيئ جداً وملوث. ونعتمد على الخضراوات وبعض المعلبات» ما تسبب لهم في أعراض معوية حادة. وتضيف: «هذه الحرب أرهقتنا نفسياً بشدة. أطفالي سلوكهم تغير، وأصبحنا جميعاً بمزاج حاد. جميعنا بحاجة لعلاج نفسي بعد الحرب».

نازحون فلسطينيون في خيمة بخان يونس (أ.ف.ب)

وتؤكد سندس أنها اتفقت مع زوجها على البقاء «نحن متعلقون بعائلاتنا. الغربة صعبة وفراق الأهل والذكريات صعب».

تحلم سندس بالعودة إلى منزلها، مؤكدة: «أتمنى أن نعود لمنزلنا، وألا نضطر للجوء خارج غزة إن شاء الله. حال عدنا إلى بيوتنا سنسافر مع أطفالنا للنقاهة والترفيه لشهر أو عدة شهور لترميم نفسيتنا».

«صوّرنا البيت ونحن نبكي»

تعيش لين حالياً في خيمة مع والديها وشقيقها وأربع شقيقات وابنة إحداهن. ولين طالبة في السنة الأخيرة من المدرسة، كانت تحلم بدراسة الصحافة.

وتوضح الطالبة، وسنها 17 عاماً: «حياتي كانت روتينية لدرجة أنني كنت أتذمر منها. الحرب غيرت كل شيء. أصبحت أتمنى العودة لحياتي التي لم تكن تعجبني».

فرَّت عائلة لين من بيتها في خان يونس، في اليوم الثاني لاندلاع الحرب: «صورنا البيت ونحن نبكي، غادرنا لمنزل أختي؛ لكنه لم يكن آمناً أيضاً، فنزحنا لـ(مستشفى ناصر) في خان يونس». وتروي: «كنت أعتقد أننا سنعود إلى المنزل بعد أسبوع كحد أقصى. مر أكثر من سبعين يوماً ولم نعد بعد». ورفضت لين الأكل والشرب في البداية «حتى لا أضطر للذهاب إلى الحمام. الحمامات قذرة وعليها طوابير طويلة» ومرضت مرات عدة، وفقدت لين الوعي في إحدى المرات مشيرة إلى أنه تم نقلها لقسم الطوارئ. وتتابع: «لم أتوقع أن أعيش هذه الحياة. في منزلنا 4 حمامات»، مؤكدة أنها فقدت 7 كيلوغرامات من وزنها في هذه الحرب.

طفلة فلسطينية تقوم بغسل ملابس في خيمة بدير البلح (أ.ف.ب)

وتوضح لين أن العائلة تعيش على «أكل الزعتر والمعلبات. من الصعب توفير الخبز». الاستحمام والذهاب إلى الحمام أصبحا «معاناة. دخول الحمام كأنه سفر لأن المسافة بعيدة».

وتضيف: «كنت أستحم يومياً قبل الحرب. والآن إذا حالفني الحظ أستحم مرة واحدة في المسجد، وبمياه باردة. أغسل شعري في المغاسل المخصصة للوضوء، ثم أغسل جسمي في الحمام». وتشير الفتاة وهي تبكي: «أشعر بالحسرة لأنني سأفقد -وكل الطلاب- هذا العام من حياتنا. لا أعتقد أننا سنعود إلى المدارس».

وتضيف: «كنت متحمسة لإنهاء المدرسة بتفوق حتى أسافر وأكمل حلمي»، متابعة: «كل ما أتمناه الآن أن يعود الجميع لمنازلهم، وأن أعود لمنزلي، ويكون ما زال موجوداً».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

المشرق العربي الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)

البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن الولايات المتحدة تتوقع إدخال وقود ومساعدات أخرى إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي يطلق قذيفة مدفعية على الحدود مع لبنان (د.ب.أ)

تقارير: شحنة الأسلحة التي أعلنت أميركا تعليقها وصلت إسرائيل

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن شحنة الأسلحة التي أعلنت أميركا قبل عدة أيام تعليق توريدها لإسرائيل، قد وصلت بالفعل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المنامة (واس)

محمد بن سلمان وغوتيريش يستعرضان جهود السلام والاستقرار

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأوضاع في غزة، والجهود المبذولة بما يحقق السلام والاستقرار.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
العالم العربي الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة (د.ب.أ)

«إعلان البحرين» يدعو إلى وقف فوري للعدوان على غزة

أصدر القادة المشاركون في أعمال الدورة الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة «إعلان البحرين» والذي تطرق إلى قضايا أساسية في مقدمتها أزمة غزة.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الخليج جانب من عملية إنزال المساعدات الإغاثية من الطائرة السعودية لدى وصولها إلى مطار العريش (واس)

وصول الطائرة السعودية الـ50 لإغاثة متضرري غزة

واصل الجسر الإغاثي الجوي السعودي التدفق إلى مطار العريش الدولي في مصر، محملاً بأطنان من المواد الطبية والغذائية والإيوائية، لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (العريش)

تجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

تجدد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان

دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد جراء قصف إسرائيلي على قرية النجارية بجنوب لبنان في 17 مايو 2024 (أ.ف.ب)

شنّت إسرائيل، صباح الجمعة، غارات على بلدتين في جنوب لبنان، بعيدتين نسبياً عن الحدود، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، استهدفت إحداها شاحنة صغيرة، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، على وقع ارتفاع منسوب التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل في الأيام الأخيرة.

وكثّف «حزب الله» أخيراً وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية بصواريخ ومسيّرات. وأعلن الخميس لأول مرة شنّ «غارة» بواسطة طائرة مسيّرة أطلقت صاروخين على موقع في شمال إسرائيل قبل انفجارها؛ ما أسفر عن أصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح.

وأفادت الوكالة الوطنية صباحاً بشنّ «الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة النجارية» الساحلية الواقعة في قضاء صيدا، وغارة أخرى على بلدة العدوسية المجاورة.

وتبعد البلدتان نحو ثلاثين كيلومتراً كمسافة مباشرة عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية شاحنة صغيرة استهدفها القصف في بلدة النجارية، حيث فُرض طوق أمني مشدد، في حين طالت الغارة الثانية بستاناً في العدوسية، سبق أن استهدفته إسرائيل عند بدء التصعيد مع «حزب الله».

وقال إن سيارات الإسعاف هرعت إلى الموقعين المستهدفين، في حين أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن «وقوع إصابات».

وكان «حزب الله» أعلن صباح الجمعة شنّه «هجوماً جوياً بعددٍ من المسيّرات الانقضاضية» على مقر عسكري في جعتون في شمال إسرائيل.

وتشهد جبهة الجنوب تصعيداً منذ الأربعاء مع تكثيف «حزب الله» وتيرة هجماته على إسرائيل بعد قصف إسرائيلي طال مواقع تابعة له في شرق لبنان.

واستهدفت إحدى الهجمات الخميس موقعاً عسكرياً في المطلة «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة» بصاروخين من طراز «إس فايف» (S5). وقال الحزب إن المسيّرة «أطلقت صواريخها» على إحدى الآليات في الموقع والعناصر المجتمعة حولها، ثم «أكملت انقضاضها على الهدف المحدد لها وأصابته بدقّة».

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها «حزب الله» استخدام مسيّرة تطلق صواريخ قبل الانقضاض على أهدافها، في هجماته ضد إسرائيل المستمرة منذ سبعة أشهر.

وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته أن انفجار المسيرة في المطلة أدى الى «إصابة جندي بجروح بالغة وجنديين آخرين بجروح طفيفة».

ونعى «حزب الله» الخميس مقاتلَين من صفوفه، قُتلا باستهداف سيارة كانا يستقلانها قرب بلدة قانا الجنوبية.

وخلال سبعة أشهر، أسفر التصعيد على جانبي الحدود عن مقتل 417 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 267 مقاتلاً على الأقل من «حزب الله» و80 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكرياً وعشرة مدنيين.

ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.


«حزب الله» يقصف بالمسيرات مقر كتيبة مدفعية شمال إسرائيل

منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

«حزب الله» يقصف بالمسيرات مقر كتيبة مدفعية شمال إسرائيل

منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)
منزل إسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية شمال إسرائيل، والذي تضرر جراء قصف حزب الله، كما يُرى من الجانب اللبناني من قرية كفركلا الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بجنوب لبنان (أ.ب)

أعلن «حزب الله» اليوم (الجمعة) أنه قصف بالمسيرات ما وصفه بأنه المقر المستحدث لقيادة «كتيبة ‏المدفعية 411» في جعتون شمال إسرائيل، مشيراً إلى مقتل وجرح عدد من أفراد الكتيبة.

وأضاف في بيان أنه تم «استهداف خيم استقرار ومبيت ضباطها وجنودها، فأصابت أهدافها ‏بدقة وأوقعت عدداً منهم بين قتيلٍ وجريح»، حسبما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشار الحزب في بيانه إلى أن العملية جاءت رداً على ما قال إنه «الاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في محيط بلدة قانا».

وكان «حزب الله» أعلن وفاة اثنين من مقاتليه أمس (الخميس) في ضربات إسرائيلية بجنوب لبنان، في وقت كثف من وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية استهدفها بعشرات الصواريخ وبمسيّرات، ما أسفر عن إصابة 3 جنود بجروح وفق الجيش الإسرائيلي. ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

وزاد الحزب في الآونة الأخيرة من وتيرة عملياته الهجومية، وأعلن الخميس لأول مرة شنّ «غارة» بواسطة طائرة مسيرة على موقع في شمال إسرائيل. وجاء النعي بعد ساعات من غارة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة على طريق تربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية مشيرة إلى «سقوط شهيدين». وكانت غرفة العمليات في «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة للحزب أفادت عن «استشهاد شابين، أحدهما من (حزب الله)، جراء الغارة على السيارة»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة له «حيدت عبر ضربة موجهة في منطقة قانا خلية إرهابية بينما كانت في طريقها لتنفيذ هجوم وشيك» ضد إسرائيل.


مستوطنون يعتدون على جنود إسرائيليين في الضفة أثناء نقل مساعدات إنسانية لغزة

جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
TT

مستوطنون يعتدون على جنود إسرائيليين في الضفة أثناء نقل مساعدات إنسانية لغزة

جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)
جنديان إسرائيليان في الضفة الغربية (د.ب.أ)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الجمعة)، إن مستوطنين اعتدوا على مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية كانوا مكلفين حماية سائق شاحنة

أُضرمت فيها النيران.

ولم تشر «تايمز أوف إسرائيلي» في نقلها لبيان عن الجيش الإسرائيلي إلى هوية الشاحنة ولا سبب الاعتداء، لكن صحيفة «هآرتس» قالت إن السائق فلسطيني وإنه كان يقود شاحنة تحمل مساعدات لقطاع غزة.

ووقع الحادث قرب «مستوطنة كوتشاف حاشار». وقالت «تايمز أوف إسرائيل» إن الحادث أسفر عن إصابة ضابطين وجندي بجراح طفيفة.

وقالت «هآرتس» إن عشرات المستوطنين احتجوا في الضفة الغربية بساعة متأخرة ليل الخميس على نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

ونُسِب لمصادر في الجيش الإسرائيلي القول إن المحتجين رشقوا الشاحنات الفلسطينية بالحجارة.


إسرائيل تعرض على مصر إعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين وأمميين

معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تعرض على مصر إعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين وأمميين

معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)
معبر رفح من الجانب المصري (د.ب.أ)

قال موقعه «والا» الإسرائيلي، يوم الخميس، إن إسرائيل عرضت مقترحاً على مصر لإعادة فتح معبر رفح بمشاركة ممثلين فلسطينيين من غزة وآخرين أمميين.

وأضاف الموقع أن المقترح يتضمن إرسال مصر أسماء الفلسطينيين المرشحين لإدارة المعبر على أن يكون لإسرائيل حق الاعتراض على أي منها.

ويتضمن المقترح، بحسب موقع «والا»، تفاصيل تشغيل معبر رفح للأفراد والوقود، كما يتضمن تواجد إسرائيلي خارج معبر رفح لحمايته من هجمات حركة «حماس» ومنع غير المسموح لهم بالسفر عبر المعبر.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق (الخميس) إن الجيش الإسرائيلي أرسل لواءً إضافياً إلى رفح في جنوب قطاع غزة للانضمام إلى «الفرقة 162» التي تشن عملية بالجزء الشرقي من المدنية منذ مطلع الشهر الجاري، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وقالت وسائل العلام إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن توافق فيه الحكومة الإسرائيلية على توسيع الهجوم العسكري على رفح.


إسرائيل تعتزم إرسال «قوات إضافية» إلى رفح

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتزم إرسال «قوات إضافية» إلى رفح

جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان، أمس (الخميس)، عزم الجيش على إرسال «قوات إضافية» إلى رفح، و«تكثيف النشاط (العسكري) فيها»، وذلك على الرغم من التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على هذه المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة، بهدف ما سماه القضاء على حركة «حماس».

وجاء هذا تزامناً مع تأكيد جنوب أفريقيا، خلال إفادة بمحكمة العدل الدولية في لاهاي، بأن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيكون «الخطوة الأخيرة في تدمير» القطاع الفلسطيني.

في سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أمس، تثبيت الرصيف البحري المؤقت على شاطئ قطاع غزة، تمهيداً لإدخال مساعدات بحراً إلى القطاع. وقالت القيادة، في بيان، إن من المتوقع أن تبدأ شاحنات في التحرك نحو الرصيف خلال الأيام المقبلة لنقل المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات القادمة عبر الرصيف البحري، وستنسق توزيعها في غزة. وأضافت القيادة المركزية أنه لم تدخل أي قوات أميركية قطاعَ غزة في إطار عملية تثبيت الرصيف البحري.

غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، انتقد تثبيت الرصيف البحري المؤقت من دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية، وعبّر عن قلقه من استخدامه لتهجير سكان القطاع. وقال الأحمد لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن تثبيت الرصيف البحري «لن يحل مشكلة أهالي غزة وجرحاها وسكانها الذين تواجههم المجاعة، (كما) أنه ليس من حق أميركا ألا تنسق مع القيادة الفلسطينية بشأن إقامة هذا (الرصيف) من عدمه».


إسرائيل: جنوب أفريقيا تقدم مزاعم كاذبة في قضية الإبادة الجماعية

فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: جنوب أفريقيا تقدم مزاعم كاذبة في قضية الإبادة الجماعية

فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون من رفح يسيرون في مخيم بخان يونس (إ.ب.أ)

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم (الخميس)، إن جنوب أفريقيا «تقدم مزاعم منحازة وكاذبة... تعتمد على مصادر غير موثوقة من (حركة) حماس» رداً على قضية رفعتها جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية وتتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

وورد في بيان من وزارة الخارجية الإسرائيلية «تتصرف إسرائيل وفقاً للقانون الدولي والتزاماتها الإنسانية... مع تنفيذ إجراءات لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين والمنشآت المدنية لأقصى حد»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ودعت الوزارة محكمة العدل الدولية إلى «رفض التماس جنوب أفريقيا وإنهاء إساءة استغلال المحكمة».

وحثّت جنوب أفريقيا أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة (الخميس) على إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في إطار قضيتها التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، قائلة إنه «لا بد من وقف» الهجوم على رفح لضمان بقاء الشعب الفلسطيني.

وحث فوسيموزي مادونسيلا سفير جنوب أفريقيا لدى هولندا المحكمة على إصدار أمر «بالانسحاب الفوري التام غير المشروط للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بأكمله».

وتأتي جلسات الاستماع التي تستمر يومين في محكمة العدل الدولية، والمعروفة أيضاً باسم المحكمة العالمية، في إطار قضية رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية. وسترد إسرائيل (الجمعة).

وطالبت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي باتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية رفح في جنوب قطاع غزة التي يحتمي بها أكثر من مليون فلسطيني.

كما طلبت من المحكمة إصدار أمر لإسرائيل بالسماح لمسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية فضلاً عن الصحافيين والمحققين بالدخول إلى القطاع دون عوائق.


البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
TT

البيت الأبيض: نتوقع إدخال مساعدات لغزة عبر الرصيف البحري خلال أيام

الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)
الرصيف العائم أمام سواحل غزة (القيادة المركزية الأميركية عبر منصة «إكس»)

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة تتوقع إدخال وقود ومساعدات أخرى إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم خلال الأيام المقبلة.

وأضافت بيير، خلال إحاطة صحافية، أن البيت الأبيض لا يزال قلقاً إزاء إدخال المساعدات إلى غزة عبر عمليات إغاثة محدودة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأعلن الجيش الأميركي استكمال بناء رصيف بحري عائم بساحل قطاع غزة، الخميس، مؤكداً أن شاحنات المساعدات ستتحرك إليه خلال أيام.

وأشار إلى أنه لا توجد أي قوات أميركية على الأرض في غزة، وأن «الأمم المتحدة» هي التي ستتولى توزيع المساعدات.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 25 أبريل (نيسان) بدء بناء الرصيف الذي سيكلف 320 مليون دولار على الأقل.


الجيش الإسرائيلي: تأكدنا من احتجاز «حماس» جثتي عاملين تايلانديين قتلا في 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: تأكدنا من احتجاز «حماس» جثتي عاملين تايلانديين قتلا في 7 أكتوبر

جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون في قطاع غزة (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن عاملين زراعيين تايلانديين قتلا في هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وإن الحركة تحتجز جثتيهما في غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري «أبلغنا عائلتي مواطنين تايلانديين مختطفين، كانا يعملان في الزراعة في المزارع القريبة من كيبوتس بئيري، بأنهما قُتلا في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 7 أكتوبر وأن (حماس) تحتجز جثتيهما».

وهناك الآن ستة رهائن تايلانديين محتجزين في غزة، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام إسرائيلية.
ويقيم نحو 30 ألف مواطن تايلاندي في إسرائيل، يعمل معظمهم في القطاع الزراعي.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، بعدما شنّت حركة «حماس» هجوماً غير مسبوق في جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
ورداً على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 35272 شخصا حتى الآن وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


«حماس» تأسف لكلمة الرئيس الفلسطيني أمام القمة العربية... وتؤكد حرصها على الوحدة

عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تأسف لكلمة الرئيس الفلسطيني أمام القمة العربية... وتؤكد حرصها على الوحدة

عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعربت حركة «حماس» في بيان اليوم الخميس عن أسفها من كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أمام القمة العربية في العاصمة البحرينية المنامة.

وقال عباس أمام مؤتمر القمة إن «حماس» «نفذت العملية العسكرية في 7 أكتوبر بقرار منفرد، ووفرت لإسرائيل المزيد من الذرائع لمهاجمة غزة »، لترد «حماس» بأن إسرائيل «لا تنتظر الذرائع لارتكاب جرائمها» بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف عباس في كلمته أن موقف «حماس» «الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، خدم المخطط الإسرائيلي الذي كانت حكومة الاحتلال تعمل على تنفيذه قبل السابع من أكتوبر الماضي لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، حتى تمنع قيام دولة فلسطينية، وتضعف السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية».

لكن «حماس» أصرت في بيانها على أنها «أكدت مراراً حرصها على إتمام الوحدة الوطنية، وتحلت بالمرونة المطلوبة في كل المحطات، في سبيل تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني».


أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
TT

أبو الغيط: قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي
أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي

أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، أن القمة العربية الـ33 التي اختتمت أعمالها في بلاده، مساء الخميس، أطلقت دعوة جماعية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، في حين أكد أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن فكرته «قابلة للتنفيذ»، وتحقيقها يمثل «مسألة وقت مثلها مثل قيام الدولة الفلسطينية».

وقال الزياني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اختتام القمة، إن المؤتمر الذي تبنت البحرين استضافته، سيعمل «على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة، والقابلة للحياة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، للعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل».

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وأضاف أن بيان القمة وجّه وزراء خارجية الدول العربية «بالتحرك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية دول العالم لحثهم على الاعتراف السريع بدولة فلسطين، على أن يتم التشاور بين الوزراء حول كيفية هذا التحرك»، الذي يهدف إلى تقديم دعم «للمساعي العربية للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة بصفتها دولة مستقلة وذات سيادة كاملة، وتكثيف الجهود العربية مع جميع أعضاء مجلس الأمن لتحقيق هذا الاعتراف».

بدوره، أوضح أبو الغيط، أن فرص عقد المؤتمر الذي أكدت البحرين استضافته «واردة للغاية وقابلة للتنفيذ» لأن الدول العربية في قمتها اليوم تبنت الدعوة له - والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسه إسبانيا، يدفع في هذا الاتجاه - حيث أعلنت مسبقاً رغبتها في استضافته، و«حين نصل لهذه اللحظة يمكن أن تكون هناك استضافة عربية – أوروبية أسوة بما حدث في مؤتمر مدريد 1991»، مشيراً إلى أن تحقيق فكرته يمثل «مسألة وقت مثلها مثل قيام الدولة الفلسطينية».

وأضاف أبو الغيط: «الآلية التي من شأنها تحقيق المسار السياسي للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية، تعتمد على تفعيل تحرك دولي في هذا الاتجاه»، مؤكداً أن «مجلس الأمن مُطالب بالوصول للمسار السياسي لإقامتها، وهذا يتطلب اقتناع الدول الخمس دائمة العضوية، وإذا فشل مجلس الأمن فإن اللجوء للجمعية العامة التي تضم 194 دولة بما فها فلسطين، يمثل خياراً متاحاً».

أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال المؤتمر الصحافي

وفي حين يدعو البيان الختامي للقمة «إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين»؛ أبدى أبو الغيط استغرابه مما تثيره وسائل إعلام أميركية بشأن إرسال «قوات عربية» لقطاع غزة، وقال: «الصحف الأميركية تتحدث بشأن تلك القوات، ونحن في الجامعة العربية نتابع وبدقة كل ما يحدث في هذا الموضوع إعلامياً، لكن لا يتحدث معنا أي طرف فيما هو مطروح».

ونوّه إلى أن هذه التسريبات الإعلامية في الولايات المتحدة تقوم على افتراضات، بأن هناك قدرة لإسرائيل على «تدمير حركة حماس ونزع قدرتها على إدارة السلطة في غزة، وبالتالي يخلق (هذا الوضع) سلطة جديدة لديها قدرات عسكرية وأمنية لتأمين القطاع، وكمرحلة انتقالية تدخل قوات حفظ سلام عربية أو قوات دولية».

وواصل: «لكي أكون واضحاً فهذه افتراضات، فالعمليات العسكرية (الإسرائيلية) ما زالت تدور في القطاع، وأمس قرأت تقريراً في صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، يتحدث عن فشل الجيش الإسرائيلي في تدمير حماس، وبالتالي فهذه الأطروحات التي تتحدث عن إزاحة قوة وإقامة قوة بديلة هي أطروحات تنتظر نهاية الاقتتال». لكنه أكد أن التدمير الذي شهده قطاع غزة يفرض أن يكون هناك سلطة لتأمين القطاع وتحقيق الأمن الداخلي ومنع انتشار الفوضى. وقال: «لننتظر ما يسمى اليوم التالي لكي نعرف ما تسير إليه الأمور».

وأشار أبو الغيط إلى أن مؤتمر القاهرة للسلام في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «كشف عن توجه دولي لوقف إطلاق النار والتهدئة وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة». وتابع أبو الغيط، أنّ «ما حدث في فلسطين كشف عن عورة يجب أن يعالجها المجتمع الدولي».

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وزاد: «الجديد أن إسرائيل عرضت نفسها اليوم لمأزق كشف عن عدوانية غير مسبوقة (..) وفي هذا تطور هائل لوضعية إسرائيل في الشرق الأوسط... حيث لا يدافع عن إسرائيل إلا طرف واحد»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وتطرق وزير الخارجية البحريني إلى صدور بيان خاص عن القمة حول الوضع المأساوي في غزة والهجوم الإسرائيلي على رفح، وما نجم عنه من فظائع إنسانية؛ حيث أدان «استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية المنظمات الإنسانية والمنظمات الأممية في قطاع غزة، وإعاقة عملها، والاعتداءات على قوافل المساعدات لقطاع غزة، بما في ذلك اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين على قوافل المساعدات الأردنية، وعدم وفاء السلطات الإسرائيلية بمسؤوليتها القانونية عن توفير الحماية لهذه القوافل». مطالباً «بإجراء تحقيق دولي فوري حول هذه الاعتداءات».

وأوضح الزياني، أن البيان أكد استمرار الدول العربية في «دعم الشعب الفلسطيني بكل الصور في مواجهة هذا العدوان». «وندعو المجتمع الدولي والقوة الدولية المؤثرة لتخطي الحسابات السياسية والمعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية والاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية المنوطة بها في مواجهة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، وتوصيفها بشكل واضح انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

ودعا البيان إلى «تفعيل دور الآليات الدولية المعنية لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

المبادرة البحرينية

وأوضح الزياني أن البحرين أطلقت حزمة مبادرات، بالإضافة لاستضافة مؤتمر دولي، أهمها مبادرة عن توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، ممن حرموا من حقهم في التعليم النظامي بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتداعيات النزوح واللجوء والهجرة. وقال إن هذه المبادرة سيجري تنفيذها بالتعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية (اليونيسكو) ومملكة البحرين.

ومن بين المبادرات كذلك، تحسين الرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، وتطوير صناعة الدواء واللقاحات في الدول العربية، وضمان توفر الدواء والعلاج، بالتعاون والتنسيق المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية ومملكة البحرين.

ومبادرة ثالثة، لتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، من أجل توفير بيئة ملائمة لتطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

مؤتمر صحافي مشترك لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني

وأشار الزياني إلى أن البيان الختامي للقمة أكد على الموقف الثابت للدول العربية «ضد الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، والرفض القاطع لدوافعه ومبرراته»، والعمل «على تجفيف مصادر تمويله، ودعم الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، ومنع تمويلها، ومواجهة التداعيات الخطيرة للإرهاب على المنطقة وتهديده للسلم والأمن الدوليين».

كما لفت إلى تأكيد البيان على «اتخاذ إجراءات رادعة في سبيل مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتحريض، وإدانة هذه الأعمال أينما كانت، لما لها من تأثير سلبي على السلم الاجتماعي واستدامة السلام والأمن الدوليين، ومن تشجيع لتفشي النزاعات وتصعيدها وتكرارها حول العالم، وزعزعة الأمن والاستقرار، وذلك وفقاً للقرارات الصادرة من الجامعة العربية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». مع دعوة «جميع الدول إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، ونبذ الكراهية والطائفية والتعصب والتمييز والتطرف بمختلف أشكاله».