إسرائيل تكثف قصفها... وأميركا تلوّح بتدخل عسكري

نتنياهو يعد حرب غزة مسألة «حياة أو موت»... ودبابة إسرائيلية تستهدف «خطأ» موقعاً مصرياً... ودخول مساعدات عبر رفح


فلسطينيون يجلون امرأة نجت من ضربة إسرائيلية في دير البلح بغزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يجلون امرأة نجت من ضربة إسرائيلية في دير البلح بغزة أمس (أ.ب)
TT

إسرائيل تكثف قصفها... وأميركا تلوّح بتدخل عسكري


فلسطينيون يجلون امرأة نجت من ضربة إسرائيلية في دير البلح بغزة أمس (أ.ب)
فلسطينيون يجلون امرأة نجت من ضربة إسرائيلية في دير البلح بغزة أمس (أ.ب)

قصفت إسرائيل بعنف قطاع غزة، فجر أمس، عقب إعلانها تكثيف ضرباتها تمهيداً لعملية برية، مع دخول الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل أسبوعها الثالث، فيما أعلنت الولايات المتحدة، تعزيز دفاعاتها في الشرق الأوسط، على وقع «تصعيد» من قبل إيران وحلفائها.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال دانيال هغاري: «كثفنا هجماتنا... ما أدى إلى مقتل العشرات من مقاتلي (حماس)»، بينهم نائب قائد منظومة الصواريخ في الحركة محمد قطامش الذي يتولى «إدارة إطلاق الصواريخ والنيران في لواء الوسطى».

وفي الأثناء، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، لهجته معلناً أمام قواته أن حرب غزة عبارة عن «حياة أو موت» بالنسبة لإسرائيل، قائلاً: «لن نتراجع ونعمل على محو حركة (حماس)». كما حذر نتنياهو «حزب الله» اللبناني من مغبة فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يدفع إسرائيل لتنفيذ ضربات مضادة بقوة «لا يمكن تخيلها»، ويأتي بدمار و«خراب» على لبنان.

وأضاف نتنياهو: «لا يمكن أن أقول لكم الآن ما إذا كان (حزب الله) سيقرر دخول الحرب بالكامل... لكنه سيواجه حرباً أقوى من تلك التي اندلعت في 2006 إذا قرر التصعيد».

وفي تطور ذي صلة، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، من أن الولايات المتحدة «لن تتردد في التحرك» عسكرياً ضد أي «منظمة أو بلد يسعى إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط» بين إسرائيل وحركة «حماس».

وبعد بضع ساعات من إعلان البنتاغون تعزيز انتشاره العسكري في المنطقة لمواجهة «التصعيد الأخير من جانب إيران وقواتها بالوكالة»، صرح أوستن لمحطة «إيه بي سي نيوز» مخاطباً: «من يسعون إلى توسيع النزاع (...) نصيحتنا لهم هي: لا تقوموا بذلك. نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أنفسنا، ولن نتردد في التحرك».

في غضون ذلك، دخلت دفعة ثانية من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، أمس، عبر معبر رفح المصري، رغم قيام قوات الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق قريبة من الحدود المصرية.

وقال المتحدث العسكري للجيش المصري إنه «خلال الاشتباكات القائمة في قطاع غزة، أصيب أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ، نتجت عنه إصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد بقوة «نخبة حماس» شارك في هجوم 7 أكتوبر

المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد بقوة «نخبة حماس» شارك في هجوم 7 أكتوبر

أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، القضاء على قائد في قوة النخبة التابعة لـ«حماس»، والذي قاد الهجوم على «كيبوتس نير عوز» خلال هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدكتور حسام أبو صفية خلال علاج مصاب فلسطيني في مستشفى كمال عدوان (أ.ف.ب)

الطبيب حسام أبو صفية... رمز النظام الصحي المدمّر في قطاع غزة

أصبح مدير مستشفى كمال عدوان الذي اعتقلته إسرائيل خلال عملية عسكرية على المرفق للاشتباه بانتمائه إلى حركة «حماس»، رمزا لنظام صحي دمرته الحرب في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)

في ظل تعثر مفاوضات الهدنة... إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة

تفاصيل جديدة... كيف خططت إسرائيل لاغتيال هنية داخل إيران؟ يستعد الجيش الإسرائيلي لتوسيع القتال في قطاع غزة، في ظلّ تعثر المفاوضات حول الهدنة، وأيضاً في ظلّ.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - رام الله)

في غزة... منتجات العناية الصحية للنساء حلم بعيد المنال

منال لُباد أم لثمانية أطفال وسط خيام غارقة في مياه الأمطار بمدينة غزة (أ.ب)
منال لُباد أم لثمانية أطفال وسط خيام غارقة في مياه الأمطار بمدينة غزة (أ.ب)
TT

في غزة... منتجات العناية الصحية للنساء حلم بعيد المنال

منال لُباد أم لثمانية أطفال وسط خيام غارقة في مياه الأمطار بمدينة غزة (أ.ب)
منال لُباد أم لثمانية أطفال وسط خيام غارقة في مياه الأمطار بمدينة غزة (أ.ب)

تزداد مصاعب الحياة تعقيداً بالنسبة لنساء غزة في مخيمات النازحين المترامية الأطراف، بسبب انعدام منتجات العناية الشخصية، وعدم وجود أي خصوصية لديهن.

وتعاني النساء من أجل ارتداء ملابس محتشمة، في ظل ازدحام الخيام، التي تعجُّ بأفراد الأسرة الممتدة، والذين يكون من بينهم كثير من الرجال، إلى جانب وجود غرباء يعيشون على بُعد بضع خطوات في الخيام المجاورة. كما يُعد الحصول على الفوط الصحية التي تستخدمها النساء أثناء الدورة الشهرية، محدوداً، لذلك يقمن بتمزيق الأغطية أو الملابس القديمة المتاحة لديهن، لاستخدامها بديلاً عن الفوط الصحية. وعادةً ما تكون المراحيض المؤقتة التي يستخدمها النازحون حالياً، مجرد حفرة في الرمال، محاطة بأغطية تتدلى من حبل، ويجب التشارك فيها مع عشرات الأشخاص الآخرين.

وقد تعاملت واحدة من النازحات، وتُدعى آلاء حمامي، مع مسألة الاحتشام أمام الرجال، من خلال حرصها على ارتداء إسدال الصلاة طوال الوقت. وتقول حمامي، وهي أم شابة لثلاثة أبناء، لوكالة أنباء «أسوشييتد برس»، إنها صارت ترتدي إسدال الصلاة طوال الوقت، حتى عندما تذهب إلى السوق، مضيفة: «لقد ضاعت كرامتنا».

وعادةً ما كانت حمامي ترتدي الإسدال عند أداء الصلاة فقط، لكن مع وجود كثير من الرجال حولها، فإنها صارت ترتديه طوال الوقت، حتى عندما تكون نائمة؛ خوفاً من تعرض المكان الذي تعيش فيه لغارة إسرائيلية أثناء الليل، فتضطر إلى الفرار سريعاً، وفق ما تقوله.

يشار إلى أن الحرب المستمرة؛ والتي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة قبل 14 شهراً، أدت إلى نزوح أكثر من 90 في المائة، من أصل 2.3 مليون فلسطيني، من منازلهم، حيث يعيش مئات الآلاف منهم الآن في مخيمات بائسة تعجُّ بالخيام المتراصة على مسافات قريبة جداً من بعضها البعض.

وتتدفق مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، كما أنه من الصعب الحصول على الطعام والشراب. ورغم حلول الشتاء، غالباً ما يرتدي النازحون الملابس نفسها لأسابيع؛ لأنهم تركوا ملابسهم وكثيراً مما يملكونه وراءهم أثناء فرارهم من منازلهم.

ويبحث الجميع في المخيمات يومياً عن الطعام والمياه النظيفة والحطب، وتشعر النساء بالخطر باستمرار.

وتقول حمامي، التي ترتدي إسدال صلاة ممزقاً وملطخاً بالرماد الناتج عن نار الطهي: «في السابق كان لدينا سقف. أما هنا فلا وجود له... لقد صارت حياتنا هنا مكشوفة تماماً أمام العامة، ولا توجد خصوصية للنساء».

حتى الاحتياجات البسيطة يصعب الحصول عليها

على صعيد متصل، تقول نازحة أخرى تُدعى وفاء نصر الله، وهي أم لابنين، إن الحياة في المخيمات تجعل الحصول على مجرد أبسط الاحتياجات، صعباً جداً، مثل توفير فوط الدورة الشهرية للنساء؛ لأنها غالية الثمن ولا تستطيع تحمل تكلفتها. وقد حاولت استخدام قطع من القماش، أو حتى الحفاضات، التي ارتفعت أسعارها كثيراً أيضاً.

أما بالنسبة لحمامي، فهي لديها حفرة في الأرض، تحيط بها بطانيات متدلية من العصي.

وتقول «الأمم المتحدة» إن هناك أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في غزة يحتجن إلى منتجات النظافة الشهرية، بالإضافة إلى المياه النظيفة والمراحيض.

ولم يتمكن العاملون في مجال الإغاثة من تلبية كل تلك الطلبات، في ظل تكدس الإمدادات عند المعابر من إسرائيل. وقد نفدت مخزونات أدوات النظافة، كما تُعد الأسعار باهظة جداً، بينما يتعين على كثير من النساء الاختيار بين شراء الفوط الصحية، أو شراء الطعام والماء.

في حين تقول نازحة أخرى تُدعى دعاء حلس، وهي أم لثلاثة أبناء وتعيش في أحد المخيمات، إنها قامت بتمزيق ملابسها القديمة لاستخدامها فوطاً صحية، موضحة: «أينما نجد القماش، نُمزقه ونستخدمه». ويبلغ سعر عبوة الفوط الصحية 45 شيقلاً (12 دولاراً)، رغم أنه «لا يوجد حتى خمسة شيقلات في الخيمة بأكملها»، وفقاً لحلس.

من ناحية أخرى، توضح منظمة «أنيرا»؛ وهي منظمة حقوقية تعمل في غزة، أن بعض النساء يستخدمن حبوب منع الحمل لوقف الدورة الشهرية لديهن. كما عانت أخرياتٌ اضطرابات في دوراتهن الشهرية بسبب الإجهاد والصدمة الناتجة عن عمليات النزوح المتكررة.

في حين تقول أمل صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، الذي يوفر إمدادات للنساء ويُجري استطلاعات للرأي بشأن تجاربهن، إن الظروف الفظيعة تشكل مخاطر حقيقية على صحة المرأة.

وتشير إلى أن بعض النساء لم يقمن بتغيير ملابسهن لمدة 40 يوماً، موضحة أن هذا إلى جانب استخدامهن الفوط القماش التي قمن بتمزيقها من الملابس القديمة: «سيؤدي هذا، بالتأكيد، إلى إصابتهن بأمراض جلدية، وأخرى مرتبطة بالصحة الإنجابية، وباضطرابات نفسية».